جنكيز خان أشهر طاغية في التاريخ

جنكيز خان ... أشهر طاغية في التاريخ
جنكيز خان أشهر طاغية في التاريخ 1342311231361

جنكيز خان أشهر طاغية في التاريخ 1342311231822

ولد الابن البكر ليسوكا بهاد الذي كان رئيسا لقبيلة مغولية تدعى ( قيات ) في القرن الثاني عشر الميلادي (ما بين 1155-1160) وقد عرف يسوكا بهادر بالشدة والبأس، فكانت تخشاه القبائل الأخرى، وقد سمّى ابنه تيموجين وذلك تيمنا بمولده في يوم انتصاره على إحدى القبائل التي كان يتنازع معها، وتمكنه من القضاء على زعيمهم الذي كان يحمل هذا الاسم.
لم تطل الحياة بيسوكا بهادر فقد قتل على يد التتار المجاورن (تعرض للتسميم على يد أحدهم) تاركا لتيموجينحملا ثقيلا ومسؤولية جسيمة.وقد قالت له والدته بأن ( أعداء والده هم أعداء قلبه للابد)...
وقد استغلت قبيلته صغر سنه فرفضت الدخول في طاعته، على الرغم من كونه الوريث الشرعي الوحيد لرئاسة قبيلته والتفت حول زعيم آخر... كما انفضّ عنه حلفاء أبيه وانصرفعنه الأنصار والأتباع.
فعانى مع والدته واخوته الفقر والبؤس والحرمان والجوع. لكنّ أمه نجحت في أن تجمع الأسرة المستضعفة وتحثّ أبناءها الأربعة على الصبر والكفاح، وتفتح لهم باب الأمل، وتبثفيهم العزم والغصرار حتى أصبحوا شبابا أقوياء، وبخاصة تيموجين الذي ظهرت عليه امارات القيادة والنزوع إلى الرئاسة حيث يقال بأنه كان طويل القامة، قوي العضلات، نحيف الجسم ...
كما يقال بأنه قتل الدب الذي هاجمه وهو في التاسعة من عمره بيده الخاليتين من السلاح، وإذا صحّ ذلك فهذا يعني أنّه كان خارقا للعادة من حيث القوة الجسدية، ولكن ربما كان الأمر مجرد أسطورة...
تمكن تيموجين بشجاعته من المحافظة على مراعي أسرته، فتحسنت أحوالها وبدأ يتوافد عليه بعض القبائل التي توسمت فيه القيادة والزعامة، كما تمكن هو من اجبار المنشقينمن الأتباع والأقارب على العودة إلى قبيلتهم، ودخل في صراع مع الرافضين للانضواء تحت قيادته، حسمه لصالحه في آخر الأمر، حتى نجح في أن تدين قبيلته (قيات) كلها بالولا له، وهو دون العشرين من عمره.
وفي حوالي العشرين من عمره، زار تيموجين زوجته المستقبلية بورته، واستلم من قبيلتها معطفا أسود وكان ذلك الأساس لثروته المتزايدة.

قاهر العالم:
وواصل تيموجين خطته في التوسع على حساب جيرانه، فبسط سيطرته على منطقة شاسعة من إقليم منغوليا، تمتد حتى صحراء جوبي، حيث مضارب عدد كبير من قبائل التتار، ثمّ دخل في صراع مع حليفه رئيس قبيلة الكراييت، وكانت العلاقات قد ساءت بينهما بسبب الدسائس والوشايات وتوجس "أونك خان" زعيم الكراييت من تنامي قوة تيموجين وازدياد نفوذه، فانقلب حلفاء الأمس إلى أعداء وخصوم، واحتكما إلى السيف، وكان الظفر في صالح تيموجين فاستولى على عاصمتا "***********وروم" وجعلها قاعدة لملكه، واصبح تيموجين بعد انتصاره أقوى شخصية مغولية وعرف باسم"جنكيز خان"
وكلمة جنكيز خان تعني (امبراطور العالم أو قاهر العالم)
وبعد ذلك عني بتوطيد سلطانه والسيطرة على المناطق التي يسكنها المغول، حتى تمكن من توحيد منغوليا بأكملها تحت سلطانه، ودخل في طاعته الاويغوريون.
وقد نجح جنكيز خان من نشر الأمن والطمأنينة في أرجاء امبراطورية المغول في منغوليا وجعل لنفسه مجلسا استشاريا من الحكماء، كما وزع الوظائف المدنية والعسكرية على الفئة المختارة والمتفوقة من أتباعه. وحرص جنكيز خان على الافادة من أصحاب العقل والخبرة في الشؤون الإدارية والعسكرية ... وقد صدر تشريع باسمه يدعى تشريع جنكيز خان (قانون الياسا)، وهو ينص على سلتطه المطلقة وعلى وحدة المغول، ونص التشريع أيضا على معاقبة الأقوياء الذين يقمعون الضعفاء، كما أنّ الزنى محرم بشكل قاطع، وأن الشرب أو السكر فمسموح به مرة واحدة في الشهر. وتتضح من هذه التشريعات روح البداوة والكرم والشهامة، فأي شخص لا يطعم الضيق أو المسافر يعاقب.
وقد استطاع جنكيز خان من خلال قانون الياسا هذا أن يقض على اسباب الفوضى في امبراطوريته وينشر الأمن في كافة الأنحاء الخاضعة لحكمه والممتدة عبر هضبة منغوليا...

ثمّ انطلق جنكيز خان بعدئذ لفتح العالم، وكان شعبه قليل العدد ولما لم يكد يخرج من هيمنة الأتراك ومع ذلك استطاع أن يكتسح العالم الإسلامي خلال بضع سنوات ويهدد وحدة العالم المسيحي. وبعد أن وحد شعبه وراءه انطلق عام 1215 لفتح الصين، ومارس هناك كل الوحشية في الحروب، فالمدنيون تعرضوا للمجازر الجماعية، والحقول أحرقت أو دمرت، والسدود فتحت لكي تغرق الأرياف بالمياه، وقنوات الري ّ سدت من أجل اتلاف المحاصيل. وحصلت عندئذ مجاعات رهيبة واضطر الشعب إلى الاستسلام أمام قوات جنكيز خان بعد مقاومة ضاربة وقد احترقت العاصمة بكين، واستمرت الحرائق فيها لمدة سبعين يوما، وفي عام 1220 استطاع جنكيز خان أن يدمر الامبراطورية التركية: أي تركمستان الحالية، ثمّ وصلت جيوشه لإلى بحر قزوين ودخلت إلى بلاد الروس والبلغار. ولأول مرة سمعت أوروبا عندئذ باسم جنكيز خان. ولكن الإمبراطور جنكيز خان كان أقل عنفا ضد المسلمين مما كان عليه ضد الصينيين، فلم يخضعهم للقانون المغولي وإنما تركهم على دينهم وعبادتهم الخاصة.
ولكن لا ينبغي أن نفهم من ما قل عن وحشيته وهمجيته في الحروب أنه كان كان جاهلا غبيا. فالواقع أنه كان مثقفا إلى حد ما. وكان يجمع العلماء في عاصمته "***********وروم" لكي يتناقشوا في شؤون الدين والفلسفة، وهكذا كان يستقبل في قصره وفي مجلسه عامة علماء المسلمين من شيعة وسنّة وكذلك المجوس والبوذيين والهندوس والطاويين والمسيحيين.
وهذا يعني أنه لم يكن متعصبا من الناحية الدينية، بل كان منفتحا يقبل بسماع كل الآراء.

زائر

موضوع فعلا يستحق المتابعة
تشكر اخى حارس الكنز على هذه الموضيع الشيقة

» مومياء ما قبل التاريخ
» مقتطفات من التاريخ التونسي
» التاريخ المشوه والمزيف
» تطور القناديل عبر التاريخ
» التعليم في التاريخ اليوناني