كنوز ودفائن القدماء
التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني 829894
ادارة المنتدي التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني 103798
كنوز ودفائن القدماء
التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني 829894
ادارة المنتدي التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني 103798
كنوز ودفائن القدماء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنوز ودفائن القدماء

الحضارات القديمة والتاريخ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو عبد الله
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
أبو عبد الله


تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 58

التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Empty
مُساهمةموضوع: التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني   التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Emptyالثلاثاء 14 ديسمبر 2010 - 15:06


تعريف علم الآثار

كانت مسألة تحديد تعريف لعلم الآثار يشمل مفهوم دراسة القديم من الموضوعات التي أرقت المهتمين بذلك النوع من الدراسة ، وتبدأ تلك المسألة عندما كان العالم الفرنسي " جاك سبون" في القـرن السـابع عشر حائراً أمـام لفظين "أركيولوجي Larchaeologie للتعبير عن علم الآثار قاصدا ذلك العلم الذي يهتم بدراسة جميع الأشكال المادية والملموسة التي تحفظ لنا آثار النشاط البشري سواء أكانت هذه الآثار جميلة أم لم يهتم الإنسان بتجميلها ، فكان منه أن رجح استخدام كلمة أركيولوجي والتي اصطلح عليها ـ فيما بعد ـ في سائر اللغات الحديثة لتنسحب على ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الحضارات القديمة مزدهرة كانت أم مندحرة،عظيمة كانت أم بدائية ، فإن كهفا أو كوخا بسيطا سكنه إنسان ، أو حفرة بسيطة دفن فيها موتاه هي أثر لنشاط كائن يدل على حضارة بعينها ، كما أن قصرا أو معبدا ضخماً زين أو مومياء حنطت أو رصعت وزينت هي أيضاً أثر يدلل على حضارة أخرى بمستوى آخر في حقبة زمنية تعكس مدى التقدم الذي حققه هذا الإنسان.
مجمل القول :" إن كل ما خلفه نشاط إنساني في مكان ما خلال حقبة ما من الزمن هو أثر يخضع لدراسة علم الآثار " أي أن علم الآثار هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة كل ما خلفه لنا الإنسان من قبيح وجميل في مكان ما خلال حقبة ما.

واقع الأمر إن قوام ما خلفه لنا الإنسان بصفة عامة ينقسم إلى قسمين رئيسيين الأول منهما تلك المخلفات المادية الملموسة ، والثاني منهما هو تلك الكتابات والنصوص التي تركها لنا الإنسان ، لذا جاء علم دراسة الأشياء المادية وهو علم الآثار توأما لدراسة اللغة والنصوص والكلام والذي يصطلح عليه باسم فيلولوجي philology، ويأتي تلازم هذين العلمين لدراسة نواحي الحضارة المختلفة أمراً ضروريا فمن المستحيل دراسة العمارة الرومانية القديمة دونما الرجوع للكتاب الذي تركه لنا المهندس الروماني "فيتروفياس Vitrovius" بعنوان "عن العمارة " De Architectura" كما أنه يتحتم لدراسة النحت اليوناني الرجوع لما كتبه المؤرخ الروماني" بليني الأكبر" في كتابه التاريخ الطبيعي والذي خصصت فيه أجزاء للمعادن والفنون كما أدرج به جدولاً بالفنانين الإغريق القدامى وأعمالهم التي ذاع صيتها في العالم القديم.

ويظهر التداخل بين علمي الآثار واللغة جليا في كثير من الأعمال الفنية والمعمارية التي تحمل نقوشا وكتابات كتلك التي تغطي جدران المعابد المصرية أو شواهد القبور أو اللخافات Ostraca التي دونت عليها كتابات بالحبر الملون أي أن المعبد هو أثر معماري لا تنفك طلاسمه إلا بقراءة الكتابات المدونة عليه وكذلك الحال بالنسبة لشواهد القبور وغيرها من الآثار التي تحمل نقوشاً أو كتابات فغالباً ما تفسر هذه الكتابات تاريخ الأثر أو الشخص الذي بناه أو الذي أهداه.

ولا يقتصر علم دراسة اللغة على هذه النقوش فقط بل يشمل أيضاً علم الكتابات على قراطيس البردي المعروف اصطلاحاُ باسم البابيرولوجي Papyrologyوالذي يهتم بجوانب الحياة المختلفة من عقود وقوانين ومراسلات وتسجيلات وغيرها من مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأحياناً أخرى يلقي الضوء على مجالات الفنون والعمارة وغالباً ما كان يعثر على قراطيس البردي منفردة في المقابر أو المنازل أو المعابد وأحياناً كانت تلف بها المومياوات كغلاف مقوي لحمايتها وغالباً ما تكون البرديات غير ذات فائدة عند استخدامها كلفائف للمومياوات لكنها تبقى مصدراً للمعلومات الهامة للأثريين الآن.

ويدخل علم دراسة النقوش في نطاق علم اللغويات (وعلم النقوش يعرف اصطلاحاً بعلم الأبيجرافي Epigraphy) وهو يهتم بدراسة أنماط الخط والكتابة وأشكال الحروف الهجائية وتطورها ومحاولات تجميل الخطوط المختلفة ولا يمكن لعالم الآثار أن يغفل هذا العلم بل هو في المقام الأول أحد وسائل التأريخ الهامة.

إن التعبير عن علم الآثار بمصطلح "أركيولوجي archaeology" " صار أسيراً للمعنى الذي استخدمه الفرنسي جاك سبون في القرن السابع عشر حتى أنه صار يستخدم للتعبير عن دراسة القديم وصار موصولاً بأصله ويتعدى نطاق دراسة تاريخ الفنون ليشمل سائر نشاطات الإنسان وكافة مظاهر حضارته المختلفة ،ولعل تطور الحضارات واندحارها واختفاء الأعمال الفنية الجميلة فضلاً عن العوامل الطبيعية وفعل الزمن وعواديه ذات التأثير السيئ والمدمر أحياناً على الآثار فلا تترك مجالاً لدراسة تاريخ الفن بل تبقى الأطلال والخرائب مادة درسها علماء الآثار في مختلف المجالات.

إن علم الآثار لا يقتصر على عمليات البحث والتنقيب بل يمتد إلى مجال النشر العلمي للمكتشفات الأثرية والدراسات المتخصصة التي تميط اللثام عن ماضي مجهول وتقدم معلومات جديدة من المادة القديمة ، وتعتبر عملية التسجيل العلمي الدقيق لمراحل الكشف الأثري أهم مراحل التنقيب وهي الذاكرة الحقيقية لهذا العمل، فإن علمية التنقيب هي في الواقع تدمير للطبقات لا يمكن إعادتها لشأنها الأول ولا تحتمل الخطأ ذلك لأن الخطأ يدمر حقبة من تاريخ أمة وحضارتها لذا فانه على الأثري أن يكون على دراية وعلم يؤهلانه للحفاظ على هذه الأمانة التي أودعتها الأمة إياه وتعتبر مهمة المنقب من أسمى وأجل الوظائف البشرية التي تستوجب النزاهة والخبرة.

مجمل القول إن علم الآثار هو العلم الوحيد الذي يجمع بين المعول والحاسب الآلي ماراً بعلوم أخرى كثيرة وعلى الرغم من ان علم الآثار مفرد اللفظ إلا أنه يشمل عدة علوم في آن واحد. فهو يضم العديد من علوم الآثار ذات المساحة الزمنية والمكانية المحددة منها على سبيل المثال:

- علم آثار ما قبل التاريخ Prehistoric Archaeology
- وعلم الآثار المصرية القديمة (المصريات) Egyptology - وعلم الآثار الكلاسيكية Classical Archaeology
- وعلم الآثار الإسلامية Islamic Archaeology
- وعلم الآثار الهندية Indian Archaeology
- وعلم الآثار الشرق الأدنى Near East Archaeology
- علم الآثار المكسيكية Mexican Archaeology

وغيرها من علوم الآثار .. التي تنسب إلى شعوب قطنت أماكن بعينها واستقرت فيها وتفاعلت مع بيئتها إيجابياً فأفرزت حضارة ذات طابع خاص خلال مرحلة زمنية بدأت فيها من المرحلة البدائية وتدرجت إلى أن بلغت قمة الحضارة ثم ما لبثت أن تهاوت لتعود إلى الصفر من جديد.

كان انتشار الإنسان معمراً وقاطناً وتاجراً ومرتزقاً في شتى أنحاء المعمورة ، واستقراره هنا وهناك في آونة متزامنة مطوراً أساليب حياته باحثاً عن الأفضل ولم تكن مظاهر نشاطاته ثابتة أو مكررة فحينما كان نظيره في أوروبا بربرياً مرتحلاً لذا فليس من الضروري أن تتزامن مرحلة حضارية لشعب ما مع شعب آخر. علوم الآثار التخصصية:

يأتي التقسيم التاريخي أو المكاني كأحد المساحات التي تحدد مجال دراسة علم الآثار والتي ينبغي على المنقب أن يكون ملماً بالمعلومات الأساسية عنها وعن مميزات كل حضارة وفن لتساعده على فهم المكتشفات والطبقات . وفي كثير من الأحيان تأتي التقسيمات الزمنية متوافقة بين حضارة وأخرى لكنها يتعذر أن تتزامن بينهما . ويأتي علم آثار ماقبل التاريخ كقاسم مشترك بين شتى علوم الآثار . ثم تأتي بعد ذلك العصور التاريخية والتي تبدأ بمعرفة الكتابة وغالباً ما مايوصم هذا العلم بالزمان والمكان لتحديد مجال هذا العلم . فمثلاً علم الآثار المصرية القديمة يقصد به كافة المراحل الحضارية التي شهدتها مصر بحدودها السياسية والطبيعية عبر العصور ـ منذ عصر ما قبل الأسرات حتي نهاية العصر الروماني .

علم آثار ما قبل التاريخ Prehistoric Archaeology :

يشمل هذا العلم بالدراسة مخلفات الإنسان في مراحل ماقبل معرفة الكتابة ، لذا يفتقد هذا العلم علوم اللغات ويعتمد على وسائله الخاصة ولما كانت مراحل الاستقرار البشري في مختلف الحضارات تختلف زمانياً إلا أنها تتشابه من حيث المظاهر وسبل الحياة ووسائلها فهدف علم آثار ما قبل التاريخ هو إعادة رسم تطور الحضارات المبكرة من بداياتها في خطوط عريضة غالبا ما تفتقد الدقة ولكنها تأتي بشكل تقريبي لذا فإن علم آثار ما قبل التاريخ يدرس سلسلة حضارات بشرية تبدأ بأول ظهور للإنسان منذ العصور السحيقة حتى ماقبيل التاريخ history ـ proto ووصولا إلى العصر التاريخي مع معرفة الكتابة .
ومن العسير الفصل بين عصر ما قبل التاريخ history ـ pre من الناحية التاريخية ومظاهر فصول كل حضارة كما انه يصعب تحديد أي منهما زمنياً فبداية التاريخ في مركز حضاري ما تختلف عن نظيرتها في مكان آخر فالعصر التاريخي في مصريبدأ قبل العصر التاريخي في بلاد الغال بألفي عام كما انه ليس بالضرورة أن تأتي نفس العصور لترتيبها النمطي في كل حضارة فالتقسيمات الكبرى لما قبل التاريخ المعروفة بالترتيب التالي : -

العصر الحجري القديم Paleolithic -
العصر الحجري الوسيط -
العصر الحجري الحديث
العصر النحاسي
العصر البرنزي
العصر الحديدي

و هى ليس لها نفس الترتيب والتسلسل التاريخي لكل مركز حضاري بل أن تحديد بدايات ونهايات كل عصر لم يكتب لها الاستقرار حتى الآن لدى علماء الآثار بل لازال هناك جدل كثير حولها .

ويتسم علم آثار ما قبل التاريخ بطول حقبته التاريخية ومساحته الزمنية والمكانية كما تتنوع حضاراته وتتميز مخلفاته عن بقية علوم الآثار الأخرى خاصة إنها تفتقد للوثائق المكتوبة والأدلة الدامغة ، ولعل اتساع نطاق علم آثار ما قبل التاريخ قد جعل من سبر أغواره في شتى أنحاء المعمورة أمراً لا يزال يحتاج لعديد من الأيادي البيضاء لتسهم في كشف النقاب عن هذه الحضارات لهذا فإن هذا العلم يعتبر في مرحلة النمو ولم يكتمل بعد و فيما يلى نبذة عن كل عصر من عصور قبل التاريخ .

أولاً : العصر الحجري القديم :

واقع الأمر إن دراسة حضارات العصر الحجري القديم تحتاج إلى إلمام بعلم الجيولوجيا والأنثروبولوجيا نظراً لطبيعة المواقع التي توجد بها بقايا هذا العصر فهي عبارة عن كهوف في الجبال أو الصحاري حيث كان إنسان العصر الحجري يتخذ من الكهوف مسكناً له مثال ذلك كهف هوى فطيحة في ليبيا وكهوف الدوردوني في فرنسا . نظرا لأن آثار هذا العصر تعرضت لعوامل بيئية وطبيعية غيرت الكثير من معالمها أو تسببت في اختفاء مداخلها بأكوام الصخور أو الكتل الحجرية المتساقطة بسبب التآكل بفعل الزمن ، أو قد تترسب طبقات من الجير أو الرمال أمام المداخل فتخفيها عن الأعين ، وفي بعض الأحيان قد تتكلس الترسبات وتكون كتل حجرية ، أما إذا كانت الكهوف في منطقة ممطرة أو تتعرض للسيول أو تجتاحها الأعاصير فإن ما تجرفه هذه الأمطار من سفوح التلال قد يمطر أجزاء من الكهوف أو يغطي أرضياتها وفي بعض الأحيان قد يملأه عن آخره ويردمه.

لذا فإن مخلفات إنسان هذا العصر غالبا ما تختفي وفق المتغيرات التي تعرض لها الموقع بتأثير العوامل الطبيعية ، ولعل أهم ما يعثر عليه في الكهوف هو الهياكل العظمية وعلى المنقب في المواقع من هذا العصر أن يفحص الرديم المتخلف من الحفائر جيداً بحثا عن الأدوات التي كان يستخدمها إنسان هذا العصر لأنها غالبا ما توجد على عمق كبير ولأنها من الحجر وغير جيدة التشكيل فقد تغيب عن الملاحظة ، لذا فإن المنقب في هذه المواقع لابد أن يكون متخصص في آثار هذا العصر .

ومن المشكلات التي تواجه الأثري في حفائر هذا العصر وجود فتحات تنزل رأسيا في الأرض تعرف باسم " فوهات الآنية " وهي تختلف عن الكهوف ولا تصلح للسكنى ، لكنها بمثابة دليل على وجود إنسان هذا العصر في هذا المكان مثال ذلك الفتحات التي عثر عليها في " وندي بتس " windy pits " في مقاطعة يوركشاير بانجلترا وغالباً ما توجد مخلفات هذا العصر في المناطق المكشوفة التي تتعرض لعوامل طبيعية فتغير من طبيعتها مثل عوامل التعرية المختلفة أو عوامل جيولوجية أو عوامل بشرية .

ومثلما كانت المياه هي عنصر الاستقرار الأول للانسان في العصور المبكرة كانت المياه ايضا هي العامل الرئيسي في جرف مخلفاته بعيداً عن أماكنها ، وفي أحيان أخرى تكون عوامل التعرية سبباً مباشراً في تغيير معالم تلك المخلفات بالتآكل أو الطمس أو قد تؤدي لتحللها أو تفكك عناصرها ومخلفات هذا العصر غالبا ما تكون عبارة عن رؤوس فئوس حجرية ورسومات جميلة في الكهوف وعلى الأحجار , مثال ذلك رسومات جبارين بليبيا.

ثانياً : العصر الحجري الوسيط (الميزوليثي ) :

تتميز مخلفات هذا العصر بصغر حجمها بالنسبة لفئوس الباليوليتي السابق كما أن رؤوس السهام غير سميكة كما صنعت المكاشط من الخيرزان والصوان وأشهر المراكز الحضارية لهذا العصر موقع "ماجلي موز " maglemosa في جزيرة زيلاند بالدانمرك ، ويمثل هذا الموقع نموذج يتفق مع حضارة حوض البلطيق ويغلب عليه الطابع الساحلي . وقد وجد هذا الاتجاه في المناطق التي سادت فيها المستنقعات وموقع " فير أن تاردنواز fere en tardenoise ويمثل نموذجا للحضارة اليابسة في فرنسا ويلاحظ أن هذا النوع يرتبط بتوافر الماء والشمس الدافئة .

ثالثا : العصر الحجري الحديث (النيوليثي ):

يتميز هذا العصر بآثار ثابتة كما تتميز مخلفاته بأدوات وصناعات جديدة وحرف تتمشى مع معرفة الإنسان للزراعة واستئناسه للحيوان فيغلب على الأدوات صغر الحجم ودقة الصقل وتختلف عمارته باختلاف البيئة التي عاشها الإنسان .

علم الآثار المصرية Egyptology :

يهتم هذا العلم بدراسة آثار مصر القديمة وهو من العلوم التي تتميز بحدود مساحته المكانية والزمنية إذ يشمل تلك المساحة المكانية التي يحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الشرق البحر الأحمر ومن الجنوب بلاد النوبة العليا ومن الغرب الصحراء الليبية أي أنه يضم وادي النيل وصحاريه الشرقية و الغربية بدروبها ومسالكها التجارية وعلاقات مصر بجيرانها تجاريا وعسكريا تلك هي حدود هذا العلم أما مساحته الزمنية فهي تمتد من عصر ماقبل التاريخ حتى الفتح العربي لمصر .

وعلى الرغم من سهولة تحديد مساحة علم الآثار المصرية القديمة زمنيا ومكانيا إلا أنه ليس مجالا منغلقا فهو يدرس حضارة راسخة لها كينونتها وشخصيتها المميزة وقد ظلت تعطي نتاجا حضاريا متميزا طوال العصر الفرعوني وخلال العصرين اليوناني والروماني دونما توقف وبطابع متميز ويقصد بعلم الآثار المصرية القديمة جغرافية مصر المكانية وتاريخها الممتد منذ عصور ماقبل التاريخ وخلال العصر الفرعوني ومرورا بالعصر اليوناني وانتهاء بالعصر الروماني.

ويمكن تقسيم المساحة التاريخية لعلم الآثار المصرية القديمة على النحو التالى :

العصر الباليوليتي ( حتى عام 10000 قبل الميلاد )
العصر النيوليتي - عصر ظهور الفخار- ( من 10000 قبل الميلاد إلى 6000 ق. م . أو 5000 ق.م.)
العصر النحاسي من 6000 ق .م. أو 5000 ق.م . حتى 3000 ق.م. )
العصر الفرعوني (حتى 332 ق.م.)
العصر اليوناني ـ البطلمي ـ ( حتى 31 ق.م.)
العصر الروماني ( حتى 642م.)

وتمثل الحضارة المصرية منذ أول توحيد لها تحت لواء حكومة واحدة في الألف الرابعة قبل الميلاد حتى الغزو الفارسي
( عام 525 ق.م.) سلسلة من العصور التاريخية بين أفول وبزوغ ، وركود وازدهار ، وصعود وهبوط .

علم الآثار الكلاسيكية Classical Archaeology :

يهتم هذا العلم بدراسة آثار الحضارتين اليونانية والرومانية ، ونظرا لتنوع آثار تلك الحضارتين وتعدد تنوع التنقيب ونتائج الحفائر الهامة وظهور مشكلات في عملية البحث والتاريخ والخلط بين اليوناني والروماني أدى إلى ضرورة تقسيم هذا العلم إلى قسمين الأول يهتم بدراسة الآثار الإغريقية والثاني:يهتم بدراسة الآثار الرومانية ، مما يؤدي إلى وجود علوم متخصصة في كل فرع مما كان له بالغ الأثر في ظهور دراسات مقارنة توضح التأثيرات المتبادلة والامتزاج الحضاري وأوجه الشبه والاختلاف والفروق الجذرية بينهم في العصور المبكرة ثم الامتزاج الأخير خاصة في العصر الروماني حينما امتدت السيطرة الرومانية لتشمل كل مراكز الحضارة اليونانية نفسها .

أولا : علم الآثار الإغريقي Graeco Archaeology :

لعل الاهتمام المبكر بعلم الآثار الإغريقي أدى إلى تقدم هذا العلم عن سائر علوم الآثار الأخرى وكشف النقاب عن كثير من ميادين هذه الحضارة ويشمل هذا العلم مساحة مكانية وزمانية مختلفة وإن كان يمكن حصرها في ثلاثة ميادين أساسية :

- الحضارة الميناوية

ومركزها كريت وتنسب للميناويين سكان هذه الجزيرة وتمتد مساحتها الزمنية من 3000 ق.م. حتى 1200 ق.م.

- الحضارة الهللينية

ومركزها بلاد اليونان الأم وتنسب الى هيللاس hellas اسم البلاد القديمة .

- الحضارة السيكلادية cycladic

وهي مجموعة جزر أرخبيل اليونان واستمدت اسمها من cycle أي الدائرة لأنها تمثل دائرة حول ديلوس وأندروس وزيا وناكسوس وباروس . - الحضارة الميناوية :

عندما كانت الحضارة الفرعونية وحضارات مابين النهرين في أوج فترات ازدهارها نشات في حوض بحر إيجة أولى الحضارات الميناوية في كريت وكان من أهم مراكزها مدن كنوسوس وفايستوس وهاجيا تريادا وماليا وغيرها من المدن . ثم تبعتها الحضارة الميكينية وهي التي حدثنا عنها هوميروس في ملحمتي الإلياذة والأوديسا وتشمل منطقة شبه جزيرة البلوبونيز (شبه جزيرة المورة ) وحضارة طروادة . إبان الألف الثالثة ق . م. قامت الحضارة الميناوية واتسع نطاقها بمرور الوقت لتشمل إيجة ورودس وقبرص وشبه جزيرة اليونان والجزر الأيونية ، وتفرعت عنها فروع وروافد في سوريا الشمالية وصقلية وغربي البحرالمتوسط ، وأقامت علاقات مع مصر وفلسطين .

واستمدت الحضارة اسمها من مينوس minos الذي ورد ذكره في الأساطير الإغريقية ويذكر ثيكوديدس أنه كان سيد البحار وواضع القوانين وصديق زيوس . سكان كريت كانوا من سلالات البحر وكان موقعها المتوسط بين الحضارات القديمة سببا في تحولها إلى مركز تجاري وبحري قوي ، وبلغت الحضارة الميناوية أوج ازدهار لها عند بداية الألف الثانية ( الفترة الميناوية الثانية ) عندما كانت الأسرة الثانية عشر تحكم مصر ، ثم عاودت ازدهارها مرة في عصر لاحق ( الفترة الميناوية المتأخرة ) إبان ما كانت الأسرة الثامنة عشر تحكم مصر وعلى هذا ظل ازدهارها قرابة ستة قرون .

وقد دللت الكشوف الأثرية في فايسوس وأفسوس على المستوى العالي الذي وصلت إليه الحضارة الميناوية من ثقافة ورقي وازدهار ، تتمثل هذه الكشوف الأثرية في القصور الملكية رائعة الزخارف ، إذ تحمل جدرانها صورا ونقوشا ملونة ، كما تحوي أعمالا فنية متميزة من المشغولات المعدنية من الذهب والبرنز والنحاس ، كما تضم مجموعة من الحلي رائعة الصياغة والتشكيل . وأعمالا فخارية تنم عن مهارة صانعيها ، كما إن قصر التيه ( اللابيرنث) بما يضمه من غرف عديدة وتعدد طوابقه يعد شاهدا على روعة هندسة البناء عند الميناويين .

وكان الكريتيون أول شعب أوروبي يعرف الكتابة فقد وجدت نقوشا تشبه الهيروغليفية وحروفا خطية ، ومن المنتظر أن تسهم تفسيرات هذه النقوش في معرفة تفصيلات كثيرة عن التاريخ التقدم لحضارات البحر المتوسط حيث تركزت هذه الحضارات في السواحل عدا مدن كريت التي كانت تبعد عن الساحل ، لذا فهي تبدو للمنقب الأثري كخرائب وتلال تبدو ظاهرة للعيان فوق سطح الأرض ، ولم يكن لهذه المدن أسوار وكان تخطيطها عبارة عن قصر عظيم للملك حيث تنتشر المباني الحكومية والمخازن في تكوين مترابط .

- الحضارة الهللينية :

يكتنف الغموض حياة الشعب اليوناني خلال القرون المبكرة من الألف سنة الأولى ، غير أن الهللينية امتدت خارج نطاق الأراضي اليونانية بدءا من القرن الثامن ق.م. إلى أن وصلت إلى حدود البحر الأسود وساحل شمال إفريقيا وجنوبي إيطاليا وصقلية ، وأصبحت إيطاليا الجنوبية تعرف للإغريق "هيللاس ماجنا". وقد أضفت طبيعة بلاد اليونان الجغرافية طابعا خاصا على المجتمع اليوناني حيث يحيط البحر ببلاد اليونان من ثلاث جهات وتتعرج سواحلها كما إن مناخها معتدل يجمع بين طقس الجنوب الدافيء وطقس الشمال البارد ، كما أن طبيعة تضاريسها يغلب عليها الطابع الجبلي مما أضفى على اليونانيين حب المغامرة واستهواء ركوب البحر.

كما أن التكوين الجيولوجي لبلاد اليونان وماتمتاز به من وجود محاجر للرخام في باروس وناكسوس وماله من سمات خاصة جعل اليونانيين يحرصون على استخدامه في عمارتهم وأعمالهم النحتية وكان الرخام من أهم المواد المستخدمة في بناء وتكسية العمائر الدينية بصفة خاصة ومنذ بدايات القرن الثامن تخلت الملكيات عن مكانها للطبقة الإرستقراطية وأصبح الكيان السياسي عبارة عن دولة مدينة لها سيادة مستقلة وبدأ ظهور القوانين والدساتير ، ولم تتوحد اليونان في دولة واحدة بل كان الرباط المشترك بين المدن الدول هو السلالات العرقية واللغة المشتركة ولكن دونما اتحاد سياسي .

ومن الخطأ أن نقرن الحضارة اليونانية ببلاد اليونان الأصلية دون غيرها لأنها لم تكن سوى مركزاً من عدة مراكز تنتشر في البحر المتوسط فعلى سبيل المثال كان ساحل آسيا الصغرى الغربي يمثل مركزاً حضارياً هاماً في العالم اليوناني رغم أنه لا ينتمي لبلاد اليونان ، ومن ناحية أخرى فإن الجزء الشمالي المنتمي لقارة أوروبا لم يندمج اندماجا تاما في العالم الهلليني حتى القرن الرابع قبل الميلاد كما امتدت الهجرات اليونانية لتصل إلى الشمال الإفريقي وتأسست مدن ومستعمرات ، ومع نشر الفكر الهلليني خارج حدود بلاد اليونان على يد الإسكندر الأكبر وصل المد الإغريقي ليشمل معظم دول حوض البحر المتوسط .

ثانياً : علم الآثار الرومانية Roman Archaeology :

هذا العلم هو القسم الثاني من علم الآثار الكلاسيكية والذي نشأ باحثا في عصور الحضارة الأوروبية ويهتم هذا العلم بالعديد من الحضارات التي سكنت شبه الجزيرة الإيطالية أو التي امتدت إليها السيطرة الرومانية فيما بعد ويأتي في مقدمة هذه الحضارات الحضارة الاتروسكية ثم حضارات المدن اليونانية والفينيقية في الجنوب مثل صقلية وسردينيا التي استقبلت الإغريق والفينيقييين وكانت المدن التي أسسوها ذات تأثير واضح في تشكيل وصياغة الحضارة الرومانية مع التأثير الاتروسكي الواضح .

أما المرحلة الثانية فهي تشمل كافة الأماكن التي سيطرت عليه جيوش روما ونقلت إليها مظاهر الحضارة الرومانية في العمارة والفنون والعبادات والعملة والمقاييس والأوزان ويسري هذا على الإسهامات الرومانية في شمال أفريقيا مثل ليبتوس ماجنا لبدا الكبرى وصابرا تا وقرطاج وتمجاد وجميلة وغيرها من المدن وهنا يجب أن نوضح أن تلك المدن أفرزت فنا مختلطا يحمل سمات محلية تخص شعوب تلك البلدان والعناصر الحضارية الرومانية بصفة عامة وخاصة في مجال العمارة والفنون الزخرفية المعمارية .

أما آخر هذه المراحل فهي الحضارة البيزنطية نسبة إلى بيزنطة عاصمة الإمبراطورية الشرقية عقب تقسيم الإمبراطورية الرومانية ويشمل هذا العلم دراسة النتاج الحضاري لشعوب المناطق التي شملتها الإمبراطورية البيزنطية أثناء الفترة التي عاشتها تلك الإمبراطورية والتي غالبا ما تنتهي بالفتح العربي لهذه البلدان .

مجمل القول إن علم الآثار الكلاسيكية لا يشمل فقط بلاد اليونان والرومان بل يغطي مساحة مكانية تشمل حوض البحر المتوسط الذي كان يوما بحيرة حضارية كلاسيكية انصهرت فيها الحضارات القديمة الراسخة مع الحديثة الفتية .

علم الآثار الإسلامية :

علم الآثار الإسلامية يشغل مساحة مكانية متسعة النطاق تشمل المنطقة من الهند شرقا إلى المغرب غرباً على الرغم من ثراء مادته الأثرية وانتشارها في ربوع هذه المنطقة الشاسعة من العالم إلا أنه لم يلق نفس الاهتمام الذي لاقاه علم الآثار الكلاسيكية ولعل أهم الخصائص التي يتميز بها علم الآثار الإسلامية عن سائر علوم الآثار الأخرى أنه الأكثر ثراء في مجال الفنون والصناعات الزخرفية .

ويشغل علم الآثار الإسلامية مساحة زمنية تبدأ بالفتح العربي للمناطق المجاورة لموطن البعث المحمدي وهي تتباين من بلد إلى أخرى فعلى سبيل المثال يبدأ العصر الإسلامي في مصر عام 642 م. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك علم آثار عربي يخضع لدراسة الآثار العربية قبل ظهور الإسلام ومساحته المكانية تشمل شبه الجزيرة العربية وعلى الرغم من أن علم الآثار الإسلامية يبدأ مكانيا من شبه الجزيرة العربية وأن الإسلام بدأ من هناك إلا أنه تخطى كل الحدود وفاق كافة حدود علوم الآثار الأخرى بما فيها علم الآثار العربي .

المراحل والعصور الإسلامية : -

المرحلة الأولى : عصر الولاة
المرحلة الثانية :الدولة الطولونية .
المرحلة الثالثة :الدولة الإخشيدية
المرحلة الرابعة :الدولة الفاطمية .
المرحلة الخامسة :الدولة الأيوبية
المرحلة السادسة : الدولة المملوكية.
المرحلة السابعة : الدولة العثمانية .

علم آثار الشرق الأدنى :

يهتم هذا العلم بدراسة حضارات الشرق الأدنى الأسيوي ، وهو أكثر العلوم تعقيدا ، حيث يفتقد للاتصال والتواصل الزمني بين حضاراته كما تتسع مساحته المكانية ومجالات البحث مما أضاف كثيرا من التعقيدات وعلى الرغم من هذا إلا أن هذا العلم شهد تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة أسفر عن كثير من المكتشفات التي أدت إلى وضع إطار عام لهذا العلم ، وتأتي تقسيمات العالم الألماني( ف.أندريا ) أصوب تقسيمات هذا العلم وهي على النحو التالي : -

عصر ما قبل السلالات

عصر الأوروك uruk ويتميز بعمارته وازدهاره إبان عصر الأمراء ( 3500 ق.م. ـ 3100 ق.م.)
عصر الفن (3100 ت 1700 ق.م.)
عصر جوديا و ولاجاش والذي جاء بعد (2300 ق.م )
عصر السلالة الأولى في بابل ( حمورابي 2000 ـ 1700 ق.م.)
عصر الشعوب (الكاشيون والأشوريون والحيثيون والفرس والسلوقيون والبارثيون )(1900 ـ 300 قزم .)

ويلاحظ أن هذا التقسيم أغفل الفينيقيون وفلسطين (العبرانيين) والمساحة المكانية لهذا العلم تضم المنطقة الغربية في آسيا التي تحدها إيران من الشرق والبحر المتوسط من الغرب وجبال القوقاز شمالا والخليج الفارسي جنوبا و رغم تنوع الحضارات في الشرق الأدنى إلا أنها تلتقي عند مصدر ثقافي واحد .

علم آثار الشرق الأقصى :

يهتم هذا العلم بدراسة آثار الهند واليابان والصين القديمة ، وعلى الرغم من التباين الواضح بين هذه الحضارات إلا أن اتساع حدود بعضها مثل الصين وانحسار مساحة الأخرى المكانية مثل اليابان إلا أنها تكتسب سمات حضارية محلية نابعة من بيئتها وحدودها الطبيعية خاصة الجزر اليابانية وشبه الجزيرة الهندية حيث توالت الاكتشافات الأثرية في الصين مما كان له بالغ الأثر في تغيير المفاهيم الحضارية وتعديل الجداول التاريخية خاصة فيما يتعلق بمجالات ما قبل التاريخ وما قبيل التاريخ.

علم الآثار المكسيكية:

يهتم هذا العلم بدراسة الحضارة المكسيكية ومراحل التطور البشري والحضاري في أمريكا، ومساحة هذه الحضارة المكانية محدودة بطبيعة منطقة أمريكا الوسطى والجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية أما مساحته الزمنية فهي متسعة نسبياً ويغلب عليها الطابع المحلي مع وجود بعض التأثيرات الغريبة عليه، إذ يعتقد البعض بوصول الفراعنة إلى تلك المناطق وتأسيس أهرامات هناك .

علم الآثار الهندوأمريكي:

يهتم هذا العلم بدراسة الحضارة الخاصة بسكان أمريكا الجنوبية الأصليين أي أن مساحته المكانية تشمل قارة أمريكا الشمالية في أجزائها الوسطى والجنوبية بينما تشغل مساحته الزمنية كل الحقبة السابقة لاكتشاف أمريكا على يد كريستوفر كولومبوس وما قبيل الحروب الأهلية الأمريكية.

علم الآثار الأفريقي:

يهتم هذا العلم بدراسة الحضارتين الإفريقية بسماتها المحلية في شتى بقاع القارة السمراء، ويهدف إلى البحث عن آثار القبائل المختلفة في الكهوف وتحديد مواقع هذه المدن المفقودة ذلك على الرغم من الطابع الترحالي لمعظم هذه القبائل ، وذلك بهدف إبراز دور المدنيات والحضارات الإفريقية في الثقافة الإنسانية، وإسهاماتها المحلية وأحياناً على الحضارة المصرية القديمة نفسها. نشأة علم الآثار:-
بدأ علم الآثار وصفاً مجرداً يذكر الماضي وكان الدافع وراءه سير أغوار الماضي ومعرفة الحضارات السابقة فكان يحركه الفضول بلا منهج أو إطار يحكمه كما تركز الاهتمام بأعمال فنية قديمة بمجرد ذكرها ووصفها و يعتبر الشاعر الملحمي اليوناني "هوميروس" هو المؤسس الحقيقي لعلم الآثار ،فقد قدم في ملحمتي الإلياذة والأوديسا وصفاً لبعض الأماكن والأحداث التي سبقت عصره ، تنقل القارئ أو المستمع إلى خارج الزمن حيث الماضي السحيق بعبقه وشذاه وسحره الذي يأخذ الألباب.

يأتي بعد هوميروس المؤرخ الإغريقي "ثيكوديدس" الذي قدم وصفاً لتاريخ الإغريق منذ البدء في كتابه عن الحروب البلوبونيزية وفي الفصول الأولى لهذا الكتاب أشار بإيجاز إلى البحرية اليونانية وهندسة البناء وطرز الملابس وأنواعها والأثاث الجنائزي وفي واقع الأمر هناك بعض الكتابات الكلاسيكية تعتبر مصدراً هاماً في دراسة الآثار وفي نفس الوقت رغم كونها لا تتحدث عن الحضارة القديمة فقط إلا أنها تقدم وصفاً دقيقاً ومعاصراً لبعض المدن وبعض آثار بعينها، مثل ما قدمه بلوتارك الذي كتب عديد من المؤلفات مثل The Parallel Lives الحياة المقارنة والأخلاق Moralia وهذا الكتاب متعدد الموضوعات الاجتماعية والطبيعية والفنية والأثرية.

وتأتي كتابات سترابون Strabon والذي يسبق بلوتارك حيث عاش في الفترة من 64 ق.م حتى عام 19م. أحد الخطوات الهامة لوجود علم الآثار الوصفي إذ قدم في كتابه الجغرافياGeographica الذي يقع في سبعة عشر كتاباً وصفاً كاملاً لتاريخ واقتصاد وجغرافية البلدان التي تقع في نطاق الإمبراطورية الرومانية معدداً التطور التاريخي والاقتصادي وكل ما هو مميز في عادات الشعوب وتقاليدها وطبيعتها وحيواناتها وكان كتابه هذا يدرس في مدارس أوروبا في العصور الوسطى، ولا يزال هذا الكتاب يمثل حجر الزاوية للأثريين المحدثين في دراسة آثار بلد بعينها لما به من وصف دقيق.

وتأتي كتابات الرحالة الإغريق في المرحلة الثالثة للنشأة الأولى لعلم الآثار ، ومن بين هذه الكتابات تأتي كتابات الرحالة "بوزانياس" وهو الذي عاش في القرن الثاني الميلادي حينما اهتم الإغريق بتراثهم باحثين عن إنجازاتهم وإسهاماتهم في الحضارة بعد أن فقدوا مركز الصدارة الذي تبوأته روما ويعتبر كتاب "وصف اليونان"Helladus Periegesis بمثابة دليل للسياح الأجانب الذين يفدون لبلاد اليونان، وقد قدم فيه بوزانياس وصفاً لكثير من بلاد اليونان وحدد فيه الأماكن التي تستحق الزيارة خاصة التماثيل والصور المرسومة والمقابر وأماكن العبادة والأساطير التي حيكت من حولها ، كما يذكر أيضاً الأنهار والقرى والطرق بل ويتطرق لوصف المنتجات المحلية دونما التعرض للجوانب الاقتصادية و لعل أهم ما يميز كتابات بوزانياس أنه يصف ما يراه بعينه خلال رحلاته وقدم فيها وصفاً للآثار الباقية من حضارة اليونان وجاء محايداً في وصفه وواقعياً خاصة في وصفه لرسومات الفنان "بوليجنوتوس Polygnotus وتماثيل مايرون وفيدياس وإن ما ذكره عن الفنان براكستليس لا يتفق مع ما قدمه ومكانته بين فناني اليونان كما أنه لم يهتم أيضاً بمن جاءوا بعده من الفنانين.

كما قدم وصفاً لمسرح ابيداوروس ومعبد باساي Bassae كما أنه خصص كل كتاب من كتبه العشر لإحدى المدن أو المقاطعات ، الكتاب الأول خصصه لإقليم أتيكا ، والثاني لميجارا Megara والثالث لكونث Corinth، والرابع لميسينا Messinia والخامس والسادس لأليس Elis والسابع لآخايا Achaia، والثامن لأركاديا Arcadia والتاسع لبؤشياBoetia، والعاشر لفوكيس Phocis ، ومما لا شك فيه أن ما كتبة بوزانياس هم بمثابة اللبنة الأولى الحقيقية في صرح علم الآثار فضلاً عن كونها أحسن ما وصل إلينا من كتابات الأقدمين عن شبه الجزيرة اليونانية.
بنفس المنـظور والمنهج الوصفي الذي بـدأ به علم الآثـار جاءت الكتابات الرومانية الكلاسيكية ويأتي على رأس الكتابات ما كتبه الكاتب الروماني فيتروفيوس Vitrovius حيث كتب كتاباً عن العمارة De Architectura يقع في عشرة كتب ، استعرض فيه تطور هندسة البناء من مواد وطرق بناء وتقنيات ، كما تناول أيضاً نظم تغذية وصرف المياه والميكانيكا والساعات المائية والمزاول ، كما تعرض أيضاً للمباني المختلفة وعمارتها مثل المسارح والمنازل والمعابد والمواقع وغيرها من المعلومات التي تتعلق بالبناء والعمارة.

وما قدمه الكاتب الروماني بليني الأكبر في كتابه التاريخ الطبيعي يأتي في نفس الإطار إذ قدم فيه موضوعات متعددة من بينها الفنانين وأعمالهم الفنية في مجالات النحت والفنون الصغرى والرسم وقد اعتمد في كتاباته على كتابات سابقه له مثل مؤلفات "فارون" التي ضاعت ولم يصلنا منها شئ وإذا كان هوميروس هو أبو علم الآثار فإن الإمبراطور الروماني هادريان هو أول من أسس متحفاً في العالم حيث بنى قصره على الطراز اليوناني كما بنى مدرسة وأكاديمية ورواقاً لحفظ الرسومات ومسرحاً إغريقياً وملعباً محاكياً سائر مظاهر العمارة الإغريقية التي كان شغوفاً بها وزارها فعشقها ، كما بنى متحفاً حيث جمع العديد من الأعمال اليونانية الفنية الأصلية والتي استطاعت البعثات الأثرية في العصور الوسطى العثور عليها عندما اهتم بجار العاديات باقتناء الأعمال الفنية والاتجار فيها لمن يرغب في أرجاء الأرض ، فكان أن تفرقت هذه الآثار في متاحف العالم خاصة في أوروبا.

بدأ الاهتمام بعلم الآثار يزداد خلال القرن الرابع عشر وأن كانت بدايته من أفراد وتركز الاهتمام بالآثار الكلاسيكية ويمكننا القول إن هذه الفترة كانت فترة اهتم فيها أفراد بعلم الآثار دونما منهج علمي ينظم عملهم ،أي أنه كان هناك أثريون ولم يكن هناك علم للآثار وفي مقدمة هؤلاء يأتي الخطيب الإيطالي "كولاديريانزو"(1310ـ1354) الذي كان يبتغي توحيد إيطاليا اعتماداً على الثقافة اللاتينية القديمة ومخلفات الحضارة القديمة من عمارة وفنون ووثائق. جاء بعده سيرياك دانكون(1397-1451) وكان يجوب المراكز الحضارية القديمة في اليونان و إيطالياوكان شغوفاً بالكتابات والنصوص القديمة وقد سجل ما وجده في ست مجلدات جميع ملاحظاته وترجمة وشرح كل ما رآه لكن وللأسف الشديد احترق مع مكتبته.

بينما في القرن السادس عشر ساد اهتمام في الأوساط الراقية في المجتمع الايطالي باقتناء مجموعات من العاديات والتحف الفنية التي صارت فيما بعد نواة للمتاحف المختلفة ، كما شهد هذا القرن اهتماما بالغا بطبوغرافية روما القديمة . تبقى الريادة الفعلية في هذا القرن للعلماء الفرنسيين ، وكانت أولى الاسهامات الفعلية على يد " نيكولا كلود فابرن يرسيك"(1580 ـ 1637 ) والذي كان مهتما بشتى فروع العلم والمعرفة فهو قانوني بارع عضو برلمان يهتم بالعلوم الطبيعية وعلم الآثار ، وكان من أرقى أفراد المجتمع الفرنسي .

أنفق الكثير على البعثات العلمية التي سافرت إلى اليونان وقبرص وآسيا الصغرى وإفريقيا خاصة مصر وبلاد الحبشة . تأتي بعد ذلك البعثة الفرنسية التي أرسلها "لويسالثالث عشر ملك فرنسا إلى بلاد اليونان برئاسة العالم الفرنسي "لويس ديشاي "والتي ظلت تعمل حتى عصر لويس الرابع عشر ولعل أبرز الاسهامات الفرنسية في مجال الآثار تلك الرسومات التسجيلية النحت الجداري على معبد البارثنون وإن كان لم يبق منها غير بعض الكروكيات كما رسمت خرائط تسجيلية لمدينة أثينا .

في القرن السابع عشر الفرنسي الشهير "جاك سبون" (1647 ـ 1658 ) الذي كان مولعا باقتناء العاديات والمتاجرة فيها ، وقام برحلة كبرى إلى الشرق بمرافقة عالم إنجليزي يدعى "ويلر "سجلا خلالها ماشاهداه وجمعاه في رحلتهما إلى الشرق . وكان عنوان كتابه "رحلة إلى إيطاليا ودلماسيا واليونان والشرق " ويعزي إلى جاك سبون إنه صاحب الاصطلاح Archaeologie أركيولوجي "في كتابه مزيج من علوم الآثار ، والذي اقترح فيه تقسيم الدراسات القديمة إلى ثمانية أنواع وهي أول دراسة تصنيفية نوعية معروفة في التاريخ .

وجاء بعده الراهب " مونتوكون " صاحب كتاب العصور القديمة قدم فيه شرحا وصورا وهو اول مؤلف يجمع الحضارتين اليونانية والرومانية معا ويعتبر اللبنة الأولى في مجال علم الآثار الكلاسيكية .


فروع علم الآثار والعلوم المساعدة له والاصطلاحات الدالة عليها:

يخضع لدراسة علم الآثار كل ما أبدعه عقل الإنسان ونفذته يداه ، سواء بالقول أو العمل ، فدراسة كل ما خلفه إنسان ما في مكان ملهو في الواقع قراءة في حضارة هذا الإنسان ومقدار الرقي الذي حققه عبر مراحل تلك الحضارة وينسحب هذا على منازله ودور العبادة والمقابر وشتى الأدوات والآلات والوسائل التي استخدمها منذ مولده حتى يواري الثرى . وسائر الفنون التي أبدعها ليحقق بها زخرف العيش ويستمتع بحياته أو ليصل بها إلى الحياة الآخرة .

أولاً : فروع علم الآثار :-

ومع تطور علم الآثار وتطور التقنيات الحديثة وبهدف الوصول لأدق النتائج في هذا العلم ، تشعبت مجالات الدراسة وصار لكل مجال فيها متخصصون ومنها العمارة بكل أنواعها الدينية والجنازية والمدنية . ومنها الفنون المختلفة من نحت وتصوير وزخرفة . كما يندرج أيضا النظام النقدي من عملة ومسكوكات في هذه المجالات .

علم العمارة Architecture :

يشمل هذا المجال دراسة تطور العمارة التي شيدها الإنسان او نحتها في الصخر سواء لإستخدامها في حياته او بعد مماته .

علم الطبوغرافية Topography :

يهتم هذا العلم بدراسة وضعية وتوزيع و أسماء السكان من الناحية اللغوية والتاريخية ,والدراسات المعملية للمباني بكافة طرزها وأنواعها المدني منها أو الديني أو الحربي,ودراسة كافة مخططات المدن وتطورها كما يهتم هذا العلم بدراسة جميع المشكلات السكانية في العالم القديم.

علم دراسة فن الرسم Fresco-Painting :

يدرس هذا العلم فنون الرسم والتصوير القديمة على الجدران الملونة من حيث الطرز والتقنيات ومراحل التطور والموضوعات المصورة وغيرها من الموضوعات التي تسهم في إلقاء الضوء على مراحل تطور تاريخ هذا الفن في حضارة بعينها والثقافات المؤثرة فيه


علم دراسة فن النحت Sculpture :

يدرس هذا العلم فن تشكيل المواد الصلبة مثل الخشب والعظم والعاج والأحجار والصخور بل والمعادن مثل البرنز ........إلخ .من حيث التقنية والموضوعات والطرز وأساليب الصياغة وغيرها من الموضوعات ويشمل هذا العلم النحت المستدير والنحت الجاري بطرازيه الغائر والبارز المستخدم في تزيين المباني المعمارية بكافة أنواعها .

علم دراسة الفن التشكيلي Plastic Art :

يهتم هذا العلم بدراسة المواد سهلة التشكيل مثل الشمع والفخار والطين بتقنية واحدة وهي تشكيل المادة دونما استخدام قوالب ، أما استخدام القوالب في التشكيل فيدخل في نطاق فن النحت .

علم دراسة النحت على الأحجار الكريمة Glyptic Art:

يهتم هذا العلم بدراسة فن النحت علي الأحجار الكريمة بإستخدام النحت الغائر أو البارز وتلك الأحجار تعرف اصطلاحا بالفصوص Gems & Cameos وهي غالبا ما تحمل موضوعات متميزة لطبيعة مستخدمي الفصوص من الملوك والأباطرة والنبلاء وأفراد الطبقات العليا .

علم دراسة الاختام Sigillography :

يدرس هذا العلم الاختام الرسمية أو التجارية بموادها المختلفة سواء من الفخار أو الأحجار أو المعادن والموضوعات والنقوش المسجلة عليها سواء بالنحت أو النقش.

علم دراسة المسكوكات Numismatics :

يدرس هذا العلم النقود القديمة والنظام النقدي وكافة الجوانب الاقتصادية الخاصة بالعملة كما يدرس الموضوعات المصورة على العملة والرموز والصور الشخصية وغيرها من الموضوعات التي تصور على العملة كما يدرس النظام النقدي الخاص بكل حضارة والمعادن المستخدمة في السك ودور السك والاصدارات المختلفة وغيرها من الجوانب التي تلقى الضوء على الحياة الاقتصادية النقدية .

علم دراسة النقوش Epigraphy

يدرس هذا العلم النصوص القديمة المنقوشة والمدونة على مواد صلبة من أحجار ومعادن ، وكذلك الكتابات المدونة على اللخافات الفخارية المعروفة اصطلاحا ostraca .كما يدرس طرز وتطور الأبجديات وأنماط الحروف وتطور الأبجدية زيادة أو نقصانا .

علم دراسة أوراق البردي Papyrology:

يدرس هذا العلم النصوص المدونة على أوراق البردي التي يعثر عليها منفردة أو تكسو المومياوات ، وهذا العلم يعتمد على غزارة المادة الأثرية التي عثر عليها في مصر من العصر الفرعوني والعصرين اليوناني والروماني وغالبا ماتسجل معلومات هامة تلقي الضوء على مختلف جوانب الحضارة المصرية الاجتماعية والاقتصادية .

علم قراءة الكتابات القديمة Paleography :

يدرس هذا العلم حل رموز الكتابات القديمة وأفضل تطبيق لمجال هذه الدراسات هو صكوك القرون الوسطى .


علم دراسة الموازين والمقاييس MetroLogy:

يدرس هذا العلم الأوزان والموازين والمعايير والمكاييل والمقاييس القديمة وتطورها وقيمها ومقارنتها وكافة وسائل القياس القديمة ،ويدخل في نطاقه دراسة علامات الطرق القديمة Mile Stones والمحطات التجارية Mile Stations . وهكذا فإن وسائل القياس وأدواته في العالم القديم هي مادة دراسة هذا العلم من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية . فضلا عن الدراسات الفنية والمعمارية لما كانت عليه المحطات التجارية وعلامات الطرق . ثانياً : علوم مساعدة لعلم الآثار :-


هناك علوم مساعدة لعلم الآثار لها دور فعال في مجال دراسة الإنسان وحضارته ،منها علوم إنسانية ومنها علوم تطبيقية معملية وتتعاون هذه العلوم مع علم الآثار من أجل الحصول على معلومات وافية عن الإنسان وحضاراته في شتى بقاع الأرض.

ويأتي في مقدمة هذه العلوم علم دراسة الإنسان " الأنثروبولوجي Anthroplogy" ولعل أفضل تعريف لهذا العلم ما كتبته الباحثة الأمريكية مارجريت ميد M.Medوتقول: "نحن نصف الخصائص الإنسانية البيولوجية والثقافية للنوع البشري عبر الزمان وفي سائر الأماكن ، ونصف ونحلل الصفات البيولوجية والثقافية المحلية كأنساق مترابطة ومتغيرة ، وذلك عن طريق نماذج ومقاييس ومناهج متطورة ،كما نهتم بوصف وتحليل النظم الاجتماعية والتكنولوجية ونعني أيضا ببحث الإدراك العقلي للإنسان وابتكاره ومعتقداته ووسائل اتصاله".

يكشف هذا المفهوم الأمريكي لمجالات الأنثروبولوجيا والتي تعني من وجهة نظرهم دراسة النواحي البيولوجية والثقافية على حد سواء ويستخدم الأمريكيون مصطلح الأنثروبولوجيا العضوية Biological Anthropology للإشارة إلى دراسة الجانب العضوي أو الحيوي للإنسان ، بينما يستخدمون مصطلح الأنثروبولوجيا الثقافية Cultural Anthropology للتعبير عن دراسة النواحي الاجتماعية والثقافية للإنسان ويدخل في نطاقها كل ما يتعلق بحضارات الإنسان القديم وهو ميدان علم الآثار ، لذا كان علم الآثار في مضمونه هو جزء من الأنثروبولوجيا الثقافية كما يندرج علم دراسة اللغات القديمة philologyفي النطاق نفسه.

ويدخل في إطار علم الأنثروبولوجيا الثقافية - وفق المفهوم الأمريكي – مجالان دراسيان على نفس الدرجة من الأهمية وهما الأثنوجرافي Ethnography ويعني دراسة وصفية للأنماط الحياتية والعادات والتقاليد والقيم الدينية والفنون لجماعة أو شعب معين خلال حقبة زمنية محددة، والأثنولوجي Ethnology وهو المجال الذي يهتم بالدراسة التحليلية والاستنباطية لسائر مواد الدراسة الأثنوجرافية.

بينما يختلف المفهوم الأوروبي لعلم الأنثروبولوجي ومجالاته عن المفهوم الأمريكي إذ يقتصر المفهوم الأوروبي على أن علم الأنثروبولوجي يطلق على مجالات التاريخ الطبيعي للإنسان والسلالات البشرية جنساً ونوعاً وخصائص تشريحية وعمليات بيولوجية وعلاقة هذا بتحديد الوظائف والأدوار الاجتماعية لكل نوع.

وإزاء تلك التعقيدات لمفهوم علم الأنثروبولوجيا انحصر معناه تدريجيا ليقتصر مفهومه على علم دراسة الأعراق البشرية من الناحية الطبيعية وهو ما يتمشى مع المفهوم الأوروبي وعلى الرغم من هذا فإنه يمكن الاستفادة من علم الأنثروبولوجي في مجال علم الآثار من خلال الهياكل العظيمة البشرية والتعرف على السلالات البشرية أو الأعراق صاحبة المكتشفات الأثرية . كما يمكن تحديد جنس وعمر وحالة صاحب الهيكل العظمي من خلال الدراسة الأنثروبولوجية .

العلوم التطبيقية :

على الرغم من أن علم الآثار من العلوم الإنسانية إلا أنه يحتاج لكثير من العلوم التطبيقية مثل الكيمياء والهندسة والطبيعة والجغرافيا والجيولوجيا وغيرها من العلوم التطبيقية ، فعلى سبيل المثال يعتمد علم الآثار على الكيمياء في تحليل الكربون المشع (كربون 14 )لتقدير العمر الزمني لمكتشفات بعينها كما سنوضح بالتفصيل فيما بعد كما تستخدم الهندسة في الرسم المعماري للمباني المكتشفة لتسجيلها ونشرها بينما تستخدم الفيزياء في مجالات المسح الجيوفيزيقي لتربة بعينها في ظروف خاصة قبل إجراء عملية التنقيب وأثناءها بينما تست

يتبع


منقول للأمـــــــــــــــــــانة


عدل سابقا من قبل ابو سيرين في الأحد 19 ديسمبر 2010 - 12:08 عدل 3 مرات (السبب : تثبيت)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الله
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
أبو عبد الله


تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 58

التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني   التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Emptyالأحد 19 ديسمبر 2010 - 12:11

علم آثار تحت الماء في مصر :بدأ
جاستون جونديه والذي كان يعمل في مصلحةالموانيء والمنائر بمصر الاهتمام
بآثار مصر الغارقة ، حيث استطاع أن يحدد بقاياميناء من العصر الفرعوني في
منطقة الأنفوشي بالقرب من قصر رأس التين ، كما استطاعأن يحدد بعض أجزاء من
أرصفة ميناء فاروس ثم جاء الأمير عمر طوسون – والذي كانينتمي للأسرة
المالكة في مصر خلال العصر الملكي – وكان شغوفا ومولعا بعلم الآثاربصفة
عامة –وحب اقتناء القطع الأثرية التي كانت تعتبر أحد مظاهر
الثراءوالارستقراطية في مصر قبل صدور قانون حماية الآثار بها.

وبمجرد أن وصل إلى مسامعه وجود آثار غارقة في مياهالميناء الشرقي كون بعثة
أثرية تكفل بكل نفقتها تستهدف الكشف عن آثار أخرى في خليجأبي قير لعلمه
بوجود مدينة كانوب القديمة بهذا الموقع وكان له ما أراد واستطاعالكشف عن
بقايا هذه المدينة وتحديد موقعها لم يقتصر الأمر على المشتغلين بعلمالآثار
بل امتد إلى الهواة وكان الغطاس السكندري
" كامل أبو السعادات " صاحب فضل كبير في لفتانتباه هيئة الآثار المصرية إلى
وجود آثار على مبعدة ياردات قليلة من الشاطيء علىعمق 24 قدما حيث راى
تمثال بلا رأس من الجرانيت ضخم يبلغ طوله عشرين قدما وإلىجواره تمثالا آخر
أصغر وتمثال على هيئة أبو الهول .

ساد اعتقاد لدى مدير المتحف اليوناني الرومانيبالإسكندرية أن التمثال ربما
يكون تمثال بوسيدون الذي كان يقبع فوق منارالإسكندرية وربما كانت أنقاض
الفنار نفسه إلى جوار التمثال مدفونة في مكان قريبواهتمت الحكومة المصرية
وأرسلت غواصين البحرية المصرية وأكدوا قصة أبو السعاداتوهنا قال هنري رياض "
لدينا خبرة طويلة في الآثار الموجودة في الصحراء ولكنالعمل تحت بحر متقلب
أمر جديد وغريب علينا " وكان لزاما أن يؤجل المسح الأثريلحين قدوم فصل
الخريف حينما يكون البحر أكثر هدوءاً وبعد ذلك يمكن استئنافالاستكشاف بعد
المسح .

وعلى هذا قامت القوات البحرية المصرية بانتشال التمثالالذي يبلغ وزنه 25
طناً وطوله سبعة امتار ويمثل الإلهة إيزيس ويبدو أنه كان واقفافي معبد
إيزيس فاريا الذي كان يقع بالقرب من فاروس والمعروف أن إيزيس فاريا
كانتالإلهة الحامية للبحارة كما انتشلت القوات البحرية أيضا بانتشال تمثال
آخر لرجلمصنوع من الجرانيت الوردي في حالة جيدة من الحفظ على الرغم من
بقائه خمسة عشر قرناتحت الماء .

وأشار الضباط في تقريرهم إلى وجود أطلال معبد متهدموأعمدة متناثرة وجدار
صور عليه أبو الهول يبلغ طوله أربعة أمتار وعرضه ثلاثة أمتارومجموعة تماثيل
بدون رؤوس وأبو الهول يبلغ طول التمثال حوالي مترين وقد قامتالبعثة
الفرنسية التابعة لمركز الدراسات السكندرية الفرنسي بتأكيد تلك
المعلوماتفضلا عن مزيد من الاكتشافات التي تمت مؤخراً. اهتمت منظمة
اليونسكو بتلك الأنباءعن وجود آثار غارقة في الميناء الشرقي وأرسلت خبيرة
متخصصة في الآثار الغارقة هيالدكتور هنور فروست Frosst H . ورافقها
الجيولوجي نستروف V.Nestrof وشاركهما من الجانب المصريالغطاس الهاوي كامل
أبو السعادات وتم عمل أول مسح أثري للمنطقة وإعداد خريطة دقيقةسجل عليها 17
قطعة أثرية .

وقام المعهد الفرنسي بإيفاد بعثة للبحث عن أسطول نابليونالذي غرق في خليج
أبي قير عام 1901 في موقعة أبي قير البحرية الشهيرة أمام الأسطولالإنجليزي
بقيادة نلسون وقد أمكن للبعثة الفرنسية التي رافقها من الجانب المصريالغواص
الهاوي الغاوي كامل أبو السعادات أن تحدد وتنتشل بعض أجزاء سفينة
القيادةالفرنسية وقطع عملة ذهبية يرجع تاريخها لعصر الحملة الفرنسية على
مصر ومدافعفرنسية وملابس وأزرار وتم تحديد مواقع الأسطول ونتيجة لفيلم
تسجيلي قامت به مخرجةمصرية عن المنطقة تنبه المجلس الأعلى للآثار للمنطقة
مرة أخرى وعهد للمركز الفرنسيللدراسات السكندرية بعمل حفائر إنقاذ وبدأ
العمل مرة أخرى في أكتوبر 1994م وأعدتخريطة طبوغرافية لتحديد مساحة الموقع
وتصوير كل الآثار الواقعة في المنطقة تحتالماء وعرض الصور الفوتوغرافية على
المجلس الأعلى للآثار لتحديد أي الآثار التيسيتم إنقاذها حيث تحددت مساحة
الموقع 22.5 كيلومتر مربع وعمق يتراوح من 6-8 أمتاروأمكن تسجيل حوالي ثلاثة
آلاف قطعة أثرية معمارية من الجرانيت الوردي والأحمروالباقي من الحجر
الجيري والرملي والبازلت ، كما تضم أيضاً تماثيل بطلمية أخرى منالعصر
الفرعوني والروماني ومجموعة أخرى من تماثيل أبي الهول وآلهة مصرية
ولوحاتعليها نقوش بالكتابة الهيروغليفية واللغة اليونانية.

استمرت نشاطات البعثة في مواسم متتالية حيث تقوم بتسجيلوتنظيف الآثار تحت
الماء، بين تلك المجموعات عمود ضخم يشبه عمود السواري من حيثمقاسات القطر
من أعلى كما أمكن تسجيل صف من الكتل الجراتينية شمال يتراوح وزنالواحدة
منها ما بين 50-70 طناً ويبدو أنها تنتمي لمبنى مرتفع تفككت أوصاله إثرهزة
عنيفة ربما كانت جزء من الفنار القديم ، كما انتشلت البعثة تمثال ضخم
لملكبطلمي ( ربما كان بطليموس الثاني) يبلغ طوله 1.5م كما انتشلت تماثيل
لأبي الهولعليها نقوش وكتابات وخراطيش بأسماء الملوك الفراعنة بسماتيك
الثاني وسيتي الأولورمسيس الثاني.

وقام المعهد الفرنسي بإعداد كوادر بشرية من الأثريينالمصريين وتدريبهم
وتأسست لأول مرة إدارة مصرية للآثار الغارقة بالمجلس الأعلىللآثار عام
1996، انضم إليها عدد من شباب الأثريين المتخصصين في مجال المصرياتوالآثار
الكلاسيكية والإسلامية وشاركوا منذ ذلك الحين المتخصصين الفرنسيين
فينشاطاتهم في الميناء الشرقي وخليج أبي قير خاصة عندما كانت هناك بعثتان
مشتركتانمن الجانب الفرنسي والمصري تعملان في آن واحد في أبي قير والميناء
الشرقي. اهتمتالبعثة المشتركة من المعهد الفرنسي للدراسات السكندرية
والمجلس الأعلى للآثاربأعمال المسح والتسجيل والتنظيف لمجموعات آثار
الميناء الشرقية وبصفة خاصة منطقةالقلعة بينما تقوم البعثة المشتركة من
المجلس الأعلى للآثار والمعهد الفرنسيللآثار الغارقة بمنطقة الحي الملكي
وجزيرة أنتيرودس الغارقة بالميناء الشرقيوبالآثار الغارقة في خليج أبي قير.

ومجمل القول إن مدينة الإسكندرية قد أخذت تبوح بأسرارهاالتي كانت قد وارتها
في البحر عمداً أو قسراً ولا زالت تنكشف أمامنا هذه الأسراريوماً بعد يوم
وفي أقصى الشرق في خليج أبي قير أبت الأقدار إلا أن تهبنا واحدة منأعظم
الاكتشافات الأثرية في تاريخ علم الآثار بصفة عامة والآثار الغارقة بصفة
خاصةفقد استطاع الأثريون تحديد مواقع ثلاث مدن مصرية غارقة هي مدن كانوب
ومينوثيسوهيراكليوم و ورد ذكر مدينة كانوب في المصادر الكلاسيكية عند
أميلينوس أنها تقععند الفرع الكانوبي عند المصب وكانت تتمتع بكونها مركزاً
تجارياً وممر الدخولوالخروج الملاحي من وإلى مصر ويبدو أنها أصابت مركزاً
مرموقاً وأنها كانت تسبقمدينة الإسكندرية تاريخياً إذ يرجع تاريخها إلى
العصر الفرعوني بما يؤكد أهميتهاالتاريخية والاقتصادية والأثرية ومدينة
هيراكليوم تقع بالقرب من مدينة كانوب يبدوأنها كانت على الجانب المقابل من
الفرع الكانوبي وكانت ميناء ً تجارياً هاماً قبلتأسيس مدينة الإسكندرية
وأنها كانت محطة بحرية أساسية في تجارة مصر مع بلاداليونان في العصور
المبكرة.

التنقيب عن الآثار ( الحفائر) وسيلة وليس غاية من الأفضلألا نغفل تعريف
الآثار الذي يقول إنه علم دراسة القديم ومن الأجدى دائماً أن نفرقبين علم
الآثار والآثار إذ إن تعريف الأثر بكل ما خلفه الإنسان من قبيح وجميل في
مكانما خلال زمان ما يجعل التعريف الأعم لعلم دراسة الآثار بالعلم الذي
يبحث فيما خلفهلنا الإنسان بصفة عامة أينما حل واستقر وترك دليلاً على
وجوده مهما كان هذا الدليلبسيطاً ، أي إن الهدف المرتجى من عملية التنقيب
عن الآثار هو في واقع الأمر كشفالنقاب عن الحضارات الغابرة وينبغي أن نغير
المفهوم الخاطئ بأن الآثار كنوز وثرواتمادية فقيمتها ليست في المعادن أو
الأحجار النفيسة بل هي في الواقع قيمة أدبيةحضارية في المقام الأول ومن هنا
يمكننا أن القول أن معول الأثري ليس للتنقيب عنكنوز مدفونة بين الأنقاض بل
هو وسيلة المعرفة الحقيقية للكشف عن إسهامات الإنسانفي صرح الحضارة
البشرية سواء أكانت من الذهب أو الطين والعظام أو بقايا الإنسان أوالحيوان .


مجمل القول إن التنقيب هو وسيلة علم الآثار الأساسية فيالمعرفة ،وأن ما
تكشف عنه الحفائر هو المادة الخام التي يستمد علماء الأثريين منهاالجديد من
المعلومات في تطور تاريخ البشرية وآدابها وفنونها لذا فإن الهدف
الأساسيلعملية التنقيب هو الكشف عن الغث والثمين ، فالاكتشافات الأثرية
الثمينة مثلمجموعة توت عنخ آمون المحفوظة حالياً في المتحف المصري بالقاهرة
ومدينة بومبييبكامل عمارتها وآثارها وغيرها من المباني الضخمة في مختلف
أنحاء العالم لهامدلولها وقيمتها بقد الجهد الذي بذله الإنسان في تشكيلها
وأن المواد التياستخدمتها ليست سوى درجة من درجات الرقى والرخاء الاجتماعي
والاقتصادي أي إنالآثار نتاج معادلة عناصر المادة والقيمة إذا صح هذا
التعبير.

بالإضافة إلى الجانب الفني للأثر فهو يمثل العقيدة التيآمن بها صاحبها
وتحدد بوضوح علاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها والمكانوالمجتمع بل
الحضارات المجاورة ، وأسوق مثالاً على هذا ما كشفت عنه أعمال
التنقيبالحالية في الواحة البحرية بالصحراء الغربية عن أعداد كبيرة من
المومياوات المموهةبالذهب والمحلاة بصدريات صنعت بدقة بالغة تدل على انتشار
عقيدة الإيمان بالبعث بعدالموت حتى في العصر الروماني واستمرار العقيدة
المصرية والتي اجتذبت إليها الأجانبوالإغريق والرومان ، كما تبين لنا أهمية
المواقع ذاته في العصرين اليونانيوالروماني وازدهاره ، كما أن عملية
انتشال الآثار الغارقة بالميناء الشرقيبالإسكندرية وأبي قير لها مدلولها
الخاص للأثريين في فهم التطورات التي لحقتبطبوغرافية الإسكندرية عبر العصور
كما تميط اللثام عن مدينة كانوب شرقي الإسكندريةوآثارها ومعابدها وفي نفس
الوقت إن النشاط العلمي في كلا من الموقعين له هدف آخرغير الدراسات
الطبوغرافية وهو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الآثار الغارقة وتحديدموقعها بدقة
للإفادة منها سياحياً بعد دراستها رغم تلك العوامل الطبيعية الصعبة.

إذا كان التنقيب هو الوسيلة الأساسية لعلماء الآثار فيمعرفة أخبار الماضي
وفك طلاسمه فإن عملية تسجيل مراحل التنقيب تسجيلاً علمياًدقيقاً هي الأهم
في جوهر عملية التنقيب ذاتها ، فالتنقيب يشمل جمع وفحص ودراسة كلما خلفه
الإنسان وقراءة هذه المخلفات قراءة صحيحة تتيح لنا تفسيرها تفسيراً
علمياًدقيقاً في محاولة للإجابة على التساؤلات التي يضعها المنقب كهدف
لعملية التنقيبوذلك في ضوء ما تسفر عنه عملية التنقيب وواقع الأمر أنه كلما
ازدادت خبرة المنقبكلما كانت تفسيراته أكثر دقة ، ولكن الخبرة ليست العامل
الوحيد المطلوب في المنقببل لابد أن يكون دقيق الملاحظة سريع البديهة له
عقلية تحليلية استنباطية منطقيالتفكير واسع الثقافة والمدارك ملم باللغات
إذا وضعنا في الاعتبار أنه يتعامل معآثار عمرها الزمني قد يتجاوز ألاف
السنوات فهو بمثابة الطبيب الذي يتعامل مع كهلأصابته أمراض الشيخوخة أو مع
مسن يمكن أن يكون مريضاً أو يكون سليماً ، وهو مايعتبر غيبا بالنسبة له لذا
فلزاماً عليه أن يتسلح بالحذر والحيطة والعلم ليتابع كلما يظهر بين الرديم
وخلال الطبقات المختلفة ويسجله تسجيلاً دقيقاً.
عوامل اختفاء الحضارات وكيف تتكون المواقعالآثرية

على
المنقب أن يكون ملماً بطبيعة الأرض التي يعملبها وأن تكون لديه المعلومات
التاريخية عن الموقع ومتفهما للعوامل التي أدت إلىاختفائه واندثاره ، هناك
عوامل طبيعية أخرى بشرية تؤدي إلى اختفاء المبانيوالمواقع وقد يجتمع أكثر
من عامل معاً في اختفاء مدينة بأسرها وقد يختفي الموقعفجأة أو على مراحل
متدرجة وذلك طبقاً للسبب الرئيسي في اختفاء الموقع ويمكن حصرعوامل اختفاء
الحضارات المختلفة في نوعين من العوامل الأول منهما العوامل
الطبيعيةوالثاني العوامل البشرية.

أولاً: العواملالطبيعية: أ – الزلازل والبراكين:

تأتي الزلازل والبراكين على رأس العوامل التي تؤدي إلىاختفاء المدن
والمباني وبالتالي إلى تكون المواقع الأثرية فمن المعروف أن
الزلازلوالبراكين تحدث نتيجة للحركة الظاهرية في القشرة الأرضية، إذ إنه
نتيجة للغليانوالانصهار داخل باطن الأرض تضغط الغازات على القشرة الأرضية
فتنفذ من أضعف أجزاءالقشرة الأرضية فتنتشر الغازات السامة ثم تتطاير الحمم
البركانية وتغطي المواقعالقريبة وأصدق نموذج على هذا عندما ثار بركان
"فيزوف" القائم بالقرب منمدينة نابولي جنوبي إيطاليا عام 79م فغطى مدينتي
بومبيي وهيركولانيوم بالكاملوطمرهما بعد أن أودى بحياة سكانهما بعد أن ظل
يضربهما بوابل من الحمم ثمانية أياممتواصلة ،غطت جميع مبانيهما بالكامل ثم
سالت عليهما سيول من الطفلة البركانيةالممزوجة بالرماد وارتفعت المياه
الجوفية على أرضهما حتى نبت عليهما العشب لتبدوانوكأنهما في الوجود أصلاً.
أما الزلازل فهي أكثر عنفاً ودماراً للمدن إذا كانتقوتها تزيد عن ست درجات
بمقياس ريختر إذ تكون الهزة عنيفة فتتصدع المباني وتتهاوىوغالباً ما تغطي
الأنقاض الأحياء من البشر وتكون نهايتها المحتومة بين الأنقاض ،ولعل ما
شاهده الجيل الحالي من أبناء مصر وتركيا وإيران من التأثير العنيف
للزلزالوما تحدثه من دمار لهو خير برهان على ما يحيق بالمدن من دمار ماحق،
فعندما ضربالزلزال أرض مصر عام 1992متأثر وتصدع وتهاوى العديد من المنازل
وتصدعت الكثير منالمباني خاصة القديم منها وليس أدل على ذلك من أن أكثر
من156 أثراً تأثرت وتصدعتمن جراء هذا الزلزال عندما ضرب الزلزال في تركيا
في نهاية عام 1999م .

ورغم تكنولوجيا الإنقاذ المتقدمة ومساعدات الكثير منالدول إلا أن كثيراً من
المباني لحق بها الدمار ومات الآلاف من البشر ومن هنايمكننا أن نتخيل حجم
الضرر الذي كان يلحقه زلزال قوته ست درجات بمقياس ريختر فيالعصر القديم ،
ويمكننا أن نستدل عليه من خلال التصدعات المؤثرة على مجموعةالمباني
الرومانية والبيزنطية بمنطقة كوم الدكة بالإسكندرية حيث إن
التصدعاتالموجودة بالجدران السميكة في مباني الصهاريج وخزانات المياه
والحمامات والمدرجنفسه توحي بقوة ذلك الزلزال المدمر الذي ضرب الإسكندرية
في عام 535م كما نسمع أنزلزالا آخر ضرب المدينة في القرن الحادي عشر كان له
تأثيره المدمر على فنارالإسكندرية القيمة وأن زلزال القرن الرابع عشر قد
أتى على البقية الباقية منه.

ب - طغيان وانحسارالبحر:

قد تحدث تغيرات ظاهرية في القشرة الأرضية ينتج عنهاانخفاض في مستوى أراضي
السهول الساحلية مما يؤدي إلى طغيان مياه البحر على المبانيالقائمة على
الساحل أو القريبة منه، ويظهر هذا بوضوح في منطقة الميناء
الشرقيبالإسكندرية إذ تختفي تحت مياه البحر جزيرة أنتيرودس ومباني الحي
الملكي وأجزاء منرأس لوخياس وموانئ الإسكندرية القديمة التي أسسها الفراعنة
عند جزيرة فاروس كمااختلفت جزيرة الماس التي كانت قائمة عند مدخل الميناء
الشرقي والتي تحدث عنهاسترابون ، كما تختفي معابد ومباني مدينة كانوب تحت
مياه خليج أبي قير.

وقد يحدث أن يثور البحر ويهيج وترتفع أمواجه وتشتد بفعلالأعاصير أو
البراكين أو الزلازل ويرتفع منسوب مياه البحر فيغطي الجزر وبعضالسواحل بما
عليها من مباني وفي ثورته غالباً ما يبتلع السفن بحمولتها ومثال ذلكما حدث
لجزيزة "ثيرا" اليونانية ومدينة أغادير المغربية وعندما ابتلعالبحر تمثال
زيوس الذي كان واقفاً عند مدخل جزيرة رودس إن التغيرات التي تحدثبالبحار من
الممكن أن تحدث أيضاً في البحيرات فقد يرتفع منسوب مياه البحيرة عامابعد
عام فيغطي الأجزاء القريبة منها أو الأرصفة التي بنيت عليها مثال ذلك ما
حدثفي بحيرة مريوط ثم مع انخفاض منسوبها ظهرت ألسنة ممتدة في البحيرة في
منطقة كومالطوال التي تقع بها مدينة ماريا التي كشف عنها غربي الإسكندرية
وترجع للعصرالبيزنطي.

ج - فيضان الأنهاروتغير مجراها:

لما كانت المياه مصدر الحياة الدائم لذا أقيمت المدن علىضفاف الأنهار أو
بالقرب منها مما كان له من السلبيات أيضاً عليها فإذا ما فاضالنهر غمرت
مياهه الأراضي القريبة منه ومبانيها مثلما كان يحدث عندما كان نهرالنيل
يفيض في فصل الصيف وتغمر مياهه المدن الواقعة على ضفته الشرقية قبل
بناءالسد العالي فكانت المعابد تغطيها المياه وعند انحساره يتم تطهيره ذلك
لأن المعابدكانت تبنى من الحجر القوي الذي يتيح له مقاومة عوادي النهر ،
مثال ذلك ما كانتتتعرض له معابد فيلة قبل نقلها وبناء السد العالي، وهناك
العديد من النصوصالهيروغليفية التي يذكر فيها الملك أنه أسهم في تطهير بيت
الإله عقب الفيضان.

كما يحدث أن يتغير مجرى النهر أو أن يجف النهر فيهجرالسكان مدنهم ليسودها
الخراب بعد الرواج ، مثال ذلك ما حدث لمدينة أور العراقيةعندما أخذ النهر
يرسب طبقات من الطمي تدريجياً وابتعد مساره عنها ففقدت المدينةأهميتها التي
استمدتها من موقعها ، كما تؤكد الدراسات الجغرافية أن نهر النيل كانيمر في
الصحراء الغربية ثم تغير مساره إلى المسار الحالي مما يعني أن كل
مظاهرالحياة انتقلت إلى الوادي الحالي.

د - العواصف والأعاصيروالرياح:

في المناطق الصحراوية والمناطق الجافة تهب رياح موسميةجافة محملة بالرمال
مثل رياح الخماسين التي تهب على مصر ورياح الطوز التي تهب علىالكويت ورياح
الهبوب التي تهب على السودان ، وتحمل هذه الرمال لترسبها على الجدرانعند
اصطدامها بها أو عندما تضعف قوتها ولك أن تتخيل ما يمكن أن تؤدي إليه
العواصفالرملية إذا علمت أن تمثال أبي الهول الشهير كان مختفياً بكامله تحت
الرمال فيالقرن الخامس ق.م ما إن الطريق الواصل بين معبدي الأقصر والكرنك
والتي تزينهتماثيل أبي الهول كان أيضاً مختفياً أيضاً تحت الرمال وأن الجيش
الذي أرسله قمبيزالفارسي لتدمير معابد آمون بالصحراء الغربية دمرته عاصفة
رملية بكامل قوته وعتادهولا زال دفيناً إلى اليوم بين الرمال في انتظار
الكشف عنه.

هـ - الأوبئة والمجاعات:

إن ما يحدث عقب مواسم الجفاف المتتالية يؤدي إلى انتشارالمجاعات وتفشي
الأمراض والأوبئة، كما تسبب العوامل الطبيعية التي سبق ذكرهاانتشار الأمراض
والمجاعات خاصة إذا ما اشتعلت المخازن أو دمرت المواني وانقطع وصولالعون
"الإمداد" فيكون على السكان هجر مدنهم بحثاً عن العيش ووسائلالحياة إذا ما
انتشر وباء وتفشت مجاعة فإن الحياة تنقضي ليحل الموت محلها وسرعانما يؤدي
الزمن فعلته بعواديه فيصيب الإهمال المباني وتتصدع وتتهاوى وتتعرض
لعواملالطبيعة المختلفة فتتوارى تحت الترسيبات الرملية أو تتساقط عليها
الأمطار فتتماسكالتربة فوقها وهنا إن كان هناك بذور بين الرديم سرعان ما
تنمو النباتات والحشائشوتتوارى للأبد حتى يتم الكشف عنها.

ثانياً : العواملالبشرية :

تكون العوامل الطبيعية سبباً مباشراً في اختفاء المواقعوالمباني وتكون
المواقع الأثرية حينما تجبر السكان على هجر مدنهم وقد يكون العملالاقتصادي
وتدهور الأحوال الاقتصادية سبباً في أفول نجم مدينة وأحياناً اندثارها
،مثال ذلك ما حدث لمدينة الإسكندرية في عهد السلطان يوسف صلاح الدين عندما
خشىوزيره قراجا من التهديد العثماني بغزو الإسكندرية بحريا فجمع كل الأعمدة
الضخمة منمنطقة عمود السواري وألقى بها في الميناء الشرقية المنفذ البحري
الوحيد للمدينةمنذ تأسيسها فخرب الميناء وبار الاقتصاد وتدهورت أحوال الناس
وضاق بهم العيشفهجروها إلى رشيد التي شهدت طفرة اقتصادية إلى أن جاء محمد
علي باشا وأعاد تخطيطالإسكندرية ووفر لها الميناء الغربي فعادت إليها
الحياة مرة أخرى.

1 – الحروب :

يعرف العسكريون جيداً أن الحرب تعني الدمار ومن هنا كانتالحروب من العوامل
المؤثرة في اختفاء المدن والمواقع التس تشهد حروباً ويحيق بهاالدمار ،ومثال
ما حدث لمدينة طروادة عندما أشعل الهلينيون فيها النيران فهربسكانها
باحثين عن مأوى لهم أو مثلما فعل الرومان في مدينة قرطاجنة التونسية
حينمادمروها وأتوا على الأخضر واليابس ونكلوا بأهلها وسبوا نساءهم وقتلوا
رجالها وقديحاول الآهلون حماية كنوزهم وثرواتهم من النهب أثناء الحروب
فكانوا يتعمدونإخفاءها بدفنها في المناطق المقدسة بمدينتهم مثلما فعل
الأثينيون بتماثيل آلهتهمودفنوا في أكروبول أثينا عندما غزا الفرس أراضيهم
في بدايات القرن الخامس وظلالكثير منها دفيناً حتى العثور عليها في مكانها
حديثاً .

2 - السكنى والتطور العمراني:

مثلما كانت الحروب والدمار سببا في اختفاء المدنوالمواقع الأثرية كان
النشاك العمراني والسكاني المستمر سبباً في اختفاء المبانيالقديمة ، فعلى
سبيل المثال ما حدث عند تخطيط الإسكندرية الحديثة في عهد محمد عليباشا
فأعاد استخدام الأحجار الموجودة في المباني القديمة الأثرية منها والتي
سبقتهكما أنه عند حفر ترعة المحمودية نقل الرديم الناتج عن الحفر إلى عدة
مواقع نتجعنها تلال داخل المدينة مثل تل كوم الدكة وتل كوم وعله وانتفى ما
تحتهما من آثاركما أن إعادة استخدام المواد المختلفة من المباني القديمة
التي تصدعت مثل الأعمدةالرخامية والطوب الآجر والحجر الجيري توفيراً
للنفقات وتكاليف المباني من العواملالتي اسهمت في اختفاء مباني من الوجود
وإن بقيت أساسياتها .

وقد يكون عدم وفرة الأراضي داخل المدينة إذا تعذرامتدادها العمراني الطبيعي
سبباً آخر في البناء فوق المباني الأقدم ، مثال ذلكمدينة الإسكندرية التي
كانت تنحصر بين البحر شمالا وبحيرة مريوط جنوباً ،والجبانتين شرقا وغربا
فكان لزاما أن تظل البقعة المسكونة ثابتة ، فإذا ما فكر أحدفي بناء منزل
فوق بقايا المنزل القديم كان يعمل على تسوية ما بقي من المبني القديموحجرات
الطابق السفلى وترميمها لإقامة المبنى الجديد مثال ذلك مجموعة
المنازلالسكنية الموجودة في كوم الدكة بالإسكندرية من العصر البيزنطي والتي
تقوم علىأنقاض المنازل الرومانية والتي كشفت البعثة البولندية عن أرضياتها
المكسوة بالفسيفساءكما أن مداخل الورش الصناعية التي كانت تطل على شارع R4
تم تعليتها ثلاث مرات آخرها في العصرالبيزنطي .

ولما كانت المناطق المقدسة تتوسط مراكز المدن وتظلمستخدمة على مدى العصور
فإذا ما تهدم معبد أعيد بناء معبد مكانه بنفس الموادتقريباً إذا تيسر ذلك
مثال ذلك معبد البارثنون ومعابد قوريني في لبدة بليبياوغيرها.
التربة والطبقات الأثرية يعرفهذا النوع من الدراسة اصطلاحاً بعلم دراسة الطبقاتStratigraphy
، ولكي ندرك مغزى هذه الدراسة يجب أن نتفهم كيفتتكون الطبقات الأثرية
والفارق بينها وبين الطبقات الجيولوجية وذلك للتمييز بينالطبقات المختلفة. طبقات التربة :

إن مجموعة العوامل الطبيعية والبشرية التي جاء ذكرها فيالفصل السابق هي
التي تكون الطبقات في المواقع الأثرية وفحص ومراقبة هذه الطبقاتبدقة وعناية
شرط أساسي لنجاح عملية التنقيب إذ أنها عملية تقوم على الهدم وتغيرالواقع
من هنا يجب على المنقب متابعة التغيير الذي يحدث أثناء الحفر وتغير شكل
خطالطبقة وجمع كافة اللقى والمخلفات التي يصادفها لأنها بمثابة السجل
التاريخي لهذهالطبقة أو تلك ، وبهذا يمكن للمنقب أن يحدد بشكل دقيق المظاهر
المختلفة لكل حضارةأو العصور التي تنتمي إليها الطبقات خاصة إذا ما أدرك
الأسباب الحقيقية وراء تكونهذه الطبقات خاصة إذا كانت هناك خلفية تاريخية
أو حدث معين تسبب في تكوينها.

إن مجموعة الأسباب الطبيعية والبشرية التي تؤدي لاختفاءالمدن والمباني هي
ذاتها أسباب تكون الطبقات إذ إنه عقب هجر السكان للمكان تطولهعوادي الزمن
فتترسب الرمال والأتربة التي تحملها الرياح أو يطوله فيضان ويرسب عليهطبقات
من الطمي أو ربما يصبح ملازاً للحيوانات والوحوش أو مرمى للمخلفات
فتتكونالطبقات وإذا ما هبط المطر وداسته الأقدام تماسكت الطبقات أو غير ذلك
من الأسبابالتي ورد ذكرها.

إن أهمية دراسة الطبقات في مناطق الحفائر والتنقيب تنبعمن الأهمية
التاريخية للموقع وتعتبر الوسيلة الأساسية في تأريخ المكتشفات على وجهالدقة
إن أمكن ، أو التقريب وتحديد العلاقة بين الحضارات البشرية بشكل
دقيقلمتابعة تطورها بشكل دقيق لذا فمن الواجب على المنقب تسجيل هذه الطبقات
تسجيلاًدقيقاً لأنها تعتبر مقدمات ومعطيات تؤدي إلى النتائج. ما من شك في
أن الموادالمؤرخة في الطبقات تعتبر سجلاً موثقاً لتتبع الطبقات وأن الدراسة
المتأنية لهذهالمواد تؤكد أن تراكم الطبقات رأسيا يجعل الأقدم أسفل الأحدث
أي إن أحدث الطبقاتلا تكون مستوية ولا متساوية بل قد تتعرض الطبقات لعوامل
طبيعية مثل جرف الأمطارلها من مكان وترسيبها في مكان آخر أو تمتد إليها يد
الناس ليحفروا فيها لدفن شيئاأو تثبيت شيئا وربما لتمهيد طريق أو لخفض
مستواها لأهداف معمارية لذا على المنقبأن يتابع بدقة خصائص ومخلفات كل طبقة
ومتابعة التغيرات الظاهرية التي تطرأ عليهاأثناء الحفر.

إن هذه العوامل تجعل من العسير وضع قانون ثابت للطبقاتفهي متغيرة من مكان
لآخر طبقاً للتطورات والأحداث التي شهدتها فمثلا إن المبانيالبطلمية في
مدينة الإسكندرية تقع على عمق يزيد على ثلاثة عشر متراً بينما وفيأوروبا
مستوى الأرضيات الرومانية على عمق عشرين قدما من مستوى الشوارع في لندنوبين
الطبقات الحديثة والمباني القديمة طبقات لعصور لاحقة. التمييز بين
الطبقاتليس المهمة الوحيدة للمتقب
إن
تفسيره لها يأتي على نفس القدر من الأهمية في ضوءقراءته الدقيقة لها إذ لا
بد من وضع تساؤلات تهدف للتفسير الصحيح من خلال الإجابةعليها مثل العمر
الزمني للطبقة وكيفية تراكمها خاصة إذا ما كانت هناك عوامل بشريةواضحة مثل
نقل الرديم من مكان لآخر.
قراءة
الطبقات تستلزم عمل قطاع لها في جوانب المربع الذيتجري به الحفائر لتوضيح
الفارق بين العوامل المختلفة في تكوين الطبقات لتيسيرالأمر يمكننا القول
بأن الطبقات لا تلتحم عند أطرافها إلا إذا كانت المسببات منالعوامل البشرية
وهنا يمكننا التمييز بين الطبقات الطبيعية في الموقع وغيرها. ومناللازم أن
يتنبه المنقب للفارق بين البقع الطبقية Loci التي تصادف والطبقات Strata إن
البقعالتي تعترض طريق المنقب قد تكون ناتجة عن رماد حريق أو تحلل مواد
عضوية ولكنهاتكون محدودة في المساحة والعمق أما إذا استمر لون البقعة
لمساحة واسعة لتشمل أوتنتشر في عدد من الحجرات مثلا فهي تصبح طبقة Strata، لذا فمن الأصوب للمنقب ألا يستخدم لفظ طبقة إلا بعد انتهاء عمليةالتنقيب وتحديد الطبقات والبقع الطبقية بدقة شديدة.

على المنقب أن يدرك جيداً العصور التي مر بها المبنى أوالموقع من خلال مواد
وطرق البناء ومن الطبقات التي يتكون منها مع الوضع فيالاعتبار المؤثرات
والعوامل الطبيعية التي قد تكون غيرت منها أو من ترتيبهاوتكوينها وألا نهمل
المخلفات واللقى التي تضمنها طل طبقة لأنها وسيلتنا في التأريخوتقدير
العمر الزمني للطبقة والمبنى والموقع والمراحل الحضارية التي مر بها.



يتبع



منقول للأمـــــــــــــــــــانة


عدل سابقا من قبل ابو سيرين في الأحد 19 ديسمبر 2010 - 12:20 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الله
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
أبو عبد الله


تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 58

التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني   التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Emptyالأحد 19 ديسمبر 2010 - 12:15

أنواع طبقات التربة : <b>تتباين
تركيبات ومكونات الطبقات حسب الموقع ونوعالترسيبات ويمكننا أن نفرق بين
الأنواع المختلفة للمواد المكونة لهذه الطبقاتبالعين المجردة من خلال اللون
والملمس والشكل وأهم أنواع هذه الطبقات
:

1 - التربة والطبقات الرملية:

لما كانت الرمال التي تتقاذفها الرياح أحد أهم العواملفي تكوين الطبقات كما
سبق وبينت فهي تعتبر من أكثر أنواع التربة شيوعاً خاصة فيالمناطق
الصحراوية أو القريبة منها، ويعتبر الحفر في هذا النوع من التربة من
أصعبالتقنيات وذلك لعدم تماسك التربة وسهولة انهيارها الدائم مما يحتم
استخدام ألواحخشبية لتدعيم جوانب المجس أثناء الحفر وإذا ما تعذر ذلك فلابد
من أن تكون الجوانبمائلة نحو الداخل بزاوية مقدارها 45درجة وعدم حفر مجسات
أو خنادق عميقة.


المعروف أن الرمال عنصر نشيط التفاعل مع المواد العضويةخاصة في المناطق
الساحلية أو القريبة منها إذ غالباً ما تتآكل هذه المواد وتصبحمجرد عروق
رملية بلون مخالف للون الرمال لذا فإن انسب طريقة للتنقيب في
التربيةالرملية هي رفع الرمال أفقيا حتى يتسنى لنا تحديد موقع المخلفات.
2 - التربة والطبقات الطينية:

لما كانت الحضارات تقوم على ضفاف الأنهار وفي وديانهافإن المباني والمواقع
الأثرية غالباً ما توجد في التربة الغرينية وتعتبر الحفائرفي هذه التربة من
أصعب أنواع الحفائر خاصة تلك التي تضم مباني مكن الطوب الني الذيغالبا ما
تتحلل حوافه بفعل عوامل التعرية من مطر وحرارة خاصة في دلتا مصر ، لذافإن
العمل في هذه التربة يتطلب وقتا مناسبا من العام وأنسب الأوقات هو فصلي
الربيعوالخريف ولا يصلح الشتاء أبدا للحفر كما يستلزم الحفر بدء العمل
مبكراً عقب الفجرمباشرة حيث إن ابتلال الأرض بالندى يحدث تباين بين الطوب
اللبن والرديم هنا يمكنناأن نحدد امتداد الجدران من على سطح التربة قبل أن
يجف الندى ويفضل أن يرش الموقعبقطرات المياه من حين لآخر أثناء العمل حتى
لا ندمر المباني اللبنية وقد انتهجناهذا الأسلوب في حفائر الطلية بتل
الفراعين "بوتو".


3 - الطبقات الجيرية :

يمكن تمييز التربة الجيرية من مكوناتها التي تشبهالطباشير في مكوناتها غير
أنها غالباً ما توجد مختلطة بالرمال ذلك لأن الحجر الجيرييتكون من الرحل
والجير بنسبة 2/1وبخار ماء فإذا ما تبخر الماء يبقى الجير والرملبنفس
نسبتهما في الطبيعة والجير إذا ما وجد بالقرب من السطح ولم يكن هشاً خاصة
إذالم يكن مخلوطاً بالرمال أما إذا كان مخلوطاً بالرمال ووصلت الرطوبة
فيبدو وكأنهأحجار من أو أرضيات مما يحير المنقب لذا عليه أن يحتاط ويتابع
عمله بانتزام ختىيتسنى له قراءة هذه الطبقة القراءة الصحيحة ويتخذ قراراً
بشأنها خاصة وأنها قدتظهر أكثر من مرة في المجس الواحد.

4 -الطبقات والتربة الحصوية:

تظهر هذه الطبقات عقب بدء التنقيب وهي سهلة التمييزلأنها تتكون من الحصى
والزلط وتوجد على هيئة شريط متجانس قد تخللها بعض الحفر منفعل الإنسان أو
نتيجة لتحلل الجيوب تسمح بنمو الحشائش والنباتات فتظهر كاملة فيالصور
الجوية.

5 - التربة والطبقات الطباشيرية:

هناك نوعان من التربة الطباشيرية الأول ما يعرف بالتربةالطبيعية وأهم ما
مميزاتها أنها توجد مشققة بفوالق على شكل خطوط والثاني التربةالطباشيرية
الصناعية وهي تلك التي يستخدم فيها مسحوق الطباشير النقي مخلوط
بالماءوتستخدم في أرضيات المباني. الطباشير الذي يتخلل الرديم غالباً ما
يكون هشاً لذايجب التعامل معه بدقة والتأكد من كونه طبقة أرضية أم مخلفات
تخلل الردم وهو منالمواد القلوية التي تحافظ على الكالسيوم مثل العظام
والأصداف ويحافظ على المعادنوالكهرمان الأسود.

آليات عملية التنقيب:تقومعملية
التنقيب على جانب علمي وآخر مادي وقوام الجانبين هو العنصر البشري
مهماتطورت الوسائل التقنية في تحديد المواقع الأثرية وتسجيلها ، لذا فإن
المنقب عنالآثار يجب أن يكون على دراية جيدة بمهمته مسلحا بالعلم والخبرة
والثقافة ليستطيعأن يتحمل أعباء العمل الذي لا يقبل الخطأ
.

يجب ألا يسمح بالتنقيب إلا لمن كانت له الخبرة السابقةفي أعمال الحفائر
كعضو ضمن البعثات بما يضمن اكتسابه للخبرة والارتقاء بمهارتهالعلمية وفي
واقع إن هذا الحديث لا ينطبق على المنقب دارس الآثار فقط بل يمتدليشمل كل
أعضاء الفريق الأثري من عمال وفنييين ومرممين وأثريين وإداريين .

فالعمل الناجح يستلزم فريق متكامل مدرب تدريبا جيداغالبا ما ينظم القانون
شروط الحصول على تصاريح بالتنقيب لما لهذه العملية من أهميةفي الكشف عن
التراث القومي وإضافة الجديد دائما للثقافة والمعرفة عن الحضاراتالبشرية
على مر العصور .


لذا جاءت القوانين في كل دول العالم التي قامت بهاحضارات قديمة لتضع الإطار
القويم لتنظيم تلك العملية والسماح فقط للعلماءالمتخصصين بالقيام بعمليات
التنقيب ذوي السمعة الطيبة والثقافة الواسعة وأصحابالتاريخ العلمي .

ولما كانت عملية التنقيب لا تقتصر على العمل الميدانيفقط بل تمتد للعمل
المكتبي والمعملي والتعامل مع العمال والفنيين لذا هناك سماتمحددة يجب أن
تتحلى بها شخصية المنقب ألا وهي أن يكون من الأشخاص الأذكياءاجتماعيا له من
الجاذبية والقبول ما يجعله يكتسب ثقة ومحبة الآخرين يعرف فكيفيخاطب الناس
على قدر عقولهم بشوشا وحازما وأن يكون أمينا ومثقفا وواعيا ومدركالطبيعة
عمله التي لا تنتهي بانتهاء عملية التنقيب بل هي في الواقع تبدأ عقب
انتهاءموسم الحفائر فدراسة نتائجه وتحليلها ونشرها وإعداد التقارير هي
امتداد لطبيعةعمله لذا يجب أن يكون دؤوبا له عقلية تحليلية والأهم من هذا
كله ألا يكون متعصبالتخصصه فيهمل التخصصات الأخرى فمن غير المعقول أن يقوم
عالم الآثار مصرية بالتنقيبفي موقع فرعوني فيدمر الطبقات والآثار الإسلامية
والرومانية واليونانية التيتقابله في الطبقات الأعلى فهذا يعتبر تدميرا
للتاريخ .


إن العمل المتميز الذي يؤديه المنقب يتطلب مرونة وسعةأفق وتفكير بناء ودقة
متناهية وقوة ملاحظة وسرعة بديهة مع الإدراك والوعي الكاملانواليقظة التامة
أثناء والمتابعة الدقيقة للعمل مع التفكير الورى في حل المشكلاتالتي تواجه
سير العمل واستمراره ، كما يتطلب العمل الحياد العلمي والتسجيل
الفوريلمراحل العمل والاكتشافات مع الحرص الشديد على نظافة الموقع والنظام
في العمل أساسنجاحه كما يجب أن يتسم بروح القيادة والشخصية القيادية وحسن
التصرف وهي من سماتالإداري الناجح .

وواقع الأمر أن يقول إن علم الآثار لايدرس تاريخ الفنفقط بل يدرس النشاط
الإنساني بصفة عامة لذا كانت ثقافة المنقب الأثري لابد أن تشملجوانب
المعرفة المختلفة خاصة في علوم التاريخ والجغرافيا
والأنثروبولوجياوالجيولوجيا والإثنولوجي (علم دراسة الأديان ) وجانبا من
الفكر والفلسفة القديمةبل ولابد أن يكون ملما باللغات وبفروع علم الآثار
المختلفة فإذا كان متخصصا فيالمصريات يجب أن يعرف عن الشرق الأدنى وعلم
الآثار الكلاسيكي خاصة تلك الحضاراتالتي أثرت وتأثرت بصر والعكس أيضا صحيح
هذا فضلا عن أن يكون ملما بعلم التشريحالإنساني وأنواع التربة ومميزاتها
وخصائصها ومعرفته بأنواع النباتات ومناطق ومواسمنموها ولابد من إلمامه
باللغات القديمة.

كما إن الثقافة الحرفية والصناعات اليدوية والتقنياتالقديمة والأعراف
والتقاليد الاجتماعية لابد أن تكون من بين اهتمامات المنقب لأنهذه الثقافات
تتيح له فهم وتفسير المكتشفات المختلفة مهما كانت بدائية أي
الذكاءوالمعرفة الواسعة أحد أهم السمات التي يجب أن يتحلى المنقب .


كما إن سعة الأفق والتصور المتوقع لطبيعة المبنى الذيينقب عنه وصدق الحس من
الصفات التي يجب أن يتحلى بها المنقب كأن يتوقع مكان مدخلالمبنى أو
امتداده واتجاهه إلى جانب ذلك تلك السمات هناك مهارات خاصة لابد أنيتعلمها
الأثري وهي في الواقع تتعلق بعلوم أخرى مثل التصوير الفوتوغرافي
واستخدامكاميرات الفيديو والحاسب الآلي وعلى دراية بالبرامج التي تخدم
مجالات عمله ، كمايجب أن يعرف قراءة الخرائط بأنواعها والمخططات المعمارية ،
وأن يكون ملما بأساسياتعلوم الترميم المعمارية والدقيقة.

أما أهم المهارات فهي الدراية الفائقة لكيفية استخدامأدوات وأجهزة التنقيب
بالأسلوب الأمثل حتى يستطيع أن يدرب العمال أو يصحح أخطائهم، ويجب ألا
تفارقه أدواته الشخصية التي تتيح له متابعة العمل ويأتي على رأس تلكالأدوات
مثل فرشاة صغيرة ومسطرين وكراسة اليومية أو مفكرة وقلم رصاص إلى
جانباللياقة الذهنية يجب يكون المنقب لائقا بدنيا وصحيا للقيام بمهمته
مستعدا للممارسةاليدوية في أي لحظة يرتدي الملابس المناسبة للعمل ولا
يتوانى عن الاعمال التيتمكنه من الجلوس على الأرض أو دخول دهليز ضيق أو
استكشاف نفق ضيق أو يجثو بركبتيهليتابع عمله خاصة إذا كانت بعض الاكتشافات
تطلب مهارة خاصة لرفعها كأن يكون هناكتمثال مهشم أو عظاما هشة أو غير ذلك.

مرحلةالإعداد للحفائر :

تقوم عملية التنقيب على ركنين أساسيين : الركن الأول -بشري ويتضمن جميع
أعضاء بعثة التنقيب من أثريين وفنيين ومرممين ومهندس ومشغلو حاسبآلي
ومصورين ورسامين وإداريين وعمال وسيأتي التعريف بهم لاحقا .
والركن الثانى - مادي ويعني تغطية التكاليف المادية منأجور وأجهزة وأدوات
وآلات لكل العناصر البشرية فضلا عن أماكن إقامتهم ووسائلإعاشتهم أما
الإعداد للحفائر فيبدأ قبل بدء الحفائر بوقت كاف للحصول على
التصاريحاللازمة لإجراء الحفائر وطبقا لقانون حماية الآثار في مصر يتطلب
الحصول على تصريحللحفر والتنقيب أن تقوم به جهة علمية معروفة تتقدم للجنة
الدائمة بالمجلس الأعلىللآثار بطلب مصحوبا بخريطة موقعا عليها الموقع
المراد الحفر فيه وتشكيل الأعضاءموضحا تخصص كل منهم ويمكن للأجانب الحصول
على التراخيص إذا قدموا سيرة كل أعضاءالبعثة العلمية الذاتية بالإضافة إلى
تصاريح الأمن .


كما يبدأ الإعداد العلمي قبل الشروع في إجراء الحفائروذلك بتجميع كافة
المعلومات عن الموقع المزمع الحفر فيه ومعاينة الموقع علىالطبيعة ويفضل
الحصول على صور جوية أو صور أقمار صناعية للموقع فضلا عن دراسةتاريخ البلد
ولغة أهله – خاصة إذا كانت لغة أجنبية – كما يدرس جغرافية المكان
وكلالتقارير السابقة إذا كان قد سبق العمل فيه في هذا الموقع من قبل وقد
يقوم بهذهالمرحلة كافة أعضاء الفريق الذي يشارك في الحفائر أو يقوم رئيس
البعثة منفردا ولكنالأفضل أن يشارك فيه أعضاء الفريق كل في تخصصه الدقيق

تشكيل بعثة التنقيب الأمثل
1- رئيس البعثة :

يبدأ عمل رئيس البعثة قبل بدء الحفائر كما سبق وأشرت ،وواقع الأمر إن مهمة
رئيس البعثة تبدأ من مرحلة الإعداد وتنهي بالنشر العلمي لنتائجهبل ومتابعة
الدراسات التالية له . وهو الشخص الوحيد الذي تقع عليه مسؤولية الفشلأو
ينسب إليه النجاح ، فهو غالبا الذي يقترح موقع الحفائر ويعد لعملية علميا ،
ثمينقي أعضاء البعثة ويناقش معهم الهدف من الحفائر ، وهو بلا شك لابد من
توافر كافةالسمات الشخصية للمنقب الأمثل فيه والتي تحدثت عنها سابقا . ويجب
على رئيس البعثةالتواجد المستمر في الموقع ومتابعة أعمال التنقيب وتسجيلها
بدقة ، وإن كان هناك منأعضاء فريقه من يقوم بها فلابد أن يتأكد دائما من
سلامة هذه العملية ويصحح الأخطاءأولاً بأول وعليه متابعة أعمال كافة
معاونيه من رسامين ومصورين ومساحين بل ويتأكدمن العينات التي تجمع من
الموقع من اللقى الأثرية المختلفة وأهميتها التاريخيةوالتأريخية للطبقات .
ولعل أهم المسؤوليات التي تقع على عاتقه هي اختيار معاونيهالذين يتوسم فيهم
عناصر إنجاح للعمل ، ويتسمون بصفات شخصية تؤهلهم ليكونوا مكلينلعمله .

كما إن مهمة اختيار العمال المهرة و الحفارون تقع علىعاتقه ، ومن هناك يجب
تكون لديه الفراسة في اختيار العمال رغم أن هناك بعض القرىتخصصت في العمال
المهرة مثل فقط والفيوم ، إلا إنه يجب أن يتخير الأمين منهم وهوالأمر الذي
يحتاج إلى فراسة . كما يجب أن تكون له شخصية قيادية تجمع بين الحزموالمرونة
يعرف كيف يدير العمل بدون مشاكل .

2 - نائب رئيس البعثة :

إن نائب رئيس البعثة يضطلع بالمهام الإدارية من تحديدفئات الأجور ويوميات
العمال وتكاليف الإعاشة وكل ما يتعلق بإقامة أفراد البعثة ،كما إن من مهامه
الإشراف على المعامل والمسكن أو المخيم الخاص بأعضاء البعثةوصيانة وأعداد
الآلات والأدوات والأجهزة والتأكد من صلاحيتها حتى لا يتعطل العمل.كما إنه
ولابد من أن يجهز أدوية إسعاف أولية للكسور والحروق والجروح ، ويحدد
أقربمستشفى تحسبا للطواريء كما يجب أن يجهز سيارة ممونة بالموقع وياحبذا إن
تيسر وجودهاتف نقال (Mobil محمول) لسهولة الاتصال بأقرب مستشفى متى توافرت
هذه الخدمة .

3 - الأثريون المتخصصون :

يفضل أن تضم البعثات الكبيرة أساتذة متخصصون في مجالاتعلم الآثار المختلفة ،
كأن يكون بينهم عالم اللغات القديمة والمتخصص في النحت وآخرفي العمارة
وهكذا في باقي التخصصات وإن لم يتيسر يفضل أن تضم فريقا من التخصصاتالعامة
بحيث يكون بينهم متخصصا في علم الآثار الكلاسيكية وآخر في علم
الآثارالإسلامية وذلك إذا كان الموقع متعدد العصور والطبقات .

4 - الأثريون المساعدون :

يقوم هؤلاء المساعدون بمتابعة أعمال التنقيب بتفصيلاتهاالدقيقة وحركة كل
معول بحيث يخصص مساعد لكل مجلس يجري الحفر فيه تكون مهمتهالأساسية تسجيل كل
صغيرة وكبيرة في الموقع ومتابعة التغير في لون الطبقات ، وجمعالعينات
الخاصة بكل طبقة في دلو خاص يدون عليه الطبقة ورقم المربع والتاريخ
وكافةالبيانات اللازمة للتسجيل مع عمل الرسومات الكروكية التوضيحية في دفتر
اليوميةورسم قطاعات الطبقات في المجلس من جوانبه الأربعة وتسند إليه
مسؤولية العمالالمشاركون في الحفر دون تغيير في المجموعات كلما أمكن ليتآلف
معهم ويتفهم قدرات كلمنهم فيستطيع أن يتخير العمل الذي يناسب قدرات كل فرد
في مجموعته.

يستحسن أن يقوم بهذا العمل شخص مدرب تدريبا جيدا ويرافقهآخر ليعده ويكسبه
الخبرة فيكون هناك صف ثان لمتابعة العمل باستمرار ويفضل أن يكونمن الطلاب
الدارسين للآثار ليعد إعدادا سليما . المهمة الثانية للأثريين المساعدينهي
التسجيل الأثري في سجل الحفائر وإعداد الكروت الخاصة بكل قطعة وإرسال ما
يحتاجمنها للعمل للترميم ، ويقوم بكتابة رقم التسجيل على القطعة الأثرية
بحبر خاص بنفسالرقم الذي سجلت فيه في السجل وغالبا ما يكون العمل هنا كثيرا
فيجب توفير معاونينللمسجل تكون مهمته فرز وتصنيف الفخار الناتج من الموقع
وغسل ما يمكن أن يغسل منه .

5 - الرسامون :

يجب أن تضم البعثة أكثر من رسام نظرا لأن عملية التسجيلوالنشر تقوم على
الرسومات بكافة أحجامها ، ويفضل أن يكون من بين خريجي الفنونالجميلة ودارسي
التاريخ الفن لأنهم يتمتعون بالحس المرهف والرؤية الفنية التيتمكنه من عرض
الأثر بأنسب جانب له بما يعين على النشر العلمي الجذاب ولما كان منالمتوقع
غالبا ظهور نقوش وكتابات ونحت غائر أو بارز أو رسومات على الفخار
والجدرانلذا فإن وجود الرسامين من ضروريات إنجاح العمل . لذا فدور الرسام
يكون نسخالرسومات المصورة على الفخار أو العملة أو الجدران ونسخ النقوش
والمنحوتات بمقياسرسم مناسب حسب حجم كل قطعة . ويجب أن يراعي الإخراج الفني
لكل لوحة من حيث الرسموالإطار الخارجي والكتابة والبيانات المدونة عليها .

6 - المصور :

نظرا لأهمية الكاميرا في التسجيل الأثري إذ تعتبرالذاكرة الحية لكافة مراحل
العمل ، فإن وجود المصور في ضمن أعضاء البعثة أمر حتميويفضل المصور
المحترف الذي يستطيع دراسة الضوء في الموقع لاختيار التوقيت المناسبللتصوير
في ضوء التوجيهات التي يصدرها رئيس البغثة بشأن الموضوعات المراد تصويرها،
وجب أن المصور ملما بتاريخ الفن ويفضل أيضا خريجي الفنون الجميلة إن تيسر
ذلكويحسن أن يكون على دراية بالتقنيات الحديثة والتصوير بكاميرات الفيديو
والكاميراتالفوتوغرافية الرقمية وكاميرات التصوير على الأقراص الصلبة ويحسن
أن تكون له درايةبالحاسب اللآلي ونحويل الصور من الفيديو لإلى الحاسب
وتثبيتها للإفادة منها عندالضرورة .

7 - المساح المعماري :

مهمته الأساسية أعمال المسح الكنتوري والمعماري وتخطيطموقع الحفر وتحديد
الاتجاهات الأصلية واستخدام متميز للأجهزة المساحية في تحديدالمستويات
وتحديد مستوى سطح البحر وارتفاع النقطة المحددة التي تستخدم في تحديدأعماق
اللقى الأثرية ومواضع العثور عليها . كما إن من مهامه أيضا إعداد الرسومات
المعماريةلتسجيل المباني المكتشفة وعمل قطاعات لها وفي نفس الوقت يقوم برسم
قطاعات الطبقاتوتحيد مقاساتها وارتفاعاتها ومنسوبها للمساهمة في دقة
المقاسات لتكون الدراساتالأثرية أكثر دقة .

8 - المرممون :

يجب أن تجهز البعثة بمعمل صغير أو تخصص حجرة أو خيمةكمعمل للترميم السريع
خاصة إذا ظهرت لقية تحتاج للترميم السريع قبل أن تتفتت ،كماويفضل أن يزود
المعمل بجهاز تنظيف العملة لأهميتها القصوى في التاريخ ، والمرمم لهدور آخر
أكثر أهمية أثناء استخراج أثر من الموقع إذ إن درايته بالمواد
وطبيعتهاوحالة الأثر ومايحتاجه من حرارة أو رطوبة أو غيرها من الظروف
ليتكيف مع البيئةالجديدة تجعل وجود مرمم في الموقع أمر حيوي .يعرف هؤلاء هم
المرممون بمرممي الآثارالدقيقة .


هناك النوع الآخر من المرممين مطلوب وجودهم في الموقعوهو المرممون
المعماريون وهو غالبا من خريجي كلية الهندسة أو الفنون تخصص عمارةوتكون
مهمته الأولى في الموقع إجراء لأعمال الترميم المعماري السريع
والحمايةوتدعيم المباني أو الجدران المتهالكة ، كما يعهد إليهم بعمل
الدراسات الإستاتيكيةاللازمة عند نقل تمثال ضخم أو رفعة أو مجرد تنصيبه في
الموقع لتحديد قوة الرفعاللازمة .
9 - رئيس العمال :

غالبا ما يكون رئيس العمال من العمال الفنيين الذيناكتسبوا خبرة طويلة من
المشاركة في البعثات والحفائر حيث يمكنه من تنظيم العملومواقيت الراحة
واستئناف العمل وتوجيه العمال وقيادتهم ، ويظهر دوره الفعال عندالكشف عن
الآثار ويبدي مهارته خاصة إذا كان الأثر المكتشف ضعيفا ويحتاج معاملةخاصة
لاستخراجه سليما

10 - العمال :

يعتبر العامل الترس المحرك في عجلة التنقيب إذ أنه منيقوم باستخدام المعول
وينقل الرديم وينظف الأثر في الموقع ، كما انه ينظف مكانالإقامة ويشتري
الطعام بل يكون منهم الطباخون أحيانا إذا لم يكن هناك طباخا خاصا .

هناك فئتان من العمال تحتاجهما الحفائر الأول منهماالعامل الفني المدرب
تدريبا جيدا وهو ذلك الذي يسند إليه الأعمال الدقيقة في عمليةالتنقيب أما
النوع الثاني فهو العامل العادي الذي يؤدي عمليات رفع الرديم وأعمالالنظافة
في الموقع ومعسكر البعثة ويقوم بأداء الخدمات المعاونة من شراء
مستلزماتوخلافه . يفضل أن يكون عدد العمال يتناسب مع مساحة الموقع وألا
يكون الموقع مزدحما، أما إذا كان مكان إلقاء الرديم بعيدا نسبيا عن موقع
الحفر فيجب زيادة أعدادالعمال

11 - الطبيب :

تحتاج البعثات التي تعمل في مواقع نائية بالصحراء وتبعدأكثر من ساعتين
بالسيارة عن أقرب مستشفى أو مدينة إلى طبيب مقيم لمعالجة الحوادثالطارئة
والأمراض المفاجئة للعمال أو أعضاء البعثة على أن يكون مجهزا بحقيبة
أدويةتساعده على إجراء الإسعافات السريعة وتخطى مراحل الخطورة لحين نقلها
للمستشفى دونخطورة إذا استلزم الأمر . وإذا تعذر وجود طبيب فلا بأس من وجود
مسعف متدرب .

12 - مشغل الحاسب الآلي :

شهدت الآونة تطورا خطيرا وسريعا في استخدام الحاسب الآليبمجموعة برامج
مختلفة تصلح لكافة أغراض الحفائر ، لذا أصبح من الضروري وجود مهندسكمبيوتر
متخصص بالموقع من الأمور التي تضمن دقة ونجاح العمل ، فكل الأعمال
المنوطبها للأفراد من توثيق وتسجيل وفهرسة ورسم معماري وأثري وتخزين
المعلومات أصبح مناليسير الآن حفظها واستعادتها متى أردنا على جهاز حاسب
آلي وإن كان يفضل أن يتدربالأثريون على الحاسب الآلي ، وإن تعذر فيجب أن
يكون هناك مهندس متخصص .


يعتبر هذا التشكيل الأمثل لبعثة الآثار التي تعمل فيمناطق بعيدة عن العمران
، لكن ليس بالضرورة أن تتضمن كل البعثات هذا التشكيل خاصةإذا كانت هناك
حفائر محدودة المدة أو محصورة في مكان ضيق ، فقد كان لي الشرف أنأشارك في
حفائر داخل ورش السكك الحديد بالحضرة في الإسكندرية وكانت المساحة ضيقةفكان
أعضاء البعثة اثنان من الأثريين ورئيس العمال ومجموعة العمال ، وكنا
نقومبأعمال الرسم والتصوير والتسجيل رغم كميات الفخار الكثيرة التي كشفنا
عنها .

ولأننا كنا بداخل المدينة قريبون من كافة الخدماتوالمتحف اليوناني الروماني لذا لم يكن هناك داعي لبقية العناصر التي أشرت إليها .

أدواتوأجهزة التنقيب:

تختلف مجموعة الأدوات التي تلزم لأعمال الحفر من موقعلآخر حسب طبيعة التربة
التي يتم التنقيب فيها ، فالأدوات التي تصلح للتربة الرمليةلا تصلح جميعها
في التربة الطميية والعكس صحيح .

أدوات الحفر في التربة المتماسكة:

الحجاري والفؤوس الكبيرة والصغيرة ( تستخدم لتفتيتالتربة المتماسكة أو عن
وجدت أحجار في التربة الحصوية ، ويجب ألا يكون استخدامهاعنيفا حتى لا تتهشم
الآثار التي قد تكون أسفل التربة المتماسكة والصلبة ، لذا يجبتوخي الحذر
أثناء تفتيت تلك التربة .) الجاروف باحجامه وأنواعه المختلفة وذلكلاستخدامه
في تعبئة الرديم الناتج عن عملية الحفر أو تكويمه تمهيدا لنقله .

المسطرين بأحجام مختلفة أيضا وهو يعتبر من أدوات المنقبالأساسية التي يجب
ألا تفارقه في الموقع ويفضل أن يكون من الصلب الجيد وصغير الحجمليمكن
تعليقه بحزام المنقب ، أما بقية الأحجام فيجب أن تكون من الصلب ونظيفة
دائماوهي غالبا تستخدم في عملية الكشف عن الأثر واستخراجه لذا يجب أن
يتناسب الحجمالمستخدم مع حجم الأثر .

القواطع وهي مجموعات السكاكين المدببة والعريضة الحادةوغير الحادة والمنجل ،
ومناشير لقطع الأشجار ومقص معادن ، وسكاكين طوى (مطواة ) .تستخدم كل سكين
حسب حجمها وشكلها وحدتها فالسكاكين غير الحادة تستخدم في الأعمالالدقيقة
عند الكشف عن هياكل عظيمة أو فخار هش ويمكن الاستعاضة عنها بشريط من
الصلبأو منشار حدادي قديم غير حاد . والأفضل تصنيع السكاكين في ورشة حدادة
بحيث يكونعرضها من 2 سم حتى 5سم والأفضل توفير أكثر من سكين من كل مقاس
وتوزيعها في الحفراتالمختلفة حتى لا يتعطل العمل في أي مربع .

أدوات رفع الرديم الناتج عن الحفر وتتمثل في السلالالمطاطية أو المجدولة
بأحجام متوسطة وصغيرة ولا يفضل استخدام الحجم الكبير لأنه لايتناسب مع
طبيعة العمل الذي غالبا ما يكون ناتج الحفر غير كثير ، بينما يمكناستخدام
الكبير منها في حفظ الفخار الخاص بكل طبقة . ويمكن الاستعاضة عنها
بالدلاءالبلاستيكية أو العربات ذات العجلتين المعروفة باسم (البراويطة )
خاصة إذا كانإلقاء الرديم غير قريب من موقع الحفر . ولرفع الرديم من أسفل
إلى أعلى إذا تعمقالمجس وتعذر عمل درج هابط على حافة المربع أو ضاق الجس
يجب عمل سببه ( وهي عبارةعن ثلاث قوائم معدنية لا يقل قطر الواحدة منها عن
خمس بوصات ويتراوح ارتفاعها بينثلاث وخمس أمتار تربط معا من أعلى برباط
معدني بحيث يمكن تحريكها من لأسفللتثبيتها على شكل مثلث أو حامل الكاميرا
ويثبت فيها من أعلى بكرة يثبت فيها حبلوخطاف لرفع الرديم ويحل محلها رافعة
معدنية إذا كان المطلوب رفع تمثال أو كتلةحجرية ) .ويمكن استخدام رافعة
خشبية معرفة باسم البكارة وهي تشبه السبية المعدنيةلكنها لا تستخدم في رفع
الأجسام الثقيلة . وسيارة بصندوق لنقل الرديم خارج منطقةالحفائر إذا لزم
الأمر أو دمبر لنقلة داخل منطقة الحفائر وإذا كان الموقع الأثريكبير ويحتاج
العمل فيه عدة مواسم فالأفضل توفير الديكوفيل وهو عبارة عن عرباتصغيرة
معدنية تسير فوق قضبان حديدية تستخدم أساسا في المحاجر . ويفضل وجود
غربالكبير في موقع رمى الرديم لغربلته حتى لا نفقد لقى صغيرة قد لا تراها
عين العمالمثل التمائم والعملة وغيرها من الأعمال الفنية الصغيرة .

مطارق وأدوات نجارة مثل مجموعة من المسامير بأحجاممختلفة من الصلب ومن
الحديد وشواكيش وقواديم ومطارق بأوزان مختلفة وعتلة كبيرة منالحديد وألواح
وعوارض خشبية ويفضل وجود قوائم مستديرة لاستخدامها في جر التماثيلوالكتل
الضخمة على زحافات . وسلم خشبي أو معدني ويفضل(واحد كبير مزدوج وآخر صغير).
مجموعة كبيرة من الأوتاد الخشبية مربعة الشكل يتراوح طولها لبين
الثلاثينوالأربعين سنتيمترا مربعة لها نهاية مسطحة للكتابة عليها ونهاية
مدببة للتثبيت فيالأرض .

فرش من مقاسات مختلفة ناعمة لتنظيف اللقى الدقيقة ويفضلاستخدام منفاخ معها
لنفض الأتربة العالقة بالآثار الدقيقة والضعيفة وخشنة قصيرةوطويلة لتنظيف
التربة عقب كل تغير في اللون تمهيدا لتصويرها . وهنا يجب توفير رشاشمياه
لتندية التربة قبل التصوير . ويجب توفير شوكة من نفس الذي يستخدم في
تنظيفالحدائق من الحصى والأحجار الصغيرة.
أدواتالتسجيل والتصوير :

نظرا للتقدم التقني السريع الذي شهده نهاية القرنالعشرين خاصة في مجال
الحاسبات الآلية أصبح من الممكن الآن أن تصطحب معك حاسب شخصيإلى الموقع بل
في مكان الحفر ، فهناك حاسب نقال فينا يشبه الحقيبة الدبلوماسيةمتوسطة او
صغيرة الحجم وهناك حاسب الوحدات والأفضل طبعا أن تجهز البعثة بحاسب منالنوع
الأخير والمعروف بالحاسب الشخصي ويكون له مواصفات تساعد على حفظ
المعلوماتالتي تعتمد في الغالب على الصور وهي التي تشغل مساحات كبيرة من
الذاكرة ، لذا يجبأن يكون القرص الصلب (الهارد ديسكHard desk)كبير السعة
حوالي مائة وعشرون جيجا بايت (نظراللتطور السريع في زيادة سعة الهارد ديسك
يفضل دائما تطوير الهارد كلما سنحت الظروفبذلك ) ومعالج سريع وذاكرة
احتياطية لا تقل عن 512 كاش والذاكرة الحقيقية 132 رام. ويراعي أن تكون
سرعة المعالج مناسبة لآخر الابتكارات في المعالجات تصل سرعته 3جيجا . هذا
فضلا عن كاميرا تصوير رقمي ذات سعة عالية وقابلة للتوسيع . ويفضل أنيكون
الجهاز مزودا بجهاز مشغل أقراص يكتب ويقرأ لتخزين المعلومات والصور أول
بأول .

رغم أن الحاسب الآلي وملحقاته من الطابعة Printer و(الأسكنر Scaner )
الماسحالضوئي والأقراص والبرامج المختلفة تكفي كافة احتياجات أعمال التسجيل
بالموقع ،إلا إننا لا نستطيع أن نهمل الأدوات التقليدية من أنواع الورق
المختلفة مثل ووراقمضاد للماء وورق نشاف وورق كلك وورق وكشاكيل ملليمترية
ومربعات وورق أبيض ومساطروأقلام مختلفة وماسك الورق والمساطر والبطاقات
الكرتونية Cards والأدوات الهندسية والمبراةوالممحاة ومفكرات وكشاكيل بغلاف
مقوى ومتين فضلا إعداد نماذج لبطاقات التسجيل علىالحاسب الآلي وطبعها
لتستخدم في التسجيل كالتي سنعرضها في الجزء الخاص بالتسجيلالاثري . كما
يفضل استخدام حافظات بلاستيكية ولوحات رسم هندسي وأباجورة ووسائلإضاءة
مناسبة ومكتب رسم هندسي . وريش وأقلام بحبر سريع الجفاف أو فرش كتابة
وألواندهانات سوداء لكتابة أرقام التسجيل على الآثار . حبال بأقطار مختلفة
كتانيةوبلاستيكية وشرائط قماش حمراء وبيضاء ، ومساطر مقاييس ومنحنيات
وسكوير square T وكاليبرومشط رسم فخار معدني متحرك من الجانبين وشرائط
ورقية وبلاستيكية لاصقة ومواد لاصقة .


أفلام تصوير سلبية للصور الفوتوغرافية وموجبة لعملالشرائح مختلفة درجات
الحساسية لتناسب التصوير في كافة أنواع درجات الإضاءةالمكشوفة والمظلمة ،
ويحسن توفير الملون منها والأبيض والأسود . أما بقية أدواتالتصوير فسيأتي
الحديث عنها بالتفصيل في الفصل الخاص بالكاميرا واستخداماتها فيمجال الآثار
.


يفضل أن يلحق بالحفائر معمل صغير لتحميض وطبع الصور فيالموقع للتأكد من
سلامة الصور ووضعها في السجل مباشرة . لضمان الدقة ، وإن كانتالكاميرات
الرقمية تغني عن وجود المعمل في الموقع إذ يمكن بواسطتها التحكم فيالصورة
وجودتها وطباعتها فور التصوير إذا ما لحق بالكمبيوتر طابعة .
أدواتتحديد وجس الموقع الأثري :

تعتبر الأجهزة المساحية أهم العناصر المفروض توافرها معالبعثة الأثرية
وكذلك المساح المدرب جيدا أو أن يكون من بين الأثريين من لديهالخبرة
الكافية في التعامل مع هذه الأجهزة ، مثل التيودليت مع الملحقات
والحاملوالليفل مع الحامل وملحقاتها . والشاخص والقامة ، وجهاز الرنين
والصدى Bosing apparatus والقضبانالنحاسية ذات المقابض الخشبية وشرائط
مدرجة للقياس من المعدن أو الكتان أو الجلد نوكاميرا بملحقاتها ونظارة
ميدان وتليسكوب فضلا عن أدوات التسجيل التي أشرت غليها .وسيارة دفع رباعي
وخرائط للموقع بمقاس رسم كبير . وبوصلة جيب وبوصلة منشورية وشوكمعدنية
لتثبيتها بدلا من الأوتاد وأوتاد مربعة وطويلة وميزان ثقاله (ميزان خيط
)وميزان مائي . أدوات وأجهزة الصيانة والترميم بالموقع : يجب توفير مصدر
للمياه فيالموقع المختار للمعمل ويجهز بأحواض أو أوعية كبيرة لغسل الفخار
وكتان أو قشللتجفيف و مجموعة من المواد المذيبة مثل الأسيتون والبنزين
والتنر وأحماض مثل حمضالفورميك وحمض الكبريتيك وحمض الترتاريك وحمض
الهيدروكلريك وحمض الستريك وحمضالأزوتيك وخلات السيلولوز وإيثير وقلويات
مثل هيدروكلوريد الصوديوم ومواد لا صقةللفخار والزجاج وحوامل وموقد وميزان
ذهب وأملاح ويفضل الحصول على جهاز تحليل الصدأبالموجات الكهربائية لتنظيف
العملة وإن لم يتيسر يمكن الاستعاضة عنه بالأحماضوفرشاة من النحاس . وماء
مقطر مشارط مختلفة وملقات ومنظفات قلوية ومساحيق تبييض ،وجبس وأسمنت ونترات
الفضة وقماش خفيف شاش ودمور ومحلول حافظ للمواد العضوية فورمالينومجموعة
من الزيوت والدهون اللازمة للعزل وشمع ودبابيس ونشادر وكحول وفلين
ورملوأنابيب وسحاحات وماصة وقوارير قطن طبي وقواطع ومنفاخ ومطرقة خشبية
وشاكوش مائةجرام وآخر 25 جرام ومثقاب كهربي وآخر يدوي وغيرها من أدوات
النجارة . ويفضل وجودأحد الكيميائيين للترميم الدقيق.


كيفية تحديد الموقع الأثري

شهدت
الفترة الأخيرة من هذا القرن تقدما سريعا فيمجالات علم الطبيعة واستحداث
أجهزة الجس بالموجات فوق الصوتية وتطورها المستمر بعدوالتطور السريع في
مجال الحاسبات الآلية والاتصالات والتي أمكن تسخيرها في مجالتحديد المواقع
الأثرية خاصة تلك التي يصعب الاهتداء غليها في المناطق النائية أوتلك التي
يتعذر تحديد موقعها لاختفائها داخل المدن ضمن حركة هجر وإعادة عمران
مثالقبر الإسكندر الأكبر في مدينة الإسكندرية الذي صار مشكلة تحتاج للبحث
منذ القرنالثامن عشر
.

ويمكن تقسيم المواقع الأثرية إلى نوعان أساسيين : الأولمنهما تظهر أطلاله
على سطح الأرض ويمكن التعرف عليه من خلال الأحجار القديمة التيتتناثر على
السطح وقد يكون هناك جزء من جدار يبرز من بين الأنقاض . غالبا ما
يكونالفخار أو الطوب الآجر والحمرة من العلامات المميزة للمواقع الرومانية .
أو تكونفي هيئة تل تحيط به المخلفات الأثرية . وهذا النمط يطلق عليه
التلال الأثرية .والنوع الثاني لا يمكن تمييزه بالعين المجردة وهو غالبا ما
يكون قد تعرض للعواملالطبيعية شديدة التدمير كالبراكين والزلازل والأعاصير
والكشف عن هذا النوع إمايكون بطريق الصدفة مثل معظم الآثار الهامة بمدينة
الاسكندرية التي كشف عنها بطريقالصدفة مثل المدرج الروماني ومقبرة كوم
الشقافة .


ويمكن تحديد مواقع هذا النوع بالوسائل العلمية طبقالطبيعة الموقع والإمكانات المادية المتوفرة لكل بعثة . واهم هذه الوسائل :
التصويرمن الجو وبالأقمار الصناعية :

يعزي الفضل في استخدام التصوير الجوي في مجال اللآثارإلى عضوان من فريق
سلاح الطيران الانجليزي إبان الحرب العالمية الأولى حينما كانكروفورد
O.G.S.Crawford يطير فوق انجلترا وشاهد بعض مناطق الآثار الرومانية وهو كان
قدسبق دراسة الآثار الكلاسيكية .وأعلن نتائجه فكانت البداية التي استطاع
منها علماءالآثار أن يحددوا مواقع الآثار المختلفة .


تظهر هذه النوعية من الصور مخطط المبنى شكل أفقيا بشكلشبه واضح إلى حد كبير
، ويمكن قراءته سواء أكان الموقع في منطقة سكنية أو منطقةنائية خاصة إذا
كانت الصور بها ظلال للمباني أو صورت والشمس مائلة عند الشروق أوعند الغروب
. وبعد القراءة الصحيحة للصور والتأكد من وجود الآثار في المنطقة
تبدأعملية التحديد المساحي من خلال المقاييس بالنسبة للطبيعة والمناطق
المعروفة فيالصور .


وتنبع فكرة تحديد المواقع على الصور الجوية بالتضاد بينالظلال والضوء
واختلاف قوة انعكاس الأسطح المصورة على الأرض ، حتى وإن كانت غيرمرتفعة
فيمكن التصوير قبيل الغروب أو عند الشروق حينما تكون الشمس بمحاذاة الأرض .


والأماكن البارزة يكون لها ظلال ممتدة حتى الزراعاتالطويلة تلقى بظلالها
على الزراعات القصيرة ويمكن التفرقة بين الارتفاعاتوالانخفاضات من خلال
الداكن والفاتح وتعرف هذه المواقع بمواقع الظل Shadow Sites أيالمباني لها
ظلال على الأرض .


أما إذا كانت المواقع مختفية تماما وليس لها ظلال علىالأرض وتختفي تحت
زراعات فإن الزراعات تتباين في أطوالها نظرا لاصطدام جذورهابالمباني ومن
فإن الزراعات الطويلة تنمو في التربة التي ليس بها جدران وتلقىبظلالها على
الزراعات القصيرة ومن هنا يمكن قراءتها بسهولة في الصور المأخوذة منالجو .


كما يمكن تمييز التربة الحصوية في الصور المأخوذة منالجو إذ أن الأجزاء
الداكنة تشير لوجود حفرات ترسب بها التراب فأخذت اللون الداكن. كما يمكن
أيضا تمييز التباين في أنواع التربة من الجو فالتربة الجيرية دائماباهتة
أما الغرينية فهي دائما داكنة ويبدو هذا التباين واضحا إذا تم التصوير
عقبسقوط الأمطار أو عند الشروق .


إذا كانت الأمطار تظهر التباين فالعكس أيض صحيح إذ إنالجفاف يبين المواقع
والطرق القديمة عند حرث الأرض . لكن هنا بعض السلبيات لهذهالطريقة وهي إذا
حدث اختلاط بين أنواع التربة المختلفة كان يمتزج الجير بالرمل اوبالحصى
خاصة وإن الطبقة الطباشيرية إذا اختلطت بلأي تربة تضفي عليها اللون
الفاتحفتصبح القراءات مضللة .


كما يحدث أن تختلف حساسية المحاصيل الزراعية إذ يخفيالنجيل ما تحته إلا عند
جفافه واصفراره ، بينما الحبوب أكثر شفافية وتكشف عماتحتها .


ففي الواقع إنه لا يمكن الاكتفاء بهذه الصور كدليل وحيدعلى وجود الموقع من
عدمه بل لابد من المعينة الشخصية للموقع ز والتأكد من صحةالقراءات وتحقيق
الموقع على الطبيعة.

التقنيات الحديثة في مجال البحث الأثري

المسح الجيوفيزيقي:
<b>تعتمدفكرة المسح الجيوفيزيقي على
قياس مقاومة عناصر التربة المتنوعة للموجاتالكهرومغناطيسية أو الكهربائية
أو الصوتية . إذ إن الصخور أكثر مقاومة لهذهالموجات والترددات مثل الجرانيت
والبازلت ، والأحجار أقل مقاومة منها . لذا جاءتالطرق الحديثة لتجس التربة
بمظاهرها الجيولوجية التحتية والتي يندر أن تكونمتجانسة .

شهدت الأبحاث الأثرية المختلفة التي تمت في الاسكندريةخلال العقدين
الأخيرين تطبيقا لأحدث التقنيات في مجال المسح الأثري والتسجيل ، معتعدد
المدارس التي استخدمت تلك التقنيات إلا انها جاءت بنفس الاسلوب ، نظرا
لطبيعةطبوغرافية مدينة الاسكندرية الخاصة حيث أن المدينة الحديثة تقوم فوق
المدينةالقديمة بعصورها المختلفة ، كما أن تغيير طبيعة ساحل المدينة وغرق
واختفاء مجموعةمباني الحي الملكي والقصور كان لزاما ضرورة الاستفادة من تلك
التقنيات التي تسمحبعمل خرائط وتصورات للآثار المختفية تحت باطن الأرض .
كما استخدمت نفس التقنيات فيمناطق الواحات والصحراء الشرقية بما يتناسب مع
طبيعة تلك المناطق وقد أدت إلى نتائجدقيقة .

استعانت بعثة التنقيب لمصرية التي كان يقوده العالمالمصري فوزي الفخراني في
منطقة الشاطبي بالاسكندرية بفريقين مختلفين أحدهما منجامعة باتراس
اليونانية والآخر من ألمانيا وهي شركة متخصصة في ليبزيجGeophysikGGD . البعثة اليونانية:

قامت بعثة جامعة باتراس عام 1998 في ضوء اقتراح منالعالم الدكتور فوزي
الفخراني بهدف التعرف على طبيعة الموقع الطبوغرافية تمهيداًلأعمال التنقيب
بحثا عن الجبانة الملكية بالإسكندرية ، كان الفريق اليونانيأكاديمي في
المقام الأول يتكون من علماء متخصصين في أعمال المسح الجيوفيزيقي يتكونمن
أربعة أفراد أحدهم متخصص فيGEO RADAR والثاني متخصص في قياس الترددات
الكهربيةوالثالث متخصص في القياس بالموجات الصوتية والكهرومغناطيسية
والرابع متخصص فيالمغناطيسية والجاذبية.

بدأ الفريق اليوناني بأبحاث اختبار للتربة في المنطقةالتي تمتد من شارع أبي
قير جنوباً حتى شارع الإسكندر الأكبر شمالا وتنحصر بينالشارع الفرعي في
جبانة اللاتين وشارع كلية الزراعة وقد كان لزاماً قياس مقاومةالصخور
والأحجار والظاهرة مثل المقبرة المرمرية وواقع الأمر إن اختبار التربة
كانعلى درجة كبيرة من الأهمية لفهم طبوغرافية الإسكندرية في هذا المكان
وتحديدالأجزاء الصلبة التي تقف عليها مباني الإسكندرية الرومانية
والهللينستية وقدرتبعمق يتراوح بين 3و9أمتار ، وأظهرت النتائج أن الطبقة
الرملية سمكها 9 متر تخللهاكسرات فخارية ويظهر حجر جيري بسمك 3أمتار ويظهر
منسوب المياه الجوفية على عمق 11مترا في معظم الأجزاء عدا الجزء الشمالي
الذي يظهر فيه حجر رملي 12 م وقد استخدمتأجهزة قياس الموجات الكهربائية
والرادار الأرضي وأجهزة قياس الجاذبية وأجهزة قياسالموجات الصوتية وقد
استخدم الفريق اليوناني جهاز قياس الكهرومغناطيسية من نوع GEONIC EM34
ويتميزهذا الجهاز بنظام مزدوج بطرفي توصيل يتجاهل هذا الجهاز أي موجات
قصيرة تظهر علىعمق ستة أمتار لكنه يسجل الترددات العالية التي تختلف في
مكوناتها عن التربةالموجودة بها.

لقياس الجاذبية استخدم جهازscintrex وهو جهاز دقيق للغاية تبلغ دقة قياسه
واحد ميكروجال ، بينمااستخدم القياس للموجات الكهربائية بتوصيل أقطاب
متعددة الأطراف على HYBRID WENNER-SCHLUMBER ، وقد وزع 25 قطباً كهربائيا
بسلك متعددالأطراف ويتحكم جهاز كمبيوتر محمول في جهاز قياس المقاومة
الكهربائية حيث تظهرالنتائج في خلال 30دقيقة وهو الوقت اللازم من لحظة
إطلاق التردد الكهربائي نحوالأرض ، وتختلف القياسات الكهربائية عن قياسات
المقاومة الكهربائية ذلك لأنها تعطينتائج بالصور على عكس المقاومة التي
تعطي نتائج في شكل خطوط وتموجات وبصفة عامةفإن استجابة التربة في الموقع
تظهر متباينة من منخفضة جداً إلى متوسطة ثم عاليةجداً في حدود مئات وآلاف
الأومميترز فالتربة زراعية تظهر مقاومة منخفضة جدا،والتربة التي توجد بها
أحجار ومخلفات بشرية تظهر مقاومة متوسطة ، بينما جاءتالمقاومة العالية في
التربة التي تضم بقايا مباني خاصة في المنطقة حول المقبرةالمرمرية حيث
أظهرت النتائج وجود مقاومة أفقية بامتداد 36م على عمق 4م، وبعرض 20م، وقد
جاءت نتاج الكمبيوتر لحساب تلك المقاومة في هذا الجزء أظهرت وجود
تكوناتعالية التردد وأعد نماذج تصورية لها ، وقد حال وجود سور يحيط
بالمنطقة دون استكمالهذا التصور وقد نصح التقرير بالتنقيب في هذا الجزء.

كانت الخطوة التالية استخدام جهاز التصوير الراداريالأرضي والذي بوجود
مستقبل هوائي بقوة 80ميجا هيرتز، وقد أظهر الجهاز التكوينالطبقي للتربة
خاصة المنحدرات في الجزء الصلب والذي يتراوح بين 4م أعلى نقطة حتى16 م في
أقصى انحدار ومن الصخر الرملي ويؤكد أن ذلك المستوى هو الذي بنيت
عليهالمدينة .




يتبع



منقول للأمـــــــــــــــــــانة



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الله
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
أبو عبد الله


تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 58

التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني   التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Emptyالأحد 19 ديسمبر 2010 - 12:22

البعثة الألمانيةGeophysik GGD :[b]في
عام 1999 قام الفريق الألماني بأعمال المسحالجيوفيزيقي لمنطقة مقابر
اللاتين حول المقبرة المرمرية بباب شرقي بهدف إعدادخريطة لباطن الأرض في
تلك المنطقة تظراً لأهميتها الأثرية فضلاً عن صعوبة إخلاء المنطقةلإجراء
حفائر بها لما تحويه من مقابر لجاليات أجنبية دون ضمان الكشف عن آثار
بها،وقد غطت أعمال المسح الجيوفيزيقي منطقة مربعة يبلغ طول ضلعها 600مترا ،
بدأت أعمالالمسح بقيام عالم جيولوجي بمعاينة الموقع والتربة على الطبيعة
لتحديد نوع الأجهزةالتي تصلح لأعمال المسح ، وقد قرر في ضوء تلك المعاينة
استخدام جهاز مسح رداري
GPRGROUND PENETRATING RADAR وجهاز قياس مقاومة كهربائيةالتربة D2

. وقد تم أولا إجراء مسح تصويري راداري أرضي باستخدامجهاز GPR وهو نوع
SPG.AB سويدي الصنع ومن أحدث الأجهزة وأدقها في هذا المجال وضلك تطلبتخطيط
المنطقة شبكيا وتقسيمها إلى مربعات لضمان دقة النتائج والتسجيل مع عمل
خريطةموضح عليها المقبرة المرمرية والمباني الحديثة بالمنطقة ، وتعتمد فكرة
هذا الجهازعلى قياس صدى الصوت من الموجات الصوتية التي كانت تستخدم من قبل
،إذ يتم إرسالموجات كهرومغناطيسية ترسل إلى باطن الأرض وتنعكس هذه الموجات
عند اصطدامها بمقاومةأرضية والتي تتباين درجة صلابتها مما ينجم عنه انعكاس
تلك الترددات في شكل تموجاتنتيجة لهذا الاصطدام مع عناصر أو طبقات
جيولوجية ويظهر في هذه الترددات الآثارالصغيرة والمنقولة بينما تظهر الآثار
الكبيرة نسبياً في هيئة فقاعات ،ويعتمد جهاز GPR على وحدة قياسصدى صوت
100/1000 ومستقبل هوائي (إيريال) بترددات 50ميجا هيرتز ، و100ميجا
هيرتزو250ميجا هيرتز ومستقبل آخر بتردد 225ميجا هيرتز وعمق يتراوح بين 50سم
و250 سم،ومسافة تتراوح بين متر و209سم بين مصادر الصوت ، ويتم إرسال
التردد كل ثانية أوثانيتين بحيث تمدد الأسلاك في خطوط متوازية وقد بلغ
مجموع أطوال هذه الأسلاك 9كم،وأرسلت 4381ذبذبة صوتية أي ما يعادل 60.3ميجا
بايت من المعلومات.

وعقب ظهور النتائج تم استخدام جهاز قياس المقاومةالكهربية الأرضية GEO
ELECTRICALRESISTIVTY المعرف ب2d وذلكللمساعدة في تحديد الأعماق والتجويفات
والدهاليز الموجودة في باطن الأرض ، ويتميزهذا الجهاز بقدرته على قياس
المقاومة الأرضية على عمق 15 متراً وبفواصل مسافاتكهربائية تبلغ
المترين.ويسجل التكوينان الصخرية والمباني والتجويفات مبينا عمقهاويعتمد
هذا الجهاز على تثبيت الكابلات فوق كتل من الطمي لضمان دقة النتائج
لعملرسومات باستخدام برامجي البعد الثلاثي 3d في جهازالحاسب الملحق بجهاز
القياس.

لتحسين نتائج البحث تم قياس الجاذبية الأرضية لأنها ترصدالتغيرات في التربة
الرملية تحت الأرض ويحتاج قياس الجاذبية الأرضية لمسافة تباعد2.5متر بين
نقاط القياس أفقيا على الأقل ، وخمسة أمتار رأسيا.


وقد أسفرت نتائج البحث الجيوفيزيقي على قراءات حددت وجودتجويفات وقوالب
ومباني على أعماق مختلفة وقد حدد جهاز GPR مواقع عدد من التجويفات
والتكويناتالصخرية خاصة في منطقة المشتل التابع لكلية الزراعة شرقي المقبرة
المرمرية والتيلم يتم التنقيب عنها بعد.

كما أسفرت قياسات المقاومة الأرضية 2d على نتائج أكثر دقة وحددت أماكن
لتكوينات على عمق 7م وقد أمكنقراءة وتفسير تلك النتائج وعمل خريطة
طبوغرافية لتلك المنطقة.


على الرغم من أن أعمال المسح الجيوفيزيقي لأرض مقابراللاتين بالإسكندرية قد
تمت مرتين بتقنيات مختلفة إلا أن النتائج لم تكن مؤكدةفعند متابعة الحفر
جنوبي المقبرة المرمرية وفي ضوء النتائج التي أعطت مقاومةمخالفة لطبيعة
التربة إلا أن نتائج التنقيب أثبتت عدم صحة القياس ومن هنا يمكنالقول إنه
رغم التكاليف الباهظة لإجراء مثل هذه الأعمال إلا أن نتائجها تظل غيرمؤكدة
إلا في بعض المناطق الصحراوية أو الأراضي الزراعية ذات التكوينات الرسوبية
،لذا فإن الشركات المنتجة لأجهزة القياس الجيوفيزيقية تعمل على تطوير
الأجهزة لخفضتكاليفها من ناحية وتحسين دقة نتائجها ، لذا ستظل الوسائل
الأخرى المساعدة للأثريالمنقب تمثل دعما له.

أولاً: المسح بالموجات الكهربائية :

تعتمد أقطاب كهربائية على جهاز الجراديوميتر أو البليبروتقوم فكرته على حفر
أربع حفرات في التربة على خط مستقيم وأبعاد متساوية وتوضعأقطاب كهربائية
في الحفرة الأولى والأخيرة وتوصل بتيار متقطع ويقدر فارق الجهد فيالحفرتين
الخاليتين إذ إن الجهد يتناسب عكسيا مع عمق كل حفرة والمسافة بينهما
.وبتغيير المسافات يمكن تقدير مقاومة الأجسام غير المتجانسة مع التربة
وعمقها علىوجه التقريب ، تطورت هذه الطريقة للتغلب على المشكلات التي
واجهتها وهي اختلافالرطوبة في المواقع المختلفة مما جعل القراءات غير دقيقة
، لذا يجب تسجيل القراءاتعلى جدران المبنى فالقراءة العالية تبين ارتفاع
نسبة الرطوبة مما يبرهن على وجندخندق أو حفرة خالية من المباني.

المسحالمغناطيسي :

يعتمد هذا النوع من المسح على جهاز الماجنوميترالبريتوني الذي يسجل
القراءات المختلفة للمجال المغناطيسي أي أنه يمكن بواسطتهقياس المجال
المغناطيسي داخل التربة ، فإذا كانت التربة متجانسة وتخلو من الآثارفإن
قراءات الجهاز تكون بنفس الدرجة أما إذا اختلفت القراءة فيعني هذا وجود
موادلها مجال مغناطيسي في هذه التربة.

ولتطبيق هذه الطريقة تقسم الأرض على مربعات وعند كلتقاطع يقاس التردد
المغناطيسي وتسجل لمقارنتها ببقية المربعات وبالتباين يمكنتحديد موقع الأثر
وامتداده .

ولكن يجب توخي الحذر عند استخدام هذا الجهاز فإن أي مادةلها مجال مغناطيسي بالقرب منه تجعل قراءاته غير صحيحة .
الجسباستخدام البريسكوب :

كان بريسكوب نستري وهو عبارة عن حفار أسطواني في نهايتهكاميرا تصوير
فوتوغرافي هو الوسيلة المستخدمة في معرفة محتويات حفرة أو حجرة مجوفةأو
مقبرة منذ أن استخدمته مؤسسة :ليرتشي" التابعة لجامعة ميلانو في الكشف
عنمقابر تاركويني بجنوب إيطاليا إلى أن تطورت التقنية الحديثة واستطاع معهد
ستامفوردبالولايات المتحدة استخدام البريسكوب المزود بكاميرا تصوير فيديو
تتصل بجهاز عرضأمكن من خلالها معرفة محتويات حفرة ضخمة بجوار مراكب الشمس
بالجيزة ووجدوا أجزاءمركب آخر لم يتم استخراجه لحين إعداد متحف خاص به وحتى
لا يضار إذا استخرج دونالتجهيزات المسبقة .


المسح الأثري

قبل
القيام بالمسح الأثري يجب تجهيز خرائط مساحيةوكنتورية وطبيعية عن الموقع
لا يقل مقياسها عن 1/20000 أو 1/25000 لفائدتها فيتحديد الطرق القديمة
والسدود والمواقع بشكل واضح . وخرائط قديمة إن توفر ذلك
.

تجميع كل ما كتب قديما وحديثا عن الموقع سواء كانتكتابات مباشرة أو غير
مباشرة ، خاصة الكتابات الكلاسيكية وتقارير الحفائر السابقةإن كان قد جرى
به حفائر . وإعداد كافة التي سبق ذكرها في الفصل الخاص بها ويجهزفريق للمسح
الأثري حسب مساحة المكان المقترح فإن كانت المساحة كبيرة يمكن
تجهيزمجموعتين أو ثلاث واستخدام عداد السيارة كوسيلة قياس .

يتم البحث عن مقومات الاستيطان من مياه ومناجم أو مراعيأو غيرها من مقومات
الحياة دون أن يضع في اعتباره الحدود السياسية كحد للاستقراروكذلك عليه أن
يفكر في وسائل التنقل القديمة البرية والنهرية والبحرية ليربط بينأماكن
الاستقرار قديما ويضع في اعتباره تأثير التضاريس وأن منها ما يمكن أن
يكونمستقرا قديما ولا يصلح حديثا .

إن عملية المسح الأثري تقوم على جمع المخلفات الأثرية منسطح الأرض ومعاينة
المباني وتوقيعها على الخرائط إن كانت أطلالها باقية أو ظاهرةللعين المجردة
. مع الوضع في الاعتبار تأثير عوامل التعرية والظروف الطبيعيةالمناوئة
للأثر .


تبدأ عملية المسح أولا بالتصوير الفوتوغرافي ثم تقسيمهإلى مربعات لتسجيل
اللقى الخاصة بكل مربع ووضعها في كيس واحد مع بياناته ، وعملنسخ مطاطية
شفافة ثم مادة اللاتيكس لكل نقش وتصويره ويحسن استخدام كاميرا الفيديوإلى
جانب التصوير الفوتوغرافي أهم المخلفات التي يتم جمعها هي الفخار
والزجاجوالعملة والجص الملون وعينات من المونة وأحجار البناء والمعادن
والفحم الكربونيوالخشب والعظام دونما إهمال لصغيرة أو كبيرة وتسجيلها في
الموقع لضمان الدقة فيقراءة هذه المخلفات وتحديد أكثر المربعات أهمية
واحتمالاته من حيث الآثار التييحويها .

يجب أيضا اصطحاب دليل من سكان المنطقة خاصة في المناطقالنائية ويحسن التعرف
بأهل المنطقة ومناقشتهم للحصول على معلومات عن الموقع يمكنالاستفادة منها
فمثلا في منطقة بوتو خارج المنطقة المقدسة توجد منطقة يطلق عليهاالآهلون
كوم الذهب وبمناقشة الأهالي ذكروا أن أجدادهم كانوا يحفرون بها
ويستخرجونتماثيل من الذهب .

إذا كان المسح لمنطقة من عصر ما قبل التاريخ فيجب أخذعينات من التربة لتحليلها .
تخطيطموقع الحفائر

يتحكم نوع وهدف الحفائر في حجم البعثة وتخطيط الحفائرومنهاج العمل فيها ،
فمثلا إذا كان الهدف من الحفائر إنقاذ تهدده الأخطار مثلالغرق أو مشروع
حديث يتهدها فهنا تكون البعثة قليلة العدد يكفي عضوان لهما خبرة منالأثريين
ويتم عمل مجسات لجمع أكبر قدر من المعلومات في أقصر وقت مع تبسيط
طريقالحفر .

أفضل نظام لحفر هذه الحفائر هو تخطيط الخنادق المتبادلةبحيث يتم تخطيط
الموقع على شكل سلسلة متوازية متساوية في المساحة من الخنادقالمجاورة
لبعضها بحيث يلقى الرديم الناتج عن حفر خندق في الخندق الذي يليه .


أما إذا كان الهدف الحصول على معلومات أساسية عن حضارةبعينها فيكون نظام
العمل بالحفائر محدودا من الوقت والتكاليف وهذا النوع منالحفائر يعرف
بالحفائر المنتقاةSelective أما الحفائر المنظمة الكاملة فيجب جمعالمعلومات
عن الحضارة التي نبحث عنها وهنا يتأتى الهدف ونظام العمل للإجابة عن
كلالتساؤلات التي يحيط بها الغموض عن هذه الحضارة .

هنا يجب أن ندرك ما الهدف من عملية التنقيب وكيف يمكنتحقيقه دونما إخلال
بالقواعد العامة في التنقيب ، وهي من التي أصبحت بديهيات تقنيةمثل متابعة
تغير لون كل طبقة وحفظ وتسجيل مخلفاتها أولا بأول وبدقة تضمن التفسيرالصحيح
وتؤمن عدم ضياع التراث البشري . وهنا يجب ألا نغفل القاعدة الأساسية
وهيلابد من أن تكون للمنقب الخبرة والثقافة التي تؤهله لتنفيذ هذا العمل .
ويجب أنيكون مرنا في فكره ليحل المشكلات التقنية في التنقيب ، رغم أنه لا
توجد طريقةمثالية أو نموذجية للإحتذاء بها في تخطيط الموقع إلا إن هناك
ضرورة لوضع نظاملتحقيق القواعد التي تضمن دقة وسلامة العمل .

إن طبيعة الموقع تفرض على المنقب أحيانا نظما بعينها لكنالمنقب الخبير
يستطيع التغلب على هذه العقبات دونما الحاجة إلى كسر قواعد التنقيبالصحيحة .
قبل البدء في العمل وعند الشروع فيه لابد من اختيار الموقع المناسب
لرمىالرديم الناتج عن الحفائر بحيث لا يكون في مهب للرياح فيردم الموقع عند
هبوبالرياح ولا يجب أن يكون من الأماكن التي توجد بها آثار مما يضطرنا
لرفعة ثانيةعندما تمتد الحفائر إليه وفي نفس الوقت يجب ألا يكون بعيدا جدا
فيرهق العمالويبطيء العمل .


أنماطتخطيط مواقع الحفائرالنظامالشبكي Grid System:

يتم تحديد الموقع وتحديد الاتجاهات الأصلية ومستوى سطحالبحر وإن لم يتيسر
يجب تحديد أعلى نقطة في الموقع يمكن رؤيتها من جميع الجهاتلتكون مقياسا
وتعرف بالنقطة المحددةDatum Point وتوضع أربعة أوتاد عند أركان الموقع
لتحديدهمساحيا ثم يقسم الموقع إلى مربعات طول ضلعها يتناسب مع المساحة
الكلية المرادتنقيبها والمدة المقترحة والتمويل الكافي لها . وإن يفضل أن
تكون في حدود عشرةأمتار إذا كان المتوقع العثور على مباني متوسطة والأمر
متروك للمنقب . يراعي ألايخرج التخطيط عن الأركان الأربعة المحددة للمربع
الأصلي . تفصل بين المربعات ممراتلمرور العمال في دود المتر ليسير عليها
العمال الذين يحملون الرديم .
النظامالشبكي المتقطع Interrupted Grid System :

يخطط الموقع على شكل مربعات أو مستطيلات أبعادها مترانطولا ومتر عرضا وفصل
بين كل مربع وآخر متر كممر للعمال ولا يزيد الحفر عن متر عمقاويمكن حفر
الممرات للحصول على رؤية كاملة للقطاع ولكن الهدف من هذا النظام جس
أكبرمساحة ممكنة على عمق متر.
نظامالنقطPoint System :

يقسم الموقع نقطياً إلى مربعات بواسطة إشارات أو أوتادليكون كل وتد كعلامة
لعمل مجسات مربعة طول ضلعها متر ونصف بهدف إجراء مسح سريعلمساحة كبيرة مع
ضرورة أن تكون المربعات قريبة من بعضها حتى لا نفقد أثرا تحتالأرض ويرجع
تقدير المسافة بين كل مربعين إلى طبيعة الموقع ونتائج جس المربعاتالأولى .
نظامالتخطيط الصندوقي Box System :

يستخدم هذا النظام إذا كان الهدف دراسة مخلفات الطبقاتبغرض تأريخ المنطقة
إذ أن هذا النظام يهدف إلى الوصول الصخر البكر virgin rock ،ويتم فيه تقسيم
الموقع إلى مربعاتبواسطة أوتاد طول ضلع المربع من 5 أمتار إلى 8 أمتار
بداخله مربع أصغر يبعد نصفالمتر عن الوتد من كل جانب فتصبح هناك ممرات
عرضها مترا . تصلح لمرور العمالوعربات اليد كما يمكن أن نحدد قطاعات كل
مربع لدراسة طبقاته.
كيفيةتخطيط الموقع الأثري للتنقيب

تعتمد عملية التنقيب على عدة قواعد واعتبارات أساسيةلضمان دقة النتائج
وتطبيق النظام الأمثل في التنقيب ، ويجب أن يقوم بها المساحالمعماري عضو
البعثة في إطار تلك القواعد بعد أن يقوم بتحديد الموقع على الخريطةوعلى
الطبيعة في ضوء مدة الحفائر وطبيعة الموقع المقترح ونوع الحفائر والعمق
الذيسيتم حفره .

عند تخطيط الموقع يجب مراعاة عدة أساسيات أن يكونالتخطيط مربعا او مستطيلا
ويتم تقسيمه في نطاق الخطة الموضوعة للتنقيب ويحسن وضععلامات واضحة عند
الأركان الأربعة قبل التقسيم ثم يتم تقسيم الموقع إلى مربعاتقائمة الزوايا
باستخدام الأوتاد الخشبية والدوبار وإن استخدام الجير مثل ملاعبالكرة وإن
كانت التربة من النوع المتماسك على السطح يمكن إذابة الجير في الماء معقليل
من الملح وتخطيط الموقع به وذلك حتى نضمن ثبات التخطيط على التربة
السطحيةطوال الموسم .

تقسيمالمربعات للتنقيب :

ليست هناك مقاسات ثابتة لتقسيم المربعات أو بالأحرى إنعملية تقسيم المربعات
تتم بناء على مساحة الموقع الكلية والعمق المتوقع فيها ستةأمتار ، ومن هنا
فلابد للمربع المتوقع حفره ستة أمتار أن يكون عرضه ثلاثة أمتارتجنبا
للمخاطر وحتى يمكن حفر الموقع بسهولة في العمق المقترح . أي أن النسبة
بينالعرض والعمق يجب تكون 1/2.


يجب مراعاة الدقة في تخطيط المربعات والممرات الفاصلةبينهما وترقيمها أفقيا
ورأسيا على المخططات بحيث يمكن تسجيل العمل بسهولة دونأخطاء .


تقسيم الموقع الأثري ككل:

يقوم المساح بعمل المخطط بطريقة بسيطة يفضل أن يعرفالثرى كيف يؤديها بنفسه .
أولاً: يتم تنصيب التيودليت وضبطه أفقيا بواسطة ميزانالفقاعة المثبت في
قاعدة الجهاز ثم يقف شخصان أو أكثر على خط واحد يمسك كل واحدشاخص ويتم
توجيههم بحيث لا يظهر سوى الشاخص الأمامي عندئذ يثبت مكان كل شاخص وتحتمركز
حامل التيودليت وتد أو إشارة معدنية أو مسمار كبير ثم يشد بينها دوبار
وينثرفوق الدوبار الجير حتى يمكن رؤية الخط بوضوح . يلف التيودليت نحو
الجانب المرادتخطيطه داخل الموقع بزاوية قائمة وتكرر العملية الأولى مرة
ثانية . ثم ينقلالتيودليت إلى أي طرف من طرفي الخطين ويثبت ويضبط بزاوية
قائمة على الخط المثبتفوقه وتكرارا العملية لينشأ خط موازي للخط الأول .
وتثبت الأوتاد أو المساميرويخطط الخط بالجير أو يشد عليه الدوبار والأوتاد .

تقسيمالمربع الكبير إلى مربعات صغيرة

يكون الأمر سهلا إذ يقسم كل خط إلى مسافات متساوية فيحدود خمسة لأمتار أو
يزيد طبقاً للمعايير التي أوردتها سلفا . ثم توصل كل نقطةبنظيرتها فتنشأ
شبكة من المربعات.
التنقيبمهارة وعلم يكتسب

يختلف التنقيب عن الآثار عن غيره من عمليات الحفر إذهناك أسلوب علمي في
التنقيب يهدف إلى تسجيل التراث الإنساني بكل دقة وأمانة لايمكن للشخص
العادي القيام بها فلا بد من توافر عنصر الخبرة والعلم ، ويتخلص منهجالحفر
في عدم حفر عدة طبقات في وقت واحد وضرورة متابعة العمل لحظة بلحظة
للوقوفعلى كل تطور أو تغير يحدث في لون ومخلفات الطبقة . ولكن كيف تسير
خطوات العمللتنفيذ هذا المنهج ؟


وإذا أردنا أن نسير العمل بلا مشكلات ولتنفيذ عمل ناجحبكل المقاييس فهناك عدة أسس وقواعد يجب مراعاتها :
أولاً: يجب تنظيف الموقع من كافة المخلفاتالحديثة قبل العمل ، ويظل الحرص على أن يبدو الموقع نظيفا أثناء العمل فيهثانياً: وضع نظام للعمل بحيث يتلاقى الحوادثوالأخطاء والعوامل المؤدية إليها ، مثال ذلك تحديد مسار للعمال داخل
وخارج المربع وعدم السماح لأي من العمال أن يسير أمامالعامل الذي يضرب بالفأس أو الذي يستخدم الحجاري

حتى لا يصاب.
ثالثاً: تنظيم العمل داخل المربع لضمان دقة العمل والنتائج وإمكانيةومراقبة كل ضربة فأس بالمربع .

رابعاً: تنظيم العمل داخل المربع يبدأ بتحديد أحد جوانب المربع بعرضمتر أو أكثر على حسب عرض المربع لبدء الحفر
فيه ثم تكرر العملية حتى يحفر المربع كله في مستوى واحدلكل طبقة . وينظف الجزء المحفور مباشرة للحفاظ

على نظافة الموقع .

خامساً: يتم الحفر بعمق متساو في حدود عشرة أو خمسة عشرة سنتيمترا بشكلمنتظم في كل مربع.

سادساً: إذا حدث خطأ ولاحظنا أن التربة تتغير على عمق أقل مما نحفر يجبتدارك الأمر مباشرة ويقلل العمق بحيث
نحافظ على بداية ظهور البقعة الجديدة حتى وإن كانت علىعمق خمس سنتيمترات ، في أي جزء من المربع مع

متابعة العمل بحفر نفس العمق في كل مربع . فالحفاظ علىكل طبقة يضمن عدم اختلاط الطبقات ويحافظ على

الترتيب الزمني لها بما يضمن دقة العمل وسلامة النتائج .

سابعاً: يجب متابعة كل تغيير يطرأ على التربة منحيث التكوين واللون والمخلفات والتوقف عند كل تغير حتى تتم أعمال
التسجيل للطبقة .
ثامناً: يجب وضع نظام لعملية الحفر داخل المربعبدءا من أول ضربة معول ، مثال ذلك تقسيم المربع إلى عدة أقسام
بطول المربع ويقوم العامل بتفتيت الطبقة العليا بعمق لايزيد عن خمسة عشر سنتيمترا بطول واحد متر ثم يفحص

التراب جيدا وينقل مباشرة خارج الموقع عبر الممر الفاصلبين مربعين ، ومن هنا يبدأ مسار العامل ليحفر الطبقة
بامتداد طول المربع.

تاسعاً: إذا كانت مساحة المربع تسمح بوجود مجموعتين من العمال يجب ألايتعارض عملهما ويوزع العمال بحيث لا
يزدحم الموقع ولا تقع حوادث وحتى يمكن متابعة تطور الحفربدقة .
عاشراً: يجب تنظيف كل طبقة بعد الانتهاء من حفر كل مستوى في كل قسم منأقسام المربع ونقل الرديم بمجرد الحفر
حتى يمكن الاستمرار في حفر بقية الأقسام .

حاديعشر: يجب التحقق دائماً من أن جوانب المربعقائمة الزاوية وقطاع كل جانب واضح ويمكن قراءته بسهولة
خاصة إذا لم يكن العمق قد وصل ضعف طول المربع وإذااضطررنا للتعمق أكثر من ضعف طول المربع

يجب أن تميل جوانب المربع نحو الداخل قليلا حتى لا تنهار .

ثانيعشر: لا يجب ان تتعدي حدود المربع بأي حال منالاحوال عن ذلك يفسد عملية التسجيل ويخلط اللقى بما يربك
تأريخ ونسب تلك اللقى والموقع بالكامل ز حتى لو كان هناكلقى أثرية نصفها في المربع ونصفها تحت

الممر فالأجدى تركها لحين تصفية الممرات لتسجل في طبقتهالتستقيم العملية التأريخية .

ثالثعشر: يجب استخدام الأدوات المناسبة من حيثالشكل والحجم بما يتناسب مع الطبقات وتكوينها وأنواعها فليس
هناك داعي لاستخدام الأدوات الثقيلة في التربة غيرالمتماسكة ، بينما يمكن استخدام الحجاري والفأس في
الطبقة المتماسكة لكن مع تزايد احتمالات العثور على لقىأثرية يجب أن نكف عن استخدامها ويمكن

الاستعاضة عنها بالقادوم والمسطرين وعند ظهور آثار دقيقةنتوقف نهائيا عن استخدام الأدوات الصلبة

ونكتفي بالمسطرين والفرشاة والمنفاخ.

رابععشر: عند ظهور عناصر معمارية مثل أجزاء منجدار أو كتل حجرية يجب التروي للتأكد إن كانت معلقة ولا
تتصل بالمبنى أم أنها تمثل مبنى مستقل مع ملاحظة التغيرفي التربة جيداً وهل تمثل أرضية أم أنها امتداد

للبقعة التي يجري العمل فيها

خامسعشر: يجب التنبه للحفرات التي تقوم فوقهاأساسيات الجدران وتلك الحفرات التي يقوم بها الإنسان لتثبيت شئ أو
دفن شئ، فحفرات الأساسات تظهر على شكل قطع يتخلل التربةويبدو واضحا من لونها المغاير للون

التربة، الحفرات الحديثة غالبا ما توجد بها مخلفات حديثةفي نهايتها


ويمكن تمييز تلك الحفرات الحديثة والحفرات القديمة منلونها أيضا ونعومة الرديم ، وحفرات التثبيت القديمة

دائما صغيرة الحجم والرديم الموجود بها ناعم

سادس عشر: إذاظهرت تكوينات معمارية يجب تتبع امتدادها ويحس عدم استخدام أدوات صلبة بالقرب منالجدران لأنه
من الممكن أن تكون مكسية بطبقة الجص عليها رسومات، مع الحرصالشديد على جمع كافة المخلفات

الموجودة ضمن الرديم لامكانية مساهمتها في تفسير المبنىوتأريخه بالشكل الصحيح.

سابععشر: يجب الوصول بالحفر إلى الصخرة البكرالتي لم تصلها يد إنسان من قبل ويمكن تمييزها بحبيبات الرمل التي
تتجمع عند نقطة التقاء الصخرة البكر بالطبقة التي تعلوهاوهي خاصية معروفة بظاهرة البسلة الجافة؛لأن
حبات الرمل المتجمعة تشبه حبات البسلة الجافة وتظهر معكل أنواع التربة عدا التربة الطينية أما صادفتنا

أرضية مكسية بالحجارة أو الفسيفساء فيجب متابعة الكشفعنها بالكامل ثم نتابع عملية الحفر لتحديد ما إذا

كانت عصور سابقة لها وذلك بالحفر خارج حدود الأرضيةويحسن أيضاً الوصول للطبقة البكر.

ثامنعشر: يجب جمع المخلفات الأثرية من كل طبقةعلى حدي خاصة الفخار ثم توضع بيانات تشمل رقم المربع والطبقة
والتاريخ على النموذج المعد سلفاً وإن لم يتيسر يكتب علىالدلو المحفظة فيه القطع وينقل إلى المعمل ليغسل

لتظهر النقوش ولون الطينة وتتم عملية التصنيف والدراسةالمبدئية وانقاء العينات التي تلزم لعملية التأريخ

ويمكن الاستعاضة عن الدلاء بتخطيط مربعات بنفس تخطيطالموقع تنقل إليها المخلفات بنفس الترتيب بحيث

نضمن عدم اختلاط مخلفات الطبقات ، ويتم وضع المخلفاتبترتيب معين بأن توضع مخلفات الطبقة العليا في

الركن الأيمن العلوي ثم التالية لها في المنتصف والثالثةفي الركن الأيسر العلوي وهكذا تكرر العملية بالنسبة

للطبقات ويقوم أحد العمال بغسل الناتج أولاً بأول، ثمتتم عملية الفرز تمهيداً للتسجيل.


باتباع تلك القواعد في التنقيب تصبح طريقة الحرف منظمةوتسير بشكل تلقائي
ويتحقق الهدف المرجو من الحفائر وهو ليس الكشف عن المباني أواللقى الأثرية ،
بل يشمل الكشف عن حضارة الإنسان في هذا المكان خلال العصورالمختلفة وهو
المعنى الحقيقي لعلم الآثار. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تلك القواعدالتي ورد
ذكرها تتبع في كافة المناطق والمواقع ولكن تظهر بعض المشكلات الخاصة
فيالتنقيب حسب طبيعة الموقع ونوعية الآثار التي يجب الكشف عنها سواء آثار
معمارية أوأعمال فنية أو فخارية .
مشكلاتالتنقيب في المواقع المختلفة :

هناك نوعان من المشكلات تواجه المنقب النوع الأول ،مشكلات خاصة بطبيعة
الموقع، والثاني مشكلات تقنية خاصة بطبيعة ونوعية المكتشفاتالأثرية و فيما
يلى نبذة عن كل نوع:

- صعوبات خاصة بطبيعة الموقع منها :أ– التنقيب في التلال الأثرية وتصفيتها:

التنقيب في التلال الأثرية تعتريه بعض المشكلات خاصة إذاكانت تلك التلال
تضم مباني أثرية حيث تكثر التكوينات الحجرية وغالبا ما تكون قممالتلال
مناطق السكنى ثم تمتد لتشمله ، لذا على المنقب التيقن تماما من أبعاد
تلكالمشكلة ويدرك جيدا أن التل الأثري لا يجب التعمق في الحفر فيه من
القمة، بل يكتفيبالتوقف عند ظهور المباني في أعلى التل ثم يجري تتبع امتداد
تلك الطبقة على بقيةالتل ، فإن الترتيب الطبقي في التل يمتد أفقيا .

كما توجد بعض المشكلات الفنية التي تعترض المنقب منهاعلى سبيل المثال تحديد
أساسات المبنى خاصة إذا كان المبنى قد تعرض لتعديلاتوتحويرات أو سلب
لأحجاره عبر العصور، كما تنشأ بعض المشكلات من جراء تفكك المبانيخاصة تلك
التي بنيت من كتل حجرية غير منتظمة ، إذا كانت المراحل المتتالية التي
مربها المبنى قريبة من بعضها البعض ولا يمكن تحديدها بدقة ، كما تحدث بعض
المشكلاتفي تعقب بعض المباني من العصر البيزنطي المبنية من كتل حجرية صغيرة
غير منتظمةخاصة إذا ما تهدمت وتناثرت أحجارها . لذا يجب أن يكون الهدف
الأساسي في الحفر فيالتلال الأثرية ربط العلاقة بين الجدران والمباني
المختلفة ، ومن الجائز أيضاإجراء دراسة لطبقات التل بحفر مجس من أعلى التل
إلى قاعدته وصولا للتسلسل الحضاريفي التل . وللتغلب على كل مشكلات التنقيب
من البداية يجب تخطيط الموقع إلى مربعاتبطريقة الصندوق لإمكانية الوصول
للعمائر الموجودة بتكويناتها المختلفة ، ويجب ألايقل عمق المربع عن ثمانية
أمتار تحسبا للتعمق في الحفر بما يضمن عدم حدوث انهياراتمع مراعاة أن تكون
الممرات عريضة وآمنة.


عند ظهور جدران يجب أن يكون الحفر رأسيا بمحازاة الجداروبدقة شديدة حتى لا
نهشم طبقة الجص إن وجدت ويجب ملاحظة الحفرات التي تخلل الطبقاتسواء القديم
منها أو التي حفرها الباحثون عن الثراء غير المشروع لتحفر مع الطبقةالتي
حفرت بها ومع ظهور أرضيات متماسكة من التراب أو التربة الصناعية يجب الكشف
عنكل المبنى أولا وتحديد ماهيته وأهميته وتقرير ما إذا كان سيزال أم لا
والأفضل هناأن يكون القرار مدروسا على أسس علمية أحيانا يكون المبنى صغير
لكنه صغير ونادروإذا كان من الضروري الاستمرار في العمل فيجب تسجيل المبنى
تسجيلا دقيقا ثم ترقيمكل كتلة حجرية وفكه بنظام وتسلسل بحيث يمكن إعادة
بناؤه مرة أخرى في موقع آخر.

لمتابعة العمل في التنقيب بالتل الأثري عقب تسجيل المبنىوفكه وتقطيع
الأرضيات الهامة مثل الرخام أو الفسيفساء أو حتى الأحجار المشكلةبأشكال
هندسية ثم نتابع التنقيب عن الطبقات التالية والمراحل السابقة لما كشف
عنهاولمواجهة مشكلة تداخل المباني المتعاقبة في التل الأثري يجب أولا تحديد
العناصرالأصلية ثم العناصر المتداخلة والتي يجب فكها ورفعها بعد تسجيلها
بالكتابة والرسموالتصوير ، ثم نختبر أساسات تلك العناصر بعمل مجس اختباري
نجمع فيه كل المخلفاتوصولا لعمق الحفرة التي حفرت لبناء الأساسات .

عند إزالة الحفرات المستحدثة على الموقع يجب إزالةالرديم الناعم غير
المتماسك مع ملاحظة المخلفات الموجودة فيه وتجميعها لتحديد متىحفرت تلك
الحفرات والطبقة التي تنتمي إليها. يجب توفير سير متحرك يعمل بموتور
يعملببطارية السيارة لنقل الرديم الناتج عن الحفائر أو توفير مولد كهربائي
لتشغيله وإنلم يتيسر ذلك يمكن استخدام مواسير قطرها كبير تثبت فوهتها أعلى
التل وتنتهي أسفلالتل حيث توجد عربات نقل الرديم أو يمكن أن يشكل جانب من
التل بدرج يسمح للعمالبالنزول والصعود أما إذا كان الهدف تصفية التل من
الآثار واستخدام الأرض لأغراضحديثة كالزراعة أو إقامة مشروع أو مبنى
فالأفضل الاحتفاظ بالرديم الناتج بحيث يوضعبالقرب من الموقع لإعادة الردم
وتسوية الموقع عقب انتهاء عملية التنقيب.

ب– مشكلات الحفر في المواقع الطينية:

غالبا ما تواجه المنقب مشكلة في التنقيب بالتربة الطينيةخاصة إذا كانت
المباني مبنية بالطوب اللبن وتعرضت لعوامل التعرية فيصعب التفرقةبينها وبين
الرديم وللتغلب على مشكلة التنقيب في التربة الطينية يجب أن تكونالحفائر
في الاعتدالين ولا يفضل أن تكون في شهري يوليو وأغسطس وذلك لارتفاع
درجاتالحرارة والتي تؤثر على المباني اللبنية وتفتتها كما أن شهور الشتاء
يستحيل العملفيها لأن الرديم يتحول إلى كتل من الطمي يصعب السير فيه كما قد
تضيع اللقى الأثريةضمن الرديم. ومن الناحية التقنية في التنقيب يجب أن
يبدأ العمل عقب الفجر مباشرةحتى تكون الأرض منداة بالرطوبة فيسهل التمييز
بين المباني والرديم ، كما يجب أنيفتت الرديم ويفحص جيدا حتى لا نفقد أيه
لقية كما يفضل غربلة الرديم في الموقع يفضلأيضا استخدام الفأس والقادوم
والمسترين العريض طبقا لمقتضيات العمل ويحسن تنظيفالأدوات أولا بأول حتى لا
تعلق بها الطينة وتفسدها كما أنها تكون أثقل وزنا وأصعبفي الاستخدام فضلا
عن الأضرار التي يمكن أن تلحق بالأثر.
ج- مشكلات الحفر في التربة الجيرية والحصوية:

تتمثل مشكلة تواجد كتل وحصى جيرية في هذه التربة وهيتستوجب حرصا شديدا
والتأكد من الأحجار التي لا تنتمي لمباني ولا توجد عليها زخارفأو نقوش ،
ولعلاج المشكلات الناتجة عن هذه التربة أو يجب تفكيك الرديم
باستخدامالحجاري مع الوضع في الاعتبار أن تهشيم أي حجر تحسبا لكونه جزء من
مبنى أو ينتميإلى مبنى ثم رفع الرديم وتنقل الأحجار غير المنتظمة بالقرب من
الموقع أما الأحجارالمنتظمة فمن الأفضل ترقيمها وكتابة الطبقة التي عثر
عليها فيها لإمكانيةاستخدامها في الترميم ، أما الأحجار التي تحمل نقوش أو
زخارف فيجب نفلها بعيدا عنعوامل التعرية والاحتفاظ بها في المخازن الملحقة
بمعسكر البعثة أما إذا كانت تنتميإلى مبنى وسقطت منه فالأفضل إعادتها إلى
مكانها مباشرة استرشادا بتكملة الزخارف.
صعوباتخاصة بطبيعة المكتشفات الأثرية :أ- الكشف عن العناصر المعمارية:

تواجه المنقب مشكلات متعددة في التنقيب عن الآثارالمعمارية أولى هذه
المشكلات والتي تطلب الخبرة والعلم هو تصور الأثري المنقبلماهية المبنى
وتخطيطه وإعمال الذهن في مقارنته بمباني مشابهة في البلد الذي يحفربه أو أي
حضارة أخرى مع وضع عدة تساؤلات للإجابة عليها يمكن من خلالها وضع
الخطةالمناسبة للكشف عن المبنى وتأتي على رأس هذه التساؤلات كما ذكرت ماهية
المبنىومخططه وطريقة بنائه وتاريخه والعصور التي مر بها وهل تعرض تعديلات
وتحويرا وما هيالإضافات وغيرها من الأسئلة التي تجيب عن تساؤل أهم وهو ما
أهمية هذا المبنى؟ .

هناك طريقتان للإجابة عن تلك التساؤلات الأولى تعتمد علىعلم وثقافة وخبرة
المنقب وهي وضع التصور الصحيح في ضوء الشواهد الأثرية وهو أمرنسبي بين منقب
وآخر ، أما الطريقة الثانية وهي الأكثر شيوعا وانتشارا – رغمأخطائها- هي
تتبع ما يظهر من جدران والكشف عن المبنى بما لحق به من تغييراتوتحويرات
وإضافات ، ثم تأتي بعد دراسة المبنى لتحديد العناصر الأصلية من دونهاويمكن
التوصل لتلك العناصر بالكشف عن أساسات المبنى وتحديد أي الجدران تتصل
بهاومن هنا فإن كل الجدران التي تتصل بالمبنى تكون إضافات لاحقة غير أساسية
لكن هناكمشكلة أخرى يجب التنبه إليها وهي أن الجدران الأصلية من الممكن أن
تكون قد أعيدبناؤها في فترات لاحقة لتأسيسه أو تكون شهدت تعديلات مثل
إغلاق مدخل أو نافذة أوفتح فتحة لتغيير الغرض منها ومثل هذا الموقف تعرضنا
له أثناء حفر المبنى ذي الثلاثصلات المعروف بالمدرسة في حفائر كوم الدكة
بالإسكندرية أذ عند الكشف عنه وجدناطبقة من الدفنات الإسلامية يرجع تاريخها
للقرن الثامن وبعد إزالتها وتجميع الكتلالحجرية كشفنا عن المبنى وكانت
القاعة الأمامية والوسطى تنتهي بجدار على نصف دائرةتتخللها صفوف المقاعد
ولكن عند متابعة الحفر لدراسة المبنى والكشف عن الأساساتتبين أن الجدار
الأصلي في نهاية الصالة الوسطى كان مستقيما فتبين لنا ان المبنىأعيد
استخدامه في مرحلة لاحقة وتم إضافة الحنية ربما لزيادة سعته أو للاستفادة
منالقاعة المسقوف في فصل الشتاء وفي نفس المرحلة تم إغلاق المدخل الواصل
بين القاعدتينالأولى والثانية حيث يبدو الاختلاف واضحا في المونة وحجم كتل
الأحجار.


من الناحية التقنية الفنية في التنقيب والكشف عنالمباني:أولاً: يجب تحديد وجود مبنى من عدمه وذلك بعملمجس اختباري فإذا ما تيقن المنقب من وجود جدران يجب عليه أن
يحدد الحجرات للتنقيب بداخلها والحصول على مخطط المبنىويمكن الكشف عن امتداد الجدران بمجرد تحديد اتجاه

أول جدار يظهر ثم نحفر مربعات على نفس المحور بحيثتتقاطع مع الجدران وعندئذ يمكن تحديد مخطط المبنى

وتحديد مناطق الحفر وتعديل مساحة المربعات في ضوءالشواهد والنتائج التي توصلنا إليها.

ويمكن استخدام تقنيات حديثة في تحديد مخطط المبنى وذلكباستخدام أجهزة السونار أو الرنين المغناطيسي أو

الطرق على القضبان النحاسية وتعتبر أجهزة السونار أحدثوأسرع وأدق ويمكن الاعتماد عليها في تخطيط

المربعات بحيث تصبح الحجرات هي نفسها وحدات الحفر . كماإن هذه التقنيات تساعد أيضا في جس الطبقات

التالية أسفل المبنى وتحديد ما إذا كان يمكننا الاحتفاظبه أم متابعة العمل بعد تسجيله وفكه.


وإذا لم تتوفر تلك الأجهزة يجب اختبار أساسات المبنى منالخارج ودراسة المخلفات الأثرية بها لتأريخ فترة

التأسيس ثم تبدأ إزالة المبنى بالقواعد والأسس العلميةدونما تدمير ، وتستأنف عملية التنقيب بالتعمق في الطبقات

التالية مع ترك عينات من الطبقات العليا ليمكن دراسةكافة المراحل التي مر بها الموقع.

ثانياًيجب عدم تغيير ملامحالمبنى إلا إذا كان الهدف من الحفائر تصفية المنطقة أو دراسة التطور التاريخيالكامل لهاثالثاً: يجب عدم الكشف عن جزء من مبنى في نهاية موسم الحفر بل يجب أنيكون هناك الوقت الكافي والميزانية للكشف
عنه خلال موسم وواحد أو في المدة المتبقية من الموسموإذا كانت المنطقة تضم مجموعة من المباني المتجاورة

فيحسن أن توضع خطة للكشف عنها بالكامل أفقيا ورأسيا فيفترة واحدة متصلة وتحديد العلاقة بينها أما إذا كان

الموقع مساحته واسعة ويستحيل العمل فيها وتغطيتها فيموسم واحد مثال مدينة بوتو أو كوم الدكة بالإسكندرية

والتي تحتاج للعديد من المواسم تمتد لعشرات السنوات فيجبوضع خطة للتنقيب والترميم السريع وعمل الصيانة

الدورية حتى يمكن الحفاظ على الآثار بحالة جيدة من أولأثر عثر عليه إلى أحدث أثر كشف عنه.
رابعاً: عند الحفر في الجبانات والمقابر في أنواع التربة المختلفة تظهربعض الصعوبات التي على المنقب التغلب عليها
بعضها يتطلب العلم والخبرة مثل التعرف على نوع وطريقةالدفن والعقائد والطقوس المصاحبة لها أثناء وبعد الحفر

والمستوى الاجتماعي لصاحب المقبرة وطرازها وغيرها أماالصعوبات الأخرى فهي تقنية في المقام الأول فالمقابر

المبنية والمنحوتة في الصخرغالباً ما تضم أكثر من دفنهومن هنا يجب أن نضع في الاعتبار استخدام المقبرة على
فترات متتالية أما الجبانات فهي تظل مستخدمة لفتراتطويلة لذا فإن التنقيب في الجبانات يقتضي عدم استخدام

أدوات ثقيلة ويفضل الحفر باستخدام الفرشاة والمسطرينوالمنفاخ ، ويحسن أن يقوم بالتنقيب من لديه دراية بعلم

التشريح ولديه القدرة الفائقة على التمييز بين الطبقات .وللتنقيب الصحيح في المقابر يجب أن يبدأ الحفر عند الحافة

ويمتد نحو الداخل ولا يزيد عمق الحفر عن 5 سم ، أمادفنات الحفرات فيجب أن تراعي مساحة الحفرة وعدد العمال

والفني والمنقب ويفضل أن يقتصر العدد على عامل فنيومراقب فقط ولا تستخدم أدوات ثقيلة

وتصلح هذه الطريقة في مقابر قبل التاريخ ومقابر الفقراءوالمقابر الإسلامية ، أما مقابر التلال أو المعرفة بالمقابر

المستجيرة فهناك طريقتان لحفرها وبتكرار العملية حتىظهور الدفنات والهياكل العظيمة أما الطريقة الثانية يقسم فيها
التل أربعة أقسام بممرين متقاطعين ويتم الحفرفي كل قسمطبقة ثم تنتقل للتالي وهكذا ببقية الأقسام الأربعة ويبدأ العمل
فيها في الحافة الخارجية ونتجه نحو المركز .

وبالنسبة للمقابر المنحوتة في الصخر فتعتبر مقابرالفتحات Loculi أسهل في التنقيب وليس هناك مشكلات تقنية فيها

إذ إنه بفتح اللوحة الغالقة لها يتم استخراج الرديم منهابالمسطرين وبعدها يمكن استخراج أواني حفظ الرماد أو التابوت

بينما النوع الثاني من المقابر والمكونة من صالة أماميةوحجرة الدفن فمجرد تحديد مدخل المقبرة يصير الأمر ميسرا

للمنقب إذ إن هذا النوع غالبا ما يحتوي على أكثر منتابوت أو مجموعة من الفتحات وهو غالبا ما يعاد استخدامه عبر
العصور فتلزم الحيطة في تحديد المراحل المختلفةللاستخدام وهو الأمر الذي يتطلب معلومات عن أساليب الدفن

والعادات الجنائزية والعقائد الدينية حتى يمكن التميزبين كل طراز وآخر .

التنقيب عن الآثار المعدنية والفخارية المتهالكة:
غالبا
ما توجد أثناء التنقيب آثار مصنوعة من الفخارأو المعادن تأثرت بعوامل
الطبيعة أو تآكلت نتيجة تأكسدها ربما بسبب المياه الجوفيةأو الرطوبة وتبدأ
أول مراحل العمل بترك تلك الآثار لتتخلص من نسبة الماء وتجف ثمتزال الأتربة
من حولها وتبدأ بعدها مرحلة العزل والقوية ثم الاستخراج
.

تقوم فكرة عزل الآثار بتنديتها بمناديل ورقية مبللةبالماء ولفها بها ثم
تعمل جبيرة من الجبس حول الأثر وذلك بلف الجزء الظاهر بطبقةسمكها 1 سم من
القطن أو الشاش المغموس في الجبس السائل بينما والجزء السفلى يستندعلى كتلة
من التربة وبعد أن يجف الجبس يقلب الأثر برفق بكتلة التربة العالقة به
ثمتنظف برفق وتستكمل الجبيرة وبعد أن تجف كلية توضع في صندوق وحولها فللين
أو فوم أوورق أو قش وتنقل للمعمل للمعالجة والترميم .


من الممكن صهر شمع وصبه فوق الأثر ليتجمد عليه ثم ينقاللمعمل وهذه الطريقة
تناسب الآثار الصغيرة والتي يخشى عليها من التلف السريع وهيطريقة اقتصادية
إذ يمكن أن يصهر الشمع بالتسخين في المعمل ويعاد استخدامه وسائل .

التقويمالزمني للآثار - التأريخ علم وخبرة :

يستخدم علماء الآثار وسائل متعددة لتأريخ المكتشفاتالأثرية طبقا لنوع
الآثار المكتشفة ، ويمكن تقسيم تلك الوسائل إلى قسمين رئيسينالأول منهما
الوسائل المعملية والثاني هو الوسائل الحقلية ، ولبيان أهمية التأريخالصحيح
في علم الآثار علينا أن نتذكر التعريف العلمي للآثار وهو كل ما هو قبيح
أوجميل خلفه الإنسان في مكان ما في زمن ما أي أن الزمن وهو التأريخ في
العملالميداني شطر الآثار ومن ثم تبرز أهمية الوسائل المستخدمة في التأريخ
ودقتهابنوعيها.

أولاً:الوسائل الحقلية :

تعتمد الوسائل الحقلية على دراسة المعالم الفنية للأثرمن خلال ثلاثة عناصر
أساسية أولها المادة المصنوع منها الأثر ، ثانيها الموضوعالذي يصوره أو
يمثله وثالثها التقنية التي نفذ بها ومكان صناعته ن وتجتمع هذهالعناصر
لتحدد الطراز الفني وبالتالي زمن صناعته واستخدامه كما تعتمد
الوسائلالحقلية على علم دراسة الكلامPhilology في قراءة النقوش والكتابات
من خلال النص نفسهوسطر الكتابة وشكل الحروف وجميع تلك الوسائل تخضع
للإمكانيات العلمية وتخصص المنقبالعام والدقيق .
دراسةالطبقات Stratigraphy :

تنقسم دراسة الطبقات إلى نوعين أساسيين الأول منهماالترتيب الجيولوجي
والثاني دراسة ترتيب طبقات التربة ومخلفاتها الأثرية بالتحليلوالمقارنة مع
مناطق مشابهة في ذات الحضارة أو حضارات مشابهة .

أ– دراسة الترتيب الجيولوجي لطبقات الموقع :

لا تصلح هذه الدراسات إلا في المناطق التي ترجع حضارياللعصر الحجري القديم ،
نظرا لطبيعة تكوين التربة الجيولوجي في هذا العصر ، فعقبالتنقيب في
الطبقات المترسبة نتيجة لعوامل التعرية في هذا المناطق تظهر الطبقةالطبيعية
بتكويناتها الجيولوجي ، وهي غالبا ما تكون بنفس التكوين الطبيعي مثلالتربة
الحصوية التي عثر فيها على آثار من عصر البلايستوسين في مناطق وسط
أوروبا،والتربة الطينية بالقرب من مجرى النهر خاصة في المناطق السهلية شبه
المستوية حيثتتيسر وسائل الحياة ، وتمثل المواقع من هذا النوع وسيلة سهلة
في تحديد تأريختقريبي للموقع للجيولوجي المتخصص.
ب-دراسة الترتيب الطبقي للتربة :

في المناطق التي تكونت تربتها بفعل العوامل الطبيعية مثلترسيبات الأنهار
وقت الفيضان أو ترسيبات الرياح الموسمية في المناطق الصحراويةوالمهجورة إذ
إن هذه العوامل متغيرة وغير ثابتة على قوة واحدة وغير منظمة سنويالذا جاءت
التقديرات لعمق هذه الطبقات خلال فترة ما في مكانين مختلفين غير دقيقة
وأحياناغير صحيحة .

أما إذا كان الظروف المناخية مستقرة هنا فقط يمكنالاعتداد بهذه الطريقة لأن
الترسيبات ستكون بنفس السمك مع كل تغيرتعتمد هذهالدراسة على قانون ستينو
لترتيب الطبقات بأن الطبقات الأحدث تعلو الأقدم ، ويصلحهذا القانون في
الطبقات الناتجة عن العوامل البشرية والطبيعية على حد سواء لكنهعلى المنقب
أن يدرك جيدا أن لكل موقعه ظروفه التاريخية الخاصة لذا فليس من الضروريأن
تكون الطبقة التي سمكها نصف متر مثلا وتمتد لمائتي عام أن كل نصف متر
يساويمائتي عام ، بل ومن الممكن أن تكون طبقة سمكها ثلاثة أمتار تمتد لفترة
زمنية تعادلنفس العمر الزمني للطبقة التي سمكها نصف متر عن عمر الطبقة لا
يقر بعمقها وإنمابموادها ومخلفاتها الأثرية في الطبقات الناتجة عن النشاط
العمراني والإنساني .

ومن هنا كانت الدراسات الأثرية للمخلفات المختلفة وسيلةفي تحديد عمر كل
طبقة زمنياً تعتمد هذه الدراسة على تطور الفنون البشرية عبرالعصور إذ إن
الفن يعبر عن العصر الذي وجد فيه فهو مرآة تعكس أحوال المجتمع ، لذافإن
دراسة المخلفات الأثرية من خلال تاريخها الفني هي في الواقع تأريخ لعمر
التيوجدت فيها .


تبرز أهمية المكتشفات الاثرية في إمكانية تطبيق تطورالطرز الفنية في كافة
فروع الفن من رسم وتصوير ونحت وفخار ، ويأتي الفخار في مقدمةالمواد التي
يعتمد عليها في تأريخ الطبقات نظرا لأن طريقة صناعته تكسبه صلابةتساعده على
البقاء على نفس الحالة التي صنع عليها ويحتفظ بآثار استخدامه ، إذ
يمكنالتمييز بسهولة بين المصابيح الفخارية التي استعملت وتلك التي لم
تستعمل من خلالآثار الحرق عند فتحة الفتيل .

ولعل طبيعة استخدام الفخار وقابليته للكسر تجعل مه مادةمتطورة بشكل مستمر
عبرالعصور فجاء فخار كل عصر ومكان بسمات خاصة تجعل منه مادةخصبة أساسية في
التأريخ عكف الكثير من الأثريين على دراسة الفخار وتصنيفه لوضعقواعد
للتأريخ بطرز الفخار ، وكان سير فليندرز بتري صاحب الفضل في تأسيس
هذهالمدرسة في بداية القرن العشرين حوالى عام 1901 من خلال الزخارف والرسوم
المصورةعلى الفخار الذي كشف عنه في ديوس بوليس بارفا Diospolis Parva ،
لكن التأريخ من الزخارف فقط قد ينتج عنه بعض الأخطاء إذ منالممكن أن ي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الله
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
مشرف قسم الأجهزة والكواشف
أبو عبد الله


تاريخ التسجيل : 07/11/2010
العمر : 58

التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني   التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Emptyالأحد 19 ديسمبر 2010 - 12:29

التأريخ بواسطة حلقات الشجر :
دندركرونولوجي
على أساس عدد الحلقات السنوية فيجذوع الأشجار المعمرة إذ أن كل سنة من عمر
الأشجار تتكون فيها حلقة في جذعها ومنهنا عند قطع جزوع الأشجار يمكن حصر
هذه الدوائر المتداخلة وبعددها يمكن تحديد عمرالشجرة بالسنوات ، بل أمكن
أيضا تحديد نوع الطقس السائد في فترة نموها فالحلقاتالواسعة الكبيرة تنتمي
للمناطق المطيرة ، ورغم دقة هذا الأسلوب في التاريخ إلا إنهيمكن الاعتماد
عليه في المناطق التي توجد بها أشجار معمرة ولا ينطبق هذا بالتأكيدعلى مصر
والمناطق المجاورة لها أثبتت هذه الطريقة نجاحها ودقتها في مجالات
التاريخللمناطق ذات الأشجار المعمرة وأمكن من خلالها عمل خريطة طقسية
لأمريكا الشماليةللثلاثة آلاف عام الماضية
.
الوسائلالمعملية التحليل - الذري للكربون المشع :

ليس في الامكان تقدير مدى أهمية التاريخ باستخدامالكربون المشع (14) في
مجال الآثار منذ اكتشاف هذا الكربون عقب الحرب العالميةالأولى ونال مخترعها
ويلاردف ليبي جائزة نوبل للسلام على هذا الاختراع والأساسالذي تقوم عليه
هذه الطريقة هو أن الأرض تتعرض باستمرار لإشعاع كوني ،وينتج كربون14 من رد
الفعل الذي يترتب على ذلك في طبقات الجو العليا بين النيوترونات
وذراتالازوت ولما كان تفق النيوترونات ثابتة طيلة آلاف السنوات الأخيرة فإن
نسبةالكربون على هذا النحو لم تتغير أيضاً.


وفي الهواء الجوي تتفاعل ذرات الكربون 14 كيميائيا معالأكسجين فتكون غاز
ثاني أكسيد الكربون الذي يختلط بالتالي مع ثاني أكسيد الكربونالعادي (ذراته
التي تحتوي على 6 نيوترونات خاملة ليس لها نشاط و6 بروتونات) وينفذهذا
الغاز الكربوني الجوي في الأنسجة الحية عن طريق النبات فالحيوانات آكلة
العشبثم الحيوانات التي تتغذى عليها ...إلخ ومن ثم تحتوي الحيوانات على
كربون 14 وعلىذلك فإن كل كائن حي يحتوي على كربون 14 بالتركيز الذي يوجد
فيه هذا الكربون فيالهواء الجوي في الزمن الذي يعيش فيه الكائن الحي،
وعندما يموت الكائن الحي وتنقطعصلته بالهواء الجوي لا يتخذ الكربون 14 الذي
يحتويه بإضافة من كربون 14 الآتي منالسلسلة الغذائية ، ومن ثم يبدأ تركيز
كربون 14 في التناقص من الأنسجة

وتبعا لقوانين النشاط الإشعاعي تختفي المادة المشعةبمعدل النصف كل حقبة أو
"نصف العمر" وتساوي حقبة الكربون 14 حوالي6000سنة تختفي نصف الذرات الباقية
بدورها أي أن الرقم البدائي يستهلك ثلاثةأرباعه. وحتى عام 1900 كان تركيز
الكربون 14 في الهواء المحيط بنا يعطي لكل جراممن الكربون نشاطا إشعاعيا
يقدر بحوالي 15انحلالا في الدقيقةDPM دي بي إم وتسمى هذه الطريقة للتعبير
عن النشاط الإشعاعي"النشاط النوعي "بعبارة أخرى فإن 15انحلالا في الدقيقة
للجرام الواحد فيحالتنا هذه يعني أن بين الخمسين ألف مليون مليون مليون ذرة
كربون 12في جرام واحديوجد حوالي 650مليار ذرة من كربون 14 يختفي منها 15كل
دقيقة بفقد النشاط الإشعاعي،وعلى هذا فبعد انقضاء 6000سنة على موت الكائن
الحي يصير النشاط النوعي للكربون 14حوالي 7.5دي بي إم للجرام الواحد وبعد
12 ألف سنة لا يزيد عن 3.75 دي بي إم للجرامالواحد وهكذا دواليك.


وباستخدام عينات كبيرة إذا تيسر ذلك وأجهزة فعالة القياسللنشاط الإشعاعي
وأمكن مثلا تأريخ أشياء خشبية ترجع إلى 5000سنة مضت ومع ذلك يطبقالتاريخ
باستعمال الكربون 14 على أشياء لم يمض عليها ما يتراوح بين
10000سنةو15000سنة ومعظمها من الخشب ولكن يمكن استخدام هذه الطريقة أيضا مع
العظاموالأنسجة والعاج والحديد (يحتوي الحديد على نسبة قليلة من الكربون
الناتج منالعينات القديمة من الخشب.


اختبارالتألق الحراري:

التألق الحراري المستحدث طريقة أخرى لتأريخ الأوانيالخزفية والفخارية و هذه
الطريقة استخدمت لأول مرة عام 1960على يد جورج كينديوأصبحت بالتالي بعد أن
طواها الباحثون في جامعتي اكسفورد وبنسلفانيا أداة مفيدةللغاية وذات أهمية
كبيرة بسبب كثرة وجود الفخار في المواقع الثرية والحفائر وتعتمدهذه
الطريقة على تأثر الإشعاع بتغير التأثير الإلكتروني للمواد العازلة فتخزن
كميةالطاقة فإذا سخنا المادة إلى درجة حرارة معينة تبدأ بالقوى التي تحتجز
الألكتروناتالتي تغير وضعها في الانطلاق ويرتخي البنيان وتتحرر الطاقة
المختزنة في هيئةانبعاث ضوئي حيث يصدر جزء كبير من الإشعاع الذي يستثير هذا
التغيير من عناصر مشعةطبيعية موجودة بمقدار ضئيل في الفخار مثل اليورانيوم
والنيوريوم والبوتاسيوموتحتوي التربة المدفون فيها الخزف أيضا على عناصر
مشعة طبيعية تؤثر في الفخاربكيفية مماثلة وتسهم الأشعة الكونية أيضا في
التلفيات المترتبة على الإشعاعات .

وبمرور الزمن تختزن المادة مزيدا من الطاقة ويعمل الجهازعندئذ عمل
الكرونوميتر - مقياس الوقت - ونقطة الصفر فيه تقابل آخر تسخين للمادةإلى
درجة الحرارة التي تتيح للجهاز أن ينطلق وهي بالنسبة للفخار تمثل تاريخ
إحراقةفي المرحلة النهائية من صنعه فإذا أريد تأريخ جزء فخارى باستخدام هذا
الكرونوميترفانه يتعين معرفة عناصر هامة وقياسها مثل جرعة الإشعاع التي
سجلها الكرونوميتر منذأن بدأ يعمل ويمكن الحصول على هذا بقياس المركبات
المشعة من هذا الجزء والتربةالمدفونة فيها ويمكن تقدير الإسهام الضئيل
للأشعة الكونية وحساب المقدار السنويللإشعاع و كمية الطاقة المختزنة في
العينة ولقياسها يجب أولا بسط وتثبيت طبقةرقيقة من مسحوق دقيق جدا مأخوذ من
العينة فوق كتلة معدنية ويوضع أمامها جهاز لقياسالضوء( مضاعف ضوئي) ثم
تسخن الكتلة المعدنية تسخينا إلاكترونيا بحيث ترتفع درجةحرارتها (وكذا درجة
حرارة العينة ) بالتدريج وانتظام وتقاس درجة الحرارة والضوءالمنبعث
وتسجلان باستمرار لإعطاء منحنى للتألق الحراري الصناعي وكل مادة تسخن
تبدأمن درجة حرارة معينة في انبعاث الضوء، والمطلوب إذن في هذه الحالة قياس
الضوء الإضافيالذي يشعه الفخارو حساسية العينة بالنسبة إلى الإشعاع
المستحث وتقدر بقياس التألقالحراري الصناعي المستحث بتعريض العينة للإشعاع
بكمية معينة من الأشعة حين يبلغالقياس الأولى نهايته.


وبجمع هذه العوامل الثلاثة في معادلة نحصل على عمر الجزءالفخارى وتتطلب
عملية التأريخ بهذه التقنية عملا متقنا وعناية شديدة من ذلك أنهيجب طحن
العينة باحتراس وإذا طحنت طحنا سريعا وعنيفا فإنها قد تسخن بسرعة
وتبعثالضوء قبل الأوان ومع ذلك فقد أصبحت هذه التقنيات دقيقة ومضبوطة وتتيح
إجراء عدداكبيرا من التأريخات التي كانت حتى وقت قريب مشكوكا في صحتها
وهناك فضلا عن الاجزاءالفخارية أشياء خزفية أخرى أمكن تأريخها فقد أجريت
تحليلات لتماثيل من طين محروقوفخار كشف أحيانا أنها مزيفة.

اختبارنسبة الفلورين في العظام:

يقوم هذا التحليل على أساس أن العظام تمتص مادة الفلورينمن التربة الرملية
والحصوية التي دفنت فيها والفلورين عنصر غازي على شكل فلوريداتموجودة بكثرة
في المياه الجوفية عادة بنسبة جزء واحد في المليون ، ولذلك فعندماتتصل
أيونات الفلورين مع فوسفات الكالسيوم الموجودة في العظام والأسنان
وآلافالسنين في أرض رطبة أو رملية أوحتى في بعض أنواع الطين فإنها تمتص
أيونات الفلورينمن المياه الجوفية ، وعندما تدخل هذه الأيونات في العظام
تبقى (إلا إذا أصبحتالتربة حمضية تتحلل بسببها العظام) وتستمر هذه العملية
بصفة مستمرة وتزداد كميةالفلورين في العظام مع مرور السنين.


هذه الطريقة لا تنجح إلا مع المناطق المكشوفة الشاسعةالتي تكون التربة فيها
دائما رطبة ولا تصلح للمناطق الجافة وتحتاج العظام الفارقالزمني بينها
طولا في نفس المنطقة.

قياسالقوة المغناطيسية للفخار:

تعتمد هذه الطريقة على قياس القوة المغناطيسية الناتجةعن وجود 5% من أكسيد
الحديد وعند حرق الطين توجه دقائق أكاسيد الحديد المغناطيسيةفي اتجاه
المجال المغناطيسي الأرضي ويظل هذا الوضع حتى بعد أن يبرد الفخار وبقياسقوة
المغناطيسية في الكرة الأرضية في أقصى قوة لها وأضعف قوة لها مقارنة مع
القوةالحالية واستطاع العلماء بناء على تغير اتجاه المجال المغناطيسي في كل
مكان به فرنحرق ثابت عبر العصور أن يوضحوا العلاقة بين اتجاهات المجال
المغناطيسي والسنين لكنجدوى هذه العملية تقتصر على تحديد زمن آخر حرق في
الفرن الثابت.


أهميةالتسجيل الأثري:

تكمن أهمية عملية التسجيل الأثري للموقع تسجيلا عمليادقيقا بكل الوسائل من
وصف ورسم وتصوير وراء أسباب مختلفة فإذا ما تمت هذه العمليةبشكل دقيق دونما
إغفال لمظاهر التباين في الطبقات المختلفة وموضع اكتشاف الأثروحالته و وقت
الكشف عنه فانه يمكن حينئذ فقط إعادة ترتيب وبناء الموقع الأثري علىحالته
قبل الحفر على الورق كما يمكن أيضا استنتاج حقائق عملية من واقع
البياناتالدقيقة للسجل إذ يمكننا من خلال تحديد موضع العثورعلى الأثر
وطبيعة الطبقة التيكشف عنه فيها وعلاقة المكتشفات معا أن نقرأ هذه الطبقات
قراءة صحيحة وتبرز أهميةالتسجيل الأثري في كونها ذاكرة ثابتة تسجل كل ظروف
الكشف الأثري ومراحله ومحتوياتهوغيرها من البيانات التي قد تفقدها الذاكرة
الآدمية مما يعتبر صيانة لترتيبالطبقات التي لا يمكن إعادته إلى أصله الأول
.

وتقوم عملية التسجيل بدور هام لدارسي الآثار المتخصصينبما تتيحه لهم من
فرصة دقيقة للتعرف على كافة البيانات اللازمة للدراسة بما يحققالهدف الأصلي
من ميدان علم الآثار ألا وهو التعرف على الحضارات البشرية الغابرة ،كما
يستطيع دارسي الآثار من خلال التسجيل الدقيق أيضا أن يصححوا أو يعيدوا
تقييماستنتاج المكتشفات بما يعود بالفائدة على الهدف الأصلي الذي أجريت من
أجله الحفائر.


وسائلالتسجيل الأثري:

أ- الخرائط ومساقط ومقاطع المجسات:

وتستخدم هذه الخرائط في مرحلة المسح الأثري وأثناءالحفائر ، ويمكن للأثري
بقليل من مبادئ المساحة والرياضيات أن يجيد استخدام هذهالخرائط وأن تكون
دقيقة بالدرجة الكافية وإن كان من الأفضل وجود مساح متخصص فيمرحلة المسح
الأثري.


ب– التصوير الفوتوغرافي:

يبدأ استخدام الكاميرا من اللحظة الأولى لعملية المسحالأثري وقبل بدء
الحفائر ويستمر استخدامها أثناء الحفر في كل لحظة قبل بدء العملاليومي
وأثناء عملية الحفر، وعند الاكتشاف وعقب الاكتشاف وعقب انتهاء العملاليومي،
يجب أن يكون لدينا سجلا كاملا من الصور لكل مجس وموقع أثري من أكثرمنزاوية
وبأنواع من السلبياتNEGATIVES والشرائح POSITIVES يمكن منخلالها إعادة
بناء الموقع مرة أخرى.

ويجب أن يكون هناك أرشيفا خاصا بالبيانات يحمل أرقاماوموضوعاته تسجل عليه
حتى يمكن إعادة طبعها عند الضرورة وأن يكون هذا الأرشيف فيظروف ضوئية
مناسبة للحفاظ عليه أطول فترة ممكنة.


ج– التصوير بالفيديو:

يمكن استخدام كاميرات الفيديو والوسائل المرئية الحديثةفي عملية التسجيل
الأثري إلى جانب التصوير الفوتوغرافي ، ويمكن الإفادة منالتكنولوجيا
الحديثة والمتقدمة باستخدام (الحاسب الآلي ) في التصوير بكاميراتالفيديو
وطبع صور فوتوغرافية منه

د – الحاسب الآلي " الكمبيوتر":

قدمت التكنولوجيا الحديثة برامج خاصة تستخدم في عمليةالتسجيل الأثري من حفظ
معلومات وفهرسة ورسم معماري وإعداد تصورات متكاملة للأصولالقديمة
للمكتشفات بل وإعداد الدراسات التحليلية البيانية اللازمة في حينها
،لذايمكن الاعتماد على هذا الجهاز الحديث ولكن يجب أن تكون هناك نسخ متعددة
من الأقراص"الديسكات".

هـ - مذكرات تسجيل اليومية :


تدون في المذكرات اليومية كافة الملاحظات والأحداث منذاللحظة الأولى لإعداد
الحفائر ، يراعى الأمانة والدقة وقوة الملاحظة عند تدوينكافة المشاهدات
لتصبح حقائق واقعية يمكن الرجوع إليها، وهذا الجزء يتم بصورة آليةدونما
استنتاج أو تفسيرأما عند كتابة ملاحظات خاصة أو استنتاجات بعينها يجب
أنتكون منفصلة عن المشاهدات والمتغيرات التي تحدث في الحفر.
حـ السجلات الخاصة بالقى الأثري:

تنقسم هذه السجلات بدورها إلى قسمين الأول هو سجل عاميضم كافة المكتشفات
الأثرية التي عثر عليها أثناء الحفر ويأخذ كل أثر رقما خاصابالحفائر وتوضع
في هذا السجل عدة بيانات تضمن موضع العثور عليه ، والطبقة التيعليه فيها ،
والعمق ، المادة المصنوع منها، ومقاساته، وحالته عند الكشف ، تاريخالاكتشاف
رسم المكتشف، وصف دقيق للأثر.


أما النوع الثاني من السجلات فهو السجل الخاص ويتم فيهعمل سجل خاص حسب
نوعية مادة الآثار كالفخار ، المعدن ، الأحجار ، الصخور أو أنتكون حسب نوع
الأثر كالمسارح ، العملة ، النحت ، الأواني، الأدوات، التوابيت ،والجعارين
...إلخ.


ويجب أن يتضمن هذا السجل نفس بيانات السجل العامبالإضافة لرقم خاص حسب
النوع بالإضافة لرسم وصورة من مختلف الجوانب قبل وبعدالترميم إن حدث، ومكان
حفظ الأثر ويفضل أن تكون هناك خانة خاصة بالمتابعة بالنسبةللمواد التي قد
تتفاعل مع البيئة الجديدة التي تحفظ الأثر، وخانة خاصة بالعصر الذيينتمي
إليه ،والنشر إن وجد.

تسجيلموقع الحفائر:

يجب تحديد مستوى سطح البحر قبل إجراء الحفائر وإن تعذرذلك يجب أن تحدد نقطة
ثابتة بالقرب من موقع الحفائر معلوم ارتفاعها عن مستوى سطحالبحر و يراعى
عند اختيار هذه النقطة أن يمكن رؤيتها من جميع زوايا موقع الحفر وإنأعمال
التنقيب لن تصل إليها سواء بالرديم أو الحفر و يحسن اختيار النقطة
الثابتةعلى صخر بارز ويكون تحديدها بألوان ثابتة أو سيخ من الحديد يثبت
بالأسمنت ، وإذااتسع نطاق الحفائر يمكن اختيار عدة نقاط ثانوية لها علاقة
بالنقطة الثابتة الأصليةمن حيث الارتفاع والبعد والزاوية والاتجاه ... إلخ،
وتعرف هذه النقطة اصطلاحا Datum point. وعندتسجيل أعمال اليومية في
المذكرات يجب أن نحدد موقع هذه النقطة والمعدن المصنوعةمنه ووصفها وصفا
دقيقا ، كما يجب أن يحدد موقعها على كافة خرائط التسجيل سواء كانتداخل موقع
الحفائر أو خارجه، غالبا ما يصطلح عليها في الخرائظ بشكل صليب داخلدائرة.


التصويرالفوتوجرامتري:

يتم التصوير الفوتوجرامتري من الجو بحيث تظهر على الورقكما لو كانت رسمت
بخطوط تحديدية تسجل كافة العناصر من ارتفاعات وانخفاضات بنسبطبيعية، حيث
تؤخذ الصورة من جهازStereo Scope بمساعدة جهاز phototheodolite وتخرج
الصورة موضحةبخطوط طولية وكافة المقاسات اللازمة للتسجيل.


و لا يصلح هذا الجهاز إلا للتصوير والتسجيل في الأماكنالواسعة والمكشوفة
نظرا لأنه يشغل حجم حجرة كبيرة ولا يصلح لتصوير أماكن مغلقةضيقة كالمقابر
ويفضل استخدام هذه الطريقة قبل الحفر لتسجيل الموقع قبل الحفر ثم فينهاية
الحفر لتوضيح نتائج الحفائر.

كيفيةتحديد موقع اللقى الأثرية :

يجب أولا تحديد ارتفاع أوتاد الأركان الأربعة للمربعويفضل أن يسجل مستوى
الارتفاع كتابة على الوتد وهناك طريقتان لتحديد موقع اللقيةالأثرية، الأولى
باستخدام مثلث قياسMeasuring Triangle وهو مثلث خشبي (من الأبلاكاج)
قائمالزاوية مثبت في كل ضلع من ضلعي الزاوية القائمة ميزان مائي يمكن رؤيته
منالجانبين وللقياس الدقيق يستخدم ميزان تقاله مع المثلث


أما الطريقة الثانية فهي أبسط ويمكن صناعتها يدويا فيالموقع حيث تتطلب وجود
دوبار وثقل ومشبك كبير ومسامير تثبت فوق الأوتاد . بحيثيثقب المشبك عند
طرفي الضغط وينفذ منها دوبار يمر بين طرفي المشبك (الماسك) يثبت في
نهايتهثقل خفيف ويدلى الطرف بالثقل حتى يلامس اللقى ثم يضغط المشبك مباشرة
وبقياسالمسافة من موضع المشبك حتى طرف الثقل يكون العمق ويجدر الإشارة أن
المشبك يمر بيندوبار يصل بين وتدين أو ثلاث من أوتاد المربع العلوية وهو
مستوى القياس. تسجيلالطبقات: تأتي أهمية دراسة الطبقات وتسجيلها تسجيلا
دقيقا ، ونظرا لأن الطبقاتالأثرية ليست مستوية ولا متساوية وليس بسمك ثابت
فمن النادر أن تدمر مدينة ويعادبناؤها بالكامل في فترة واحدة بل ليس هناك
منزل أو مبنى يدمر ويبنى في نفس الوقت ،ويتضح هذا بجلاء في المدن ذات
الموقع الثابت والتي تتطور طوبوغرافيتها رأسياوأفقيا مثال ذلك : مدينة
الإسكندرية ، فالمدينة الرومانية تنخفض عن المدينةالبيزنطية بحوالي3.5م
بينما تنخفض البيزنطية 6.5م عن مستوى المدينة الحديثة بينماتقع المدينة
البطلمية على عمق 13م من مستوى المدينة الحديثة وعلى الرغم من هذا فإنبعض
الشوارع الرومانية والتي أقيمت فوق شوارع هلينستية ارتفعت بما يزيد عن
قامةرجل مرتين خلال عصر واحد بينما هناك شوارع أخرى ظلت على أهميتها ولم
يتغير منسوبها.


يبدأ التسجيل العلمي للطبقات أثناء الحفر منذ بدء العملويجب أ ن يلاحظ
التغيير الذي يطرأ على لون الطبقة حتى يمكن أن تميز طبقة عن غيرهاوعند تغير
اللون يجب أن يثبت مسمار وبطاقة في القطاع الرأسي وهكذا كلما تغير
اللونتثبت بطاقة جديدة ،ويسجل على هذه البطاقة البيانات التالية:

1 - منطقة الحفائر:..............................
2 - موقع الحفر:.............................
3 - رقم المربع :............................
4 - اتجاه الجانب الذي ثبتت فيه البطاقة :...................
5 - الطبقة ووصفها ومكوناتها كأن تكون أحجار أو صخور أورمل أو زلط أو طين أحمر أوأسمر...إلخ.
6 - مقاس الطبقة من سمك وامتداد:...........................
7 - المخلفات الأثرية التي وجدت ضمن الطبقة كأن تكونفخار- زجاج – عظم – صاج- رصاص ... إلخ(أي المادة).

8 - رقم الطبقة:.................................

حيث يبدأ الترميم من أعلى أي من بداية الظهور.

كيفيةرسم كسرات الفخار المخصصة للدراسة :

لعل من أسوأ الأفكار التي تطبق في دراسة الفخار هيالسماح بكسر الكسرات
الفخارية باستخدام المنشار لمعرفة الطينة ولونها ودرجة الحرقوغيرها من
البيانات اللازمة لدراسة الفخار ، أولا يجب أن يراعى أن يكون خط
النشربالمنشار بزاوية قائمة تماما أي عبارة عن خط مستقيم يشطر الكسرة طوليا
، توضع نقاطعلى الكسرة تحدد خط القطع أو النشر ، ثانيا ترسم الكسرة
باستخدام المشط المتحركبنفس الأسلوب المتبع في رسم أجزاء الأواني ، ويستخدم
قلم رصاص سميك نسبيا لتمييزهذا الرسم وفي حالة إعداده للنشر العلمي يجب أن
ترسم بقلم رفيع السن .


تفسيرالمكتشفات الأثرية

كيف يستفيد عالم الآثار المنقب من نتائج حفائرة ؟ وكيفيستغل تلك الآثار ؟
هذا السؤال سوف يظل دائما محل اهتمام كل من ينقب عن الآثارفتفسير تلك
الآثار وتاريخها من أهم أهداف عملية التنقيب ، وواقع الأمر أن
التسجيلالدقيق لكافة مراحل التنقيب بكافة الوسائل المقروءة والمصورة
والراية الواسعةبطبيعة الموقع وتاريخه والثقافة الواسعة للمنقب تمكنه من أن
يفسر مكتشفاته تفسيراعلميا دقيقا .
يجب أن ندرك تماما طبيعة عملية التنقيب وكيف أننا نعودبعجلة الزمن إلى
الوراء ورب طبقة واحدة تضم مخلفات قرن أو اثنين من الزمان وأنهمهما تعاظمت
معلوماتنا عن الماضي فهي محدودة بل هناك العديد من الجوانب التي قدتكون
مجهولة تماما وإذا كانت طبيعة دراسة المنقب تنصب على عصور زمنية طويلة
فإنالقرن يعتبر فترة قصيرة في عرف هذه الدراسة .


فتصير مشكلة التاريخ والتفسير عسيرة جدا متى اختلطتمخلفات عدة قرون في طبقة
واحدة ويزداد الأمر صعوبة متى تباينت جودة وقيمة تلكالمكتشفات خاصة إذا
كانت داخل مبنى واحد ولعل هذا ما يضفي على علم الآثار نوعا منالتحدي الذهني
والثقافي فعلم الآثار هو الوحيد الذي يستنطق الحجر فيجعله يبوحبأسراره
فهذا هو بالتحديد طبيعة عمل عالم الآثار.


تعتمد عملية التفسير على دقة التنقيب وتدوين كافةالملاحظات الهامة
والثانوية على السواء فقد تكون ملاحظة عابرة مفتاحا لتفسير ماهيةمبنى
وطبيعة استخدامه فدقة الملاحظة وتسجيل كافة المخلفات واللقى في طبقاتها
يساعدعلى دقة وصحة الاستنتاج وهنا أضرب مثلا أنه أثناء قيام البعثة المصرية
البولنديةبالتنقيب في منطقة كوم الدكة عام 1986 لاحظت ضمن الرديم وجود صف
من أعناق الأوانيالفخارية متتالية ومتداخلة ضمن الرديم ولما كانت هذه
الظاهرة غريبة تم تصويرهاوتسجيلها ثم تابعنا الحفر وتصادف بعد ذلك أن عثرنا
على صف آخر في مبنى فيلا في وسطالتل يستخدم في صرف مياه الحمام ومن هنا
استطعنا تفسير المبنى السابق على اعتبارهمرحاضا ملحقا بمبنى البلايسترا ولو
كنا أغفلنا هذا الصف من أعناق الأواني الفخاريةلظل هذا المبنى مجهول
الهوية.


وتزداد صعوبة التفسير والتأريخ أكثر متى كانت الاكتشافاتتخلو من الكتابات
والنقوش وهنا فقط تتعاظم أهمية التسجيل الدقيق وتدوين الملاحظاتالدقيقة مع
خبرة وسرعة بديهة المنقب ومهاراته الأساسية فوسائله الشخصية وشخصيتهوثقافته
الواسعة هي وسيلته التي تتيح له تفسير تلك المكتشفات فعليه أن
يستنتجالترتيب الزمني من ملاحظاته التي سجلها فعلى سبيل المثال إذا كان
ينقب في جبانةمتعددة العصور عليه أن يدون أولا بأول أوجه الشبه والاختلاف
معماريا ومن حيثالأساس الجنائزي والزخارف وطرق الدفن بل وطبيعة الرديم في
كل مقبرة وحالة الدفناتوغيرها، فكل اختلاف بين مقبرة وأخرى قد يبرهن به
كدليل للتأريخ من خلال الدراسةالمقارنة ومن يجب أن يفهم المنقب دائما
ويتذكر أن الشيء الذي لا يعرفه يجب ألايهمله .

يعتبرمنهج الدراسة
المقارنة للمكتشفات أحد أهم وأنجح الوسائل في تفسير وتأريخ تلكالمكتشفات
خاصة إذا لم يتوافر النص القديم فمن المؤكد سيلاحظ المنقب اختلافا
فيالتقنيات والطرز والزخارف بما يبين أن هناك مراحل فنية متدرجة في المستوى
وبالتالييستطيع ترتيبها بين تقدم وتدهور ، أو بدائي ومتطور تبعا لترتيب
الطبقات وتعتبرالأمثلة الواضحة لأي عملية من هذا النوع دليلا في تأريخ بعض
هذه المقابر ، وقديتفق التطور الفني والتقني لهذه اللقى الأثرية والأساس
الجنائزي مع مواضعها فيالجبانة ، ولن يغيب عن فطنة الأثري المنقب انتظام
مواضع العثور على هذه اللقى بمايوحي بالاستقرار وهو الأمر الذي ينعكس على
تخطيط الجبانة نفسها ولعل خير مثال علىهذا جبانة تونا الجبل بصحراء دوره في
محافظة المنيا إذ جاء هنا طرازان من المقابرالأول مبنى بالحجر الجيري
ويأخذ معبد ويرجع تاريخه للعصر البطلمي أما الثاني فمبنىبالطوب اللبني
والمقبرة على شكل منزل وزخارفها ملونة والجنائز صارت أقل انتظاما فيالتخطيط
وهو الأمر الذي يتأكد بمقارنة كافة العناصر الفنية المكتشفة بهذه المقابر .

يعتبر تخطيط الجبانة هنا هو الخطوة الأولى في التصنيفوهو الأمر الذي ينطبق
على كافة مخططات الجبانات سواء كانت مبنية أو منحوتة فيالصخر أو في طبقات
متتالية ضمن الرديم ومثلما هو الحال في جبانة بوتو بالدلتا ،ولعل تطبيق
قانون ستينو في ترتيب الطبقات هو الحقيقة الثابتة حتى الآن والتي تقولأن
الطبقة الأحدث هي الطبقة الأعلى وهو الأصوب ما لم تكن تلك الطبقات غير
منتظمةأو امتدت إليها أيدي بشرية أدت لخلط تلك الطبقات وهو الأمر الذي
يدركه المنقبالخبير لأول وهلة .

أما الدراسة التحليلية التي تعتبر الوسيلة الثانيةوالأهم بالنسبة للمنقب في
تأريخ وتفسير المكتشفات التي لا توافر معها نصوص ، إذيجب أن يقوم بتحليل
كل ما سجله في سجل اليومية الخاص بالحفائر ذلك عن طريق عمل جداولفي أعمدة
متوازية يوضح فيها رقم كل مقبرة وعمقها ووصفها واتجاهها والمكتشفات التيعثر
عليها بداخلها مع رمز يوضح عدد وطراز كل نوع من هذه المكتشفات ثم عليه
تحليلتلك البيانات فيبدأ بمجموعة المقابر الأعمق لأنها الأقدم ثم يقارن بين
محتوياتهاليستخلص أوجه الشبه والاختلاف بينها ثم ينتقل على المجموعة
الأعلى وهي الأحدثويكرر نفس المقارنات بين المجموعة ذاتها ثم يقارن بينها
وبين المجموعة السفلىليرصد ظواهر ومخلفات اختفت في المجموعة الأعلى وتظهر
فقط في السفلى أو يرصدمستحدثات تظهر فقط في المجموعة العليا ن أو يمكنه أن
يلاحظ تطورا في الطراز أوالتقنيات أو الفنون وبالتالي يستطيع أن يستقر على
جدول زمني في ضوء تلك المقارناتلا ينقصه الصواب .

ومن خلال هذا الجدول يستطيع أن يفحص بقية المقابرباعتبار أن المقابر الأقدم
تاريخيا هي السفلى أو الأعمق وأن الحدث هي العلياوبالتالي فإنهما تمثلان
مرحلتي البداية والنهاية لتاريخ تلك الجبانة وبناء عليهفإن بقية المقابر
تمثل بقية مراحل التطور الزمني للجبانة ولكن إذا تشابهت أي منبقية المقابر
مع إحدى الطبقتين تنسب إليها أما التي تختلط فيها عناصر المستويينفهي تمثل
المرحلة الوسطى أي مرحلة التطور من القديم إلى الحديث ، وللتيقن من صحةتلك
الاستنتاجات للدراسة التحليلية يمكن ملاحظة ترتيب مقابر كل نوع
وعمقهابالمقارنة مع النوعين الآخرين ، ويجب أن يتفق عمق مقابر هذه المجموعة
الوسطى معترتيبها الزمني وتدعيم تلك النتيجة بمقارنة مكتشفاتها واللقى
الأثرية مع المرحلتينالسابقة والتالية لها .

و بمتابعة التحليل للبيانات المدونة بالجدول الذي يعدهالمنقب يستطيع أن
يستخلص نتائج أكثر دقة وذلك بمقارنة مقابر كل مجموعة من كافةالنواحي
المعمارية والفنية والجنائزية والدينية ليخلص إلى جدول تاريخي يحدد
الأقدموالأحدث بين كل مجموعة ومن هنا يستطيع أن يرصد كافة مراحل الجبانة من
خلال تلكالدراسة التحليلية و لعل ما يزيد تلك الدراسة والتفسيرات قوة
ويضفي عليها مزيدا منالدقة تصل إلى درجة الحقيقة هي الربط بين هذه النتائج
ونتائج التنقيب في بقيةالموقع سواء كانت المنازل السكنية أو المعابد أو
المباني العامة أو غيرها ولعلأفضل هذه المقارنات غالبا ما تكون فمع نتائج
التنقيب في المنازل السكنية خاصة إذاكان ترتيب الطبقات يتشابه مع ترتيب
طبقات الجبانة ، فيمكن مقارنة مخلفات كل طبقةمع نظيرتها في الأخرى وبالتالي
يمكن الربط بين طبقات البناء المختلفة بالعصورالمتتابعة في الجبانة
واستخلاص خصائص كل مرحلة من حيث ظروف الحياة اليومية متى كشفعن أطلال معابد
تلك المدينة .

أما تفسير المكتشفات التي تحمل نقوشا أو كتابات فالأمرأكثر سهولة إذ إن
قراءة النقش وترجمته غالبا ما تعطي معلومة مؤكدة عن هذا الأثر قديكون النقش
اسما أو يشير إلى حدث تاريخي معروف أو يحمل تاريخا محددا أو قد يكونعبارة
عن توقيع الصانع أو أي معلومة من المعلومات التي يمكن توظيفها بالشكل
الصحيحلتفسير الأثر وتاريخه .

يجب على المنقب أن يتذكر أن عملية التنقيب عملية جماعيةوانه لا يمكن لفرد
مهما بلغ علمه أن يقوم بدراسة كل المكتشفات ، فيجب أن يستعينبمتخصصين في
كافة فروع مكتشفاته ليتسنى لهم الوصول إلى نتائج دقيقة ومؤكدة ، لذافإن
الواجب على المنقب ـ إذا لم يتوافر له فريق العمل المناسب ـ أن يكتب
تقريرامفصلا ودقيقا عن كافة مراحل التنقيب لا يهمل فيه صغيرة أو كبيرة ولا
يخشى أن يصيبالقاريء بالملل فإن مثل تلك الكتابات يقرأها المتخصص الذي
يحتاج كافة التفصيلاتليكمل عمل المنقب ويحقق الهدف المرتجي من عملية
التنقيب وذلك بدراسة تلك المكتشفاتمن زاوية اهتمامه وبالتالي يميط اللثام
عن جانب من جوانب الحياة الاجتماعية أوالدينية أو الاقتصادية أو غيرها من
جوانب تلك الحضارة الغابرة .

يجب على المنقب أن يسجل رأيه ويقدم معه كل المادة التيكشف عنها وسائر
الدلائل التي اعتمد عليها ليدرسها المتخصصون ليقولوا كلمتهم في هذاالشأن
فعلى سبيل المثال يقوم عالم الأجناس والسلالات البشرية بدراسة الدفنات
ومنخلال علمه بالخصائص العضوية للأجناس يستطيع أن يستنتج معلومات عن الجنس
والنوعوالعمر والمرض الذي أصابه وغيرها من المعلومات التي يتعذر على المنقب
أن يستخلصها.

إن واجب المنقب الأول هو تجميع المادة التي حصل عليهابالتنقيب ثم ينظمها
وينسقها وليعلم انه صاحب الكلمة الأولى فقط ولن تكون له الكلمةالأخيرة أبدا
لذا فإن نشر تلك المادة مفصلة تفصيلا دقيقا يسمح للآخرين بأن يدلوبدلوهم
ليس فقط في تأييد وجهة نظره بل ربما لتفنيد رأيه واستخلاص الجديد ،رغم
كلهذا فإن معايشة المنقب للحظة ميلاد الأثر وتلك المشاعر التي تجتاحه أو
الانفعالاتالتي تعتريه وانطباعاته الشخصية وغيرها من الأهازيج قد لا يعبر
عتها تعبيرا دقيقاـ فالمنقب ليس أديبا ـ لكنه يعرف كيف يسجل ويلاحظ وقد
يفتقد المقدرة على الاستنتاجوربما كان لا يملك تلك الموهبة التي تجعل منه
مؤرخا ، لكنه يظل صاحب أكبر المميزاتمن خلال معايشه للكشف الأثري فإن ما
يدور بخلده في تلك اللحظة وذلك الطوفان منالمعلومات التي تتواثب إلى ذهنه
في ومضات سريعة تجعله الشخص الوحيد في العالم الذيانصهرت بداخل عقله تجربة
لن تكرر مع غيره ومن هنا تأتي أهمية ما يكتبه فهي تسجللحظة لا تتكرر، أما
إذا كان المنقب صاحب خبرة ومهارة وعلم وله ثقله فإن النتائجالتي يصل اليها
لا بد وأن تكون ذات شأن لها من القوة ما يدعمه من العلم والخبرةوالحجج
والبراهين التي غالبا ما تستقيم معها النتائج .

مجمل القول عن تفسير المكتشفات الأثرية يحتاج على عقليةنابهة مثقفة وإنسان
له من الخبرة والدراية وسرعة وحضور البديهة وقوة الذاكرة ،يدعمه علم ومتى
توفرت تلك الشروط فإن النتيجة حتما تنحو نحو الصواب وتضيف دائماالجديد من
تلك المكتشفات البالغة في القدم .
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المديرالفني للمنتدى
المديرالفني للمنتدى
Admin


تاريخ التسجيل : 25/10/2010

التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني   التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Emptyالأحد 19 ديسمبر 2010 - 16:12

بارك الله لك أخي أبو سيرين

موضوع قيم


التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني Top10n10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التعريف بعلم الآثار الزماني والمكاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من طرق نصب دجالين الآثار
» علم الآثار الرومانية
» في مصر ...... الحمار يكتشف الآثار
» الربيع العربي وسرقة الآثار
» التعريف بجبل أحد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز ودفائن القدماء :: المنتدى العام :: قسم علوم الآثار والتعريف بها وغيرها-
انتقل الى: