روما ... من طور النشأة و حتى مرحلة السقوط

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على اله و صحبه اجمعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عيد مبارك سعيد على جميع المسلمين و ان شاء الله يعود علينا و عليكم بالخير و البركة و التوفيق
اما بعد ، فهذا الذي يلي هو مجهود شخصي للعبد الفقير الى الله يحاول فيه سرد المراحل التاريخية لقيام و سقوط روما بطريقة تفصيلية لم يسبق و ان كتبت في المنتديات المعنية بالتاريخ الحضاري و التنقيب عن الكنوز
و سيكون البحث الموضوعي على عدة مراحل و مشاركات حتى تعم الفائدة و نجيب عن المتسائلين ان اشكل عليهم امر و للادارة الحق في جمعه في مشاركة واحدة او تركه على حاله بعد الانتهاء منه
يقول ابن خلدون رحمه الله (وحالات الدولة و أطوارها لا تعدو في الغالب خمسة أطوار ، الطور الاول طور الظفر بالبغية، و غلب المدافع و الممانع، و الاستيلاء على الملك و انتزاعه من أيدي الدولة السالفة قبلها... ، و الطور الثاني طور الاستبداد على قومه و الانفراد دونهم بالملك و كبحهم عن التطاول للمساهمة و المشاركة... ، الطور الثالث طور الفراغ و الدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر اليه من تحصيل المال و تخليد الآثار و بعد الصيت، فسيتفرغ وسعه في الجباية و ضبط الدخل و الخرج...، الطور الرابع طور القنوع و المسالمة و يكون صاحب الدولة في هذا قانعا بما أولوه سلما لأنظاره من الملوك و اقتاله مقلدا للماضين من سلفه...، الطور الخامس طور الاسراف و التبذير و يكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفا لما جمع أولوه في سبيل الشهوات و الملاذ و الكرم على بطانته و في مجالسه)
و يقول ايضا في اتساع الدولة أولا إلى نهايته ثم تضايقه طورا بعد طور إلى فناء الدولة و اضمحلالها (و هكذا يتضايق نطاق كل دولة على نسبة نطاقها الأول‏ ولا يزال طورا بعد طور إلى أن تنقرض الدولة‏.‏ و اعتبر ذلك في كل دولة عظمت أو صغرت‏.‏ فهكذا سنة الله في الدول إلى أن يأتي ما قدر الله من الفناء على خلقه)
المرحلة الاولى : مرحلة التأسيس و انشاء السلالة الملكية
اعلم رحمني الله و اياك ان الامبراطورية الرومانية و على قوتها و ذيع صيتها لا تملك وثيقة واحدة او تأريخا صحيحا على كيفية نشوئها ، فلم يصلنا عن مرحلة تأسيس روما الا اساطير و روايات لا اثبات لها على ارض الواقع
1ـ شبه الجزيرة الايطالية ابان ظهور روما: تعتبر ايطاليا في القرن الثامن قبل الميلاد فسيفساء من الشعوب و القبائل المختلفة المتجانسة ، فالشمال الايطالي كان تحت قبضة الاتروسكيين وهم شعب مجهول الاصول لا ينتمى للسلتيين او الايطاليين و يتكلم لغة مختلفة و يرجح انهم شعب قديم استوطن ايطاليا اولا منذ فجر التاريخ
و قد كون الاتروسكيون دولة قوية و ثرية و متقدمة على باقي الشعوب الايطالية وكانو بحارة و تجار ماهرين
اما الوسط فكان مجال نفوذ و عيش الشعوب الايطالية وهم شعوب اصولهم هندو ـ اوروبية  قدمو من اوروبا الشرقية (موطنهم الاصلي) و سكنو ايطاليا منذ الالفية الثالثة قبل الميلاد و ابرز قبائلهم اللاتينيون ، السابينيون ، الصمنيتيون و حافظو على تقاليدهم القبلية و كانو بدائيين نوعا ما
اما الجنوب اليطالي فقد سكنه الاغريق اليونانيون و اسسو فيه مكاتب تجارية ثم مدنا قوية في السواحل وفي جزيرة صقلية
 2ـ نشأة روما : تقول الاساطير الرومانية ان اصولهم ترجع للامير الطروادي "ايني" الذي فر من طروادة (بعد سقوطها بيد الميسيننيين الاغريق) صحبة ابيه  و ابنه و بعض الجنود و بعد سفر طويل وصل ايطاليا و استقر بمنطقة تسمى لاتيوم و تزوج اميرة من سكان تلك المنطقة فانجبت طفلين روموس و رومولوس رميا في الغابة فارضعتهما ذئبة ثم انتشلهما راعي غنم و بعد ان كبرا قررا العودة للمكان الذي اهملا فيه و انشآ مدينة سموها روما
طبعا هذه اسطورة ترويها العجائز الرومانيات للاطفال محاولة منهم اضفاء هالة تاريخية مهمة لطور النشأة و ليعتز الاطفال باصلهم المجيد
اما الحقائق الموضوعية التي اتفق عليها المؤرخون و علماء الاثار فتفيد ان الرومان هم خليط من الجاليات الايطالية تزاوجت و تداخلت بعد ان اجتمعت في المنطقة الخصبة و الاستراتيجية التي ستسمى في ما بعد روما ، و الدليل ما يرويه المؤرخون القدماء من فتح روما المجال  في القرن 6 قبل الميلاد لبعض الشعوب الاخرى من اجل التمتع بحق المواطنة الرومانية وهو يعكس محاولات التوسع العمراني التي انتهجها الرومان لبناء الدولة ـ المدينة النواة الاولى لإمبراطوريتهم بل و ان ملوك روما الاوائل اصولهم سابينية او لاتينية او اتروسكية
خلاصة القول ان الرومان هم خليط من  السكان المنتسبين لقبائل و شعوب مختلفة استوطنو منطقة خصبة و اجتمعو على تاسيس مدينة جديدة في القرن 8 قبل الميلاد اسموها روما
3 ) المدينة ـ الدولة روما و انشاء اول سلالة ملكية
ذكرنا في ما سبق ان الاساطير الرومانية تروي ان اول مؤسس لروما هما الاخوين روموس و رومولوس و تقول نفس الاسطورة ان رومولوس قتل اخاه و انفرد بالحكم
لكن رومولوس هذا يبقى حاكما اسطوريا في المراجع التاريخية لا اثبات على وجوده ، و ان اول ملك حكم روما هو نوما پومپيليوس (اصوله سابينية)
في ذلك الوقت كانت روما مجرد قرية عدد سكانها لا يتجاوز 15 الف
توارث بعده الحكم ثلاثة ملوك هم تيتوس هوستيلوس ، انكوس مارسيوس و تاركينوس في عهد هذا الاخير اتسعت روما و ازداد عدد سكانها (بعد فتح الباب للمهاجرين للاستقرار فيها) و اصبحت فعلا مدينة ذات شأن
تم اغتيال الملك تاركينوس و مسك الحكم بعده زوج ابنته المدعو سرفيوس توليوس ، هذا الملك جعل الثراء  معيارا للمناصب و  للدخول في مجلس الشيوخ ، مما جعل المناصب السيادية حكرا على الاثرياء ، و اسس اول جيش احتياط متكون من الارستقراطيين النبلاء ( ما يعرف  بطبقة الفرسان)
تم اغتيال توليوس على يد حفيد الملك المقتول تاركينوس و تلقب باسم جده اي تاركينوس الثاني ، حارب هذا الاخير النفوذ المتزايد للارستقراطيين اعضاء مجلس الشيوخ و حاول الانفراد بالقرار لكن جريمة اغتصاب سيدة رومانية على يد ابن الملك تاركينوس الثاني كانت الهفوة التي انتظرها الارستقراطيون ليؤلبو الناس على الملك فتمت الاطاحة بالنظام الملكي و اعلن بعده مباشرة نظام جمهوري (برلماني بمفهومنا الحديث) تتوزع فيه السلطة بين اعضاء مجلس الشيوخ
و هذا ما سنفصله بإذن الله وعونه في الموضوع القادم الذي يتناول المرحلة الثانية مرحلة التوسع و انشاء الدولة و اخضاع باقي شعوب شبه الجزيرة الايطالية
 و ختاما اقول : لا احل احدا امام الله ينقل هذا الموضوع لمنتدى اخر دون اذن و مشاورة الادارة ! اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

المرحلة الثانية : مرحلة بسط النفوذ على شبه الجزيرة الايطالية
ذكرنا في نهاية المرحلة الاولى سقوط النظام الملكي و تعويضه بنظام جمهوري اوليغارشي تتوزع فيه السلطة بين اعضاء مجلس الشيوخ (من طبقة الارستقراطيين) يتم اختيار عضوين يقتسمان السلطة العليا حتي لا ينفرد شخص واحد بالحكم و يعود النظام الدكتاتوري الاستبدادي الملكي
و لخلق توازن تم اقرار نظام الفيتو لكل منهما يقدر احدهما عند استعماله رفض و رد اي قانون او تشريع يقترحه الطرف الاخر
ـ 1 مرحلة التوسع في حوض اللاتيوم الخصب : كان الجيش الروماني تحت سلطة مجلس الشيوخ و للخوف من انقلاب عسكري او تقوية شوكة القادة العسكريين ، انتهج الارستقراطيون سياسة وسطية تضمن تأمين روما من اعدائها المحيطين بها و تضمن ايضا ابقاء الجيش محايدا ، في هذه الفترة الممتدة من القرن 6 الى القرن 4 قبل الميلاد توسعت روما بطريقة ذكية تارة بالاستيطان في المناطق المجاورة و تارة بضم مدن صغيرة و اعطائهم حق المواطنة و تارة بحروب جانبية بسيطة ضد قبائل ضعيفة كاستيلائهم على مدينة "فييس" الاتروسكية المجاورة او كضمهم بعض التجمعات "السابينية" و اعطائهم حق المواطنة او توطين جاليات رومانية في مناطق حدودية مع قبائل معادية
 نشير ان روما تضاعف حجمها 3 مرات في هذه المرحلة
2 ـ مرحلة التوسع على حساب دولة الاتروسكيين في الشمال:
لعل اغرب ما سطره تاريخ روما نجده في هذه المرحلة ، ففي سنة 390 قبل الميلاد عبرت قبائل من السلتيين جبال الالب قادمة من فرنسا و اجتاحت ايطاليا الشمالية حتى وصلت لروما فهزمت جيشها و نهبت المدينة و حاصرتها لمدة اشهر لكنهم انسحبو مقابل فدية من الذهب دفعها الرومان
لكن المتضرر الاكبر كان الاتروسكيون الذين كانت مناطقهم عرضة لغارات السلتيين بشكل متواصل
بعد انسحاب السلتيين من روما ، عرف الجيش الروماني العدو و اساليبه و تمكن من رد غاراته و صدها ، مما حدى بالاتروسكيين الى طلب حماية الرومان مقابل الاعتراف بسيادتهم على اراضي الشمال الايطالي اين تقع المدن الاتروسكية
3 ـ مرحلة التوسع على حساب القبائل القاطنة في الوسط الايطالي:
بعد طرد السلتيين من مناطق الاتروسكيين و تسلم روما زمام الحكم و النفوذ في الشمال الايطالي ، ايقن جيرانها و حلفائها السابقون وهم قبائل "الصمنيتيين" القوية ان روما تملك مشروعا استعماريا امبرياليا يسعى لبسط النفوذ على كامل التراب الايطالي
فلم تمضي الا بضع سنوات حتى اعلن الصمنيتيون الحرب على روما فكانت الحرب الاولى (من 343 وحتى 341 ق.م) و لم ينتصر فيها احد الطرفين
ثم الحرب الثانية ( 327 حتي 304 ق.م) و الثالثة ( 298 حتى 290 ق.م) و هما الاشرس و الاعنف لدخول قبائل اخرى و اطراف فيها كالسابينيين و الاتروسكيين و السلتيين
انتهت الحرب بفوز روما باعجوبة و السبب يكمن في تطوير الجيش و الاسلحة مثل تكوين فرق خفيفة متنقلة تلاحق العدو و ادخال الرمح و السيف في العتاد العسكري
كانت نتيجة هذه الحرب هي فرض السيطرة على كامل مناطق الوسط الايطالي و اعطاء  الصمنيتيين حقوق نصف المواطنة (يتمتعون بكامل حقوق المواطنين الرومانيين الا حق التصويت) مقابل ان تكون القوات و العساكر الصمنيتية تأتمر بأوامر مجلس الشيوخ الروماني
4 ـ مرحلة بسط النفوذ على الجنوب الايطالي:
سبق و ان ذكرنا ان الجنوب الايطالي كان يقع تحت نفوذ المدن التجارية ذات الاغلبية السكانية الاغريقية ، لكن بعد انبهار هذه المدن بالقوة العسكرية الرومانية سعت للدخول في حلف مع الرومان و الاعتراف بسيادتهم على اراضيها مقابل الحماية من النفوذ القرطاجي المتزايد في البحر المتوسط
لكن هناك مدينة واحدة رفضت السيطرة الرومانية و تمسكت باستقلالها وهي مدينة تارنتوم و لضعفها العسكري امام الجيش الروماني استنجدت بملك "إيپير" epire (البانيا حاليا) "پيرّوس"  pyrrhus الذي يطمح هو الاخر باحياء امبراطورية الاسكندر ولن يجد افضل من هاته الفرصة للاستيلاء على ايطاليا
في سنة 280 قبل الميلاد عبر الملك پيروس البحر الادرياتيكي على راس جيش قوي مدعم بالفيلة ( اول من استعمل الفيلة في اوروبا هو پيروس و ليس حنبعل) فكان المنظر مرعبا بالنسبة للرومان الذين يشاهدون لاول مرة هذه المخلوقات
انتصر الملك پيروس في معركتين هما معركة هيراكلي و معركة اسكولوم لكنه و بسبب الخسائر الكبيرة في الارواح في صفوف جيشه قرر ان ينسحب من ايطاليا في سنة 275 ق.م
بقيت مدينة تارنتوم  مستقلة تحت حماية الملك پيروس لكن عند وفاة هذا الاخير سنة 272 ق.م سقطت المدينة بيد روما
في هذا التاريخ و بعد سقوط تارنتوم  انتهى الرومان من بسط سيطرتهم على كامل مناطق شبه الجزيرة الايطالية ولم يبقى الا مناطق نائية في اقصي الشمال قرب جبال الالب بقيت تحت سيطرة السلتيين
بعد كل هذه الحروب و هذا التوسع انتعشت مدينة روما عاصمة الدولة الرومانية بفضل الغنائم و الاستقرار و بلغ عدد سكان المدينة 150 الف ساكن فصارت احدى اكبر مدن المبحر المتوسط وبقي نظام الحكم اوليغارشيا و اعلى هرم السلطة يتمثل في مجلس الشيوخ
في المرحلة القادمة نسرد بإذن الله بداية مرحلة التوسع خارج ايطاليا على حساب الدولة القرطاجية

العهد الامبراطوري

1 ـ حكم الاسرة القيصرية:

* اغسطس  augustus ( من 27 ق.م حتى 14 بعد الميلاد) :




بعد ان احكم اوكتافيانوس ((ابن اخت قيصر و ابنه بالتبني) السيطرة على امبراطورية رومانية قوية تمتد على كامل الدول المطلة على البحر المتوسط ، سلم كل صلاحياته لمجلس الشيوخ لكن هذا الاخير رفض ذلك و نصبو القائد الشاب امبراطورا على العرش و اعطوه لقب اغسطس (يعني الحاكم المفوض من الالهة)
ابقى اغسطس على مجلس الشيوخ و جميع الهياكل التي كان يطبق من خلالها السلطة ولم يكن دكتاتوريا في الحكم بل حافظ على كرسي الحكم دون الولوج في الاستبداد المطلق
كون اغسطس جيشا قوامه 300 الف جندي و قسمه على 28 كتيبة
مدة التجنيد 16 سن يتمتع فيها الجندي براتب مريح و يعطى ارضا فلاحية بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية
قام اغسطس بتشييد عديد المعالم في العاصمة روما و ما تزال شاهدا لحد اليوم
لم ينجب هذا الامبراطور ولدا ليخلفه في الحكم ، حتى احفاده من ابنته جوليا ماتو في فترة حكمه فعهد بالحكم الى ابنه بالتبني "تيبريوس" و هو ابن لاحدى زوجاته انجبته من زوج اخر قبل ان يتزوجها اغسطس
 توفي اغسطس عن عمر يناهز 77 سنة وهو من اسس الحرس البريتوري الذي سيلعب دورا هاما في الحياة السياسية الرومانية
* تيبريوس  tiberius (من 14 م حتى 37) :



تولى الحكم و عمره 56 سنة ، اتسم عهده بالامان و عرف عنه كرهه للبذخ و حقق فائضا هاما في خزينة الامبراطورية و قد مارس قبل جلوسه على العرش عديد الوظائف العسكرية و السياسية
توفي ابنه "دروسوس"  و خليفته مسموما على يد قائد الحرس البريتوري "سيجانوس" ، و الحرس البريتوري هو الحرس الشخصي للامبراطور يتم اختيار افراده من نخبة المجندين في الجيش او المصارعين في الحلب
هذه الحادثة جعلت تيبريوس يعتزل الحياة السياسية و ينعزل في فيلا في جزيرة كابري تاركا مقاليد الحكم لسيجانوس الذي قتل كل معارضيه و افتك ثروتهم فانتشر الظلم و الاستبداد
في اخر عهده عاد هذا الامبراطور للواجهة و قام بقتل رئيس الحرس البريتوري سيجانوس و تصفية العديد من اعضاء مجلس الشيوخ و كونه لا يملك وريثا عهد بالحكم لحفيد اخيه المدعو كاليغولا
تضاربت المصادر حول نهاية تيبريوس ، البعض يرجح مقتله و البعض يؤكد انه مات ميتة عادية في سن 78
* كاليغولا  caligula (من 37 م حتى 41)



اسمه الحقيقي كايوس جوليوس و يكنى بكاليغولا ( وهو الحذاء الذي يلبسه الجنود الرومانيون) من قبل الجيش منذ صغره لانه كان يرافق والده الجنرال جرمانيكوس في حملاته العسكرية و يلبس الزي العسكري
تيبريوس هو عم والده جرمانيكوس ، جلس هذا الامبراطور على كرسي الحكم و عمره 25 سنة و حصل على تأييد الجيش و مجلس الشيوخ و كان ينظر اليه الشعب الروماني بتفائل و طموح بسبب هدوئه و طيبته
مرض كاليغولا بالحمى فقد على اثرها صوابه و اصيب بالجنون ، فبذر الاموال و اخذ بسفك الدماء
مات مقتولا ب 30 طعنة هو و زوجته و ابنته بتنفيذ من الحرس البريتوري و تخطيط مجلس الشيوخ
* كلوديوس الاول  claudius (من 41 م حتى 54)


بعد مقتل كاليغولا ، حاول مجلس الشيوخ اعادة النظام الاوليغرشي القديم لكن الحرس البريتوري وقف بالمرصاد و نصب كلوديوس (وهو عم كاليغولا) امبراطورا
هذا الامبراطور و رغم معاناته من اعاقة جسدية و ضعف شخصية الا ان عهده اتسم بالنمو و الازدهار فتم غزو الجزء الجنوبي من انقلترا و مساحة هامة من النمسا محاولة منه لكسب ود الجيش
قرب هذا الامبراطور معشوقاته للحكم و تزوج عديد النساء احداهن اخت كاليغولا (اي ابنة اخيه) و اسمها "اغريپينا" فدفعته لتبني ابنها من زواج اول و اسمه نيرون و توليته الخلافة من بعده
بعد  ذلك قامت اغريپينا بتسميم زوجها كلوديوس ليتولى ابنها الحكم من بعده و قصة الخيانة هذه مشهورة
* نيرون  neron (من 54 م حتى 69 )


مات كلوديوس مسموما و تولى الحكم بعده ابنه بالتبني نيرون
في السنوات الاولى بقي هذا الامبراطور الشاب العوبة في يد والدته اغريپينا و بعض المستشارين
سنة 59 م اصيب نيرون بالجنون كسابقه كاليغولا ، فقام بقتل والدته اغريپينا متهما اياها بمحاولة قتله
سنة 64 اشعل نيرون النار في مدينة روما مما تسبب في دمار نصف المدينة عندها تولدت مشاعر كره و عصيان لحكم هذا المجنون
اتهم نيرون المسيحيين بما حصل و زعم ان الحريق عقاب الهي بسبب ظهور هذه الطائفة فتم قتل و احراق العديد من المنتسبين للديانة السماوية الجديدة
اعاد نيرون بناء ما احترق من العاصمة روما لكن ذلك لم يشفع له فجنونه لم يعد يتحمله احد ووجد نفسه امام امبراطورية مزقتها الثورات و اعلن قادة جيوشها الانقلاب و العصيان و حتى مجلس الشيوخ و الحرس البريتوري طلب رأس نيرون
فر الامبراطور المكروه من قصره متنكرا و التحق بمنزل في ضواحي روما حيث انتحر هناك قبل ان يتم القبض عليه ، فاحرقت جثته و اعلن عدوا للشعب و تم محو اسمه من المباني الحكومية و العامة و عين رجل السياسة الثري "غالبا" امبراطورا من بعده
و بانتحار نيرون ينتهي عهد السلالة الاولى التي ترتبط بقيصر

 الف شكر على هذا الموضوع الشامل و الملم بهذه الحضارة