ان الحمامات الرومانية تعود الى جذور اغريقية لكن الرومان هم من تعلقوا بها وحسب الابحاث الاركيولوجية
فان اقدم الاثار المعروفة للحمامات عثر عليها قبل 2000سنة من ميلاد المسيح ولكن الاستخدام العملي لها لم يظهر الا منذ القرن الخامس قبل الميلاد ببلاد الاغريق
واول الحمامات كانت خاصة والعامة لم تظهر الا في القرن الاول قبل الميلاد عبر خواص انشاؤا حمامات باردة وساخنة
وكانت تقدم ايضا خدمات التمسيد ويجب الانتظار حتى سنة 25قم حتى تظهر الحمامات البخارية على يد ماركوس فيسبانيوس اقريبا احد المقربين من الامبراطور اغسطس
هذا الذي شفي من النقرس على يد حمامات باردة وساخنة اعدها باتقان الطبيب المرسيلي انطنيوس موسى
ولذا اضيفت الحمامات الباردة الى الغرف الساخنة والدافئة وانتشرت الحمامات داخل الامبراطورية باسرها
وحتى المدن المتواضعة امتلكت حماماتها وتولى اعوان الامبراطور انشائها وكانت تكلفتها تحسب من الميزانية العامة
وعادت هذه الانشاءات باموال كبيرة للدولة والامبراطور
وكان الرومان حريصين على ارتيادها للوقاية من الامراض والحفاظ على لياقتهم البدنية ولكن هذا المكان كان ملتقى للاجتماعات العامة الهامة
فهي مكان مميز للحياة الحضرية الرومانية فتقصد لللقاء مثلما تقصد للاجتماع وللقيام بالتمرينات وللعب النرد وحتى للقراءة والثقافة ويمكن فيها عقد الصفقات وحل المشاكل
وهكذا تحول الحمام في المجتمع الروماني الى مكان للوجاهة والنظافة يقصده الجميع من غير تمييز طبقي
وكان مقصودا من الرجال والنساء في اوقات متفارقة او عبر الفصل المكاني
.وحدها كانت الفيلات الراقية تحوي حمامات خاصة مع مراحيض
ولعبت الحمامات العامة دورا مهما في السلامة الصحية العامة وكانت اما ملكا عموميا بلديا او خاصا
ولم يكن ثمن ارتيادها غاليا للعامة حيث كان الاثرياء يقدمون المال الكافي
وكان الدخول مجانيا والخدمات المقدمة هي التي يجب دفع ثمنها وفي اخر عهد الامبراطورية تحولت الحمامات
الى حمامات مختلطة.
المثال الهندسي النموذجي للحمامات الرومانية
ان المثال الاساسي للحمامات الخاصة الرومانية ان تتكون من مدخل واسع لدخول الناس وتحتوي كذلك على =
1/الابوديتيريوم= غرفة تغيير الملابس
2/السيداتيريوم= قاعة التهوئة
3/الكالداريوم=القاعة الساخنة اما عبر البخار المتصاعد او التحمئة الخارجية
4/التبيداريوم= القاعة الدافئة
5/الفريجيداريوم=القاعة الباردة
وتكون الارضية موشاة بالفسيفساء ومحماة عبر قنوات ارضية تحمل الماء الساخن وكذا عبر البخار الذي ينفذ عبر معابر خاصة في الجدران
تسمى البارافورنيوم ويضخ الماء الى مركز التسخين عبر خزانات ويمكن اعتماد صهاريج للاحتياط
وتتكون الحمامات ايضا من مساحات للتحمئة الرياضية ومن مسبح ناتسيوم او بيسينام
اما الحمامات الامبراطورية الفخمة فتحوي اماكن لللهو ومكتبات جيدة
والب الحمامات لم تكن مختلطة بل توجد مساحة جدارية فاصلة بين النساء والرجال او يقع توزيع ساعات الاستحمامات
فالصباح وقت مفضل للنساء بينما يفضل الرجال بعد الظهيرة وحتى ساعات الليل الاولى
:فبعد العمل الصباحي يخير الرومان الذهاب الى الحمامات للاسترخاء والتريض فيقومون بنزع ملابسهم في الابوديتريوم التي يحرسها عبيدهم
ثم يقومون بالتحمئة بطريقة لعب الكرات اليدوية القماشية او الجري او الجمباز
اما الذين لايفضلون التريض المجهد فيجلسون في الغرف الدافئة التيبداريوم ثم يتدرجون الى الغرف الساخنة او الاكثر سخونة
ونجد اللوكنسيوم وهي الغرفة المتوسطة السخونة الجافة ثم السيداتوريوم وهي الساخنة الرطبة
لينتقلوا لاحقا الى المسابح الساخنة جدا ليقع دهن الجسم بنوع من الدهن المتكون من خبث الحديد المخلوط بالطين الاخضر
ويقوم المختصون بالتطهير والدلك ثم سكب الماء ليقع الانتقال بالتدرج الى الماء الدافئء فالبارد
ثم ياتي الممسدون المهرة ليقوموا بعملية تمسيد دقيقة للجسد واخير يدهن الجسم بالزيوت الطيبة ثم بالعطر الفواح
ليقع التنشف وكان يحتفظ داخل الحمام بغرفة الزيوت المسماة انكتيريوم
وتمثل اماكن الهو ولعب النرد والاستمتاع بالقراءة والرياضات الخفيفة امورا ثانوية تلي الحمام
ويمثل الحمام لحظة استرخاء وتمتع وحفاظ على قوة الجسد ونعومته ونضارته ووقايته من الامراض
فالحمام عند الرومان وسيلة للحفاظ على الجسد والعقل والروح
وهو ما يجسده المثل الروماني المشهور
mens sana in corpore sano
العقل السليم في الجسم السليم
وهذا فيديو وثائقي علمي مهم
عن اعظم حمامات روما
وهو حمام تاراجان الامبراطور الروماني المشهور بالمهندس