كنوز ودفائن القدماء
حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب 829894
ادارة المنتدي حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب 103798
كنوز ودفائن القدماء
حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب 829894
ادارة المنتدي حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب 103798
كنوز ودفائن القدماء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنوز ودفائن القدماء

الحضارات القديمة والتاريخ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Empty
مُساهمةموضوع: حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب   حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Emptyالأحد 16 سبتمبر 2012 - 15:32

لقد عرف المغرب خلال فترات ما قبل التاريخ تعاقب عدة حضارات:

· العصر الحجري القديم :

o الحضارة الآشولية: تعود بقايا هده الحضارة إلى حوالي 700.000 سنة وأهم الاكتشافات تمت بمواقع مدينة الدار البيضاء( مقالع طوما وأولاد حميدة، وسيدي عبد الرحمان...). الأدوات الحجرية الخاصة بهده الحضارة تتكون من حجر معدل، حجر دو وجهين....

· العصر الحجري الأوسط :

o الحضارة الموستيرية: عرفت هده الحضارة في المغرب بين حوالي 120.000و 40.000 سنة ق.م و من أهم المواقع التي تعود إلى هده الفترة نذكر مــوقع جبل "يعود" والذي عثــر فيــه علــى أدوات حجرية تخص هذه الفــترة
( مكاشط...) وكذلك على بقايا الإنسان والحيوان.

o الحضارة العاتيرية: تطورت هذه الحضارة في المغرب بين 40.000 سنة و 20.000سنة وهي حضارة خاصة بشمال إفريقيا وقد عثر عليها في عدة مستويات بعدة مغارات على الساحل الأطلسي: دار السلطان 2 ومغارة الهرهورة والمناصرة 1و2....

· العصر الحجري الأعلى:

o الحضارة الإيبروموريزية: ظهرت هده الحضارة في المغرب مند حوالي 21.000 سنة وتميزت بتطور كبير في الأدوات الحجرية والعظمية. أهم المواقع التي تخلد هده الفترة نجد مغارة تافوغالت والتي تقع في نواحي مدينة وجدة.

· العصر الحجري الحديث:

o يلي هدا العصر من الناحية الكرونولوجية الفترة الإيبروموريزية وقد تطور في المغرب حوالي 6000 سنة ق م. تتميز هذه الحضارة بظهور الزراعة واستقرار الإنسان وتدجين الحيوانات وصناعة الخزف واستعمال الفؤوس الحجرية...في المغرب هناك عدة مواقع عثر فيها على هده الحضارة ونذكر على سبيل المثال: كهف تحت الغار وغار الكحل ومغارات الخيل ومقبرة الروازي الصخيرات....

· عصر المعادن:

o يرجع هدا العصر إلى حوالي 3000 سنة ق.م وأهم مميزاته استعمال معدني النحاس ثم البرونز وأهم خصائصه ما يعرف بالحضارة الجرسية ثم حضارة عصر البرونز.

حضارات العصر الكلاسيكي بالمغرب

· الفترة الفينيقية:

يرجع المؤرخ Pline l’ancien بدايات تواجد الفينيقيين بالمغرب إلى حوالي نهاية القرن الثاني عشر ق.م مع ذكر موقع ليكسوس كأول ما تم تأسيسه بغرب المغرب. لكن بالنظر إلى نتائج الحفريات الأثرية نجد أن استقرار الفينيقيين بالمغرب لا يتجاوز الثلث الأول من القرن الثامن ق.م. بالإضافة إلى ليكسوس نجد موكادور التي تعتبر أقصى نقطة وصلها الفينيقيين في غرب المغرب. الاكتشافات الأخيرة أغنت الخريطة الأركيولوجية الخاصة بهذه الفترة بالمغرب حيث تم اكتشاف عدة مواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط.



· الفترة البونيقية:

في القرن الخامس ق م قام حانون برحلة استكشافية على طول شواطئ المغرب حيث قام بتأسيس عدة مراكز، التأثير القرطاجي يظهر بالخصوص في عادات الدفن وانتشار اللغة البونيقية. ومنذ القرن الثالث ق.م ، مدينة وليلي الموريطانية كانت تخضع لحكم يشبه حكم قرطاج.

· الفترة الموريتانية :

أقدم ما ذكر حول الملوك الموريتانيين يعود إلى الحرب البونيقية الثانية حوالي 206 ق م و ذلك حين وفر الملك باكا حماية للملك ألنوميدي ماسينسا تتمثل في 4000 فارسا. أما تاريخ المملكة الموريطانية فلم تتضح معالمه إلا مع نهاية القرن الثاني ق.م و ذلك مع الاهتمامات التي أصبحت توليها روما لهذا الجزء من أفريقيا. في سنة 25 ق م، نصبت روما الملك جوبا الثاني علـــى رأس المملكة. و بعــد اغتيال" الملك بتوليمي" من طرف الإمبراطور كاليكيلا سنة 40 ق م تم إلحاق المملكة الموريتانية بالإمبراطورية الرومانية.

· الفترة الرومانية:

بعد إحداث موريتانيا الطنجية، قامت روما بإعادة تهيئة لعدة مدن: تمودة، طنجة، تاموسيدة، زليل، بناصا، وليلي، شالة ... . كما قامت بإحداث عدة مراكز ذات أهداف عسكرية، و خلال هذه الفترة عرف المغرب انفتاحا تجاريا مهما على حوض البحر الأبيض المتوسط. في سنة 285 بعد الميلاد تخلت الإدارة الرومانية على كل المناطق الواقعة جنوب اللكوس باستثناء سلا و موكادور. مع بداية القرن الخامس الميلادي، خرج الرومان من كل مناطق المغرب.

الحضارات الإسلامية بالمغرب

الدولةالإدريسة
خلافا أقاليم و بلدان المشرق لم يكن فتح المغرب بالشيئ الهين، فقد استغرق الأمر نصف قرن من [ 646م إلى 710م]. باعتناق المغاربة الإسلام ظهرت بوادر انفصال هذا الإقليم عن الخلافة بالمشرق. عقب عدة محاولات تحققت هذه الرغبة بظهور أول دولة إسلامية بالمغرب هي دولة الأدارسة سنة 788م. وقد كان مؤسس هذه الدولة حفيد الرسول (ص) الشريف مولاي ادريس ابن عبد الله، الذي حل بالمغرب الأقصى فارا من موقعة فخ قرب مكة (786). استقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة آوربة الأمازيغية و دعمته حتى انشأ دولته. هكذا تمكن من ضم كل من منطقة تامسنا، فزاز ثم تلمسان. اغتيل المولى ادريس الأول بمكيدة دبرها الخليفة العباسي. بويع ابنه ادريس الثاني بعد بلوغه سن الثانية عشر. قام هذا الأخير ببناء مدينة فاس كما بسط نفوذه على مجمل المغرب.

دولة المرابطين
في القرن السادس عشر الميلادي ظهر بجنوب المغرب الأقصى مجموعة من الرحل ينتمون لقبيلة صنهاجة الأمازيغية. استطاع عبد الله بن ياسين، وهو أحد المصلحين الدينيين أن يوحد هذه القبيلة و ينظمها وفق مبادئ دينية متخذا اسم المرابطين لحركته. و هكذا سعى المرابطون إلى فرض نفسهم كقوة فاعلة وتمكنوا من إنشاء دولتهم عاصمتها مراكش التي أسسوها سنة 1069م. بسط المرابطون سلطتهم على مجمل شمال إفريقيا و الأندلس ابتداء من 1086م.

الدولة الموحدية
في بداية القرن 12م تعاظم بالمغرب شأن المصلح الديني و الثائر السياسي المهدي بن تومرت. حيث استقر بقرية تنمل بجبال الأطلس الكبير جنوب شرق مراكش. و نظم قبائل مصمودة من حوله بغرض الإطاحة بدولة المرابطين التي اعتبرها زائغة عن العقيدة الصحيحة للإسلام، كما سمى أتباعه بالموحدين. استطاع الموحدون بقيادة عبد المومن بن علي من السيطرة على المغرب الأقصى كله بحلول سنة 1147م. كما تمكن من بسط نفوذه على شمال إفريقيا كلها والأندلس مؤسسا بذلك أكبر إمبراطورية بغرب المتوسط منذ الإمبراطورية الرومانية.

الدولة المرينية
ظهر المرينيون بالتخوم الشرقية بالمغرب، واستطاعوا تشكيل قوة عسكرية وسياسية مكنتهم من الإطاحة بدولة الموحدين سنة 1269م. حكم المرينيون المغرب لمدة قرنيين لم يستطيعوا خلالها الحفاظ على الإرث الكبير الذي حلفه الموحدون. مما أجبرهم في نهاية الأمر على توجيه اهتمامهم على الحدود الترابية للمغرب الأقصى.ستتميز نهاية حكمهم بانقسام المغرب إلى مملكتين: مملكة فاس ومملكة مراكش، إضافة إلى سقوط مجموعة من المدن في يد المحتل الإيبيري، كسبتة 1415م و القصر الصغير 1458 و أصيلا و طنجة 1471 و مليلية 1497.

الدولة السعدية
انطلقت حركة الشرفاء السعديين من جنوب المغرب تحديدا من مناطق درعة. وقد اتخذت شكل مقاومة جهادية ضد المحتل الإيبيري للمدن الساحلية. غير أن السعديين ما فتؤوا يتحولون إلى قوة عسكرية وسياسية تمكنت من فرض نفسها في غياب سلطة مركزية قوية قادرة على توحيد البلاد ودرء المحتل. وقد ساعد في بروز دولة السعديين سلسلة الإنتصارات المتلاحقة التي حققوها والتي كللت بدخولهم مراكش سنة 1525م تم فاس سنة 1554م. وقد كان هذا إيذانا بقيام حكم الدولة السعدية بالمغرب.
لقد كان الإنتصار المدوي للسعديين على البرتغال في معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاث) سنة 1578م بالغ الأثر على المغرب، حيث أعاد للمغرب هيبته في محيطه الجييوستراتيجي، كما مكنه من الإستفادة اقتصاديا خاصة في علاقته مع إفريقيا. كانت وفاة المنصور الذهبي سنة 1603م إيذانا باندحار دولة السعديين بفعل التطاحن على السلطة بين مختلف أدعياء العرش.

الدولةالعلوية
النزاع السياسي الذي خلفه السعديون سيدوم 60 سنة انقسم أثناءها المغرب الأقصى إلى كيانات سياسية جهوية ذات طابع ديني مثل إمارة تازروالت بسوس. هكذا وابتداءا من سنة 1664 ظهر الشريف مولاي رشيد بتافيلالت وانطلق في حملة عسكرية هدفها توحيد البلاد من التشرذم وتأسيس سلطة مركزية قوية، بسط مولى رشيد سلطته مؤسسا بذلك دولة العلويين. وقد كان على خلفه السلطان مولاي إسماعيل دور تثبيت سلطة الدولة الناشئة وفرض هيبتها. استمر عهد السلطان المولى إسماعيل 50 سنة تمكن خلالها من بناء نظام سياسي للدولة. تولى السلاطين العلويين على الحكم متحديين أزمات متعددة داخلية وأخرى خارجية من أبرزها فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م. وبفضل تضحيات العرش والشعب استعاد المغرب استقلاله سنة 1956 معلنا عن ميلاد عهد جديد بالمغرب.

حضارة بابلية


بابل Babylonia تعني (بوابة الإله) كان الفرس يطلفون عليها بابروش Babirush دولة بلاد مابين النهرين القديمة. كانت تعرف قديما ببلاد سومر وبلاد سومر أكد وكانت تقع بين نهري دجلة والفرات جنوب بغداد بالعراق. فظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 ق.م. وكنت تقوم علي الزراعة وليس الصناعة. وكانت بابل :Babylon. دولة أسسها حمورابي الدولة البابلية عام 1763ق.م. وهزم آشور (مادة ) عام 1760 ق.م, وأصدر قانونه (قانون حمورابي) وفي عام 1600ق.م. إستولي ملك الحيثيين مارسيليس علي بابل واستولي الآشوريون عليها عام 1240 ق.م. بمعاونة العلاميين. وظهر بنوخدنصر كملك لبابل (11245ق.م.- 1104 ق.م.) ودخلها الكلدان عام 721 ق.م.( ثم دمر الآشوريون مدينة بابل عام 689 ق.م. إلا أن البابليين قاموا بثورة ضد حكامهم الآشوريين عام 652 ق.م. وقاموا بغزو آشور عام 612 ق.م. واستولي نبوخدنصر الثاني علي أورشليم عام 578 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م. الى بابل. وهزم الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة. ثم إستولي الإمبراطور الفارسي قورش علي بابل عام 500 ق.م. وضمها لإمبراطوريته.

الحضارة الفينيقية (3000 - 334 ق.م)

- إن الحضارة الفينيقية امتدت إلى أصقاع الأرض ذلك لأنها أول أمة بحرية في التاريخ. هذا الفضاء الذي ينمي عشق الحرية و يشحذ العزم على التحدي و تجاوز ما يخبئه البحر من ويلات، لهذا كانت الحضارة الفينيقية حضارة السيطرة على المحيط الطبيعي.

تاريخ الفينيقيون:

احتل الكنعانيون منطقة بلاد الشام الواقعة بين البحر المتوسط و بلاد الرافدين، فسيطروا على معظم جزر البحر المتوسط حتى امتدت مستعمراتهم من قرطاج في شمال أفريقيا إلى كورسيكا و جنوب إسبانيا. أطلق عليهم اليونان اسم الفينيقيون "xinoehΡ " الذي يحمل معنى الأرجوان نسبة إلى اكتشافهم للصباغ الأرجواني. ضمت مستعمرات الفينيقيين بعض المدن الواقعة على الساحل السوري الممتد من أقصى شمال سوريا حتى جنوب فلسطين مثل صور، صيدون (صيدا)، بيروت، جبيل، أوغاريت، الإسكندرون، عكا... كما أنها ضمت مدينة قرطاج.

صيدا: اتخذها الفينيقيون عاصمة لهم. انطلقوا منها ليؤسسوا محطات تجارية في دول عديدة و قد أثبت علماء التاريخ أن الفينيقيين وصلوا إلى أمريكا الشمالية و الجنوبية كما أنهم سبقوا كريستوفر كولومبس في اكتشاف القارة الأمريكية الشمالية بقرون عديدة. عرفت مدينة صيدا بتجارتها التي سيطرت على المنطقة خلال القرن الثاني عشر و الثالث عشر.

جبيل (بيبلوس): اشتهرت جبيل بمكانتها الدينية و التجارية كما أنها عرفت بموطن ولادة الأبجدية الرومانية المأخوذة عن الكتابة الفينيقية. من الآثار الفينيقية الموجودة في مدينة جبيل: بقايا البوابات و الأسوار المحصنة للمدينة، و عدة هياكل و مقابر ملوك جبيل التي تقع تحت الأرض.

صور: انطلق منها الفينيقيون بقيادة الملكة أليسار و هي ابنة الملك ميتينوس، ليؤسسوا مدينة قرطاج في شمال أفريقيا. أحرزت صور تقدما˝ في مجال التجارة مما جعلها تتفوق على صيدا. و قد عرف البحر المتوسط لفترة من الزمان ببحر صور. أما الآثار الموجودة في مدينة صور تعد قليلة، و منها: حاجز الماء و حائل الأمواج الذي يعد معزولا˝ عن ساحل المدينة، و مقبرة آحيرام الأول (الملك الذي حكم صور) التي تبعد بضعة كيلومترات عن المدينة.

بعلبك: أنشأها الفينيقيون في أوائل العام 2000 ق.م فبنوا فيها أول هيكل الذي أهدى لإله الشمس، بعل. و من هنا حصلت المدينة على اسمها. لكن الهيكل لا يمكن رؤيته الآن بسبب الأعمدة الرومانية التي بنيت فيما بعد في بعلبك. كانت بعلبك، على عكس المدن لأخرى، معزولة عن التجارة.

قرطاج: أسستها الملكة أليسار . عرفت قرطاج بعاصمة المجد و ملكة البحار بسبب ما احتلته من مكانة عالية من الرقي و التمدن و الازدهار. امتازت هذه المدينة بالحيوية و البراعة و الإبداع. استطاعت أن تسيطر على المستعمرات المغربية كما أنها لعبت دورا˝ حضاريا˝ في شمال أفريقيا و جزر البحر المتوسط و بريطانيا.

المعتقدات الدينية عند الفينيقيين:

اعتمد الدين الفينيقي السامي الأصل على الاعتقاد بظاهرة الخصوبة و الإنتاج. آمن الفينيقيون ببعض قوى الطبيعة التي أحاطت بهم، كما أنهم عبدوا الكثير الكثير من الآلهة. كان لكل مدينة إله يعبد. سمى الفينيقيون بعض آلهتهم نسبة إلى المدن التي أقاموا فيها. و من الآلهة التي عبدها الفينيقيون و قدسوها: إله القوى الكامنة (الإله إيل)، آلهة الخصب (عشتار)، إله المطر (الإله بعل)، الإله (أشمون)، الإله (إيسيس) . أما في قرطاج، فقد عبدوا آلهة الخصوبة و الإنتاج (تانيت)، و الإله (بعل آمون) بالإضافة إلى الآلهة التي عبدت في بلاد الشام. و قد استمرت عبادتهم حتى العهد الروماني.

اعتقد الفينيقيون بالحياة الثانية فبنوا مقابرهم التي وضعوا فيها الميت بالإضافة إلى أدوات خاصة به للاعتقاد بأنها ستلزمه عند قيامه في الحياة الثانية. و قد امتازت هذه الأدوات بالبساطة فضمت بعض الأدوات المنزلية التي كان يستعملها الفينيقيون كالأواني الفخارية و المصابيح الزيتية. إلى جانب المقابر، شيد الفينيقيون معابد امتازت بالتأثر بالطابع اليوناني و قد اهتم بها الكهنة المتفرغون الذين عرفوا بتوارث الكهانة في عائلتهم.

نظام الحكم في فينيقيا:

تألفت فينيقيا من عدة ممالك و ضمت كل مملكة مدينة اعتبرت عاصمة لها. عرف نظام الحكم في فينيقيا بالملكي الوراثي حيث كان يمثل الملك الآلهة و له السلطة المطلقة في إدارة شؤون المملكة التي يحكمها. أما كبار المدينة و رجال الدين و القضاة لعبوا دور مساعدو الملك في إدارة المملكة. أما الجيش فقد تكفل حماية المملكة و تأمين القوافل التجارية.

إنجازات الفينيقيون:

اختراع الأبجدية:

تعد اختراع الأبجدية من أعظم ما قدمته الحضارة الفينيقية للبشرية. ابتكرت هذه الكتابة عام 1100 ق.م و قد تألفت من 22 حرفا˝ يمثل كل واحد منها صوت معين. سميت أيضا˝ بأبجدية جبيل. استعان الفينيقيون بالكتابة السومرية و المصرية القديمة ثم طوروها مع مرور الزمن. في البداية، كانت تكتب هذه الحروف على ألواح من الطين أو الفخار ثم فيما بعد، كتبت على أوراق البردى المصرية. لقد كتب الفينيقيون هذه الحروف من اليمين إلى الشمال (مثل العربية) و نشروها في جميع بلاد العالم شرقا˝ و غربا˝؛ ساهم في نشرها قدموس الصوري. أكسب اختراع الأبجدية فينيقيا مكانا˝ هاما˝ في تاريخ الحضارة.

اكتشاف الصباغ الأرجواني: كان الفينيقيون أول من اكتشف اللون الأرجواني

فاستخرجوه من أصداف المريق و هي نوع من المحار وجد بالقرب من الشواطئ الفينيقية. أدخل الفينيقيون الصباغ الأرجواني على أقمشتهم فاشتهروا بصناعة الأقمشة الأرجوانية اللون.

صناعة السفن:

كانت السفن الفينيقية عبارة عن مراكب شراعية تتألف من سارية واحدة، شراع مربع،

و مجاديف يدوية. اعتمد عليها الفينيقيون في تجارتهم و أسفارهم و تبادل صناعاتهم مع الدول الأخرى المجاورة لها و البعيدة عنها.

الحياة الاقتصادية في فينيقيا:

ازدهرت الحياة الاقتصادية في فينيقيا بسبب تقدمها صناعة و تجارة و حرفة. تركز عمل الفينيقيين على البحر فعملوا بصيد السمك و الإسفنج و الملاحة و صناعة السفن. كما أنهم برعوا في صناعات عديدة منها صناعة العاج و الزجاج و الأقمشة الأرجوانية اللون و الزهريات الحادة القعر و الفخاريات. ساهم اطلاع الفينيقيون على صناعة الحديد (في الألف الثاني ق.م) في صناعة الخزف. كان الفينيقيون يقلدون الصناعة المصرية و الكريتية و الميسينية مما مكنهم من بلوغ منزلة عظيمة في الصناعة و الفن. بعض هذه الصناعات (الفخار و الزجاج) محفوظة الآن في متحف طرابلس.

أما بالنسبة للتجارة في فينيقيا، فقد بلغت أعلى درجاتها و تنوعت الأغراض التي تاجروا فيها فكان منها الصباغ الأرجواني و الأقمشة، الزجاج، المعادن، الفخار، النبيذ، الغار و الأرز، الخشب... كل هذه الأشياء كانوا يتبادلونها مع اليونان، إيطاليا، إسبانيا، و الجزر المتوسطية. كما أنهم خاطروا بالإبحار إلى أبعد من ذلك حتى وصلوا الرأس الأخضر في بريطانيا.

- أصبحت فينيقيا أحد أغنى و أهم المقاطعات في الإمبراطورية الفارسية و استولى الاسكندر الأكبر على فينيقيا عام 332 ق.م.

مظاهر الحضارة الفينيقية في طرابلس

لقد بلغ الفينيقيون في المدنية مبلغا كبيرا واحتكروا لأنفسهم الاتجار مع بلدان البحر الأبيض المتوسط وأخذ تجارهم ينشئون المراكز التجارية على طول الطريق التي كانوا يسلكونها عند سفرهم . وقد بلغت المراكز التي أنشأوها الذروة في النشاط في منتصف القرن العاشر وأواسط القرن الثامن عندما أسسوا مستعمرتهم قادس في اسبانيا وأوتيكا في تونس التي تأسست حوالى الألف الأول ق.م . وكان الفينيقيون يعرضون على أهالي البلاد البضائع التي كانوا يجلبونها معهم ، ولم يقتصر أثرهم على التعامل التجاري ، بل تجاوز إلى بث مظاهر الحضارة والمدنية .

وقد امتد نفوذ الفينيقيون داخل الأراضي الليبية حتى حدود برقة ، حيث أسسوا بعض المدن المهمة التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ الشمال الأفريقي ، فقد تطلبت عملية الاستيراد والتصدير والتعامل الاقتصادي بين الفينيقيين وأهالي البلاد إنشاء محطات ساحلية وموانئ ترسو عندها السفن وقد اختار الفينيقيون عند مجيئهم إلى شمال أفريقيا الأماكن المناسبة ، ولهذا الغرض يعتبر المؤرخون تأسيس تلك المحطات بداية العصر الفينيقي في تاريخ الشمال الأفريقي .

مجيء الفينيقيين إلى ليبيا : كان الفينيقيون عند عبورهم مياه البحر الأبيض المتوسط قادمين من شواطئ سوريا في طريقهم إلى إسبانيا لجلب معدن الفضة والقصدير تسير سفنهم بمحاذاة الساحل الغربي من ليبيا ، وذلك لأن الملاحين اعتادوا في ذلك الزمن عدم الابتعاد كثيرا على الشاطئ خوفا من اضطرابات البحر وكانت سفنهم ترسو على شواطئ طرابلس للتزود بما تحتاج إليه من عتاد وغيره من الأشياء الضرورية أثناء رحلاتهم التجارية .

وقد نمت تجارة الفينيقيين على الساحل الغربي من ليبيا ، وذلك لأن إقليم طرابلس كان مركزا ممتازا للوصول إلى أواسط أفريقيا الغنية بمنتوجاتها المريحة كالذهب والأحجار الكريمة والعاج وخشب الأبانوس ، فأنشأ الفينيقيون لهذا السبب بعض المراكز المهمة في ساحل طرابلس ، وذلك لجمع ما يمكن جمعه من البضائع المختلفة التي تأتي من أواسط أفريقيا . وهناك طرق معينة سلكها التجار الليبيون في تلك الفترة لنقل تلك البضائع عبر الصحراء حتى تصل إلى المراكز الشمالية ، فقد كانت تخرج من جرمة طرق القوافل التي تسير شمالا عبر رمال أوباري إلى إدري ثم إلى صبراتة ، حيث استقر الفينيقيون كما كان هناك طريق آخر من جرمة إلى سبها ومنها إلى براك ثم تعبر الحمادة الحمراء إلى جرزة ومنها إلى لبدة . وكان السير على هذه الطريق من جرمة لساحل البحر يستغرق حوالى الشهر أي ثلاثين يوما كما يقول هيرودوت .

نفهم من هذا أن مدينة جرمة كانت مركزا مهما تجمع فيه منتوجات أواسط أفريقيا ثم تنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية ، حيث تباع إلى التجار الفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم . هذا وقد دلت الحفريات الأخيرة في مدينة صبراتة الأثرية على أنه كان يوجد مركز تجاري خاص بالفينيقيين أيام المواسم التجارية منذ القرن الثامن ق.م كما يعتقد أنه أسست مراكز مشابهة في نفس الوقت في لبدة وأويا ، كما أنه اكتشف في سوق مدينة لبدة تمثال لفيل من الرخام سنة 1931م تحت إشراف جاكمو كويدي في شارع النصر بين قوس الأمبراطور هادريان وقوس تيبريوس ، ويعتقد أنه كان شعارا لأحد التجار في المدينة المذكورة أيام العهد الروماني ، مما يدل على أن التجارة المتعلقة بهذا الحيوان ظلت منتشرة حتى العهد الروماني . وفتح عهد جديد في تاريخ البحر الأبيض المتوسط عندما بدأ الفينيقيون يحولون مراكزهم التجارية التي أقاموها على امتداد الساحل الشمالي من أفريقيا إلى مستعمرات مستديمة كقادس باسبانيا وأوتيككا في تونس وقرطاجنة ولبدة الكبرى وأويا و صبراتة.

هذا ولم يتأكد لدى المؤرخين عن زمن تأسيس المراكز التي أسسها الفينيقيون في طرابلس الغرب إلا أن بعض الدارسين ذكروا أن مهاجرين من صور وصيدا هم الذين أسسوا تلك المراكز حوالى القرن الثاني عشر والعاشر ق.م . ويذكر الشاعر اللاتيني سيليوس أتاليكوس أن لبدة وصبراتة استعمرتا من طرف أهل صور ، أما أويا فاستعمرت من طرف مهاجرين يظن أنهم من أصل فينيقي هاربون من اضطرابات أهلية . ومما يؤكد علاقة الفينيقيين بالساحل الليبي هو ما اكتشف في طرابلس وتونس من نقوش بونيقية تضمنت اسم الليبيين ، فإن الفينيقيين اتصلوا بالسكان الليبيين قبل امتداد سلطانهم إلى غربي ليبيا ، ومن المؤكد اتصالهم بالليبيين عندما أقاموا مدن الأسواق ، وقد ثبت لدى المؤرخين أن الاستعمار الفينيقي في طرابلس قد تم في وقت متأخر وبحماية قرطاجنة التي أصبحت ذات نفوذ كبير ويحتمل أن استقرار الفينيقيين في ليبيا كان بعد محاولة الإغريق الاستيطان في وادي كعام في أوائل القرن السادس ق.م ، فقد نزلت جماعة من اليونانيين بقيادة داريوس الاسبرطي لاستعمار بعض المناطق الليبية قرب سرت سنة 250 ق.م ، وقد أسس القائد المذكور عند نزوله في طرابلس في مصب وادي كعام مستعمرة عرفت باسم سنيبس اوكنيبس أي تحمل اسم الوادي المذكور ويشير هيرودوت أن القرطاجنيين استطاعوا أن يهاجموا المستعمرين اليونان بمساعدة إحدى القبائل الليبية المسماة ، وتمكنوا من طرد المستعمرين الجدد من تلك المدينة المذكورة وعاد داريوس إلى جزر البولوبونيس بعد أن فشل في الاستيطان بليبيا حين تجاهله الاسبرطيون ولم يتخذوه ملكا لهم . ومما يؤكد أن الفينيقيين قد استقروا في طرابلس في وقت متأخر هو ما اكتشف في مدينة لبدة من آثار قديمة تحت المسرح الروماني ترجع إلى القرن الخامس ق.م ، وهي عبارة عن قطع من الفخار من النوع المعروف بالطراز الكورنتي الذي كان يجلب من مدينة كورنته إحدى المدن اليونانية ، وهو من النوع الجيد ذو اللون الأسود اللامع .

تأسيس مدينة طرابلس : لا شك أن الشعب الفينيقي كان قد اشتهر بنشاطه التجاري ، وكان على علم بمسالك البحار وطرقها ، كما أنه عرف سواحل أفريقيا الشمالية عندما أسسوا لهم بعض المراكز التجارية للراحة وللتبادل التجاري مع السكان وهم في طريقهم إلى إسبانيا . وقد أسست جماعة منهم مدن الساحل الليبي ، وذلك بعد استقرارهم في شمال أفريقيا وخاصة بعد تأسيس مستعمرتهم قرطاجنة التي وسعت ممتلكاتها حتى حدود برقة . وقد تمكن القرطاجنيون من المحافظة على أملاكهم في طرابلس ضد أطماع اليونان سواء كانوا من بلاد اليونان أو من اليونانيين ، الذين كانوا يحكمون برقة ومحاولتهم للاستيطان داخل النفوذ القرطاجني . وكانت المحاولة الأولى تحت زعامة داريوس الأسبرطي ، أما المحاولة الثانية فكانت في عهد البطالسة خلفاء الأسكندر المقدوني في حكم مصر (322 ق.م 30 ق.م) فقد حاولت قيرين أي مدينة شحات بتشجيع بطليموس الأول وحمايته غزو منطقة النفوذ القرطاجني واتفقت لهذا الغرض مع سرقوسة ، التي هجم ملكها على تونس ؛ فتشجع أوفيلاس حاكم قيريني في ذلك الوقت وهجم على منطقة طرابلس سنة 309ق.م إلا أن اوفيلاس أصيب بهزيمة نكراء ، حيث تمكن القرطاجنيون من القضاء عليه .

وبهذه الحملة الأخيرة على طرابلس من طرف اليونان ، انتهى آخر تهديد على قرطاجنة واستطاعت عند فشل الحملة المذكورة الاحتفاظ بأملاكها في غربي ليبيا وبسط حمايتها على مدن طرابلس وإلحاقها إداريا بامبراطورية قرطاجنة ، حيث تمكن القرطاجنيون عند استقرارهم في ليبيا من تأسيس بعض المدن على الساحل كمدينة لبدة وصبراتة ومدينة أويا ، أي مدينة طرابلس الحالية .

مدينة أويا : ذكر أن اسم أويا جاء أصلا من اسم قبيلة ليبية تدعى آيت ، وأن مثل هذه الصيغة وجدت في النقود البونيقية بشكل أويات ، كما ذكر أن أويا كانت تدعى أيضا بلدة مقاريا ، أي ترجع إلى الإله البونيقي ملقارت ، وهو يطابق عند الإغريق الإله هيرقل . وقد أشار البروفسور ميريجي في كتابة تاريخ طرابلس الغرب القديم إلى أنه قد عثر على قطعة من النقود القديمة بها نقش كتابي أي بمعنى أويا بلدة ملقارت . وقد ظل اسم أويا متداولا حتى في العهد الروماني ، فقد عثر على عملة قديمة بها الحروف الآتية أي بمعنى ، فقد منحت المدينة المذكورة في عهد الامبراطور الروماني تراجان 89-117 ميلادية حقوق المستعمرة ، وقد استمر ذلك حتى في عهد الامبراطور الروماني انطونيوس بيوس 138ـ161م .

هذا ولم يظهر أي أثر لمدينة أويا الفينيقية إلا أن علماء الآثار يعتقدون بأنها كانت في الجزء الشمالي الشرقي للمنطقة الموجودة فيها الآن المدينة القديمة حاليا ، أي بالقرب من المرفأ المكون من سلسلة صخور أدمجت حاليا ضمن الرصيف الشمالي الغربي للميناء . أما التخطيط الروماني فلا زال ظاهرا في تصميم شوارع المدينة القديمة وفي الإمكان معرفة الشوارع الرئيسية . ومما يدل على أن مدينة طرابلس قد اكتشفت في عهد سابق للعهد الروماني ، هو ما اكتشف من مدن طرابلس الأثرية من نقود قديمة ترجع للعهد الروماني على وجه كل عملة صورة الامبراطور الروماني تيبريوس (14ـ37ب م) وفي الوجه الآخر اسم كل مدينة باللغة البونيقية ، فقد استمر التأثير الحضاري الفينيقي في مدن طرابلس إلى أيام الرومان واستمرت الكتابة البونيقية مستعملة حتى في معاملاتها اليومية بالإضافة إلى شئونهم الإدارية والمالية .

أحوال مدن طرابلس أيام العهد الفينيقي : يروى أن تأسيس مدن طرابلس أو الامبوريا) كما سماها الكتاب اليونان كان بطيئا ، وقد تبين لعلماء الآثار الذين قد أشرفوا على الحفريات في المدن القديمة أن أول انتشار كبير للمدينة لم يحدث قبل القرن الثالث ق.م . فقد ذكر أن علاقة هذه المستعمرات بالحضارات القديمة كانت محدودة ، وذلك لأن سياسة قرطاجنة التي كانت تسيطر على هذه المدن كانت ترمي حسبما نصت المعاهدة التي أبرمت مع الرومان سنة 509ق.م ، وجددت عام 348 ق.م إلى تحريم كل ملاحة أجنبية من الاقتراب من الموانئ الفينيقية في شمال أفريقيا باستثناء البواخر التابعة لقرطاجنة . ومن نصوص هذه المعاهدة تبين لنا أن القرطاجنيين احتكروا الملاحة في حوض البحر الأبيض المتوسط ، كما أنهم منعوا الأهالي من الاحتكاك بالشعوب الأخرى احتكاكا مباشرا حتى يمكنهم الاستفادة بالفنون والصناعات المختلفة .

هذا بالإضافة إلى ذلك فقد عرضت على مدن طرابلس ضرائب باهظة ، وقد ذكر المؤرخ ليفي بأن الضريبة المفروضة على لبدة كانت قيمتها تالنت ، أي ما يوازي 2500 عاملا ، أي تساوي ما يقابل حوالى 240 جنيها استرالينيا . ويعتقد ان مثل تلك الضريبة كانت تجبى من المدن الأخرى كصبراتة وأويا . ومن الملاحظ من هذه الضريبة المفروضة على مدن طرابلس أنها كانت عبئا ثقيلا على كاهل مدن طرابلس ، ويحتمل ان الإدارة المحلية كانت تقوم بجمع هذه الضرائب حتى تفي بمطالب حكومة قرطاجنة ، وهذا مما يؤدي إلى تذمر أهالي البلاد وانتهاز أي فرصة للانفصال عن حكومة قرطاجنة ، وهذا ما حدث فعلا عند دخول الرومان إلى ليبيا ، حيث لم تحدث أي مقاومة تذكر من طرف السكان لصد الغزو الروماني لاحتلال مدن طرابلس . وقد ذكر أن مدينة لبدة أرسلت مندوبا عنها في سنة 106 ق.م إلى الرومان تطلب عقد معاهدة وحلف ، وقد لجأت فعلا إلى حكم الرومان . وبجانب الضريبة المشار إليها فيما سبق ، فقد كانت توجد ضريبة نوعية عن الرسوم الجمركية مفروضة على الواردات والصادرات وكان مطلوبا من المدن الثلاث تزويد حكومة قرطاجنة بالجنود والمؤونة التي تحتاج إليها في حالات الحرب كما أنه كان محرما على مدن طرابلس الاحتفاظ بقوات بحرية .

ويتضح من هذه السياسة التي نهجتها قرطاجنة هو التحكم في السيطرة على جميع المدن التابعة لها خوفا من أن تسعى إلى تكوين جيش قوي للاستقلال به عن حكومة قرطاجنة ، وهذا حدث عندما تمكن البربر سكان البلاد الأصليين من تأسيس ممالك مستقلة تحت زعامة قادة من أهالي البلاد .

هذا وإن مدينة لبدة كانت أهم مدن طرابلس أيام العهد الفينيقي ، فقد جعلها الفينيقيون مركزهم الإداري الداخلة في نطاقه مدينة أويا وصبراتة . وقد اختير هذا الموقع لأهميته عن المناطق الأخرى ، وذلك لأن الموقع الذي أنشئت فيه المدينة المذكورة كان به ميناء طبيعي يصلح تحويله إلى ميناء تجاري ، وذلك هو مصب وادي لبدة مما جعل موقع المدينة الفينيقية مركزا مهما لتجمع المواد التجارية والزراعية ، كما أن هذه المنطقة التي أقيمت فيها المدينة تمتاز بوفرة المياه الصالحة للشرب ، ولهذا السبب اتخذها الفينيقيون مركزهم الإداري عند استقرارهم في غربي ليبيا .

معيشة أهالي البلاد : قيل إن أهالي المستعمرات الفينيقية في طرابلس كانوا يتمتعون بشبه حرية تامة إلا أنه ذكر أن السكان الليبيين كانوا يعاملون بخلاف أهل تونس ، الذين كانت لهم مميزات المواطن القرطاجني ، فكانت قرطاجنة تعامل سكان هذه المنطقة معاملة المستعمرين (غير المواطنين البونيقيين) والذين تسميهم المصادر الرومانية باسم الليبيين وتميزهم بذلك عن سكان تونس البونيقيين . ويروى أن لبدة كانت لها تشريعاتها وقضاتها ، ويعتقد أن أويا وصبراتة كانتا تتمتعان بنفس المزايا ، فكان رئيس القضاة في لبدة يسمى Sufete مأخوذا أصلا من اللغة البونيقية Shofet ، ولا شك أن هذه التسمية كانت بمثابة إحياء لدستور المدينة الأصلي الفينيقي والمأخوذ من النظام السياسي وشكل الحكومة بقرطاجنة ، وكان يتم انتخاب رئيس القضاة مرة كل عام بمعرفة الجمعية الشعبية غير ان هذا الانتخاب كان محصورا على العائلات الارستقراطية والثرية مما جعل الحكم في أيدي فئة قليلة محدودة العدد طالما اطمأنت إليها حكومة قرطاجنة ، وقد تركت هذه الأقليات تدير أمورها الداخلية . وبجانب وجود القضاة أو السوفيت فإنه كانت هناك قضاة عاديين أطلق عليهم Muhazim ، أي المحصلين وترجع وظائف هؤلاء إلى العصور الفينيقية وكانت مهمتهم الرئيسية تحصيل الغرامات وتزويد السوق بما يلزم من مؤونة ومعدات ، أي نفهم من هذا أنهم كانوا يوجهون اقتصاديات البلاد حسبما يروق لهم . وقد استمر تأثير النظام الفينيقي في مدن طرابلس حتى أوائل العصر الروماني ، فقد كان البروقنصل وموظفوه القلائل يعتمدون على السلطات المحلية في مدن الولايات وذلك فيما يتعلق بإدارة الأعمال الحكومية ، ولهذا السبب لم يطرأ أي تعديل يذكر على نظام البلديات ، بل سارت الأمور على ما هي عليه دون تدخل محسوس من الرومان ، وتمكنت لبدة لهذا السبب من الإبقاء على دستورها الفينيقي ويعتقد أن مدينة أويا وصبراتة سلكتا نفس السياسة . هذا وقد أوضحت لنا الاكتشافات الأخيرة في طرابلس أن مدينة الفينيقيين قد توغلت حتى بين السكان الليبيين في الدواخل فقد عثر على بعض النقوش مكتوبة باللغة البونيقية في وادي العمود الذي يقع جنوب شرقي مزدة بحوالى 65 ك.م ويعتقد أنها تعود إلى القرن الأول ق.م وجد اثنان منها على ضريح نيمران بن ماشوككشان ، والذي يعتقد انه كان رئيسا محليا كما وجد نقش آخر كان على مقبرة اسرة عيرور بن حاطيط ، ويحتمل انه كان شخصية معتبرة .

اقتصاد مدن طرابلس : مما لا شك فيه أن الفينيقيين قد اعتمدوا في حياتهم على الانشغال بالتجارة ، فقد كانوا من أمهر التجار الذين عرفتهم أقاليم حوض البحر المتوسط ، وقد استخدموا طرقا معينة لنقل بضائعهم المختلفة إلى خارج البلاد من موانيهم في شواطئ فينيقيا إلى قبرص وجزيرة كورسيكا حتى شواطئ أسبانيا مارين بالسواحل الغربية من ليبيا . لذا فإن طرابلس كانت في أيامهم تعتمد على التجارة وخاصة تجارة القوافل عبر الصحراء ، حيث كانت في أيامهم البضائع الثمينة من أواسط أفريقيا الغنية بمنتوجاتها النادرة كريش النعام وناب الفيل ، ثم تجارة العبيد . وكانت هذه البضائع تباع إلى التجار الفينيقيين الذين كانوا يجلبون معهم الأدوات الصناعية من إنتاج مناطق متعددة ، سواء أكانت مصرية أو يونانية الصنع . وكانت شعوب البحر المتوسط تترقب وصول البضائع الفينيقية من أواني معدنية وأقمشة صوفية وقطنية .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب   حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Emptyالأحد 16 سبتمبر 2012 - 15:39

وكانت مدينة جرمة مركزا مهما تجمع فيه منتوجات أواسط أفريقيا لتنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية ، حيث تباع إلى التجار الفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم . ويروى أن الجرامنتيين كانوا يحملون إلى الساحل عدد من السلع ، لعل أهمها العاج وجلود الحيوانات وريش النعام والذهب والأخشاب الثمينة وأحجار الملح الممتازة ، وكانت تأتي أيضا من الداخل أحجار ثمينة من أهمها حجر العقيق . ومما يؤكد تلك العلاقة التجارية التي كانت قائمة بين الفينيقيين والليبيين هو ما رواه المؤرخ هيرودوت من أن القرطاجنيين حكوا بأن هناك في مكان ما في ليبيا ، حيث يعيش قوم خلف أعمدة هرقل ، وإليه يأتون ويفرغون بضائعهم وبعد وضعها بنظام على الشاطئ يذهبون إلى ظهور سفنهم ويوقدون نارا ذات دخان . فيرى الأهالي الدخان ، وعند مجيئهم إلى البحر يضعون على الأرض ذهبا للبضائع وينسحبون بعيدا عنها . ثم يهبط القرطاجنيون إلى البحر ويتأملون الذهب ، فإن بدا لهم ثمنا عادلا أخذوه ومضوا في سبيلهم ، وإن لم يكن كذلك ذهبوا ثانية إلى ظهور سفنهم فينظرون ، ويعود الأهالي ويزيدون الذهب حتى يرضى رجال السفينة ، وفي هذه العملية كما يقال لا يخدع أي فريق منهما الآخر ، فإن القرطاجنيين لا يأخذون الذهب حتى يعادل قيمته سلعتهم ، كما أن الأهالي لا يمسون البضائع حتى يأخذ رجال السفينة ذهبهم . مما سبق يتبين لنا أنه كانت هناك حركة تجارية رائجة بين أهالي البلاد وبين التجار الفينيقيين ، الذين كانوا يمرون على سواحل طرابلس لغرض التبادل التجاري .

وكان الفينيقون بجانب اشتغالهم بالتجارة أيضا من أمهر الزراع في العصور القديمة ، إذ أن طبيعة أرضهم ومواردها جعلت السكان الفينيقيين يعتمدون على الزراعة ، فقد كان الفلاح الفينيقي في ذلك الوقت يعتمد على قوة ساعده لزراعة الحبوب إلى أن أدخل المحراث ، كما أن السهول الساحلية دربتهم على زراعة الحدائق الكثيفة ، وقد وجه أصحاب رؤوس الأموال القرطاجنيين عند استقرارهم في إقليم طرابلس لزراعة الحدائق بكثرة ، كما أنهم استثمروا أراضي شاسعة بعد أن أدخلوا عليها تحسينات ناجحة بوسائلهم الجديدة ، وقد استخدموا الأدوات المعدنية التي جلبوها معهم ، وذلك لأن الفينييقين كانوا قد عرفوا من قبل معدن النحاس والبرونز ، كما أنهم اطلعوا على صناعة الحديد . وكان الزيتون هو المحصول الذي اهتم به الفينيقيون في طرابلس ، فاعتنوا بغرسه وكان من أهم المصادر الاقتصادية في مدن طرابلس ، كما أنهم هم الذين أدخلوا زراعة أنواع الأشجار المثمرة الأخرى المهمة والملائمة لمناخ إقليم طرابلس كشجرة التين والرمان والخوخ والكروم وأشجار اللوز ، وقد أقاموا مشاريع للري ، فتمكنوا من استغلال الفائض من مياه الأمطار فاستطاعوا تخزينها في صهاريج استعملت بعض منها في العهد الروماني . ويرى أن المؤرخ استرابون أشار إلى وجود خزان فينيقي بالقرب من مصب وادي كعام القريب من لبدة الأثرية . ويحتمل أن الفينيقيين قاموا ببناء ذلك الخزان لغزارة الأمطار في هذه المنطقة للاستفادة منها وقت الحاجة لسقي الأشجار ، وقد أظهرت لنا الاكتشافات الحديثة في طرابلس أن الفينيقيين بجانب استغلالهم للأراضي الزراعية الموجودة بالمناطق الداخلية جنوب طرابلس فقد عثر في وادي سوفجين في شهر فبراير 1964 على مجموعة من المسكوكات القديمة التي يرجع عهدها إلى أيام القرطاجنيين قوامها 32 قطعة برونزية ، وهي محفوظة الآن في متحف طرابلس لاستكمال دراستها .

الصناعة : لقد نجح الفينقيون في صناعات مختلفة كصناعة العاج والزجاج ، كما أنهم أظهروا قدرة في صناعة الأقمشة وبصفة خاصة المصنوعة باللون الأرجواني . وقد اعتمدوا على استخراج هذه الصيغة من بعض الأصداف البحرية التي عثر عليها قرب شواطئهم ، كما أنهم اطلعوا على صناعة الحديد وتمكنوا في الألف الثاني ق.م من استخدام الدولاب لصناعة الخزف ، وكان له أثر كبير في تحسين هذه الصناعة ، وكان الصناع الفينيقيون يقلدون الصناعة المصرية والكريتية والميسينية ؛ فبلغوا بذلك منزلة عظيمة في الصناعة والفن ، واشتهروا بصناعة زهريات لها قعر حاد ، ويحتمل أنهم أدخلوا هذه الصناعات المختلفة التي أتقنوها إلى بلدان شمال أفريقيا ، وخاصة عند تأسيس مدينتهم قرطاجنة قرب مدينة تونس الحالية . وعند النظر في محتويات بعض المقابر المكتشفة في طرابلس وفي بعض المدن الأثرية الأخرى أمكننا معرفة بعض الأدوات التي استعملت في العهد الفينيقي كالتي عثر عليها تحت مسرح مدينة لبدة ، وهي عبارة من بعض الأدوات الفخارية وبعض المصابيح من النوع الذي كان يصنع في بلاد اليونان مدهونة باللون الأسود .

وفي مقبرة مليتا غربي مدينة صبراتة بنحو 25ك م تم العثور على جرار فخارية وهي تمثل أشكال الجرار البونيقية التي تعود إلى القرن الرابع والثالث ق.م . كما عثر بداخلها على صحون من النوع المعروف بالكمباني . وعثر في سانية قدح بطرابلس يوم 21/11/66 على مخلفات أثرية تنتمي للعهد الفينيقي وجد بداخلها أواني فخرية وزجاجية مستعملة لحفظ بقايا رماد الموتى ، وقد عثر على مثل هذه المقابر قرب سيدي الهدار قرب ميناء طرابلس سنة 1912 . وقد قام بدراستها البروفسور سلفاتوري اوريجيما ، وهي محفوظة الآن في متحف طرابلس . ومن ضمن الاكتشافات المهمة هو ما اكتشف في مدينة صبراتة ، فقد أزاحت الحفريات اللثام عن ضريح بونيقي سنة 1962 ، وقد أمكن تحديد تاريخ إنشائه ما بين 200ـ150 ق.م ، وهو يعتبر من العناصر المعمارية الفنية الظاهرة للعيان . ويتضح من بنائه تأثير الفن اليوناني وخاصة الأعمدة الأيونية .

الحياة الدينية : لقد كانت معرفة المؤرخين عن الديانة الفينيقية محدودة جدا غير أن الاكتشافات الأخيرة في مقابر بيبلوس ورأس الشمراء ، ألقت أضواء جديدة على بعض جوانب الدين الفينيقي ، فتبين أن دين الفينيقيين كان أسوي سامي الأصل ، يعتمد على الاعتقاد في ظاهرة الخصوبة والإنتاج ، كما أنه يؤمن ببعض القوى الطبيعية الموجودة في محيط بيئة الإنسان ، والإله عندهم هو الإله أيل إله القوى الكامنة في حياة الأنهار وهناك أيضا الأله عاشرة Asherat والإله بعل Baal والإله عليان Aliyan . أما الألهة القرطاجنية فقد تضمنت الألهة الفنيقية بالإضافة إلى قوى ألهة جديدة على رأسها الإله تانيت Tanit . ويعتقد أنها ألهة بربرية الأصل ، وهي ألهة الخصوبة والإنتاج عند القرطاجنيين ، ويرمز إليها بسيدة ترضع طفلها وأيضا بمثلث يمثل الجسم واليدين ودائرة تمثل الرأس . وقد اكتشف رمز هذه الألهة أثناء الحفريات التي أقيمت في مدينة صبراتة في سنة 1931 في المنطقة رقم 3 قسم 8 من خريطة حفريات صبراتة . وقد أشرف على تلك الحفريات البروفسور جاكمو كابوتو .

ومن الألهة القرطاجنية أيضا الإله بعل حمون ، ويسمى أحيانا بعل عمون ، وانتشرت عبادته في شمال أفريقيا ، وقد عثر على رسوم لأكباش مقدسة على رأسها قرص الشمس في كل من ليبيا والجزائر . وقد مارس القرطاجنيون طقوس ديانتهم في عدد من المعابد التي بنيت على طرز معمارية مختلفة تأثرت كثيرا بالطابع اليوناني الأصل . ومن أمثلة ذلك في طرابلس الضريح البونيقي الذي اكتشف في مدينة صبراتة كما سبق ذكره .

وكانت توجد طبقة الكهنة المتفرغين الذين كانوا يتوارثون وظيفة الكهانة في عائلاتهم وقد اعتقدوا بالحياة الآخرة ، وقد شيدوا مقابر لدفن موتاهم وزودوها ببعض الاحتياجات الرئيسية التي تلزم المتوفى . وقد عثر على نماذج منها في طرابلس في أبو ستة وشارع بن عاشور . وقد ذكر أن الحياة الدينية في مدن طرابلس يمكن معرفة الشيء عنها من بقايا العهد الروماني ، ويعتقد أن البانتون أي معبد الألهة يحتوي على أهم الألهة الموجودة في عهد الفينيقيين ، مثل الإله الصوري ملقارت ومعناه ملك القرية ، كما عبد الإله الصيداوي اشمون ، الإله الخاص بالشفاء والألهة الشهيرة استارته أي عشتار وقرينها الإله ادونيس والإله القرطاجني الشهير وبعل "آمون" كما يعتقد انتشار عبادة بعض الألهة المشهورة مثل الألهة ايسيس وإله سيرابيس المصريين وغيرها من الألهة التي استمرت عبادتها إلى العهد الروماني .

مما سبق تبين لنا أن الفينيقيين قد أثروا نوعا ما في حياة أهالي البلاد من الناحية الدينية ، ومما يؤكد ذلك هو ما اكتشف في بعض المقابر من بعض بقايا أدوات منزلية كالأواني الفخارية ومصابيح زيتية ملقاة بجانب بقايا عظام الموتى ، حيث الفينيقيون يتركون بجانب موتاهم بعض الأدوات البسيطة لاعتقادهم بأن الميت سيحتاجها عند قيامه في الحياة الأخرى .

انهيار الحكم الفينيقي : لقد احتل القرطاجنيون سنة 262 ق.م ، مدينة ميسينا الواقعة على أقرب سواحل صقلية لأيطاليا ، وكانت هذه المدينة تعتبر في نظر الإيطاليين مفتاح صقلية ، وباحتلال القرطاجنيين لمدينة ميسينا ورطوا أنفسهم في معارك طاحنة مع الرومان ، كانت قد انتهت بعد أكثر من قرن تقريبا ، وكان من نتائجها خراب قرطاجنة وتدمير سيادتها البحرية في حوض المتوسط ، ثم القضاء على ممتلكاتها في الشمال الأفريقي ، وسميت تلك المعارك التي دارت رحاها بين روما وقرطاجنة بالحروب البونية ، وكان أولها سنة 264 ق.م . وانتهت سنة 241 ق.م ، وكان ثمنها خسارة قرطاجنة لصقلية .

وبعد ثلاثة وعشرين سنة من الحرب الأولى ، بدأت الحرب البونية الثانية (218 ق.م - 202 ق.م) وفي أثنائها غزا القائد القرطاجني هانيبال إيطاليا ؛ لاحتلالها إلا أن الجيوش الإيطالية قاومت هذا الغزو ، وقد استطاع Sipio القائد الروماني الوصول إلى ساحل أفريقيا ، حيث انضمت إليه قوة من أهالي البلاد تحت زعامة القائد الأفريقي ماسينسا ، الذي بمساعدته استطاع الرومان هزيمة قرطاجنة في معركة فاصلة هي معركة زاما الشهيرة . وبعد هذا النصر صمم الرومان منع عودة القرطاجنيين إلى سلطانهم السابق بافريقيا ، واشترطوا على قرطاجنة التنازل عن إسبانيا وتخفيض أسطولها إلى عشرة سفن ، كما دبر الرومان خطة لشل قوة قرطاجنة ، وذلك بأن شجعت روما مطامع الزعيم الأفريقي ماسينسا .

وقد ذكر أنه بالرغم من السماح لقرطاجنة بالاحتفاظ بمستعمراتها الفينيقية بما فيها مدن طرابلس ، أمر الرومان بأن تسلم المدن المذكورة إلى ماسينسا ، الذي اعترف الرومان به ملكا مستقلا لنوميديا ، أي الجزائر الحالية . وقد كون ماسينسا امبراطورية في القسم الشرقي من نوميديا والغربي من المملكة التونسية ، وجعل عاصمتها قرطه ، وقد كرس مجهوداته المعنوية والمادية لتحقيق أحلامه لإنشاء مملكة كبيرة تمتد من الغرب حتى حدود برقة على أن تكون قرطاجنة عاصمتها ، ولكن وجود قرطاجنة كان عائقا لتحقيق ما يرمي إليه . فشرع في القيام بمناوشات عدائية على الأراضي ، التي أبقتها معاهدة الصلح بين روما وقرطاجنة . وقد انتهز ماسينسا الفرصة للاستيلاء على مدن طرابلس ، وذلك بحجة مطاردة أحد الثوار الفارين إلى إقليم برقة ؛ فطلب من قرطاجنة السماح له بعبور طرابلس للقضاء على الثائر الهارب إلا أن طلبه أجيب بالرفض ؛ فأعلن ماسينسا الحربَ على قرطاجنة واستطاع بذلك احتلال منطقة الجفارة إلا أنه فشل في احتلال مدن طرابلس ، فقدمت قرطاجنة بسبب اعتداء الزعيم الأفريقي على أملاكها في ليبيا احتجاجا إلى روما ؛ للنظر في هذا الموضوع وقد اقتنع مجلس الشيوخ الروماني بهذا الاحتجاج ، وأرسلت لجنة للتحقيق في الأمر إلا أن روما أيدت حليفها ماسينسا للمرة الثانية ، وأمرت قرطاجنة بأن تتنازل عن مدن طرابلس ، وأن تدفع ضريبة مقدارها 500 تالنت بسبب تأخيرها عن تنفيذ ما أمرت به .

واستطاع ماسينسا السيطرة على بلدان الشمال الأفريقي بما فيها مدن طرابلس ، التي كانت تحت حكم قرطاجنة . وأصبح الزعيم الأفريقي المذكور خطرا يهدد مصالح روما نفسها ، وذلك بسبب مطامعه التوسعية ، فتمكن من القضاء على قوة قرطاجنة ، التي كانت منافسا قويا للرومان لفترة طويلة في أقاليم حوض البحر المتوسط ، لذا رأى الرومان ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لصد حليفهم ، الذي بدأ يهدد مصالح روما في أفريقيا وقد وجد الرومان مبررا شرعيا لتدخلهم مباشرة في شؤون أفريقيا ، عندما استخدمت قرطاجنة السلاح في الحرب ضد ماسينسا من دون إذن روما . ومات ماسينسا ، الذي استطاع أن يوسع حدود مملكته على حساب قرطاجنة ، وأن يضم القسم الغربي من ليبيا حتى حدود برقة ، وكان رجلا عظيما وضع للسكان الوطنيين حكومتهم ، وأنشأ اقتصادهم وتولى بعد ماسينسا خليفته مسيبسا ، الذي تخلى عن سياسته التوسعية . وقد تمتعت مدن طرابلس أثناء حكمه بقسط وافر من الحرية واستمرت في دفع الضريبة ، التي كانت تدفعها أيام حكومة قرطاجنة إلا أنها ظلت تحكم نفسها على غرار القوانين والعادات الفينيقية ، وفي هذه الفترة بدأ نفوذ روما ينتشر .

ويروى أنه حدث التوسع الأول للرومانيين في ليبيا في مدينة صبراتة ، وذلك بسبب انتشار التجارة بين إيطاليا وأقاليم حوض البحر الأبيض المتوسط ، فقد بدأ رجال الأعمال الإيطاليين يستقرون في طرابلس ، وقد ذكر ان اسم صراف روماني قد سجل من لبدة قبل القرن الثاني ق.م . ومات ميسيبسا سنة 118 ق.م ، تاركا مملكته إلى أبنائه ادربعل وهيمبسال وطرد أدربعل خارج البلاد ، حيث فر إلى روما ؛ ليطلب بحقه في حكم البلاد واستطاع يوغرطا بمهارته وحكمته أن يكسب أنصارا له من نبلاء روما .

وقد تدخل مجلس الشيوخ في روما لتقسيم المملكة النوميدية ، التي كانت من أملاك قرطاجنة بين أبناء العم ليضعفوا من مكانة يوغرطا ، ويظهر أن يوغرطا لم يعجبه الحل الروماني واستمر في عملياته الحربية ضد أدربعل وحاصره في العاصمة النوميدية وسمح لرجاله بقتل بعض الرومانيين ، الذين كانوا يعيشون في مدن الشمال الأفريقي ، مما أدى هذا إلى تذمر الشعب الروماني في العاصمة ودعوا إلى التحقيق في الأمر ، وحارب الرومان لهذا السبب يوغرطا ؛ ليقضوا عليه هو وأتباعه وأرسل ماريوس القائد الروماني أربع فرق من المشاة للقضاء على يوغرطا ، ووصلت القوات الرومانية لأول مرة من طرابلس .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب   حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Emptyالأحد 16 سبتمبر 2012 - 15:42

وبدخول هذه الحملة إلى طرابلس ، استقر الرومان في إقليم طرابلس بعد أن قضوا على قرطاجنة وعلى المملكة النوميدية ، التي استقلت عن حكومة قرطاجنة . ووقعت بلدان الشمال الأفريقي تحت قبضة الرومان وسميت باسم أفريقيا الجديدة Africa nova ، تميزا لها عن أفريقيا القديمة (Africa vetus)



آثار فينيقية وجدت في صيدون

طرق تجارة فينيقيا الواسعة



تماثيل آلهة فينيقية وجدت في صور




بيزنطة


بيزنطة هي مدينة إغريقية قديمة كانت تقع علي مضيق البوسفور بتركيا . (وحاليا كانت مكان مدينة إستانبول).اسست عام 658 ق.م. وكانت من قبل قرية للصيادين . وفي عام 335م جعلها الإمبراطور قسطنطين عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية ) وأصبح يطلق عليها القسطنطينبة نسبة الواحد و العشرون بعد المءة للإمبراطور قسطنطين مؤسس الإمبراطورية زكان بها مقر بطريركية الكنيسة الإرثوذكسية الشرقية بكنيسة آيا صوفيا( جامع آيا صوفيا حاليا ) . و كان محمد الفاتح العثماني قد أسقطهاعام 1453م وأطلق عليها (إسلام بول ). ثم أطلق عليها العثمانيون الآستانة . وحاليا يطلق عليها إستانبول.

إمبراطورية بيزنطية

الإمبراطورية البيزنطية هي إمبراطورية تاريخية كانت عاصمتها القسطنطينية (بيزنطة). وكان يطلق عليها الإمبراطورية الرومانية الشرقية . وكان العرب يطلقون عليها بلاد الروم . وكان مؤسسها الإمبراطور قسطنطين قد جعل عاصمتها القسطنطينية عام 335م. بعدما كانت روما عاصمة للإمبراطورية الرومانية .والتي أصبحت بعد إنفصال جزء ها الشرقي( البيزنطي ) عاصمة للإمبراطورية الرومانية الغربية. وظلت روما مقرا للكنيسة الكاثوليكية الغربية وبها كرسي الباباوية (الفاتيكان). وكانت الإمبراطورية البيزنطية تضم هضبة الأناضول بآسيا وأجزاء من اليونان وجزر بحر إيجه وأرمينية وآسيا الصغرى والشام ومصر وفلسطين وليبيا وتونس والجزائر وأجزاء من شمال بلاد النوبة. وكانت هذه الإمبراطورية تأخذ طابعا إغريقيا في الثقافة والعلوم حيث حافظت علي التراث الإغريقي والروماني . كما تأثرت بحضارات وفنون الشام ومصر وبلاد الإغريق ومابين النهرين . لكن البيزنطيين إستحدثوا لهم ثقافاتهم وطرزهم المعمارية الخاصة بهم ولاسيما في بناء الكنائس والقصور والحمامات والمكتبات والمستشفيات والخانات والأسواق المغطاة وبيوت الضيافة علي طرق القوافل . واشتهروا بالأيقونات الملونة . ولشتهرت مخطوطاتهم بالتزيين والخط البديع وتهميش الصفحات ووضع العناوين . كما إشتهروا بصناعة ابواب القصور والقلاع المصفحة ونسج الحرير الملون وصناعة الأختام من الرصاص والسيراميك (الفسفساء) والزجاج الملون وسك الدنانير البيزنطية الذهبية و التي كانت متداولة في الإمبراطورية وظلت الإمبراطورية قائمة حتي اسقطها محمد الفاتح عام 1453 م. وكانت معبرا للقوافل التجارية بين الشرق والغرب

الحضارة الرومانية , حضارة عالمية ؟
في سفر الحضارة الرومانية العريقة , يقرأ كل من يبحث أصوليا عن عمق المدنية والعمران , وكل أشكال الأنظمة السياسية , وهي تمتد من جمهورية أفلاطون وحتى قوانين شيشرون , وصولا لجمهورية القديس النوميدي أو الجزائري أوغسطين , في مدينة الله .
كل الطرق ستؤدي الى روما, لأن روما هي التي بنت طرق العالم القديم , ولذلك ستدل عليها , وذلك بواسطة الطرق الخارجية المعبدة بالصخر الأبيض, بينما الطرق الداخلية معبدة بالصخر الأسود , والطرق الخارجية , مزودة بالمخافر والحراسات الأمنية , فالحماية الرومانية الشاملة قسمت العالم القديم الى قسمين أحدهما حضاري مدني , والآخر همجي بربري .
لم ولن تجد على سطح الكرة الأرضية , حضارة عمرت , كالحضارة الرومانية , لقد سجلت رقما قياسيا بحق , مع ما يزيد عن خمسة عشر قرنا , وليس من الخطأ الكبير اعتبار الحضارة الرومانية , مركز العالم القديم والوسيط , بل ونقطة انطلاق العالم الحديث , بكل معنى الكلمة , وكانت روما حاضرة الدنيا , قد مرت بمراحل عبر القرون الغابرة , من مرحلة الملوك , فالجمهوريات , وصولا لمرحلة الإمبراطوريات وهي المرحلة الأخيرة , من صفحات تاريخها العظيم .
العالم القديم والوسيط بل وحتى الحديث مازال أسير الحضارة الرومانية , فلقد بلغت الحضارة الرومانية الأوج , على الرغم من الانطباع الأخير الذي رسمته في الأذهان , المرحلة الإمبراطورية الأخيرة بوصفها أسوأ تمثيل للحضارة الرومانية , وتناسى الكثير مراحل الملكية , بل والأنظمة الجمهورية العريقة عبر ما يقل عن الألفية قليلا , فالروح العسكرتارية , التي تباهى بها الأباطرة , غطت على كل أنواع الحكم .
من الناحية الجغرافية , فقد حكمت روما كل أنحاء العالم القديم , وفي كل القارات , من بريطانيا فالصين وبالعودة حتى موريتانيا ,وهي تظهر في كل طبقات الأرض , حيثما تم الحفر والتنقيب .من روما عرفنا الملك , والرئيس , والإمبراطور , والقيصر , وحتى الأغوستوس , ولم يدر بخلدنا أبدا معرفة الفروق مابين تلك المفاهيم الدقيقة , وكأن ما عندنا لا يفرق بين سواد المعزوالغرابيب حتى لو طارت , فالرئيس ما انتخبه الشعب ,, وفقا للدستور , والقيصر ماكان قد تم تبنيه واقتراحه بصفة انتخابية ملكية , كما لوكان ابنا شرعيا لعظيم روما , بينما الإمبراطور يتباهى بقوة عسكرتاريرته وإطاعة جنده , ولكن ما خلفه الأغوستوس كان غر ائبيا بل وكان أعظم , من التداخل في الحكم مابين الأرض والسماء , فهو سيحكم باسم الآلهة , ومن تتعدد الأشكال والأهواء , ويظهر في ثقافة البشرية امكان أن نعيش جميعا , بل وأن نموت جميعا في آن واحد معا ....
العالم المتعولم اليوم , هو عالم روماني بحق , ومن حق الحضارة الرومانية على كل الدنيا بأسرها أن تتباهى بأريستوقرطية مقيتة , بالقول : كل الدروب ستؤدي نحو روما ..
لم تكن روما أول صفحات كتاب العالم بحق , ولكنها احتلت صفحاته الأخيرة , وكأني بها ستبقى خالدة , لأنها مخنقة العالم , ووريثة عهود ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا ...
الشرق الهيلنستي أو البيزنطي , من الآشوري والفرعوني , وما بينهما الفينيقي والعبري , ومقلوبهما العربي , والشواهد حاضرة في كل مكان من المدنية المعاصرة , لتثبت أن روما حاضرة الدنيا بأسرها ؟!.
لقد كانت بداية نهاية روما العريقة من إمبراطورياتها , التي سادت ثم بادت , ولكونها من الصفحات الأخيرة فقد طبعت الشرق بطابعها الى يومنا هذا , فالحاكم في الشرق حفيد ربما لأحد أباطرة روما ؟!..
من يستطيع فك العلاقة السرية الالاهية فيما بين التداخل الأغستوسوسي والإمبراطوري , فلقد تبنى الشرق ( العظيم ) سيئات مدمجة عن النظامين معا , أنتجت ( ميتامورفوز ) أو مسوخ من الملكي الأغوستوسي , أو الجمهوري الإمبراطوري , أو القيصري الاريستوقراطي , وغيرها من الالتحام المصطنع بين الوحوش الكاسرة , والفيلسوف الآدمي , ونفاق الإنسان فيما بين الملاك والشيطان ..!.؟.



ميثولوجيا إغريقية


الميثولوجيا الإغريقية: هي مجموعة من الأساطير الآتية من المعتقدات والديانات التي احتضنتها الحضارة الهلينستية (الإغريقية). كان أغلب هذه الأقاصيص مألوفا لدى عامة الشعب الإغريقي. على غرار الديانات التي كانت منتشرة حينذاك، آمن الإغريق بوجود آلهات عدة، كما ربطوا بين كل آلهة وأحد النشاطات اليومية. أفروديت مثلا، كانت إلهة الحب والجنس، بينما كان آريس إله الحرب ويميلان إله الموتى. بالرغم من أنه يمكن عد المئات من الموجودات التي يمكن أن تعتبر "آلهة" حسب التصورات القديمة، إلا أن حضور أكثرها اقتصر على جوانب هي أشبه بالفولكلور منها إلى مماراسات دينية. العبادة الفعلية اقتصرت على بضعة آلهات فقط، وبالأخص الآلهات الثلاثة عشر الأولمبيانية (نسبة إلى مقرها في جبل أولمبوس أو أولمب). تعتبر الآلهات الأولمبيانية المركز الذي تنتظم من حوله المعتقدات الهلينستية القديمة، تعتبر بيرسيفون (راعية الألغاز الإليوسينية) الاسثناء الوحيد هنا. كانت العديد من القرى والمدن تملك معتقدات خاصة بها، ترتكز على مجموعة من الحوريات والآلهات المحلية.

الآلهات والشخصيات



  • الخليقة: كاوس -- أيثر -- أورانوس -- غايا


  • الجبابرة: كرونوس -- ريا -- أطلس -- بروميثيوس -- إبيميثيوس -- سيلين -- أوسينوس -- هيليوس -- ليتو --


  • الأولمبيانيون: زيوس -- هيرا -- بوسيدون(بوزييدون) -- أفروديت -- هيفايستوس -- ديونيسوس -- أبولون -- هيرميس -- ديميتر -- آرتيميس -- أثينا(آثينا) -- آريس -- هيستيا


  • آلهة أخرى، حوريات وأرواح: آيريس -- مويرا -- هيب -- هيكات -- أسكليبيوس -- بيرسيفون -- أيولوس -- إروز -- إوس


  • حرب طروادة: إريس -- باريس -- هيلين --- مينيلوس -- أجاكس -- هيكتر -- بريام -- أخيل - -بريسيس -- باتروكلوس -- أجاميمنون -- كاساندرا -- أوريستيس -- أينيس


  • أبطال رئيسيون: هيراكليس -- بيليروفون -- بيجاسوس -- ذيسيوس -- مينوس -- مينوتور -- دايدالوس -- إكاروس -- أوديب


  • الهالكون الآخرون: أوروبا -- ميداس -- سيسيفوس -- أورفيوس -- باندورا -- ديوكاليون -- نرجس -- أمازون -- بيجماليون -- أطلنتا
  • عبادة: ألغاز إليوسينيان -- هيرما -- ألعاب بانهيلينيك -- بارذينون -- برورونيا -- دودونا -- مايناد -- أوراكل -- ديلفي

أخيل


آية تحب أخيل: (Akeles) أحد الأبطال الأسطوريين في الميثولوجيا الإغريقية، كان له دور كبير في حرب طروادة ، والتي دارت أحداثها بين الإغريق و أهل طروادة. يروي هوميروس بعض الأحداث ًمن قصة أخيل في الإلياذة.

حسب الأسطورة، كان أخيل ابنا لـ"بيلوس"، ملك ميرميدون، أمه "ثيتس" كانت من الحوريات. وحسب الكتابات الإغريقية القديمة، وحتى يصبح من الخالدين (غير الهالكين)، قامت أمه بغمره في مياه نهر سيتكس، إلا أنها وحين غمرته كانت ممسكة بعقبه من الوتر ، فكان هذا المكان الوحيد في جسمه الذي لم يغمره الماء، وأصبح ذلك نقطة ضعفه. تنبأ أحد العرافين للملك وزوجته أن ابنهما سيقتل في معركة طروادة. حاول بيلوس وزوجته أن يخفيا أخيل، ألبساه ثياب الفتيات، ثم أرسلاه إلى لوكوميدس، ملك جزيرة سيكاروس، ليعيش معه في قصره كأحدى بناته.

قامت الحرب بين أهل طروادة والإغريق، و فشل الإغريق أول الأمر في أخذ المدينة، ولما علموا بأن أخيل هو الذي سيحقق لهم النصر حسب نبوءة أحد الكهنة، قاموا بالبحث عنه حتى وجدوه. واستطاع الداهية أوديسيوس أن يعثر على أخيل وعرض عليه الأسلحة والخيول فتحرك نفس أخيل لها، وانضم إلى جيش الإغريق.

استطاع أخيل أن يحقق انتصارات باهرة لجيش أجاممنون طوال تسع سنوات من الحرب الضروس. بعد إحدى المعارك، وضع أجاممنون يده على كريسيس بنت ملك طروادة، ورفض أن يعيدها لوالدها. احتدم الخلاف بينه وبين أخيل. قام أخيل باعتزال الحرب، ثم بدأت الهزائم تتوالى على جيش الإغريق.

عندما رأى باتركلس (صديق أخيل) هزائم قومه، حاول أن يدفع أخيل للقتال مرة أخرى، ولكن أخيل رفض ذلك، فطلب باتركلس من صديقه أن يعطيه سلاحه ومركبته حتى يرعب بها الأعداء فوافق أخيل على ذلك. وفي المعركة قام هيكتور ابن ملك طروادة بقتل باتروكس ظانا أنه قتل أخيل نفسه. ولما علم أخيل بقتل أعز أصدقائه صمم على الانتقام من هيكتور. استطاع أن يلحق الهزيمة بالطرواديين وأن يقتل هيكتور. إلا أنه وفي النهاية قام باريس أخو هيكتور بتصويب سهمه نحو وتر أخيل فمزقه فسقط أرضا، ثم تمكن باريس من أن يجهز عليه.

يستعمل لفظ وتر أخيل في الثقافة والآداب الأوروبية للكناية عن نقطة الضعف في الشخص المعين، فإذا ضرب أو قطع وتر أخيل، فقد أصيب ذلك الشخص في أضعف نقطة من جسده.

آريس


آرس إله الحرب، مُنذ يوم ميلاده عصفت الحروب و الخلافات بآلهة الأوليمب.

آرس بن زيوس، هو إله الحرب الإغريقي، و يقابله مارس عند الرومان.

هو ابن هيرا ربة الأرباب، أخت و زوجة زيوس الأولى، و شقيق هيفايستوس إله النار و الحدادة، ورث حب المشاغبة عن أمه هيرا كما يقول هوميروس.

عُبد آرس بشكل رئيسي في أراضي تراقيا حيث يُقدس المحاربون الحرب، و فيها أعظم معابده، و التراقيون هُم شعبه المفضل الذي يقضي بين ظهرانيه جل وقته.

كان زيوس قد قرر ترسيمه رباً للرياح الهوج، ثم عدل عن ذلك و رسمه إلهاً للحرب، فبقيت الرياح الهوج من أتباعه، و كان شديد الشبه بها، إذ أنه كان باطشاً، ميالاً إلى سفك الدماء، شديد الإسراع إلى الشر، يُقاتل الجبل إن لم يجد من يُقاتله، و من أتباعه ابناه فوبوس و ديموس (الرعب و الخوف) و إينو ربة الشقاق و النزاع قائدة عربته.

بينه و بين أثينا ربة الحكمة و أخته حرب ضروس، تنتهي دوماً بانتصار أثينا، لانتصار العقل دائماً على القوة البدنية المحضة.

أثينا هي راعية المحاربين في المعركة، و ترتدي دوماً خوذة و درعاً يخصان أباها زيوس، و تمثل حكمة المحاربين التي يجب ألا تضيع في آتون المعركة، و الحكمة التي يجب أن تتسلح بالقوة.

أما آرس فيمثل القوة العمياء للحرب، و العطش للدم.

كان آرس أحد عُشاق أفروديت ربة الجمال، و يُقال أنه أبو إيروس إله الحب الجسدي، و قصته مع أفروديت شهيرة، حيث كانت زوجة أخيه الشقيق الإله القميء الأعرج هيفايستوس، فاختارته عشيقاً لها، كما اختارها هو، و امتاز آريس بالجمال، و الكمال الجسدي، و امتداد القامة حسب النموذج الإغريقي للجسد الذكوري المتكامل.

قيل أنه تنكر في هيئة خنزير بري ليقتل أدونيس عشيق أفروديت، و يُرسله إلى مملكة الموتى كي يُبعده عنها.

اتخذ جانب طروادة في حرب طروادة الشهيرة، مع أفروديت، و جازف وقتها بخسارة تأييد أمه هيرا له، إذ أنها مع أثينا كانتا في صف الإغريق. و قد نشر الذعر في معسكر الإغريق، و كاد يتسبب في هزيمتهم، لولا أن احتالت أثينا لإخراجه من المعركة بشكل نهائي.

تُنسب إليه طيور برونزية قاتلة، تسمى طيور آرس، قيل أنه أنشأها لميله إلى القتل و التدمير.

أسكليبيوس


أسكليبيوس(Asclepius) أو إمحتب هو إله الطب والشفاء في العالم القديم . ظهرت عبادته في مدينة أبيدوس ورمزه الثعبان المقدس . بني له الإغريق معبدا له في جزيرة التيبر . وله معبد أسكليبيون وهو معبد أمحتب بسقارة.

أطلس


أطلس هو معبود من الميثولوجيا الليبية أو الأمازيغية وأيضا من الميثولوجيا الأغريقية. فهو يشتهر بحمله قبة السماء.

أطلس هو أحد العمالقة الأقواء كعنتي وهرقل وغيرهم, حسب الميثولوجيا الأغريقية فهو ابن بوصيدون, وللأشارة فقد جعل هيرودوت الرب بوصيدون ألاها أمازيغيا, وأخ لكل من بروميثيوس أيبيميثيوس وقد كان أطلس من بين العمالقة الذين الذين اكتسحوا الجبل الأولمبي الذي يحضي بمكانة عضيمة في الميثولوجيا الأغريقية وجزاء لذلك فقد عاقبه الرب زيوس بأن حكم عليه أن يحمل قبة السماء بنفسة وليس الأرض بكاملها كما يعتقد البعض خطأ.

في الميثولوجيا الأمازيغية فهو كائن شديد العلو بحيث لا يرى جزؤه العلوي من الرأس سواء صيفا أو شتاء. ويلاحظ أن الباحثين يميزون بين أطلس الليبي أي الأمازيغي وبين أطلس الأغريقي.

يعتقد أن جزيرة أطلنتس المفقودة فد أخذت أسمها عن هذا الألاه, وتجدر الأشارة ألى أن بعض المصادر الميثولوجية ترجح أن سكان تلك الجزيرة كانوا أمازيغ. ويعتقد البعض أن جبال الأطلس مسماة باسم أغريقي باعتبارهم أطلس أسما أغريقيا, ويذكر أن الرب أطلس قد تحول ألى سلسلة جبال الأطلس حسب الأسطورة. في حين يرى البعض خارج سياق الميثولوجيا أن أطلس هو أسم أمازيغي قد يكون تحريفا للأسم الأمازيغي تادلا كما يشير أيضا أحد الباحثين المهتمين بالميتولوجيا الامازيغية /حفيظ خضيريasfed/أن كلمة أطلس كلمة أمازيغية محضة ذات علاقة مع الظواهر الطبيعية وهي كلمة مركبة بالنطق الأمازيغي antel+as أي مقبرة الشمس وقديما كان البشر يعبدون الشمس ويعتقدون أنها تعود الى المغرب كموطن يدعى مملكة الموت او أرض الله /amur uyakuch. ولقد وازى هيرودوت بين أطلس المعبود وسلسلة جبال الأطلس ذات الساكنة الأمازيغية.

كما أن المحيط الأطلسي يربط أيضا باسم أطلس وجبال الأطلس وجزيرة أطلنتيس المفقودة, كما أن القمر أطلس قد سمي نسبة لهذا الألاه الذي برز في الميثولوجيا الأغريقية.

أفروديت


العبادة


طقس عبادة أفروديت عرف في أثينا وخاصة كورنثوس كان يوجد معبد إلهة الحب، أفروديت، حيث كان الرجال والنساء يمارسون العهارة كجزء من عبادتهم. وقد تم ذكر المعبد في رحلة بولس الرسول إلى أثينا والكنيسة التي أنشأت في مكان المعبد . وتم تحويل معبد افروديت في دمشق، الذي تم تحويلة إلى كنيسة القديس يوحنا المعمدان

الولادة


الأسطورة تقول أنها ولدت في قبرص بعد أن قام كورنس بقطع العضو التناسلي ل يورنس فسقط مع الدم والمني في البحر فتكونت رغوة (APHRO)، فتكونت أروديت من كامل الرغوة.

والجدير بالذكر انها عشقت شاب اسمه ادونيس وهو مفرط بالجمال

أورانوس


وكلمة أورانوس في الإغريقية معناها ملك السموات أو ملك الآلهة وزوج الأرض حتي خلعه إبنه زحل (ساترن). ولو سافرنا في صاروخ فإنه يستغرق سنوات للوصول لكوكب زحل. ولأن أورانوس أكبر من الأرض. فلو كان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجرام ففوق زحل سيصبح وزنك 82 كيلوجرام. ويعتبر كوكب زحل كوكبا شاذا ومختلفا عن بقية كواكب ومعظم أقمار المجموعة الشمسية. لأنه يدور مغزليا علي جانبه. وقد يكون به محيط ماء تحت سحبه. وقلبه كبير وصخري. ولوجود ضغط عليه يرجح وجود تريوليونات من كتل ماس كبيرة. ويشبه زحل الكوكب نبتون.


بروميثيوس


برومثـيوس: أحد الجبابرة في الميتولوجيا الإغريقية، قام بسرقة النار من الآلهة وأعطاها الهالكين (البشر) حتى يستعملوها. ثم أثار غضب زيوس، كبير الآلهة، عليه عندما قام بتقديم الأجزاء الأقل نفعا من بعض الحيوانات كقرابين للآلهة. عاقبه زيوس بأن ربطه إلى صخرة، ثم أطلق عليه عقابا أو نسرا اسمه "إثون"، يأكل كبده في النهار ويقوم زيوس بتجديدها في الليل. في النهاية قام هيراكليس بتحريره، وعاد إلى أوليمبوس. يعتبر الإغريق، قيامه بتقديم النار للبشر كدليل على كونه من المساهمين في الحضارة الإنسانية.

بوذية




نسخة طبق الأصل لتمثال لبوذا التاريخي، عثر على التمثال الأصلي بالقرب من سارنات، وهي المنطقة التي نشر فيها بوذا تعاليمه


بوذية (بالسنكسكريتية: ) من الديانات الرئيسية في العالم، تم تأسيسها عن طريق التعاليم التي تركها بوذا 'المتيقظ". نشأت البوذية في شمالي الهند وتدريجياً انتشرت في أنحاء أسيا، التيبت فسريلانكا، ثم إلى الصين، منغوليا، كوريا، فاليابان.

تتمحور العقيدة البوذية حول 3 أمور (الجواهر الثلاث): أولها، الإيمان ببوذا كمعلّم مستنير للعقيدة البوذية، ثانيها، الإيمان بـ "دهارما"، وهي تعاليم بوذا وتسمّى هذه التعاليم بالحقيقة، ثالثها وآخرها، المجتمع البوذي. تعني كلمة بوذا بلغة بالي الهندية القديمة، "الرجل المتيقّظ" (وتترجم أحيانا بكلمة المستنير). تجدر الإشارة الى ان اللفظ الأصلي لمؤسس الديانة البوذية (بوذا) هو "بودا"، بالدّال، وليس بالذال.

بوسيدون


وصيدون او بوسيدون هو إله من الميثولوجيا الاغريقية والامازيغية اما عند الرومان فقد عرف عندهم باسم نبتون. فهو رب الزلازل والعواصف والبحر والماء وخالق الحصان. وحسب الميثولوجيا الأمازيغية فأن بوصيدون هو أب البطل الأسطوري الأمازيغي أنتايوس أو عنتي بالأمازيغية, وهو زوج الربة غايا إلهة الطبيعة والأرض, كما انه اب آثينا/تانيث واطلس في الميثولولجيا الأمازيغية. اما في الميثولوجيا الأغريقية فهو اخ كبير الآلهة الأغريق زيوس وهو يعتبر من الآلهة الأولمبية العظيمة لأنه وزيوس وهيرا من اقدم الآلهة. وكانت امفتريت زوجته, غير انه كانت له ارتباطات مع غيرها من الزيجات سواء الألاهية او الأنسانية القابلة للموت.


بيجاسوس


بيجاسوس هو ليس بطل بل انما هو حصان وله اجنحه هو نوع من اساطير الاغريق يقال ان خالقه هو بوسيدون

حصان طروادة


حصان طروادة جزء من أساطير حرب طروادة، إلا انها لا تظهر في الجزء الذي يرويه هوميروس في الإلياذه عن الحرب


ديميتر


ديميتر اله الطبيعة والنبات تعتبر ديميتر من اله الكبار لانها اخت بوسيدون وزيوي وحادس وتاتي بالمرتبة الرابعه عند الاغريق يقال انا العبادة لها يزيد من منتوجات المحاصيل وانها اذا غضبت تفقد الارض خصوبتها لهذا كانوا يحرصون على ارضائها

زيوس آمون


زيوس آمون أو زوس آمون هو رب من الميثولوجيا الأمازيغية الأغريقية. فهو مزيج من الآلهة آمون الأمازيغي ويوس الأغريقي. وقد تم هذا المزج نتيجة التأثير المتبادل بين الأمازيغ والأغريقيين نتيجة هجرات جماعات أغريقية إلى شمال أفريقيا ونتيجة تأثرهم بالعقائد الأمازيغية


غايا


غايا هي ربة من الميثولوجيا الأمازيغية, هي ربة الأرض وزوجة ألاه البحر أي بوصيدون.

غايا هي أيضا أم البطل الأسطوري الأمازيغي أنتايوس أو عنتي كما سماه الأمازيغ القدامى.

يمكن القول بأن غايا مرتبطة بالمدينة الحالية طنجة, لكون طنجة تجمع بين الأرض من جهة والبحر من جهة أخرى وهو ما قد يجسد الزوجين: بوصيدون ألاه البحر, وزوجته ربة الأرض غايا.

يمكن أيضا الأعتماد على أسطورة أنتايوس الذي ارتبط بطنجة, حيث ما كان له أنكون بطلا لا يقهر دون أمه الأرض: غايا. فهي التي تجدد قواه كلما عاد أليها, ودهن جسده بتراب الأرض.

تبرز غايا أيضا في الميثولوجيا الأغربقية كربة للألاه بوصيدون.

هيرا


هيرا بنت كرونوس و ريا، أخت زيوس كبير آلهة الإغريق، و زوجته فيما بعد، ربة الأرباب، و أم هيفايستوس إله النار و الحدادة، و آرس إله الحرب.

اشتُهرت هيرا بالمُشاغبة و الغيرة على زوجها زيوس مُتعدد العلاقات النسائية، و بلغ من مشاغباتها حداً جعل زيوس يُعلقها من معصميها بقيد ذهبي بين الأرض و السماء، و رغم ضجة الآلهة بالشكوى، خصوصاً أشقاءها الآلهة الكبار بوسايدون إله البحر، و هاديس إله العالم السفلي و ملك مملكة الموتى، إلا أن الوحيد الذي أمكنه فك القيد هو ولدها الذي كانت تخجل منه لعاهته الجسدية و بشاعة خلقته [url=http://ar.wikipedia.org/wiki/هيفايستوس][color:bc
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المديرالفني للمنتدى
المديرالفني للمنتدى
Admin


تاريخ التسجيل : 25/10/2010

حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب   حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Emptyالأحد 16 سبتمبر 2012 - 17:09

مشكور على الموضوع الجميل

لك اخي خاصة ولكل الاعضاء جميعا بودنا لو يقسم الموضوع الطويل نوعا ما الى عدة مساهمات

حتى لا ينفر القاريء ويسأم قراءة الموضوع ككل

وبهذا يسهل علينا جميعا كسب المعلومة بالإختصار وسهل المراجعة بمساهمات قصيرة


وشكرا للتفهم والإحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب   حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب Emptyالإثنين 17 سبتمبر 2012 - 5:54

مشكور على الموضوع الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حضارات فترة ما قبل التاريخ المغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حضارات منسيه واكثرها دموية
» حضارات مرسومه داخل الكهوف
» حضارات زائلة : مذبحة المايا الملكية
» العثور على نقود هيلنستية تعود إلى فترة الإسكندر الكبير قرب قلعة نجم في منبج-سوريا
» مومياء ما قبل التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز ودفائن القدماء :: المنتدى العام :: قسم تاريخ الحضارات البشريه العام-
انتقل الى: