كنوز ودفائن القدماء
أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  829894
ادارة المنتدي أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  103798
كنوز ودفائن القدماء
أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  829894
ادارة المنتدي أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  103798
كنوز ودفائن القدماء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنوز ودفائن القدماء

الحضارات القديمة والتاريخ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حارس الكنز
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حارس الكنز


تاريخ التسجيل : 15/06/2012
العمر : 63

أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  Empty
مُساهمةموضوع: أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة    أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  Emptyالأربعاء 11 يوليو 2012 - 18:02

أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة

كتاب يذكرنا بواحدة من العبر الكبرى التي تضمنها كتاب العلامة ابن خلدون الذي ألَّـفه قبل نحو 6 قرون أثناء إقامته بقلعة ابن سلامة في غرب الجزائر، واشتهر باسم كتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، ذلك هو الكتاب الصادر في منتصف عام 2002 عن دار "ثالة" بالجزائر،ترجمة الأستاذ موسى زمولي لكتاب محمد الصغير فرج من الفرنسية إلى العربية بعنوان تاريخ "تيزي وزو.. منذ نشأتها حتى سنة 1954"، في 246 صفحة من القطع المتوسط. أماأصل العنوان الفرنسي للكتاب فهو: "Histoire de Tizi-Ouzou et de sa region des origins a`1954".
وهذه العبرة الكبرى التي يذكرنا بها الكتاب تشير إلى أن الإسلام هو العروة الوثقى التي ربطت بين أبناء بلاد المغرب كافة من العرب والبربر (الأمازيغ) وغيرهم من ذوي الأصول العرقية المختلفة، وأنه هو الذي حافظ على خصوصيات هؤلاء وأولئك في الوقت نفسه، وصارت رابطة الأخوة الإسلامية تستوعب داخلها وتحت عباءتها كافة الروابط والولاءات العشائرية والقبلية والجهوية، وهذا ما أكده مؤلف الكتاب، وهو من أصل أمازيغي.

عندما وقعت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي سنة 1830 وجه الداي حسين (الوالي العثماني للبلاد آنذاك) نداءً عامًا من أجل الجهاد،فلبت النداء منطقة القبائل كلها (ص59)، وتوجه المتطوعون إلى الجزائر العاصمة يتقدمهم شيوخ الزوايا وأئمة العشائر والقادة السياسيون. وبالرغم من تغلب جيش الاحتلال وسقوط البلاد تحت سيطرته؛ فإن روح المقاومة لم تخمد في كافة أرجاء البلاد،إلى أن نالت البلاد استقلالها بعد 130 عامًا.

ظهر بين صفحات الكتاب المجهود الذي بذله الكاتب في توثيق الأدوار التي قام بها أبناء القبائل في مقاومة الاحتلال؛معتمدًا في مراجعه على شهادات الأعداء، وهو الجهد الذي يضفي على الكتاب أهمية كبيرةمن الناحيتين العلمية والتأريخية.

ومما يزيد من أهمية الكتاب أن المؤلف بحكم انتمائه السابق لفصائل المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال، ولكونه واحدًا من أبناء القبائل.. وجد أن من واجبه أن يذكر الحقيقة كاملة كما تجلت أمامه من خلال المصادر التي اطلع عليها، وكما عرفها هو بنفسه بالنسبة للأحداث التي عاصرها وشارك فيها؛ إذ التزم بسرد الرواية كاملة بحلوها ومرها: بطولات المجاهدين، وخيانات الخائنين -أو ما أطلق عليهم مصطلح "القومان"- من بعض ضعاف النفوس الذين تعاونوا مع سلطات الاحتلال. وكما يحدث للخونة في كل عصر ومصر لقي "القومان" أسوأ مصير؛ إذ ألقت بهم الذاكرة الوطنية في مزبلة التاريخ من جهة، ولم ينفعهم أسيادهم المحتلون من جهةأخرى، بل ولم يستثنوهم من الإجراءات المتعسفة والسياسات الظالمة التي طبقوها على أهالي البلاد عامة.




أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  1342051194351



عبد القادر الجزائري مع القبائل


يقول المؤلف: إن الأمير عبد القادر الجزائري عندما كان يجوب الجزائر لحشد الجهود لمقاومةالاحتلال استقبلته القبائل بحفاوة في سنة 1837، وإنه خطب فيهم وحذرهم من الطموحات الفرنسية وطلب تأييدهم. وعندما سأل مرافقه وكان أحد رجال القبائل عن الإجراءات التي اتخذوها لصد الهجوم الفرنسي المحتمل، رد عليه بأنه "طالما هم تحت حماية الأولياء.. فلا داعي للخوف"، فانزعج الأمير ورد عليه قائلاً: استيقظوا واتركوا هذه الخرافات جانبًا (ص71). وعين سي أحمد الطيب بن سالم خليفة عنه في سباؤو، وأبدى العمراويون تأييدهم للأمير، وقدموا لمساعدته 150 بغلا محملا بالتين والزيتون والصابون؛ مساهمة منهم في توفير احتياجات المجاهدين. وعمومًا فقد لقي الأمير ترحابًا شعبيًا هائلا،وسرعان ما أعلن الجهاد بمناسبة عيد الأضحى الذي وافق يوم 20-11-1838؛ بعد أن انتهك الفرنسيون معاهدتهم معه، وبرز فرسان عمراوة من أبناء القبائل بقيادة ابن سالم نفسه،وأبلوا في القتال بلاءً حسنًا، وشنوا على قوات الاحتلال هجومًا بدل أمنهم خوفًا.

واستمر سي أحمد الطيب بن سالم خليفة الأمير عبد القادر، يقود المقاومة لمدة 10 سنوات متواصلة، إلى أن تقلصت نشاطاته في بداية سنة 1846؛ بسبب تفوق العدو عددًاوعتادًا، إلى جانب خيانة البعض، واستسلام البعض الآخر، فاستدعى الأمير مرة أخرى إلىمنطقة القبائل ليرفع معنويات المجاهدين، ويحثهم على استمرار المقاومة، وكان له ماأراد.

واستمرت المقاومة بالرغم من الخسائر التي لحقت بها على يد المارشال السفاح الفرنسي بيجو، وسرعان ما ظهرت شخصيات جديدة على الساحة لتستأنف الجهاد في منطقة القبائل، وكان منهم شريف يدعى سي محمد الهاشمي الذي حظي بتأييد سي الجودي،خليفة الأمير عبد القادر على مدينة بجاية آنذاك، كما حظي سي الهاشمي بتأييد المجاهدة لالة فاطمة نسومر(ص95)، وظل يقاتل إلى أن استشهد في 3-10-1849 في كمين نصبه السفاح الفرنسي النقيب بيبتر.



أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  1342051194322
لالة فاطمة.. مجاهدة البربر







ويتوقف المؤلف أكثر من مرة عند المجاهدة المسلمة لالة فاطمة نسومر
(وهي من نساء البربر)، فيذكر أنها عرفت بالتدين وبحبها الشديد للوطن، وأنها ساندت أخاها الأكبر سي الطاهر عندما تولى قيادة المقاومة وشرع في تجنيد المسلمين (أي الذين وهبوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله)، كما ساندت الشريف بوبغلة في توجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال قبل أن تتمكن تلك القوات من إخضاع منطقة القبائل في سنة 1857. وفي 11 يوليو من تلك السنة اعتقلت فاطمة نسومر هي وعائلتها وتعرضت للاضطهاد والنفي،ولم يراعِ الاحتلال حرمتها.

أما الشريف بوبغلة فقد تصدى لقيادة المقاومة في جبال جرجرة سنة 1851، واستمر جهاده طيلة 4 سنوات متواصلة، كما يسجل المؤلف بطولات عدد آخر من الشرفاء (أي المنتسبين إلى النسب النبوي).

ويستوقفنا ظهور هؤلاء الأشراف في تلك المنطقة؛ حيث إن هناك جدلاً دائرًا منذ عشرات السنين حول الأصول العرقية لأبناء القبائل في الجزائر بصفة خاصة، والأمازيغ في شمال أفريقيا بصفةعامة؛ فالمستشرقون ودوائر الاستعمار الفرنسي القديم ذهبوا إلى ترجيح الأصل الآري لهم، ومن ثم يرون أنهم جزء من الأوربيين.

أما المؤرخون العرب والمسلمون والقوى الوطنية في بلدان المغرب العربي؛ فيؤكدون على أن أرومة البربر شرقية عربية،وأن أصولهم ترجع إلى قبائل حمير بجنوب الجزيرة العربية، وقد جزم ابن خلدون في ديوان العبر بعروبة صنهاجة وكتامة، وهما من أشهر قبائل الأمازيغ، كما تؤكد على ذلك دراسات لغوية قام بها عديد من العلماء والمختصين -من المنتمين إلى البربر في أكثر من بلد مغاربي- من أمثال الأستاذ محمد شفيق عضو الأكاديمية المغربية، والباحثان أحمد بودهمان ومحمد الفاسي.

ونضيف أن ظهور الأشراف في منطقة القبائل والتفاف أهلها حولهم -كما ذكرنا- قد يزيد من قوة الرأي القائل بعروبة البربر، خاصة أنهم تعلقواباللغة العربية، وكانوا دومًا أوفياء للثقافة العربية التي عرفت العربي بأنه كل مننطق العربية. وعلى أي حال فكما يقول المؤرخ الجزائري عثمان سعدي -وهو من أصل بربري- فإن البربر تحولوا إلى حماة للإسلام ودعاة له، وصارت منطقة القبائل معقلاً للحركةالوطنية الجزائرية في جبال الأوراس.

وكعادة سلطات الاحتلال الأوروبي لمختلف بلدان العالم الإسلامي لم يراعِ المحتل الفرنسي حرمات المسلمين، ومارس ضدهم كافةأساليب القمع الوحشية، واتبع ما أسماه المؤلف "سياسة الأرض المحروقة" للقضاء على مقاومة الجزائريين في منطقة القبائل وفي جميع أنحاء الجزائر؛ فقطع الأشجار وقتل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، ودمر البيوت، وأضرم النيران في القرى والعروش (القبائل بالجبال) فيما سمي آنذاك "جولات جمع العلف"، وأجبر الأهالي على تغييرأسمائهم وألقاب عائلاتهم تبشيعًا لهم، وإمعانًا في انتهاك حقوقهم.

الفرنسةوالتنصير

أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة  1342051194443

المجاهدون الجزائريون يقفون في وجه اعتى قوة استعمارية في شمال افريقيا

بالرغم من وقوع منطقة القبائل الكبرى تحت سيطرة الاحتلال سنة1857، وبالرغم من شدة الإجراءات القمعية التي اتخذتها سلطات الاحتلال.. فإن روح الجهاد لم تهدأ في أي وقت من الأوقات، واستمرت أعمال المقاومة بصورة متقطعة، وسرعان ما تفجرت مشاعر الغضب لدى عموم القبائل في الانتفاضة التي قادها سي محند أمزيان منصور المقراني، وذلك في مطلع سنة 1871، واستطاع هو وجنوده الأشداء من أبناء القبائل إلحاق خسائر فادحة بجنود الاحتلال؛ لدرجة أن العدو كان يدفن قتلاه سرًا لكيلا تنهار معنوياته من جهة، ولكي لا تتعزز معنويات المجاهدين من جهة أخرى.

وإلى جانب تلك البطولات العسكرية التي لم تنقطع من أبناء القبائل ضدالاحتلال، يروي لنا الأستاذ فرج -مؤلف هذا الكتاب- صفحات رائعة من جهادهم على جبهة أخرى كانت أشد ضراوة من الجبهة العسكرية، ألا وهي جبهة المحافظة على الهوية والعقيدة الدينية في مواجهة محاولات الفرنسة والتنصير.

لقد كان من تداعيات احتلال منطقة القبائل الكبرى سنة 1857 أن شرعت سلطات الاحتلال في تطبيق سياسة الفرنسة من ناحية، وتضاعفت جهود رجال الكنيسة الذين رافقوا جيش الاحتلال من أجل تنصير أبناء القبائل من ناحية أخرى.

ومن التفاصيل التي أوردها المؤلف يتضحأنه بينما كانت سلطات الاحتلال تكثف إنشاء المدارس الفرنسية، وتحارب التعليم العربي، وتغلق مكاتب تحفيظ القرآن، وتسعى لإلغاء التشريع الإسلامي من حياة القبائل،وتفرض القانون الفرنسي بدلاً عنه، فيما عرف بقانون القبائل (أو الظهير البربري).. فإنها سعت لتكريس الانفصال بين ما أسمته قرية "تيزي وزو" الأوربية، وقرية "تيزيوزو" المسلمة؛ فاختصت القرية الأوربية بكل الخدمات والمرافق الحديثة، وطردت من كان فيها من المسلمين أصحاب البلد الأصليين، وفي الوقت نفسه سلبت القرية المسلمة ممتلكاتها، وحرمتها من كافة الخدمات والمرافق التعليمية والصحية، حتى المغاسل التي كانت نساء المسلمين يستعملنها في النظافة استولت عليها وخصصتها للأوروبيات (ص171).

وفي ظل تلك الأجواء انتعشت آمال الكنيسة في تنصير القبائل، وأرسلت أشد القساوسة المتحمسين لديها للقيام بهذه المهمة على فترات متلاحقة، وكان منهم الأب Creusat، والكاردينال Lavigerie الذي استقدم كثيرين ممن سموا "الآباء البيض" و"الأخوات البيض" أو "الراهبات"؛ لتسهيل الوصول إلى الأسر المسلمة. ثم حضر القسيس Emille Rolland البروتستانتي في سنة 1908 إلى تيزي وزو ومعه زوجته، وكان من أكبرالمنصرين المتعصبين وأكثرهم جرأة ووقاحة في عدم احترام مشاعر المسلمين.


ولكن ما حدث على أرض الواقع كان مختلفًا؛ فبالنسبة للتنصير يقول المؤلف: إنالفشل الذريع كان من نصيب كل تلك الجهود التي سعت لتنصير أبناء القبائل، هذا بالرغم من المصائب التي حلت بسكان القبائل على يد سلطات الاحتلال كما ذكرنا، وبالرغم من الحيل التي استخدمها أولئك المنصرون من خدمات اجتماعية وعلاجية وإغراءات مالية للفقراء، بالرغم من كل ذلك؛ فإنهم لم يفلحوا في تنصير ولو فرد واحد (ص142، وص190،وص193)، وإضافة إلى ذلك فإن فرع الكشافة الذي أنشأته أسرة القسيس Emille في تيزيوزو ودخله بعض شباب القبائل، تمكن شباب القبائل من جعله نواة لتأسيس "الكشافةالإسلامية الجزائرية" بتيزي وزو ومنطقة القبائل كلها.

أما بالنسبة للفرنسة فيؤكد المؤلف أن مشروع الفرنسة والتمييز بين العرب والأمازيغ على أساس أن الأمازيغ أسمى منهم.. "فقد لاقى معارضة شديدة من السكان المعنيين بالأمر، وخاصة عندما لاحظوا أن فتح مدرسة فرنسية يقابلها في كل مرة غلق زاوية أو مدرسة من مدارس تحفيظ القرآن" (ص188). ومن المفارقات التي يذكرها المؤلف أن دعاة التفرقة بين العرب والأمازيغ على أساس عنصري كانوا يقدمون فكرتهم على أنها عمل حضاري وتقدمي (ص188)، وأنه كان فريق من المستوطنين الفرنسيين يعارضون إنشاء المدارس الفرنسية؛ لا لأنهم ضد سياسة الفرنسة، ولكن لأنهم ضد تعليم أبناء البلاد أصلا.

جمعية العلماء وسط القبائل

مع بداية القرن العشرين بدأت مرحلة جديدة من النضال ضد الاحتلالالفرنسي للبلاد، وكانت نخبة من الشباب المسلم قد تخرجت في المدارس الفرنسية، وظهرت في البداية حركة اندماجية سميت "الشبيبة الجزائرية" سرعان ما انقسمت إلى اتجاهين: أحدهما متمسك بالاندماج الكامل مع فرنسا، أما الثاني فقد كان مؤيداً بالأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر الجزائري، وطالب بحرية الشعب وحقه الكامل في الاستقلال،والتخلص من النظام اللا إنساني الذي فرضته فرنسا على المسلمين.

وقد شهدت تلك المرحلة ظهور الأحزاب الوطنية والجمعيات الإسلامية، وكان المؤلف أحد المناضلين الذين انخرطوا في صفوفها منذ البدايات الأولى. وكان أبناء القبائل من أوائل المشاركين في تلك الأحزاب والجمعيات، وفي مقدمتها جمعية العلماء المسلمين التي أسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس، وذلك بمدينة الجزائر العاصمة في مايو سنة 1930،وكان ممن شاركه في تأسيسها من أبناء القبائل الشيخ علي أوليخار، وكان يتردد على تيزي وزو لنشر أفكار العلماء فيها وفي المنطقة كلها؛ وذلك عن طريق خطب ودروس خاصة،وأثمرت جهوده في إعداد العناصر التي قامت فيما بعدُ بنشاطات ثقافية على منهج جمعية العلماء، لم تشهد تيزي وزو مثلها قط.

ويروي المؤلف قصة تأسيس الكشافةالإسلامية بالجزائر؛ فيقول: إنها بدأت بمبادرات محلية ومستقلة في الثلاثينيات إلى أن أنشأ محمد بو راس فيدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية، وكان من رواد جمعية العلماء المسلمين، وحكمت عليه سلطات الاحتلال بالإعدام، ونفذت فيه الحكم رميًا بالرصاص يوم 27 مايو 1941. وكانت مجموعة الهلال بتيزي وزو من بين تلك المجموعات التي أسهمت في توحيد الكشافة الإسلامية الجزائرية على المستوى الوطني.

ويكشف لنا المؤلف عن حالة الهستيريا التي أصابت سلطات الاحتلال وأذنابها،وجعلتها لا تطيق ظهور أي نشاط منظم يقوم به أبناء القبائل، حتى ولو كان نشاطًا رياضيًا أو ترفيهيا. ويمضي المؤلف في وصف أشكال متنوعة من المقاومة التي قام بها أبناء القبائل جنبًا إلى جنب مع بقية الشعب الجزائري، وينهي كتابه بالحديث عن الاستعداد لاندلاع ثورة التحرير في أول نوفمبر 1954، وما سبقها من ظهور القوى الحزبية السياسية والوطنية، مثل حزب نجم شمال أفريقيا، وحزب اتحاد ديمقراطي بيان الجزائر، وحركة انتصار الحريات والديمقراطية.

والحاصل أن منطقة القبائل -وفي القلب منها تيزي زوز- كانت في مقدمة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، وانخرط أبناؤها في الأحزاب الوطنية والجمعيات الإسلامية والأنشطة الرياضية والثقافية،وفشلت كافة محاولات الاحتلال من أجل عزلهم عن عموم الجزائريين وشاركوا معهم في كافة مراحل الكفاح الى ان نالت الجزائر استقلالها من سنة 1954 إلى سنة 1962، وبعد أن ضحى الشعب بمليون ونصف مليون شهيد من كلفئاته وجماعاته.

وبالرغم من اندحار الاحتلال الفرنسي ورحيله عن الجزائر منذ 40 عامًا فإن اهتمام النفوذ الفرنسي الاستعماري بإثارة البربر لم يتوقف، بل زاد وأضحى أكثر كثافة وأشد خطرًا، ليس على الوحدة الوطنية للجزائر فحسب، وإنما على وحدة بلدان المغرب العربي كله.

وأخيرًا فإن هذا الكتاب يعتبر مساهمة قيمة في كتابة التاريخ الحديث للجزائر، وقد استطاع المؤلف أن يقدم لنا صورة متكاملة عن جانب من الكفاح البطولي لشعب الجزائر. وبفضل الترجمة الممتازة التي نقله بها الأستاذ موسى زمولى إلى العربية أصبح نافذة لأهل المشرق العربي كي يطلوا من خلالها على بعض إخوانهم من أهل المغرب وهم[/color] يسطرون ص
فحات مجيدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المقاومة النوميدية للاحتلال الروماني 46 ق م
»  القبائل الثمودية في شمال الجزيرة العربية
» تاريخ الفينيقيون
» تاريخ العثمانيين
» تاريخ قرطاجة والقرطاجيين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز ودفائن القدماء :: منتدى الحضارات القديمة وتعريفها :: الحضارة النوميدية-
انتقل الى: