كنوز ودفائن القدماء
الاسكندر الكبير الجوء الاول 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الاسكندر الكبير الجوء الاول 829894
ادارة المنتدي الاسكندر الكبير الجوء الاول 103798
كنوز ودفائن القدماء
الاسكندر الكبير الجوء الاول 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الاسكندر الكبير الجوء الاول 829894
ادارة المنتدي الاسكندر الكبير الجوء الاول 103798
كنوز ودفائن القدماء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنوز ودفائن القدماء

الحضارات القديمة والتاريخ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاسكندر الكبير الجوء الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حارس الكنز
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حارس الكنز


تاريخ التسجيل : 15/06/2012
العمر : 63

الاسكندر الكبير الجوء الاول Empty
مُساهمةموضوع: الاسكندر الكبير الجوء الاول   الاسكندر الكبير الجوء الاول Emptyالأحد 1 يوليو 2012 - 9:05

الاسكندر الكبير الجوء الاول

نشأته

ولد الإسكندر في صيف سنة 356ق.م، وكان ثمرة زواج فيليب الثاني زواجاً سياسياً من اولومبياس (Olympia) أخت اسكندر ملك ابيروس.

تلقى الإسكندر تربية خاصة لم يحصل عليها أي ملك من ملوك مقدونية الأوائل، وخاصة من الناحية التعليمية، فقد تولى تعليمه وهو في الثالثة عشرة الفيلسوف الكبير أرسطو 384-322ق.م. واستمد الإسكندر صفاته من مصادر ثلاث، فقد ورث عن أبيه الجلد والحزم والمهارة في معالجة الأمور، كما ورث عن أمه تأجج العواطف وسرعة الانفعال والغضب، وجاءت تعاليم أستاذه أرسطو فكان لها أبلغ الأثر في نضوج تفكيره واتساع أفقه اتساعاً تجاوز في سمو كريم نطاق تفكير أرسطو وأفكار أستاذه أفلاطون.

استتباب الأمر للاسكندر

ما إن ارتقى الإسكندر عرش مقدونية حتى هبت عليه من الجنوب والشمال عواصف القلق والاضطراب. ذلك أن الاغريق رأوا في موت فيليب فرصة للتخلص من التزاماتهم التي ارتبطوا بها بموجب المعاهدات التي أبرموها معه، فابتهجت أثينا لمقتله، كما طُرِدت حامياته من أراضيها، واستدعت ايتولية منفييها المناوئين لفيليب، وتأججت نار الثورة في طيبة ومعظم مدن البلوبونيز، وكذلك الأمر في مقاطعتي تراقية والورية المتاخمتين لمقدونية من الشرق والغرب حيث أخذت تظهر أعراض تنم عن تهديدهما مقدونية نفسها.

ولم يتردد الإسكندر -الذي لم يكن قد تجاوز العشرين من عمره-، بل اتجه من فوره في صيف 336 ق.م نحو الجنوب واسترد سلطانه على تسالية، واختير رئيساً لحلفها مدى الحياة مكان فيليب، كما دانت له مدن حلف كورنثة واختارته قائداً للحلف مكان والده، وكلفته بغزو آسية الصغرى والقضاء على دولة الفرس.

الإسكندر الكبير

ولما لم يكن في وسع الإسكندر أن يغزو آسية، وتراقية على وشك الثورة والورية تستعد لغزو مقدونية مع الغرب، فإنه في ربيع 335 ق.م اتجه صوب الشمال فقام بحملة جريئة أرغمت كل الشعوب البلقانية المشاكسة على تقديم فروض الطاعة له. وفي طريق العودة علم بأن الألوريين استولوا على أقوى القلاع التي كانت تحمي حدود مقدونية الغربية فخف إلى هناك وانزل بهم هزيمة فادحة. ولم يتابع الإسكندر هذا النصر بغزو الورية لمعاقبتها على ما أقدمت عليه، لأن الأنباء التي وصلته من بلاد الإغريق استدعت مواجهة الموقف هناك سريعاً. وهو أمر تكتيكي دلّل فيه الإسكندر على براعته -وهو شاب- في تقدير أولويات تحركاته سياسياً وعسكرياً.

ذلك أن الدمقراطيين من مواطني مدينة طيبة -وكانوا قد عادوا من منفاهم بعد أن أبعدهم فيليب - قبضوا على زمام الحكم في وطنهم، واستغلوا نبأً كاذباً فحواه أن الإسكندر قد قُتل، وذلك للقيام بثورة والتخلص من السيطرة المقدونية. وعلى الرغم من أن بعض المدن مثل أثينا عاضدت طيبة في ثورتها إلا أنها لم تُقدِم على أية خطوة إيجابية، فبقيت طيبة وحدها في الميدان. وعندما ضرب الإسكندر حصاراً حولها وطلب منها التسليم، رفضت وحاولت المقامة فهُزِمَ جيشها هزيمة منكرة، واستُبيحَت المدينة ودُمّرَت شر تدمير. وبعد ذلك عاد إلى مقدونية للتهيئة لغزو الشرق، بعد أن ضمن استيعاب كل مدن بلاد اليونان للدرس الذي نفذه في مدينة طيبة.


غزو الإمبراطورية الفارسية

منذ موت الإسكندر حتى الآن، كانت حياته وشخصيته وأعماله من أكثر الموضوعات التي طرقها وأفاض في بحثها مؤرخو العصر الهيلنستي القدماء والمعاصرون ويواكب هذا الفيض من الدراسات اختلافات بيّنة في تفسير وتعليل جانب أو آخر من جوانب وحياة وأعمال هذه الشخصية الفذة تبعاً للفترة التي تم فيها التأريخ أو قدرة المؤرخ الخاصة ولكنها رغم كل هذه الاختلافات أجمعت على عظمة الإسكندر وعبقريته في السياسة والإعمار كما في الحرب.

ولابد لنا قبل عرض فتوحات الإسكندر من الإشارة بإيجاز إلى بعض أو أهم هذه الدوافع التي كان لها الأثر الأكبر في قيام ملك غربي ولأول مرة في التاريخ بغزو الشرق على رأس جيش صغير نسبياً قياساً على جيوش منافسيه.

لاشك أن الأسس القديمة التي أقام عليها والده فيليب صرح مقدونية والاستعدادات التي جهزها قبل موته، قد سهلت كثيراً من المصاعب العسكرية أمام الإسكندر وكانت عاملاً مادياً مهماً جداً. وأسهم في تيسير مهمة الإسكندر فوزه برئاسة حلفي تسالية وكورنثة على نحو ما مر بنا سابقاً. ولا يغرب عن البال أن الإسكندر ورث عن أبيه عزمه على محاربة الفرس تحقيقاً لدعوة ايسوقراط وكان من أشهر فلاسفة الإغريق وخطبائهم في القرن الرابع. ذلك أن هذا الفيلسوف كان قد اتجه إلى عدد من قادة بلاد اليونان وأخيراً إلى فيليب مناشداً إياه تحقيق الدعوة التي لم يمل عن ترديدها على مدى نصف قرن تقريباً، ولكنها ذهبت هباء وسط انهماك المدن الإغريقية في صراعاتها الدموية التقليدية. وفحوى هذه الإغريق وبشكل خاص أثينا واسبرطة للثأر من البرابرة والسيطرة عليهم بحق سمو الحضارة الإغريقية على ما عداها، وإنشاء مدن في الأقاليم التي تقهر.

ولاشك أن حث أرسطو للاسكندر على الاطلاع والبحث عن المعرفة كان دافعاً آخر من دوافع الحملة الشرقية بدليل اصطحابه معه عدداً كبيراً من العلماء والمتخصصين في مختلف فروع المعرفة، وهو الأمر الذي لم نعهده في غزوات الملوك السابقة لغزوة الإسكندر، وفي رأي بعض المؤرخين أن ارسطو لم يوح إلى الإسكندر بالقيام بحملته الشرقية وتكوين إمبراطورية عالمية، ومرد هذا الرأي-فيما يبدو- إلى أن ما فعله الإسكندر كان مجافياً لأفكار أرسطو وهو الذي لم يكن يقر قيام دولة أوسع نطاقاً من الجمهوريات الصغيرة الإغريقية، ولا المساواة بين الإغريق «والبرابرة» في المعاملة. وإذا كان من الجائز أن ارسطو لم يوح إلى الإسكندر بمحاربة الفرس، فإنه يجب أن نلاحظ أن أرسطو كان يعتبر هذه الحرب حرباً عادلة، وأن الصلة لم تنقطع بين التلميذ وأستاذه إلا عندما خرج التلميذ على تعاليم أستاذه في معاملة «البرابرة»، وهو أمر اعتبره بعض المعاصرين له كفراً بحق الحضارة الإغريقية المتميزة كما سنتبين فيما بعد.

ويجب ألا يفوتنا هذا التنويه بأنه كانت تحت أمرة الدولة الفارسية موارد لا تنضب من الأموال والرجال، ولديها أسطول ضخم يسيطر على الحوض الشرقي للبحر المتوسط. غير أنه كان يقلل من شأن ذلك كله، ويُغري على غزو هذه الدولة أنها كانت تفتقر إلى القادة المحاربين وإلى ما أحرزه الإغريق والمقدونيون من تقدم في فنون القتال خلال النصف الأول من القرن الرابع.

ومع ذلك فإن كثيراً من المؤرخين يهونون من قيمة هذه النقائص، وكذلك إمعاناً في إضفاء المزيد من صفات العظمة الخارقة على انتصارات الإسكندر السريعة. ذلك أنه من غير المعقول منطقياً أن يقوم أي ملك مهما تبلغ درجة جرأته أو تهوره بتدبير هجوم على دولة تفوقه تفوقاً هائلاً من حيث العدد والعدة، وتسيطر على موارد ومقومات عسكرية ضخمة دون الوقوف على ما يؤكد له ولو إلى حد ما، أنه يمكن في هذه الدولة من عناصر الضعف ما يهيء له فرصاً معقولة للانتصار عليها، وهذا أمر لا شك أنه توافر للاسكندر بشكل أو بآخر.

مراحل الغزو

استدعاء بارمينيون

وفي خريف سنة 335 عاد الإسكندر من بلاد الإغريق إلى مقدونية ليكمل استعداداته، واستعدادات والده فيليب من قبل. فاستدعى بارمينيون - أحد قواد والده- من آسيا الصغرى، حيث كان والده قد أرسله سنة 336 على رأس قوة استطلاعية. وعاد بارمينون بعد أن قام باستبقاء قسم من قواته على سواحل الدردنيل (الهلسبونت) لتأمين رأس جسر لإنزال القوات المقدونية عندما تحين ساعة الصفر.


آسية الصغرى وموقعة أسوس

وفي ربيع سنة 334 عبر الإسكندر الدردنيل، ومعه من الجند ما يربو على ثلاثين ألفاً من المشاة، وما يزيد على خمسة آلاف من الفرسان، بعد أن ترك وراءه قائده العجوز أنتيباتروس (Antipatros) على رأس حوالي (9000) من المشاة و(600) من الفرسان لتصريف أمور الحكم في مقدونية، والإشراف على الحالة في بلاد الإغريق. وإن دل هذا على شيء فهو يدل على أنه برغم أن حلف كورنثة أقام الإسكندر رئيساً عليه، ووافق على محاربة الفرس، فإن الإسكندر لم يثق بإخلاص الإغريق لقضيته بناء على معرفته بشدة تمسك الإغريق باستقلالهم التام، ويخشى على مؤخرته وخطوط مواصلاته من تمرد الإغريق أثناء محاربة الفرس.

ويبدو أن الملك الفارسي دارا لم يقدر مدى الخطر الذي وفد عليه من وراء البحر، فكلف عدداً من ولاته في آسية الصغرى بصدّ هجوم الغازي المقدوني. وبالفعل قام ولاة كل من فورجيه على الدردنيل، ولودية وايونية وكبدوكية وفروجية الوسطى بإعداد قوة كبيرة بقيادة (ممنون) الرودوسي، واتخذوا لهم موقعاً منيعاً على الضفة الشرقية الشديدة الانحدار لنهر جرانيكوس اتجاه مدينة لامبساكوس، وعندما أقبل الإسكندر تغاضى عن نصيحة قائده بارمنيون بالانتظار، وقام بإنفاذ عدد من خيالته ومشاته للهجوم على ميمنة العدو في حين قاد بنفسه ما تبقى من جنده وقام بعبور النهر فجأة عند التقاء ميسرة العدو مع قلبه وتحطيم مقاومة الفرس الذين قاوموه مقاومة يائسة فقتل منهم وأسر عدد كبير وفر الباقون. وهكذا تحطم الجيش الفارسي الذي تصور الملك الأكبر أنه كان في وسعه الدفاع عن آسية الصغرى بأسرها حتى جبال طوروس. ولم يبق أمام الإسكندر إلا الاستيلاء على المواقع المنيعة التي بها حاميات فارسية أو مرتزقة إغريق في خدمة الفرس.

وكان الفرس يعتمدون في حكمهم المدن الإغريقية في آسية الصغرى على الطغاة والحكومات الاوليجاركية مع إقامة الحاميات في المراكز الحساسة وهي الطريقة نفسها التي اعتمد عليها انتيباتروس في حكم بلاد الإغريق باسم الإسكندر. ولكن الإسكندر نهج في آسية الصغرى بعد نصره السابق نهجاً مغايراً لذلك. وهو الاعتماد على تأييد الحكومات الدمقراطية الحرة. ومرد ذلك إلى أن الدمقراطيين كانوا يكرهون حكامهم الطغاة والاوليجاركيين وكذلك الفرس الذين أقاموا عليهم أولئك الحكام، وإلى أن أعداء الفرس كانوا أصدقاء الإسكندر بحكم المصالح المتبادلة، ولهذا فإن الفاتح المقدوني أعلن أنه قد أتى للقضاء على الحكومات الاوليجاركية وإعادة الدمقراطية، والسماح لكل مدينة باسترداد حقها في الحرية والتمتع بقوانينها الخاصة التي كانت لها قبل خضوعها لسلطان الفرس.

وكان من جراء هذا الإعلان أن الدمقراطيين قاموا بالاستيلاء على مقاليد الأمور في مدينة إغريقية بعد أخرى، وبطرد الحكومات الموالية للفرس. وعلى هذا النحو اكتسب الإسكندر ولاء هذه المدن وضمن خطوطه الخلفية قبل متابعة زحفه جنوباً صوب سورية.

ودلل الإسكندر هنا مرة أخرى على حسن تقديره للأمور، وذلك بعدم تعريض نفسه لمجازفة الاشتباك مع الأسطول الفارسي وكان ثلاثة أضعاف أسطوله بل قرر تسريح هذا الأسطول لعجز موارده عن تحمل نفقات أسطول لا يجنى من ورائه فائدة مجزية لحملته، ورأى أن خير وسيلة للقضاء على الأسطول الفارسي هي الاستيلاء على قواعده البرية في آسية الصغرى وسورية ومصر ليحجب عنه أي مدد أو مساعدة، وتبعاً لذلك فإنه بعد نصره في معركة جرانيكوس، استولى على افسوس وملطيه ثم على هاليكارناسوس بعد أن دافع عنها أهلها بضراوة بقيادة ممنون قائد المرتزقة والأسطول الفارسي الذي لجأ إلى المدينة بعد هزيمته في معركة جرانيكوس.

وبعد استسلام معظم مقاطعات آسية الصغرى ومدنها الرئيسية وتعيين عدد من قادته على الولايات التي أخضعت، خف الإسكندر شمالاً للانضمام إلى قوات قائده بارمنيون عند جورديوم، حيث انتظر وصول الإمدادات من مقدونية. وحدث عندئذ أن مات ممنون الرودوسي قائد الأسطول الفارسي والمحرك الأول للمشاكل وللثورات ضد الإسكندر، وكان خليفته أقل منه حنكة وقوة، وزاد في ضعفه أن دارا انقص قواته نقصاً كبيراً فبقي في قيادته مكتوف الأيدي بقوات رمزية.

ومن جورديوم اتجه الإسكندر في زحفه شمالاً صوب أنقرة، حيث وفد عليه مبعوثون من بعض الولايات البعيدة لتقديم فروض الطاعة. وإزاء زوال خطر ممنون، والاستعدادات التي بدأ دارا يتخذها خف الإسكندر جنوباً لاحتلال البوابات الكيليكية (إحدى مداخل سورية من الشمال) ذات الموقع الاستراتيجي الهام. وبعد الاستيلاء عليها اتجه إلى مدينة طرسوس، وفيه أصابته حمى شديدة استطاع طبيبه فيليب الاكارناني معالجته منها وبعد شفاء الإسكندر أوفد بارمنيون على رأس قوات للاستيلاء على الممرات المؤدية إلى سهل أسوس، ولحق به عندما علم بوصول دارا إلى منطقة بحيرة أنطاكية (حالياً بحيرة العمق).

وعندما نشبت موقعة اسوس، -إحدى أعظم مواقع التاريخ- في تشرين الأول سنة 333 ق.م، استطاع الفيلق المقدوني إثبات قدرته القتالية وفعاليته تجاه الأنماط التقليدية للحرب القديمة، وهزم جيش دارا هزيمة قاسية، وتفرقت فلوله في كل حدب وصوب، وقاد الملك المهزوم بقايا جيشه باتجاه الشرق للاستعداد للمعركة المقبلة تاركاًً أمه وزوجه وابنتيه وعدداً من جواريهما في قبضة الإسكندر الذي تذكر المصادر أنه عامل الجميع معاملة حسنة وتزوج فيما بعد بإحدى بنات دارا.


نظم الإسكندر المؤقتة للبلاد التي فتحها في آسية الصغرى

ولعله من المناسب أن نتوقف هنيهة لنشير في إيجاز إلى أنه قبل متابعة الإسكندر زحفه إلى ما وراء آسية الصغرى وضع نظماً مؤقتة -إدارية ومالية وعسكرية- للبلاد التي فتحها هناك. وأمام ضيق الوقت استبقى معظم النظم الإدارية الفارسية مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة. وإذا كنا سنرى أنه في الولايات الشرقية حاول الإسكندر الفصل بين السلطات المدنية والعسكرية والمالية، فإنه في الولايات التي فتحها في آسيا الصغرى اكتفى بإقامة مشرفين ماليين مستقلين تاركاً للولاة المقدونيين الذين أقامهم بدلاً عن الولاة الفرس الجمع بين السلطتين المدنية والعسكرية.

وحرص الإسكندر على التودد إلى المدن الإغريقية ضماناً لاستقرار الأمور لصالحه. ذلك أن كل مدينة كان شعبها أو الإسكندر يعيد إليها الحكم الدمقراطي كان الإسكندر يعفيها من الضريبة التي اعتادت دفعها للملك الفارسي، وفضلاً عن ذلك فإن الإسكندر ضم على الأقل بعض هذه المدن إلى الحلف الهليني (كورنثة) الذي كان يرأسه ولم يكن معنى إعادة الإسكندر للدمقراطية في مدن آسية الصغرى السماح بالعودة إلى النزاعات والصراعات الحزبية القديمة، لعل تدخل الإسكندر في مدينة افسوس وجزيرة خيوس لوقف هذا الصراع وقتل الخصوم السياسيين ومنع اتهام أحد مستقبلاً بميوله الفارسية ينهض دليلاً قاطعاً على حرص الإسكندر على أن يسود الوئام بين الإغريق، وكذلك بين الإغريق والفرس.

وبعد تنظيم شؤون المناطق المفتوحة، وضمان خطوط مواصلاته وتثبيت حلفاء له في المدن الإغريقية. لم يقتف أثر دارا وإنما اتجه صوب فينيقية لتحطيم والاستيلاء على قواعد الأسطول الفارسي المسيطر على بحر ايجة والذي كان ينطلق في معظمه من المدن على الساحل السوري.


سورية

وفي أول الساحل السوري أعاد الإسكندر تأسيس (مرياندروس) الفينيقية القديمة وأسماها الإسكندرية (حالياً الاسكندرونة) ثم تقدم نحو (ماراثوس) (عين الحية، عمريت حالياً) فاستقبله فيها استراتون نائب ملك أرواد والساحل المقابل له، وقدم له تاجاً من ذهب متنازلاً له عن أرواد وماراثوس ومملكته كلها، وذلك في الوقت الذي كان فيه والده (جروستراتوس) وعدد من ملوك فينيقية وقبرص فضلاً عن قائدي البحرية الفارسية في بحر ايجه ينتظرون الأوامر للتحرك بمساعدة اجيس ملك اسبرطة.

وفي ماراثوس كلف الإسكندر بارمنيون بالاستيلاء على دمشق، وكانت المدينة الرئيسة في سورية الداخلية. وبدون قتال تم الاستيلاء على دمشق حيث استولى بارمنيون أيضاً على مهمات جيش دارا وخزانة حربه، وكانت قد أرسلت إلى هذه المدينة أثناء موقعة أسوس، وقد أسهمت هذه الأسلاب في وضع حد للمتاعب المالية التي كان الجيش المقدوني يعاني منها.

وفي ماراثوس أيضاً تسلم الإسكندر رسالة من دارا يعرض عليه فيها إطلاق سراح أسرته مقابل التحالف والصداقة، ولكن الإسكندر رفض هذا العرض وأذاع إعلانا سياسياً أورد فيه الأسباب المبررة لقيامه بغزو الإمبراطورية الفارسية وركز فيه على قيام اكسركس بغزو بلاد اليونان قبل حوالي قرن من الزمن وقيام دارا نفسه بالتدخل في شؤون بلاد اليونان، وأعلن في الختام أنه الملك الفعلي لآسيا بموجب حق الفتح والغلبة.


وغادر الإسكندر ماراثوس صوب الجنوب، حيث بلغه نبأ استسلام جبيل وترحيب سكان صيدا به الذين لم ينسوا تحول المدن الفينيقية عنهم أثناء محنتهم مع الفرس سنة 344 ق.م فدخل هذه المدينة العريقة وأعاد إليها ممتلكاتها ودستورها الخاص، ثم تابع زحفه جنوباً، وفي الطريق استقبل وفداً من سكان صور جاءه عارضاً عليه في غياب ملكهم المرافق للأسطول الفارسي استسلام مدينتهم. بيد أنه عندما طلب الإسكندر السماح له بدخول المدينة ليقدم القرابين لما زعمه بأنه جده الأعلى الإله «ملقارت» رفض الصوريون طلبه.

ورداً على هذا الرفض، حاصر الإسكندر المدينة سبعة أشهر تعرض خلالها لمقاومة عنيفة وبخاصة خلال محاولته إقامة الأبراج في البحر للوصول إلى ميناء المدينة إلى أن استطاع في أواخر تموز سنة 332 ق.م اختراق أسوار المدينة بهجوم بري وبحري عام والاستيلاء عليها بعد مقتل ثمانية آلاف من سكانها وأسر ما يقرب من الثلاثين ألفاً بيعوا في أسواق النخاسة. وانتقم الإسكندر من المدينة فجعلها مركزاً لحامية مقدونية. ولما كان الإسكندر قد أبقى على الملكية في صيدا، فقد آلت إليها زعامة الساحل السوري. وفي أثناء حصار صور تسلم الإسكندر إمدادات من جميع قطع الأسطول الفينيقي (فيما عدا القسم الذي كانت تسهم به صور)، كما وصلت إليه سفن قبرصية، وكان من نتيجة ذلك ومن نتيجة سقوط صور وتدمير أسطولها أن الأسطول الفارسي فقد أفضل سفنه، ولم يعد يشكل ذلك الخطر الكبير الذي كان الإسكندر يخشاه.

وفي أثناء حصار الإسكندر لصور تسلم رسالة ثانية من دارا عارضاً عليه فيما عرضه محالفته والنزول له عن كل إمبراطوريته غربي الفرات ودفع مبلغ عشرة آلاف وزنة فدية لأسرته إضافة إلى زواجه من ابنته، ولكن الإسكندر رفض عروض دارا كلها ورد عليه رداً قاسياً وحاسماً، وتابع مسيره الساحلي في اتجاه مصر بعد أن ترك بارمنيون في دمشق لتنظيم شؤون سورية إدارياً وعسكرياً ومالياً.

ويبدو أن غزة لم تتعظ بمصير صور فامتنعت عن التسليم اعتماداً على مناعة أسوارها، وتأييد حلفائها من الأعراب. وقاومت غزة الإسكندر مدة شهرين كاملين (صيف 332ق.م) على أن استطاع اقتحامها والاستيلاء عليها، وقتل الكثيرين من أهلها وأسر الباقي. ولابد من الإشارة هنا إلى أن معظم المؤرخين المعاصرين يشكون في صحة زيارة الإسكندر بيت المقدس وهي الزيارة التي ذكرها المؤرخ اليهودي يوسف ولم ي
رد لها ذكر ع
ند غيره من المؤرخ
ين القدا
مى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاسكندر الكبير الجوء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز ودفائن القدماء :: منتدى الحضارات القديمة وتعريفها :: الحضارة الاغريقية-
انتقل الى: