كنوز ودفائن القدماء
لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: 829894
ادارة المنتدي لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: 103798
كنوز ودفائن القدماء
لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: 829894
ادارة المنتدي لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: 103798
كنوز ودفائن القدماء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنوز ودفائن القدماء

الحضارات القديمة والتاريخ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالخميس 13 سبتمبر 2012 - 15:36

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:        ان بعض الاشكال الأولى أو البدائية للمنازل الرومانية وصلت الينا من خلال الجرار الجنائزية والتي تم اكتشافها سنة 1817م في مقابر شرفيتيري (Cerveteri)والتي تعود إلى ما بين القرنين 2-7 ق.م، بمرتفعات البانو (Albano) في وسط ايطاليا، على شكل نماذج للمنازل التي يستعملها قدماء الرومان في حياتهم، ويظهر هذا المنزل على شكل بناء مستدير له اعمدة وسقف مقبب، يمكن ان نلاحظ على واجهة بابه قفلاً. فالمنزل البدائي كان على نمط اتروسكي ولا نجد اثاراً له سوى في بعض الجرار الجنائزية، وهو بناء مضلع بسقف بارزعلى كل الجهات، له عدة ابواب للدخول.        يمكن ان نقول بان المنزل الروماني يتكون من قاعة مركزية وحيدة تسمي الاتريوم (Atrium) وكانت قاعة  مغطاةً ما عدا في وسط السقف، حيث تترك فتحة تسمى الكمبلوفيوم (Compluvium)، وتدعى الارضية المقابلة لهذه الفتحة: الانبلوفيوم (Impluvium)، وتجمع المياه التي تسقط، في بئر أو خزان، تحت هذه الارضية، وكانت قاعة الاتريوم هي مركز الحياة اليومية، ثم شيئاً فشيئاً الصقت بها غرف صغيرة هي غرف نوم أو مخازن .... الخ، وتدعى الزاويتان الخلفيتان اللتان تبقيان حرتين: الألاي (Alae) بمعنى الاجنحة، حيث يوضع فيهما ارشيف العائلة، ونجد بين الجناحين غرفة الطابلينوم (Tablinum)، وهي غرفة تقع على الساحة بكامل وجهتها وهي بذلك تشبه الايوان في البيت الشرقي القديم، ومن هنا اصبحت ساحة الاتريوم (Atrium) محاطة بالغرف من كل الجوانب، ولكن اقدم النماذج لهذا التخطيط المعماري نجدها في بلاد الرافدين، في تخطيط البيوت العراقيةو الشرقية القديمة، وكان الرومان يبنون غرفاً في الطابق العلوي وتدعى: كيناكولوم (Cenaculum) كانت تستخدم في البداية كقاعات للاكل ثم اصبحت غرفاً للخدم وخلف المنزل كانت توجد حديقة تعزل غرفة الطابلينوم (Tablinum) اما عن الشارع أو عن المنزل المجاور، وبالتتابع الحقت قاعات تحيط بساحة اخرى، لنصل بذلك إلى اضافة مسكن ثانٍ تابع للمسكن أو المنزل البدائي، وهذا بعد تأثر الرومان بالاغريق، فأقتبسوا منهم ساحة البرستيليوم (Peristylium) وهي ساحة مكشوفة ومحاطة باعمدة، حيث عرفت اولاً في منطقة كامبانيا (Campania) وفي المناطق الجنوبية لايطاليا منذ سنة 160 ق.م. ثم انتشرت بعد ذلك في روما، ويطلق على هذا النمط من المنازل اسم المنزل الاغريقي- الروماني.
        يعد المنزل الاغريقي- الروماني، النمط السائد في الفترة الامبراطورية ويفترض ان ادخال ساحة البيرستيليوم (Peristylium) على مخطط المنازل البدائية يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد (ق.2.ق.م.)، حيث تشغل الساحة المكشوفة حديقة.
        وانتقلت الحياة اليومية شيئاً فشيئاً من ساحة الاتريوم (Atrium) إلى ساحة البرستيليوم (Peristylium) لما توفره هذه الاخيرة من فضاء اوسع وعزلة وسرية اكبر.وتم فصل الشقق المخصصة للاستقبال وتلك الخاصة بالحياة الشخصية عن بعضها البعض، فخصص الجزء الذي توجد فيه ساحة الاتريوم (Atrium) كشقق للاستقبال، اما الجزء الاكبر من المنزل والذي توجد فيه ساحة البرستيليوم (Peristylium)، فتم تخصيصه للحياة الشخصية ويتم الانتقال من جزء لاخر عبر مداخل أو ممرات تهيأ بين ساحتي الاتريوم (Atrium) والبرستيليوم (Peristylium) على جانبي قاعة الطابلينيوم (Tablinum) وتدعى: فوكاس (Fauces).
        وتفتح تحت الاروقة المحيطة بـ peristylium، غرف النوم وقاعات الاكل الصيفية والشتوية، والمكتبات وكذلك قاعات الضيوف، كما نجد قاعة جد مزخرفة وجد مزينة ومقابلة لـ: Talblinum تدعى الاويكوس (Oecus) وهي قاعة حفلات واسعة.وهذا المنزل كسابقه من حيث انفتاحه على الخارج اذ ان عدد النوافذ قليل جداً وهي نوافذ جد صغيرة، وكانت تبنى بالكونات نحو الخارج على الشارع أو المباني المجاورة وهذا عند الحاجة إلى توسيع الغرف
        ان المخططات المعمارية للمنازل الرومانية مختلفة عن بعضها البعض في المقاطعات الرومانية، لعوامل كثيرة منها الظروف المناخية والتقاليد السائدة في كل مقاطعة، فالمنزل الروماني- المغاربي (الافريقي) لا يحتوي على قاعات مغلقة، فكل القاعات مفتوحة بصفة واسعة على فضاء داخلي قد يكون ساحة أو حديقة أو مسبحاً في بعض الاحيان، ونجد عادة نافورة ماء في هذا الفضاء الداخلي، والقاعة الرئيسة فيه هي قاعة الاويكوس (Oecus) اذ هي صالون وقاعة اكل ابهة، ويقول الباحث بيكارد (Picard) انه في حدود معلوماتنا الحالية يظهر لنا بأن المنزل الهلينستي نقل إلى المغرب العربي (شمال افريقيا) قبل الغزو الروماني لها مع الفترات الاخيرة للحضارة البونية بداية من القرن 4 ق.م.. وهناك غرف نجدها بصفة  استثنائية في المنازل الرومانية – الافريقية مثل منازل بولارجييا (Bulla Regia) و ثوقا (Thugga)، وهي غرف تحت ارضية وتضاء بواسطة فتحات على مستوى ارضية الشارع، بنيت لمقاومة الحرارة الشديدة في فصل الصيف، ونجد دائماً الامبلوفيوم (Impluvium) متاخماً لاحد جدران المنزل عوض ان يشغل مركز القاعة، ويمكن ان نعتبر هذه الخصوصيات اصلية محلية، تهدف اساساً لمقاومة الحرارة الشديدة في فصل الصيف بالنسبة للغرف تحت الارضية وضمان التهوية بالنسبة للتوزيع المعماري الجديد لاقسام المنزل مثل موضع الامبلوفيوم (Impluvium) مثلاً.
        فخلال الاثني عشر قرناً الذي دامه تارريخ روما، عرف المنزل تطوراً وتنوعاً، يرجع سببه الرئيس إلى الاحتكاكات والاتصالات التي ولدت مع الغزو الروماني، فالتطور اذن بدأ من المنزل البدائي الذي يسمى "الايطالي" (Italique)، إلى المنزل الهلنستي والذي انتشر بصفة لا مثيل لها تحت الامبراطورية، اما التنوع، فجاء بسبب ان المنزل البدائي الريفي تطور إلى مسكن حضري فردي يسمى دوموس (Domus)تطور ايضاً بدوره بسبب النمو الديموغرافي إلى مسكن جماعي يسمى انسولا (Insula) بمعنى القطعة السكنية، ذات خمسة أو ستة طوابق، والذي خلق بدوره الفيلا الريفية (Villa Rustica) والتي لم يتم دراستها لحد الآن، وكذلك مسكناً وسيطاً أو بينياً وهو المنزل المبني بمحيط المدن ويطلق عليه اسم الفيلا شبه الحضرية (Villa Suburbana).



  • المدخل والبـهو:

ان باب الدخول في المنزل الروماني لا يؤدي دائماً إلى الشارع مباشرة، فبين الادراج التي قبله والباب نفسه تخصص مساحة تسمى "فستبيلوم" (Vestibilum) يمكن ان نسيمها باللغة العربية المدخل، ويغلق هذا البهو من الخارج بباب يسمى "يانوا" (Janua) ومن الداخل بباب اخر يسمى "أوستيوم" (Ostium).
هذا البهو عبارة عن قاعة انتظار، ينتظر الناس فيه دورهم للاستقبال، خاصة في المدن الكبيرة مثل روما، اما في المدن الصغيرة، فنجد انه كان ضيقاً ومحدوداً،  لا يستجيب لاية حاجة، وعادة ما تدون امنية على الأرضية باللغة اللاتينيةو هي موجهة إلى الزائر كترحيب به.
اما الابواب فكانت عادة ابواباً خشبية مزينة بمسامير بارزة، ذات مصراعين واحياناً حتى من ثلاثة أو اربعة مصارع في المداخل الواسعة، وتفتح من الداخل بجرها على محاور، تثبت في الفتحات التي تثقب في الاسفل على العتبة وفي الاعلى على الساكف، وتغلق بقفل يفتح بمفتاح يضاعف اما بمزلاج خشبي أو حديدي أو بعارضة خشبية، وتجهز الابواب بمطارق حديدية أو برونزية ترفع وتطلق بعد ذلك، حتى يفتح الباب امام الزائر، وفي المنازل الفخمة تزين ارضية رواق الدخول بفسيفساء تحمل عادة مشاهد لكلب ينبح أو خنزير أو دب ….. الخ كتمثيل لكلب الحراسة الذي كان يربط في هذا المكان، وعلى احد جوانب هذا البهو نجد عادة غرفة حارس الباب.


  • ساحة الاتريوم (Atrium):

هي القاعة الرئيسة في المنازل الرومانية وكانت تضمن التهوية والاضاءة وتسمية اتريوم (Atrium) يحتمل انها مأخوذة من كلمة (Ater) بسبب اللون الاسود الذي يخلفه الدخان، وتجلس في هذه القاعة السيدات للقيام باعمالهن اليومية كما تتناول العائلة وجباتها الغذائية فيها، وعرفت عدة انواع من الساحات، قسمت حسب النمط المتبع في عملية حمل السقف وهي:

  • الساحة المكشوفة: وهي ساحة لا تحتوي على سقف.
  • الساحة التوسكانية: لا توجد فيها اعمدة وهي اقدم الساحات يرتكز فيها السقف على عوارض

افقية تتقاطع في زوايا قائمة ويكون مفتوحاً في الوسط ليستقبل مياه الامطار ويكون السقف مائلاً نحو الداخل ويسمى الكمبلوفيوم (Compluvium) يجمع المياه التي تسقط وتنزل بعد ذلك إلى حوض في الارضية ويسمى الامبلوفيوم (Impluvium

  • الساحة الكورنثية: سقفها محمول فوق عوارض ترتكز على اعمدة تبنى بعيدة نوعاً ما عن جدران الغرف المحيطة بالساحة.
  • الساحة المقببة: وهي ساحة لا تحتوي على الكمبلوفيوم (Compluvium) فالسقف يكون مقبباً بطريقة يسمح بتصريف المياه نحو الشارع ويستعمل هذا النوع من الساحات عندما يكون المكان ضيقاً، لانه بواسطة العقود تصبح الطوابق العلوية اوسع.

فبداية المنزل الروماني كانت من هذه الساحة، التي اضيفت لها غرف من الجوانب، وشيئاً فشيئاً، تكون  المسكن أو المنزل الذي اطلق عليه اسم المنزل ذو الاتربوم (أنظر الشكل رقم 2).
 
ج- قاعة الطابلينوم (Tablinum):
        نجد في المنازل الرومانية قاعة كثيرة التعقيد تنقتح على الاتريوم تسمى الطابلينوم (Tablinum) يجلس فيها رب المنزل حتى يتمكن من مراقبة كل المنزل حيث تفصل بستار عن الاتريوم وعن ساحة البرستيليوم (peristylium) مصارع نوافذ لتهوية القاعة والاستمتاع بالمنظر ونجد احياناً على جانبيها جناحين (alae) وهما عبارة عن قاعتين ضيقتين تخصصان لوضع الصور الشمعية للاجداد واحياناً نجد جناحاً واحداً فقط واحياناً اخرى لا نجد أي جناح وتحفظ فيها الاشياء الثمينة، والوثائق والمستندات الثمينة ويتفرغ فيها السيد (رب البيت) إلى اعماله واستقبال زواره فكانت بمثابة قاعة عمل واستقبال، وكانت قبل ذلك تستعمل قاعة اكل في فصل الشتاء ولكنها اصبحت قاعة استقبال خاصة بعد ان عرفت المنازل الرومانية اضافة ساحة البرستيليوم وبما انها كانت القاعة الاكثر أهمية، كانت ارضيتها غالباً مغطاة بالفسيفساء.
د- ساحة البرستيليوم (Peristylium):
        هي ساحة محاطة باعمدة واروقة، وترتبط مساحة الساحة وعدد الاعمدة بثراء المنزل. وقد نقلها الرومان عن الاغريق في القرن 2 ق.م عند اتصالاتهم المباشرة مع العالم الاغريقي، حيث تبنوها فيما بعد ولكنهم حولوها حسب اذواقهم، و نجد في مخططات بلاد الرافدين في تصميم لقصور الآشورية اقدم النماذج لما قد يكون اصلا لهذه الساحة،  ودورها ضمان التهوية والاضاءة للمنزل. كانت في البداية ساحة عادية تحولت إلى حديقة، يحفر في مركزها حوض ماء مع نافورة، ويستعمل هذا الحوض احياناً لتربية الاسماك مثلما هو الحال في منزل سرتيوس (Sertius) بثاموقادي (Thamugadi) حالياً تيمقاد، وتزرع في المساحة الباقية من الساحة ازهار وشجيرات صغيرة، ويختلف البرستيليوم الروماني عن الاغريقي في كون ارضيته غير مبلطة، وكذا في الاعمدة حيث لا تحيط دائماً بالجوانب الاربعة للحديقة في البرستيليوم الروماني. كما ان دورها اصبح جمالياً زخرفياً بينما نجده معمارياً في الاغريقي، وتحيط بساحة البرستيليوم غرف خاصة، كما نجد قاعة كبيرة هي قاعة الحفلات (Oecus) الاويكوس، وهي شبيهة بقاعة استقبال أو قاعة اكل خاصة وهي موجودة بالنسبة للبرستيليوم مثلما توجد قاعة الطابلينوم بالنسبة لساحة الاتريوم، ولقد بقي نوع المنازل التي تحتوي على البرستيليوم مستعملاً اثناء الفترة الجمهورية المتأخرة واثناء الفترات الامبراطورية. (أنظر الشكل رقم 3)
هـ- قاعة الاويكوس (Oecus):
        تعد افخم قاعة من بين القاعات التي تحيط بالبرستيليوم، وهي شبيهة بقاعة استقبال أو قاعة اكل خاصة بالحفلات، وهي موجودة بالنسبة للبرستيليوم مثلما توجد قاعة الطابلينيوم بالنسبة للاتربوم، وهي قاعة مهمة سواءً من حيث مقاساتها أو من حيث تزينتها، فارضيتها تبلط بالفسيفساء، وجدرانها تطلى بالالوان.
و- قاعة التركلينيوم (Triclinium)
        تسمى قاعة للاكل بالتركلينيوم (Triclinium) وهي من اهم الغرف التي توجد حول البرستيليوم، ونجد احياناً في المنازل الفخمة قاعتي أكل متناظرتين بينهما بالنسبة للبرستيليوم، فواحدة موجهة نحو الشمال وهي قاعة اكل صيفية واخرى موجهة نحو الجنوب وهي قاعة اكل شتوية، كما نجد ايضاً قاعة اكل تنفتح على الاتريوم في المنازل ذات الاتريوم. وكان الرومان يتناولون غذائهم مستلقين على الاسرة التي توضع حول المائدة، ففي الفترة الجمهورية كانت المائدة محاطة بثلاث اسرة حديدية من ثلاثة جوانب و كانت المائدة اما مربعة أو مستديرة، ويبقى الجانب الرابع حراً لتقديم الخدمات، وفي نهاية الفترة الجمهورية تصبح المائدة مستديرة أو بيضوية الشكل، وعوضت الاسرة بسرير واحد نصف دائري يحيط بالمائدة على شكل حذوة حصان.
 
ز- غرف النوم (Cubiculum):
        تسمى غرف النون بكوبيكولوم(Cubiculum)تعرف عليها بواسطة الاسرة المبنية مع الجدارن، اما اذا كان السرير غير ثابت أي متحرك، فيتم التعرف عليها بواسطة الرسومات التي تنجز على الارضية، حيث تكون الارضية المخصصة له مزينة ببساطة أو محددة بتبليط مشترك، و مقاسات هذه الغرف عادة صغيرة ويظهر انها لم تحظ بأهمية كبيرة عند بنائها، ويعتقد سانديز (Sandys) انها لم تكن غرفاً مريحة.
 
ح- المطبخ (Culina):
        يوجد المطبخ عادة بجوار قاعدة الاكل، لكنها منفصلة عن المنزل ومندمجة في ملحقات المنزل، وتتميز بكورها (موقدها) الذي يبنى مركزاً على الجدار وتوضع الادوات، على زوايا ناتئة على الموقد أو الكور، وتزين جدران المطبخ بطلاء مميز ورسومات تذكّر بالموقد البدائي وتمثل مشاهد الثعابين والالهة الحامية للعائلة (lares)، اما الدخان فيخرج من الغرفة اما من الباب أو من خلال نوافذ صغيرة تهيء في اعلى الموقد.

ط- المراحض (Latrines):
        كانت المراحض أو المغاسل تشغل عادة زاوية من زوايا المطبخ، حتى يتم صرف الاقذار عبر قناة واحدة، وتبنى احياناً من دون فاصل مع القاعة، واحياناً اخرى تشكل خلوة تفصل بحاجز أو سور غير مرتفع، وفي منازل اخرى يستعمل الفضاء الموجود تحت الاراج كمرحاض، والطريقة المستعملة لبنائه كانت جد بدائية حيث يبنى سوران قصيران يحملان خشبة أو بلاطة مثقوبة في الوسط واسفلها فوهة انبوب تتصل بقناة صرف المياه، و لا نجد في بنايات بدائية أقدم، أي مقعد للمرحاض، ما عدا ثقباً فارغاً وموضعين بارزين لوضع الرجلين، ولاضاءة الغرفة يوجد في السور كوة، يوضع فيها المصباح للاضاءة.
ويوجد عدد كبير من المنازل الرومانية الفخمة التي لا تحتوي على مراحض، حيث كان يستعمل بدلها اناء فخاري يوضع في الغرف، ويكلف عبد خاص بمهمة احضاره وتنظيفه.
     لم يكن للرومان في البداية للاستحمام سوى مكان ضيق، يبنى بجانب المطبخ، وذلك ليكون من السهل الحصول على الماء الساخن، فيما بعد، وفي مساكن اكثر عناية، اصبحت تخصص للحمام قاعات واسعة، واستمر بناؤها بجانب المطبخ. ويتم الاستحمام عبر عدة مراحل وعبر عدة قاعات ابرزها قاعة المعرقة (Iaconicum) حيث يتم تعريق الجسم فيها، اذ انها قاعة مرتفعة الحرارة، ثم يتم الانتقال إلى قاعة ساخنة (Caldarium) حيث يوجد مغطس مياه ساخنة، ثم إلى قاعة دافئة (Tipidarium) تسمح بتهيئة الجسم للدخول إلى قاعة باردة (Frigidarium) والتي تحتوي على مسبح مياه باردة، ويتم تسخين القاعات بالتقنية المعروفة باسم تسخين الهواء (Hypocauste)لتي بدأ الرومان في استعمالها في القرن 1-2 ق.م. ذات الاصل الاغريقي حيث وجدت اثار لممرات الهواء الساخن، تحت ارضية حمامات غورتيس (Gortys) بأولمبيا (Olympia)، (باليونان) والتي تعود إلى سنة 300 ق.م.، حيث نجد ان الارضية محمولة فوق دعامات من الاجر، تجعل الهواء الساخن يدور
 
 
 
 تحتها، ويسخنها وكذلك يمر الهواء الساخن عبر الفراغ الذي يترك بين الجدران.
        كما توجد هناك قاعات ثانوية، نجدها خاصة في الحمامات العمومية، اما الحمامات الخاصة فعموماً نجد فيها فقط القاعات الأساسية التي سلف ذكرها، ويدل اهتمام الرومان بالحمامات على اعتنائهم الفائق بصحتهم وذوقهم الكبير للراحة والمتعة.
 
ك- الحديقة (Hortus):
        كان الرومان يحبون الحدائق كثيراً، وكانوا يخصصون للحديقة مكاناً خاصاً خلف منازلهم، وهذا عندما تسمح لهم الامكانيات بذلك، ففي الوقت الذي لم تكن فيه ساحة البرستيليوم (peristylium) معروفة كانت الحديقة توجد وراء الطابينوم (Tablinum)، وعندما تعرف الرومان على ساحة البرستيليوم(peristylium ) ونقلوها عن الاغريق، جعلوا منها حديقة داخلية، يغرسون فيها الازهار والشجيرات، ويزينونها بالنافورات والتماثيل، لتصبح بذلك المكان المفضل للحياة العائلية، وهذا ما تؤكده الاكتشافات الاثرية التي وجدت في مدينة بومباي (Pompei) الايطالية، خاصة من خلال البقايا الاثرية والرسومات الجدارية التي تمثل الاشجار والزهور…الخ.
 
ل- غرف وملحقات اخرى :
        فضلاً عن ما تم ذكره من عناصر ومكونات المنزل الروماني، نجد هناك عدة غرف وملحقات بالمنزل، حيث ان بعض المنازل تحتوي على دكاكين (Tabernae) والتي تبنى متصلة بالمنزل. كما نجد احياناً ايضاً غرفة في النهاية البعيدة للبرستيل يطلق عليها (Exedra)، وهي غرفة مفتوحة
 
 
 
مثل قاعة الطابلينوم ومشابهة لهذه الاخيرة وتعد قاعة استقبال. وتسمى الغرفة الخاصة ببواب المنزل الاوسطياريوس (Ostiarius).
ونجد احياناً مكتبة تفتح على ساحة الاتريوم وتسمى بيناكوثيكا (Pinacotheca)ويمكن ان تكون لبعض الغرف وظائف ثانوية اخرى. ونجد في المساكن الريفية اسطبلات للحيوانات واحياناً معاصر للزيتون والخمر ومخازن للقمح ….الخ بصفة اجمالية هكذا كان المنزل الروماني وهذه كانت اهم عناصره المعمارية.
- القواعد  العمارية لفيتروفيوس ومبادئ عمارة المنازل الرومانية:يذكر لنا (Vitruvius) فيتروفيوس في كتابه حول العمارة(*) بأنه يجب أولاً وضع قاعدة للنسب حتى نرى بوضوح كيف يمكن لنا ان ننجز التقسيمات المختلفة للبناية، ثم يجب رسم مخطط لها بأطوال وعروض، تغطي لها نسباً تجعلها جميلة المنظر، وتجعلنا نحس عندما نراها بالتناسق والتناسب(1).
فمن اجل بناء منزل بتوزيع جيد لمختلف أقسامه، يجب الأخذ بعين الاعتبار، المكان والمناخ حيث نريد بناءه، حيث يجب أن يكون المنزل مختلفاً في مصر عن ما هو عليه في أسبانيا أو في روما….الخ لان هنالك أماكن تكون قريبة من مدار الشمس وأخرى بعيدة عنه(2) فيدخل في تنظيم المخططات الاهتمام باستعمال حرارة الشمس ومن هنا نلاحظ الاهتمام الخاص الذي يتعلق بعمليات التوجيه(3).
ويجب أن يصلح كل مبنى  و يوافق وضعية المكان الذي سيبنى فيه، ويجب الحذر خاصة من ارتفاع أو علو الجدران المجاورة، والحذر من ان يقوم الجيران ببناء جدران عالية، وهذا ما يحدث عادة عند ضيق المكان، ولهذا يجب اما زيادة أو تخفيض النسب التي سنشير اليها بطريقة تسمح بان يكون ما سيتم إنجازه  ليس معارضاً لقواعد العمارة والنسب(4). ويضيف فيتروفيوس قائلاً بأنه بصفة عامة يجب أن نضبط ارتفاعات البناية حسبما تتطلبه سهولة استعمالها(5)، وكذلك يجب معرفة إلى أي اتجاه يجب أن يتجه اليه كل جزء من أجزاء المنزل، حتى تكون المساكن مريحة وذات رفاهية وشروط صحية(6).
فقاعات الأكل الشتوية والحمامات مثلاً، يجب أن تطل أو تقابل غروب الشمس في فصل الشتاء لأنه وبصفة أساسية نحتاج إلى ضوء المساء وان الشمس وهي تغرب كانت تضيء مباشرة من الجهة المقابلة، وتنشر حرارة جد خفيفة في المساء داخل الشقق(7)، أما غرف الاكل الخاصة بفصل الربيع والخريف فيجب أن تكون موجهة نحو الشرق لأنه بواسطة النوافذ التي تبقى مغلقة من طلوع الشمس حتى دورانها نحو الغروب، فان حرارة هذه الأماكن معتدلة في الوقت الذي يتم استعمالها فيه.
 
 
أما غرف الأكل الخاصة بفصل الصيف فتكون موجهة نحو الشمال لان هذا يجعلها دائماً باردة وصحية وممتعة إذ أنها غير معرضة للشمس(1).نفس الشيء أيضاً لأروقة اللوحات (Alae) وورشات الرسامين والنساجين اذ يبقى ضوء النهار من الصباح إلى المساء  هو نفسه طيلة اليوم وكذلك تحضير الألوان ومعالجتها وتهيئتها يبقى دائماً الشيء نفسه(2) ويتم بناء الغرف السكنية متجهة نحو الشرق(3).
ويقول فيتروفيس بأن اكبر ميزة يجب أن يتحلى بها المعماري، هي القدرة على وضع نسب للبناية مع جميع الأجزاء المكونة لها والتحكم فيها، ولا يوجد شيء يظهر لنا إبداع المعماري اكثر من قدرته وتحكمه في تغيير هذه النسب سواء بزيادتها أو تخفيضها، حسبما تقتضيه الحاجة أو ما تفرضه طبيعة المكان، من دون الابتعاد عن القواعد العامة للتناسب ومن دون أن نلاحظ خطأً أو نقصاً في البناية ومن دون ان يولد النظر اليها انزعاجاً نفسياً لنا(4).
ويشير فيتروفيوس إلى عدد من النسب والمقاييس حيث يذكر بان البهو (Vestibulum)له ثلاثة  أنواع، حسب نسبة طولها وعرضها وكما يأتي:
النوع الأول: يكون العرض مساوياً إلى 3/5 من الطول.
النوع الثاني: يكون العرض فيه مساوياً إلى 2/3 من الطول.
النوع الثالث: عندما يكون مربعاً(5).
أما قاعة الطابلينوم((Tablinum  فيجب إعطاء العرض لها حسب مقياس طولها كما يأتي :
إذا كان الطول 20 قدماً فيجب أن يكون العرض مساوٍ الى 2/3 من الطول.
أما إذا كان الطول من 40-30 قدماً فالعرض مساوٍ إلى 1/2 من الطول.
أما إذا كان الطول من 50-40 قدماً فالعرض مساوٍ إلى 2/5 من الطول(6).
اما ساحة الاتريوم Atrium)) فيذكر فيترفيوس بأن نسبة الطول إلى العرض والمقبولة هي : اما أن يكون العرض مساوياً إلى 5/3 من الطول أو ان يكون مساوياً إلى 5/2 من الطول(7).
أما ساحة البرستيليوم (Peristylium) فيجب أن تكون المسافة بين كل عمودين ليست اقل من ثلاث مرات لقطر الأعمدة(Cool ولا اكثر من 4 مرات لقطر الأعمدة، ونسبة الطول إلى العرض تعطي للعرض 4/3 من الطول(9).
وفيما يخص قاعات الأكل( (Tricliniumيشير فيتروفيوس إلى أن العرض فيها يجب أن يكون مساوياً إلى ½ الطول وارتفاعها مساوياً إلى (الطول +العرض)/2، أما إذا كانت القاعة مربعة فارتفاعها يبلغ ضلع + ½ ضلع(1).
وفيما يخص قاعة الحفلات (Oecus) يذكرلنا فقط ارتفاعها حيث يقول انه يجب أن يكون مساوياً إلى العرض + ½ من العرض(2).
 

III- نظرة جغرافية وتاريخية عن شمال إفريقيا (المغرب العربي)
1- نظرة عن التقسيمات الجغرافية لشمال أفريقيا  لمغرب العربي):قبل البدء في استعراض مختصر للأحداث التي سبقت إنشاء مدينة ثاموقادي (Thamugadi) والأحداث التي عاصرت وجودها، يستحسن أن نتكلم ولو بصورة وجيزة عن مختلف التقسيمات الجغرافية لشمال أفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن الرومان كانوا يميزون بين منطقتين أو إقليمين كبيرين في شمال أفريقيا، إذ ونحن متجهين من مصر إلى المحيط الأطلسي يجب أن نميز أولاً بين إقليم ليبيا (Libya) في الشرق وإقليم أو منطقة أفريقيا في الغرب وتضم هذه الأخيرة كل من أفريقية(*) و نوميديا (Numidia) و الموريطانيات(**) (Mauritanies)(1). (أنظر الخارطة رقم 1).
يقصد الرومان بليبيا: (Libya) تلك البلاد التي حدودها البحر الأبيض المتوسط شمالاً، وأعماق الصحراء جنوباً ومصر شرقاً وأفريقية غرباً، يسمى الجزء الشرقي من أراضيها بالمرمرية (Marmarique) أو ليبيا السفلى وأحياناً يطلق عليها اسم ليبيا القاحلة، وكانت مدينتها الرئيسة مدينة (Darnis)، وكانت تحتوي في القرن الأول الميلادي على سبعة وعشرين مدينة، إحدى عشرة منها كانت على البحر(2)، واذ انطلقنا من المناطق الداخلية من مصر العليا وبالتوازي مع ليبيا السفلى نجد ليبيا الداخلية أو صحراء ليبيا(3).ويسمى الجزء الغربي من ليبيا بالسرينايك ((Cyrenaique(4) أو إقليم المدن الستة (Pentapole ) ومدينته الرئيسة سيرين Cyrene وهي مستعمرة أغريقية أسست سنة 630 ق.م. حاليا هي جرينة، والمدن الستة التي يضمها هذا الجزء هي: سرين((Cyrene، بتوليمايس (Ptolemais)، طولوميطا (Tolometta) أو برقة، بيرنيس (Berenice) أو بن غازي حالياً، أرسينوي (Arsinoe) أو تنشيرة حالياً، وأخيراً سوزوسا (Sozusa) وحاليا مرزاسوزا(5).
يلي إقليم ليبيا، إقليم أفريقيا، ففي البداية كان اسم أفريقية (Africa) محصوراً بالمستعمرة الفينيقية بقرطاج ثم توسع فيما بعد ليشمل كل الممتلكات البونية(***) واصبح يطلق على القارة كلها.  وهنا نقصد بإفريقيا تقريباً ما يشكل حالياً المغرب العربي من دون الجزء الشرقي لليبيا، وهي في تلك الفترة مجمل الأراضي التي توجد انطلاقاً من الحدود الغربية للسيرينايك (Cyrenaique) شرقاً حتى أقصى الغرب. وتنقسم إلى ثلاثة أقسام كبيرة هي: أفريقية(Africa)، نوميديا (Numidia) والموريطانيات.وتنقسم أفريقية بحد ذاتها إلى ثلاثة أجزاء أو أقسام هي:أ- الطرابلسية (Tripolitaine) أو بلاد السيرتيين، عاصمتها لبتيس ماقنا(1) (Leptis Magna)(*) والتي تغطي آثارها حيزا طوله حوالي 3 أميال على 2 اميال، والمدن الثلاث التي أعطت اسم الطرابلسية(**) هي: صبراطة ((Sabrata، اييا (Aea) وهي حالياً طرابلس ولبتيس مافنا (LeptisMagna)(2)، ونجد إلى الجنوب من الطرابلسية بلاد الغرامونت ((Garamantes وهي حالياً فزان التي كانت تسمى ايضاً بلاد فزان (Phazanie) في زمن بليني الأكبر (Pliny).
ب- البيزاسينية (Bysacene): تمتد من مدينة تاكابي (Tacape) إلى حضرموت (Hadrumete) حالياً سوسة والتي كانت عاصمة لها. ومن مدنها الرئيسة نجد: بيزاكيوم اوبيزاكيا (Bysacium، Bysacia) والتي سميت المنطقة نسبة إليها بالبيزاسينية(3)، وكذلك مدينة ثيسدروس (Thysdrus) حالياً الجم والمشهورة بمدرجها.
ج- البروقنصلية (Proconsulaire) أو إقليم قرطاج الذي اصبح تمتلكه روما بعد الحرب البونية الثالثة وسقوط قرطاج سنة 146 ق.م. على يد سكيبون اميليان (Scipion Emilien) والتي أصبحت بعد انبعاثها العاصمة المسيحية لأفريقيا إلى حد ان فتحها العرب المسلمون سنة 698م(4).
ونجد بعد أفريقية اراضي منطقة نوميديا (Numidia) بالإغريقية (homad) وتعني بلاد الرعاة المتنقلين، وكانت تمتد في البداية تقريباً على كل الأراضي الجزائرية الحالية(5)، كانت تنقسم الى شطرين في القرن 3 ق.م. وهما نوميديا الشرقية(6) وتدعى ماسيليا(Massylia) نسبة إلى قبائل الماسيل التي أسستها، والشرط الثاني هي نوميديا الغربية وكانت تدعى مازيسيليا (Maszessylie) نسبة إلى قبائل المازيسيل التي انفصلت عن الأولى سياسياً لأسباب مجهولة(1). وتقلصت أراضي نوميديا حتى أصبحت تتمثل فقط في المنطقة الممتدة بين مدينة سيرطا (Cirta) قسنطينة حالياً، حتى الحدود التونسية حالياً، وهذا تحت حكم ديوكليتيان (Diocletieu)، وتعد أغنى منطقة من حيث الآثار الرومانية وتوجد بها آثار مدينة ثاموقادي(Thamugadi) الرومانية، وكانت عاصمتها سيرطا (Cirta) حالياً قسنطينة،(2) و جنوب نوميديا نجد منطقة جيتوليا (Getulia) والموجودة على السفوح الجنوبية للاوراس والأطلس وتمثل حالياً الميزاب (Mzab) والجريد (Djerid) أو بلاد التمور(3).
القسم الثالث من إقليم أفريقيا هي الموريطانيات، وعددها ثلاثة، ونحن نسلك الاتجاه نفسه من الشرق إلى الغرب نجدها كما يأتي:


  1. موريطانيا السطايفية (Mauritanie Sitifienne): وهي احدث إنشاءً من الاخريين، وتحتل تقريباً المنطقة الغربية لمحافظة قسنطينة وعاصمتها ستيفيس (Sitifis) سطيف حالياً(4).
  2. موريطانيا القيصرية: (Mauritanie Caesarienne) ولقد أنشئت مثل موريطانيا السطيافية بتقسيم نوميديا البدائية، وعاصمتها هي يوليا قيصرية (Julia Caesarian) شرشال حالياً، واصل تسميتها بالقيصرية يعود إلى اسم عاصمتها، ويحدها من الجهة الغربية واد الملوية على الحدود المغربية الحالية وكانت تضم في اصلها أراضى موريطانية السطايفية(5).
  3. موريطانيا الطنجية (Mauritanie Tangitane): نسبة إلى عاصمتها طنجة (Tangis) وكان يحدها واد كوزا (Cusa) من الجهة الجنوبية الغربية، وتمثل تقريباً الأراضي المغربية حالياً، وكانت وحدها تمثل مقاطعة موريطانيا عندما كانت نوميديا تمتد على كل الأراضي الجزائرية تقريباً(5). (أنظر الخارطة رقم 2 والخارطة رقم 3).


2 نظرة تاريخية عن شمال أفريقيا:
تشير الدراسات إلى ان الأراضي التي تشكل حالياً دولة الجزائر، كانت مسكونة منذ 500000 سنة إلى مليون سنة، و اكتشفت فيها بقايا للإنسان المعتدل الذي يطلق عليه اسم (Archanthropien)، الذي عاصر اخر الاسترالوبيتاك، واكتشف السيد ارامبورغ (Arambourg) سنة 1955-1954م(1)، بموقع تغنيفين قرب معسكر بالغرب الجزائري، فكاً سفلياً وكذا أداة حجرية مقصبة، والتي تعود إلى الإنسان المعتدل الموريطاني، والذي يعود إلى العصر الحجري القديم، حيث كان البشر يعيشون على الصيد أساساً وعلى القطف، وكانوا يسكنون مغارات وملاجئ وتعد الأدوات الحجرية التي وجدت في موقع عين حنش قرب سطيف وكذلك في موقع رقان (بالصحراء الجزائرية) ومؤخراً  في موقع تانكينا في حوض الاليزي قرب عين امناس في الجنوب الجزائري، هي اقدم الأدوات المكتشفة في هذه المنطقة. وفي العصر الحجري الوسيط عرفت الثقافة العاترية نسبة إلى موقع بئر العاتر جنوب تبسة (شرق الجزائر) والتي تتميز صناعتها الحجرية بالرؤوس السهمية وانتشرت على مواقع ساحلية مثل تنس، مستغانم، وعين تاغورايت حيث أرخ وجود الإنسان بها بحوالي 30000 سنة(2). وكان الإنسان الذي يعيش في تلك الفترة شبيهاً بإنسان نياندرتال بأوربا، وكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية يعيش في فترة جليدية تسمى فورم (Wurm)، تأقلم الإنسان خلالها، على استعمال النار لطهي اللحم وللتدفئة، واكتسب التحكم المتزايد بالبيئة، حيث اخترع وطور أدوات وأسلحة من الحجارة والعظم والخشب وبدأ في بناء أول ملاجئه الاصطناعية، ومع نهاية العصر الحجري كان إقليم المغرب العربي (شمال إفريقيا) شبيهاً بما هو عليه إقليم أوربا حالياً، إذ تجري فيه انهار كبيرة تصب في حدود الصحراء وبصفة متوازية مع هذا المناخ تغيرت الصناعة الحجرية وتطورت، وسمحت الدراسات والأبحاث بفضل
( C 14) أي الكربون المشع بمعرفة تأريخ الثقافات التي تعاقبت في الجزائر، بين العصر الحجري المتأخر ونهاية العصر الحجري الحديث، فانتشرت الثقافة الايبيروموريزية (Iberomaurusienne)، خاصة في المناطق الشمالية، وتؤرخ بحدود الألف 13ق.م.، ووجدت آثار للإنسان الذي قام بنشر هذه الثقافة ويطلق عليه اسم مشتى العربي من طرف الباحثين، ومع 7000 ق.م انتشرت ثقافة أخرى تسمى القفصية نسبة إلى موقع قفصة بتونس ووجدت حتى حدود 4000-4500 ق.م. وانتشرت خاصة في المناطق الداخلية، وأدواتها الحجرية منجزة بإتقان(3).
وكما هو متفق عليه فان العصر الحجري الحديث يبدأ مع ظهور الفخار في حدود 6000-7000 ق.م. في الصحراء، وتسمى الثورة النيوليتية، حيث اصبح الإنسان الصياد الملتقط انساناً

 سنعمد استعمال لفظين: افريقيا (بالهمزة) ونعني به إقليم أو منطقة أفريقيا، وإفريقية (بالتاء بالمربوطة) ونعني بها مقاطعة افريقية التي هي جزء من إقليم أفريقيا، اما باللاتينية فكلاهما يحمل اسم (Africa). الوريطانيات جمع موريطانيا، وسنرى لاحقاً ان عددها كان واحداُ ثم اثنين واخيراً ثلاثة.

  1. A), les ruines de Timgad (Antique Thamugadi), E. 
     

 البونيون وهم الفينقيون الذين استقروا بشمال افريقيا وتزاوجوا مع السكان المحليين . Ballu (A), les huines de Timgad ……..1897, p.6. ترد كتابتها في بعض الاحيان ايضاً Lepsus. كانت في البداية ثلاثة موانئ ولما تطورت واتصلت فيما بينها اصبحت تطلق على المنطقة كلها.- القواعد  العمارية لفيتروفيوس ومبادئ عمارة المنازل الرومانية:يذكر لنا (Vitruvius) فيتروفيوس في كتابه حول العمارة أنه يجب أولاً وضع قاعدة للنسب حتى نرى بوضوح كيف يمكن لنا ان ننجز التقسيمات المختلفة للبناية، ثم يجب رسم مخطط لها بأطوال وعروض، تغطي لها نسباً تجعلها جميلة المنظر، وتجعلنا نحس عندما نراها بالتناسق والتناسب.
فمن اجل بناء منزل بتوزيع جيد لمختلف أقسامه، يجب الأخذ بعين الاعتبار، المكان والمناخ حيث نريد بناءه، حيث يجب أن يكون المنزل مختلفاً في مصر عن ما هو عليه في أسبانيا أو في روما….الخ لان هنالك أماكن تكون قريبة من مدار الشمس وأخرى بعيدة عنه فيدخل في تنظيم المخططات الاهتمام باستعمال حرارة الشمس ومن هنا نلاحظ الاهتمام الخاص الذي يتعلق بعمليات التوجيه يجب أن يصلح كل مبنى  و يوافق وضعية المكان  ويضيف فيتروفيوس قائلاً بأنه بصفة عامة يجب أن نضبط ارتفاعات البناية حسبما تتطلبه سهولة استعمالها كذلك يجب معرفة إلى أي اتجاه يجب أن يتجه اليه كل جزء من أجزاء المنزل، حتى تكون المساكن مريحة وذات رفاهية وشروط صحية قاعات الأكل الشتوية والحمامات مثلاً، يجب أن تطل أو تقابل غروب الشمس في فصل الشتاء لأنه وبصفة أساسية نحتاج إلى ضوء المساء وان الشمس وهي تغرب كانت تضيء مباشرة من الجهة المقابلة، وتنشر حرارة جد خفيفة في المساء داخل الشقق أما غرف الاكل الخاصة بفصل الربيع والخريف فيجب أن تكون موجهة نحو الشرق لأنه بواسطة النوافذ التي تبقى مغلقة من طلوع الشمس حتى دورانها نحو الغروب، فان حرارة هذه الأماكن معتدلة في الوقت الذي يتم استعمالها فيه.
 
 
أما غرف الأكل الخاصة بفصل الصيف فتكون موجهة نحو الشمال لان هذا يجعلها دائماً باردة وصحية وممتعة إذ أنها غير معرضة للشمس.نفس الشيء أيضاً لأروقة اللوحات (Alae) وورشات الرسامين والنساجين اذ يبقى ضوء النهار من الصباح إلى المساء  هو نفسه طيلة اليوم وكذلك تحضير الألوان ومعالجتها وتهيئتها يبقى دائماً الشيء نفسه ويتم بناء الغرف السكنية متجهة نحو الشرق(3).
ويقول فيتروفيس بأن اكبر ميزة يجب أن يتحلى بها المعماري، هي القدرة على وضع نسب للبناية مع جميع الأجزاء المكونة لها والتحكم فيها، ولا يوجد شيء يظهر لنا إبداع المعماري اكثر من قدرته وتحكمه في تغيير هذه النسب سواء بزيادتها أو تخفيضها، حسبما تقتضيه الحاجة أو ما تفرضه طبيعة المكان، من دون الابتعاد عن القواعد العامة للتناسب ومن دون أن نلاحظ خطأً أو نقصاً في البناية ومن دون ان يولد النظر اليها انزعاجاً نفسياً لنا(4).
ويشير فيتروفيوس إلى عدد من النسب والمقاييس حيث يذكر بان البهو (Vestibulum)له ثلاثة  أنواع، حسب نسبة طولها وعرضها وكما يأتي:
النوع الأول: يكون العرض مساوياً إلى 3/5 من الطول.
النوع الثاني: يكون العرض فيه مساوياً إلى 2/3 من الطول.
النوع الثالث: عندما يكون مربعاً(5).
أما قاعة الطابلينوم((Tablinum  فيجب إعطاء العرض لها حسب مقياس طولها كما يأتي :
إذا كان الطول 20 قدماً فيجب أن يكون العرض مساوٍ الى 2/3 من الطول.
أما إذا كان الطول من 40-30 قدماً فالعرض مساوٍ إلى 1/2 من الطول.
أما إذا كان الطول من 50-40 قدماً فالعرض مساوٍ إلى 2/5 من الطول(6).
اما ساحة الاتريوم Atrium)) فيذكر فيترفيوس بأن نسبة الطول إلى العرض والمقبولة هي : اما أن يكون العرض مساوياً إلى 5/3 من الطول أو ان يكون مساوياً إلى 5/2 من الطول(7).
أما ساحة البرستيليوم (Peristylium) فيجب أن تكون المسافة بين كل عمودين ليست اقل من ثلاث مرات لقطر الأعمدة(Cool ولا اكثر من 4 مرات لقطر الأعمدة، ونسبة الطول إلى العرض تعطي للعرض 4/3 من الطول(9).
وفيما يخص قاعات الأكل( (Tricliniumيشير فيتروفيوس إلى أن العرض فيها يجب أن يكون مساوياً إلى ½ الطول وارتفاعها مساوياً إلى (الطول +العرض)/2، أما إذا كانت القاعة مربعة فارتفاعها يبلغ ضلع + ½ ضلع(1).
وفيما يخص قاعة الحفلات (Oecus) يذكرلنا فقط ارتفاعها حيث يقول انه يجب أن يكون مساوياً إلى العرض + ½ من العرض(2).
 

III- نظرة جغرافية وتاريخية عن شمال إفريقيا (المغرب العربي)
1- نظرة عن التقسيمات الجغرافية لشمال أفريقيا  لمغرب العربي):قبل البدء في استعراض مختصر للأحداث التي سبقت إنشاء مدينة ثاموقادي (Thamugadi) والأحداث التي عاصرت وجودها، يستحسن أن نتكلم ولو بصورة وجيزة عن مختلف التقسيمات الجغرافية لشمال أفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن الرومان كانوا يميزون بين منطقتين أو إقليمين كبيرين في شمال أفريقيا، إذ ونحن متجهين من مصر إلى المحيط الأطلسي يجب أن نميز أولاً بين إقليم ليبيا (Libya) في الشرق وإقليم أو منطقة أفريقيا في الغرب وتضم هذه الأخيرة كل من أفريقية(*) و نوميديا (Numidia) و الموريطانيات(**) (Mauritanies)(1). (أنظر الخارطة رقم 1).
يقصد الرومان بليبيا: (Libya) تلك البلاد التي حدودها البحر الأبيض المتوسط شمالاً، وأعماق الصحراء جنوباً ومصر شرقاً وأفريقية غرباً، يسمى الجزء الشرقي من أراضيها بالمرمرية (Marmarique) أو ليبيا السفلى وأحياناً يطلق عليها اسم ليبيا القاحلة، وكانت مدينتها الرئيسة مدينة (Darnis)، وكانت تحتوي في القرن الأول الميلادي على سبعة وعشرين مدينة، إحدى عشرة منها كانت على البحر(2)، واذ انطلقنا من المناطق الداخلية من مصر العليا وبالتوازي مع ليبيا السفلى نجد ليبيا الداخلية أو صحراء ليبيا(3).ويسمى الجزء الغربي من ليبيا بالسرينايك ((Cyrenaique(4) أو إقليم المدن الستة (Pentapole ) ومدينته الرئيسة سيرين Cyrene وهي مستعمرة أغريقية أسست سنة 630 ق.م. حاليا هي جرينة، والمدن الستة التي يضمها هذا الجزء هي: سرين((Cyrene، بتوليمايس (Ptolemais)، طولوميطا (Tolometta) أو برقة، بيرنيس (Berenice) أو بن غازي حالياً، أرسينوي (Arsinoe) أو تنشيرة حالياً، وأخيراً سوزوسا (Sozusa) وحاليا مرزاسوزا(5).
يلي إقليم ليبيا، إقليم أفريقيا، ففي البداية كان اسم أفريقية (Africa) محصوراً بالمستعمرة الفينيقية بقرطاج ثم توسع فيما بعد ليشمل كل الممتلكات البونية واصبح يطلق على القارة كلها.  وهنا نقصد بإفريقيا تقريباً ما يشكل حالياً المغرب العربي من دون الجزء الشرقي لليبيا، وهي في تلك الفترة مجمل الأراضي التي توجد انطلاقاً من الحدود الغربية للسيرينايك (Cyrenaique) شرقاً حتى أقصى الغرب. وتنقسم إلى ثلاثة أقسام كبيرة هي: أفريقية(Africa)، نوميديا (Numidia) والموريطانيات.وتنقسم أفريقية بحد ذاتها إلى ثلاثة أجزاء أو أقسام هي:أ- الطرابلسية (Tripolitaine) أو بلاد السيرتيين، عاصمتها لبتيس ماقنا(1 (Leptis Magna)(*) والتي تغطي آثارها حيزا طوله حوالي 3 أميال على 2 اميال، والمدن الثلاث التي أعطت اسم الطرابلسية(**) هي: صبراطة ((Sabrata، اييا (Aea) وهي حالياً طرابلس ولبتيس مافنا (LeptisMagna)(2)، ونجد إلى الجنوب من الطرابلسية بلاد الغرامونت ((Garamantes وهي حالياً فزان التي كانت تسمى ايضاً بلاد فزان (Phazanie) في زمن بليني الأكبر (Pliny).
ب- البيزاسينية (Bysacene): تمتد من مدينة تاكابي (Tacape) إلى حضرموت (Hadrumete) حالياً سوسة والتي كانت عاصمة لها. ومن مدنها الرئيسة نجد: بيزاكيوم اوبيزاكيا (Bysacium، Bysacia) والتي سميت المنطقة نسبة إليها بالبيزاسينية(3)، وكذلك مدينة ثيسدروس (Thysdrus) حالياً الجم والمشهورة بمدرجها.
ج- البروقنصلية (Proconsulaire) أو إقليم قرطاج الذي اصبح تمتلكه روما بعد الحرب البونية الثالثة وسقوط قرطاج سنة 146 ق.م. على يد سكيبون اميليان (Scipion Emilien) والتي أصبحت بعد انبعاثها العاصمة المسيحية لأفريقيا إلى حد ان فتحها العرب المسلمون سنة 698م(4).
ونجد بعد أفريقية اراضي منطقة نوميديا (Numidia) بالإغريقية (homad) وتعني بلاد الرعاة المتنقلين، وكانت تمتد في البداية تقريباً على كل الأراضي الجزائرية الحالية(5)، كانت تنقسم الى شطرين في القرن 3 ق.م. وهما نوميديا الشرقية(6) وتدعى ماسيليا(Massylia) نسبة إلى قبائل الماسيل التي أسستها، والشرط الثاني هي نوميديا الغربية وكانت تدعى مازيسيليا (Maszessylie) نسبة إلى قبائل المازيسيل التي انفصلت عن الأولى سياسياً لأسباب مجهولة(1). وتقلصت أراضي نوميديا حتى أصبحت تتمثل فقط في المنطقة الممتدة بين مدينة سيرطا (Cirta) قسنطينة حالياً، حتى الحدود التونسية حالياً، وهذا تحت حكم ديوكليتيان (Diocletieu)، وتعد أغنى منطقة من حيث الآثار الرومانية وتوجد بها آثار مدينة ثاموقادي(Thamugadi) الرومانية، وكانت عاصمتها سيرطا (Cirta) حالياً قسنطينة،(2) و جنوب نوميديا نجد منطقة جيتوليا (Getulia) والموجودة على السفوح الجنوبية للاوراس والأطلس وتمثل حالياً الميزاب (Mzab) والجريد (Djerid) أو بلاد التمور(3).
القسم الثالث من إقليم أفريقيا هي الموريطانيات، وعددها ثلاثة، ونحن نسلك الاتجاه نفسه من الشرق إلى الغرب نجدها كما يأتي:


  1. موريطانيا السطايفية (Mauritanie Sitifienne): وهي احدث إنشاءً من الاخريين، وتحتل تقريباً المنطقة الغربية لمحافظة قسنطينة وعاصمتها ستيفيس (Sitifis) سطيف حالياً(4).
  2. موريطانيا القيصرية: (Mauritanie Caesarienne) ولقد أنشئت مثل موريطانيا السطيافية بتقسيم نوميديا البدائية، وعاصمتها هي يوليا قيصرية (Julia Caesarian) شرشال حالياً، واصل تسميتها بالقيصرية يعود إلى اسم عاصمتها، ويحدها من الجهة الغربية واد الملوية على الحدود المغربية الحالية وكانت تضم في اصلها أراضى موريطانية السطايفية(5).
  3. [*:b43e]موريطانيا الطنجية (Mauritanie Tangitane): نسبة إلى عاصمتها طنجة (Tangis) وكان يح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالخميس 13 سبتمبر 2012 - 15:59


  1. وكان يحدها واد كوزا (Cusa) من الجهة الجنوبية الغربية، وتمثل تقريباً الأراضي المغربية حالياً، وكانت وحدها تمثل مقاطعة موريطانيا عندما كانت نوميديا تمتد على كل الأراضي الجزائرية تقريباً(5). (أنظر الخارطة رقم 2 والخارطة رقم 3).

2 – نظرة تاريخية عن شمال أفريقيا:تشير الدراسات إلى ان الأراضي التي تشكل حالياً دولة الجزائر، كانت مسكونة منذ 500000 سنة إلى مليون سنة، و اكتشفت فيها بقايا للإنسان
المعتدل الذي يطلق عليه اسم (Archanthropien)، الذي عاصر اخر الاسترالوبيتاك، واكتشف السيد ارامبورغ (Arambourg) سنة 1955-1954م(1)، بموقع تغنيفين قرب معسكر بالغرب الجزائري، فكاً سفلياً وكذا أداة حجرية مقصبة، والتي تعود إلى الإنسان المعتدل الموريطاني، والذي يعود إلى العصر الحجري القديم، حيث كان البشر يعيشون على الصيد أساساً وعلى القطف، وكانوا يسكنون مغارات وملاجئ وتعد الأدوات الحجرية التي وجدت في موقع عين حنش قرب سطيف وكذلك في موقع رقان (بالصحراء الجزائرية) ومؤخراً  في موقع تانكينا في حوض الاليزي قرب عين امناس في الجنوب الجزائري، هي اقدم الأدوات المكتشفة في هذه المنطقة. وفي العصر الحجري الوسيط عرفت الثقافة العاترية نسبة إلى موقع بئر العاتر جنوب تبسة (شرق الجزائر) والتي تتميز صناعتها الحجرية بالرؤوس السهمية وانتشرت على مواقع ساحلية مثل تنس، مستغانم، وعين تاغورايت حيث أرخ وجود الإنسان بها بحوالي 30000 سنة(2). وكان الإنسان الذي يعيش في تلك الفترة شبيهاً بإنسان نياندرتال بأوربا، وكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية يعيش في فترة جليدية تسمى فورم (Wurm)، تأقلم الإنسان خلالها، على استعمال النار لطهي اللحم وللتدفئة، واكتسب التحكم المتزايد بالبيئة، حيث اخترع وطور أدوات وأسلحة من الحجارة والعظم والخشب وبدأ في بناء أول ملاجئه الاصطناعية، ومع نهاية العصر الحجري كان إقليم المغرب العربي (شمال إفريقيا) شبيهاً بما هو عليه إقليم أوربا حالياً، إذ تجري فيه انهار كبيرة تصب في حدود الصحراء وبصفة متوازية مع هذا المناخ تغيرت الصناعة الحجرية وتطورت، وسمحت الدراسات والأبحاث بفضل
( C 14) أي الكربون المشع بمعرفة تأريخ الثقافات التي تعاقبت في الجزائر، بين العصر الحجري المتأخر ونهاية العصر الحجري الحديث، فانتشرت الثقافة الايبيروموريزية (Iberomaurusienne)، خاصة في المناطق الشمالية، وتؤرخ بحدود الألف 13ق.م.، ووجدت آثار للإنسان الذي قام بنشر هذه الثقافة ويطلق عليه اسم مشتى العربي من طرف الباحثين، ومع 7000 ق.م انتشرت ثقافة أخرى تسمى القفصية نسبة إلى موقع قفصة بتونس ووجدت حتى حدود 4000-4500 ق.م. وانتشرت خاصة في المناطق الداخلية، وأدواتها الحجرية منجزة بإتقان(3).
وكما هو متفق عليه فان العصر الحجري الحديث يبدأ مع ظهور الفخار في حدود 6000-7000 ق.م. في الصحراء، وتسمى الثورة النيوليتية، حيث اصبح الإنسان الصياد الملتقط انساناً
 راعياً - فلاحاً أو مزارعاً، ومع ظاهرة مناخية جديدة تسمى بجفاف المناخ في حدود الألف 3 ق.م. اصبح الجنوب (الأراضي الجنوبية) صحراء، ونجد في الجلاميد الصخرية بالأطلس الصحراوي بالجنوب وفي جبال الهقار خاصة رسومات ونقوشاً جدارية تؤكد البراعة الفنية للإنسان الذي كان يعيش في العصر الحجري الحديث، وسمحت هذه الرسومات التي وجدت في الطاسيلي ناجر بإعادة تصور للبيئة التي كانت انذاك في الصحراء، حيث نلاحظ مشاهد للفيلة والنعامة والثيران والأسود والظبيان …الخ(1)، وكانت ظاهرة جفاف المناخ هي الميزة الرئيسة لشمال أفريقيا مع نهاية العصر الحجري الحديث، حيث ظهر الابحار على السواحل وعرفت تبادلات واتصالات مع البلدان المجاورة، وسمحت الاكتشافات الأثرية بالتعرف اكثر على ميزات فترة فجر التاريخ ويذكر لنا المؤرخون والكتاب القدماء مثل ديودور الصيقلي، وسترابون وبلني (Pliny) بان المنشآت الفينيقية كانت كثيرة، وأكثرها خاصة في الأراضي الجزائرية الحالية، وبدأ الفينيقيون بالرسو على سواحلها في حدود القرن 11-12ق.م, وهم المشهود  بأنهم بحارون بارعون وتجار من السواحل السورية –اللبنانية والذين شقوا البحر المتوسط(2).
   اسسوا عدة موانى اصبحت مدناً(*) فيما بعد، مثل اوتيكا وقرطاج بتونس، وليكسوس بالمغرب الاقصى ويشير سالوست إلى انهم انشأوا عدة مدن على الساحل مثل هيبون (عنابة) بالجزائر، وحضرموت وليبتيس ….الخ، فقرطاج اسست سنة 814ق.م. وكانت الميناء الاساسي في غرب المتوسط قبل ان تصبح قاعدة لامبراطورية بحرية، كانت ستنافس الاغريق والرومان(3)، واسست ايضاً موانئ فينيقية عديدة على السواحل الجزائرية أهمها ايكوزيوم (الجزائر حالياً)، Iol أيول (شرشال حالياً)، Igilgili اجلجلي (جيجل حالياً)، Rusucuru (دلس حالياً)، Rusgunia (برج البحري حالياً)….الخ، وتواصل وجودهم من القرن 8 ق.م. حتى 3 ق.م ويطلق عليهم البونيون عوضاً عن الفينيقيين وهذا للتمييز بين الاثنين.
اخضعت قرطاجة لقوانينها كل افريقيا والسواحل الجنوبية لاسبانيا وجزر البليار … الخ ولكونها كانت تريد ان تكون امبراطورية على البحر المتوسط دخلت قرطاج في حرب ضد صقلية ومن ثم ضد الرومان وكان دورنوميديا دورا مهماً ، اذ ساندت قرطاج في البداية فكانت الحرب

القرطاجية أو الحرب البونية الاولى من سنة 264 ق.م. حتى 242 ق.م. ثم حرب المرتزقة بين سنة 240 ق.م. إلى 237 ق.م. ثم الحرب البونية الثانية  219ق.م. إلى 201 ق.م. حيث اشتهر القائد القرطاجي حنيبعل بانتصاراته ضد الرومان(1).
ولكن الرومان اقاموا علاقة سرية مع الملك (Syphax) سيفاكس ملك ماسيزيليا وهي الجهة الغربية لنوميديا وعاصمتها سيقا (Siga)(2). بينما كان الملك (Gailla) (غايا) ملك ماسيليا وعاصمته زاما (Zama) ثم اصبحت سيرطا (cirta) حليفاً لقرطاج، وزحف سيفاكس (Syphax) على نوميديا الشرقية ووصل إلى حد محاصرة قرطاج لكن القرطاجيين زوجوه ابنة ملكهم (Asdurbal) اسدوريال خطيبة ماسينسا (Masinissa) ابن الملك (Gailla)، والذي كان يحارب مع القرطاجيين في اسبانيا ضد الرومان، وعندما عاد إلى افريقيا اصبح ضد القرطاجيين وتغلب على سيفاكس سنة 203 ق.م، ورداً للجميل عينه الرومان على مملكة ابيه، ثم قام باستفزاز قرطاجة ودفع بها إلى الدخول في الحرب بعد مدة سلم طويلة وانطلقت الحرب البونية الثالثة سنة 149 ق.م والتي دامت ثلاث سنوات انتهت بسقوط قرطاجة سنة 146 ق.م.(3) وبعد سقوط قرطاجة تم محو المدن التي كانت تابعة لها والتي كانت تظهر تعلقاً بها، ووزعت اراضيها واقاليمها على المدن التي كانت مساندة للرومان, وقام الرومان مباشرة بعد وفاة ماسينيسا سنة 149 ق.م. بتقسيم مملكته بين ابنيه (Adherbal) اذريال و (Hiempsal) هيمبسال وابن اخيه يوغرطة (Jugurtha)، ولكن الحكم الكامل عاد إلى هذا الاخير بعد اغتياله لابني عمه(4)، ارسلت روما على اثرها فيالق ضده ودامت الحرب 7 سنوات وانتهت بالقضاء عليه سنة 106 ق.م. بعد ان خانه وتآمر ضده ملك موريطانيا بوخوس (Bucchus)(5).
ومكافأة لبوخوس اعطت روما له ارضي ماسيزيليا وعاد الجزء الشرقي من نوميديا إلى احفاد ماسينيسا والحقت بعض الاجزاء من الاراضي الشرقية لنوميديا بافريقية (من طبارقة حتى هيبون)(6).
ومع الحروب الاهلية التي اندلعت في روما بين ماريوس (Marius) وسيلا (Sylla) دخل الملوك المحليون ايضاً في دوامة الصراع، حتى ان حزب ماريوس الذي اجبر على الهروب امام ثورة سيلا التجأ سنة 88 ق.م إلى نوميديا، ولكنهم هزموا سنة 81 ق.م.، ولكن بعد سنوات قليلة إندلع نزاع اخر بين قيصر (Caesar) وبومباي (Pompei) مما أثار الفوضى في شمال افريقيا مجدداً وتقع نوميديا سنة 46 ق.م في يد قيصر بعد معركة ثابوسوس (Thapsus)(7). ومباشرة بعد ما اصبح

اوكتافيوس (Octavius) الحاكم الوحيد للإمبراطورية الرومانية بعد معركة اكتيوم (Actium) سنة 30 ق.م، اعاد إلى يوبا (Juba) رفيقه في السلاح مملكة نوميديا ولكن اغسطس (August) اخذها منه وجعل جزءها الشرقي ضمن مقاطعة افريقية واعطاه الجزء الغربي منها مع موريطانيا أي من المحيط الاطلسي حتى ميناء Saldae (بجاية)(1) واسس يوبا (Juba) عاصمته فوق انقاض مدينة (Iol) ايول وسماها يوليا قيصرية (Julia Caesarea)* تشريفاً للامبراطور الذي كان وراء هذه الخيرات(2).
عند وفاته خلفه ابنه بطليموس (Ptolemee) والتي عرفت فترته مواجهات عنيفة مع احد الامراء النوميديين وهو تاكفاريناس (Takfarinas)(3) الذي كان قائداً على قبائل الموزولام (Musulames)، والذين بدؤا هجوماتهم سنة 17م, ثم بدأ حربه الثانية سنة 18م، حيث هاجم تاكفاريناس مدينة لامبيزس التي كانت انذاك معسكراً رومانياً(4) وانضم اليه مازيبا (Mazipa) الذي كان رئيس قبيلة مورية، مما دفع الرومان إلى احضار قوات عسكرية من البلقان للتصدي لثورة تاكفاريناس، وقد يكون لهذه العملية – أي احضار القوات من البلقان – علاقة مع ثورة الطراسيين (Thraces) سنة 21م والذين كانوا رافضين للتنقل للمحاربة بعيداً عن وطنهم في بلدان بعيدة كافريقيا(5)، وتمكن الفيلق الروماني الذي كان موجوداً في شمال افريقيا مع التعزيزات التي جاءته من البلقان، من التغلب على تاكفاريناس، الذي اجبر على اللجوء إلى الصحراء، وبرغم ذلك ارسل الامبرطور الروماني تبيريوس (Tiberius) (14م-37م) اجبرت قبائل الغرامونت (Garamantes) التي التجأ اليها تاكفاريناس، بارسال سفراء سلام سنة 24م، ومع قدوم كاليغولا (Caligula) إلى الحكم (37م-41م) قرر فصل السلطة العسكرية عن السلطة المدنية، وهذا القرار يشمل كل المقاطعات الرومانية وقام باستدعاء بطليموس إلى روما زاعماً انه يريد تكريمه، لكنه قام باغتياله واعلن بذلك مصادرة جميع اراضيه(6).
عرف المغرب العربي (شمال أفريقيا) تغيرات كبيرة مع مجيء الامبراطور كلوديوس (Claudius) (41م – 54م) حيث اعاد التقسيم الاداري، وخلق بذلك الموريطانيات الطنجية
 
و القيصرية سنة 42م والحق نوميديا ادارياً بالبروقنصلية اما الادارة العسكرية فاسندت إلى قائد مفوض (Legatus) الذي كان له نفوذاً اكبر واقوى من حاكم المقاطعة لان الفيالق والجيوش كانت تحت قيادته وادارته وارادته.
فبرغم الثورات المتواصلة الا ان تعمير نوميديا كان متواصلاً من طرف الرومان، ويقول الباحث بواسيي (Boissier) في كتابه افريقيا الرومانية، بان الرومان تأكدوا بانهم اذا ما ارادوا ان يصبحوا حكاماً للبلاد وتحطيم روح التحرر والثورة عند السكان الاصليين والقضاء على تمردهم فعليهم ان يضاعفوا عدد المدن(1) حيث قام فيسباسيانوس (Vespasianus) بين سنة 71م – 72م ببناء مدينة تيفست (Theveste) تبسة حالياً، بالشرق الجزائري، ومن اجل ضمان السلم والراحة لنوميديا، انشئت مراكز محصنة على السلسلة الجبلية للاطلس من الغرب وجبال الاوراس من الشرق، وكانت مدينة ثاموقادي (Thamugadi) في الاصل احد هذه المراكز، ونذكر ايضاً ماسكولا (Mascula) حالياً خنشلة، لامبيزس (Lambaesis) حالياً لامبيز(2)، فضلا عن مدن نوميدية كانت موجودة مثل تبورسكو نوميداروم (Thubursucu Numidarum) قرب الماجردة، وسيرطا (Cirta) ومدينة ثبيليس (Thibilis) عنونة حالياً والتي تقع على بعد 25 كم جنوب غرب ثالمة، والتي لم تصبح بلدية الا مع القرن الثالث الميلادي وبداية القرن الرابع، ومن المدن المهمة ايضاً نذكر مدينة زانا (Zana) أو ديانا فترانوروم (Diana Veteranorum) حالياً خميسة، وكذلك زراي (Zarai)، ومادور (Madaure) حالياً مداوروش جنوب سوق اهراس بالشرق الجزائري, والتي كانت مدينة نوميدية استقطبت معمرين رومانيين مع الثلث الاخير للقرن الاول الميلادي(3). وجهزت شبكات من الطرق التي تضمن التحرك والمراقبة، حيث تنطلق من لامبيزس ستة طرق يتجه منها اثنان إلى سطيفيس (Setifis) وثلاثة إلى ثيفست (Theveste) وواحد إلى جنوب الاوراس، وطريق واحد إلى سيرطا (Cirta)، وتوجد ثاموقادي على مفترق خمسة طرق، وتدل هذه الشبكة من الطرق على اهتمام الرومان بالمنطقة والتحكم فيها(4) (أنظر الخارطة رقم 3)، وعند وفاة الامبراطور نيرفا (Nerva) (96م – 98م) خلفه طريانوس (Trajanus) (98م – 117م) والذي لاحظ بان السفوح الشمالية للاوراس قد تكون مكاناً ملائماً لبناء المدن، وقام بفتح شبكات من الطرق وبناء الجسور وتأسيس مدن كبيرة مثل ثاموقادي سنة 100م التي كانت لاتزال مركزاً عسكرياً(5).
وواصل خليفته هادريانوس (Hadrianus) (117م – 138م) مسيرته، حيث قام عند زيارته إلى أفريقيا ونوميديا، بتبليط الطريق المؤدي من قرطاج إلى ثيفست وعند اعتلاء سبتموس سيفروس (Septimus Severus) الحكم سنة 193م، وهو من مواليد مدينة ليبتيس (Leptis) عرفت شمال افريقيا ازدهاراً كبيراً،(*)حيث قام بتزين لامبيز بقوس نصر وأنجز عدة طرق تشق نوميديا وموريطانيا(1) ووصل ذلك التطور ذروته مع الاباطرة السيفيريين الذين كانوا أفارقة الأصل والذين خصوا إخوانهم (سكان المغرب العربي (شمال أفريقيا)) بكل أنواع الامتيازات(2). حيث قام الإمبراطور كاراكلا (Caracalla) سنة 216م بإصدار قانون المواطنة (De civitate) والذي يرفع السكان الأحرار بالإمبراطورية إلى درجة المواطنين الرومانيين(3) وعرفت نوميديا تطوراً لا مثيل له بين القرنين الثاني والثالث الميلادي خاصة بفضل السلام الروماني (Pax Romana) إذا تحولت خلال فترته المدن البونية وتطورت وكبرت، وأسست مدن جديدة في مناطق اخرى من نوميديا، على سفوح جبال الأوراس التي سرعان ما أصبحت مزدهرة، وتم تزيين المدن بمعالم جميلة (**  إذ كان أعضاء المجالس البلدية يخصصون جزءاً مهماً من المبالغ التي كانوا يدفعونها للدخول في ممارسة المهنة الإدارية, وكذا قسطاً كبيراً من أموال الضرائب، لتزيين المدن التي يحكمون فيها(4)، و إذا  أردنا أن نعرف ماهية المدينة الرومانية بنوميديا ما بين القرنين 2م –3م فيجب التوجه إلى المستعمرة ثاموقادي (Colonia Marciana Trajana Thamugadi) التي أسست كما ذكرنا سنة 100م تحت حكم الإمبراطور طرايانوس من طرف الفيلق الثالث الاغسطسي، ويمكن أيضا التوجه إلى مدينة كويكول (Cuicul) التي يعود تأسيسها إلى ما بين سنة 96م-100م.(5)
يظهر أن فترة ازدهار الإمبراطورية الرومانية انتهت مع موت غورديان الثالث(Cordian III) سنة244 م وبدأت فترة من الفوضى وعدم الاستقرار، عمت أرجاء الإمبراطورية كلها التي تسمى فترة حكم الثلاثين طاغية, دخل خلالها سكان المقاطعات الرومانية في دوامة حروب مستمرة(6)، ففي سنة 253م زحفت أقوام البرابرة على منطقة ميلة وأقاصي نوميديا وكانوا تحت قيادة فاراكس (Farax)، ويطلق عليهم اسم كوكيجانتيس (Quiquegentis) لانهم يشكلون خمسة فصائل، وتمكنوا من إلحاق


هزائم عديدة بالجيش الروماني، لكنه تمكن في الأخير من هزيمتهم سنة 260م، ولكنهم واصلوا زحفهم على نوميديا وموريطانيا واستقروا في الجبال التي سميت على اسمهم "البابور" وتغلب عليهم الرومان بصفة نهائية سنة 291م(1)، ليعود السلم مجدداً إلى حد سنة303م، حيث صدر أمر إمبراطوري بإعدام المسيحيين، وتم بموجبه تخريب كل كنائس مدينة سيراطا، التي لم تسترجع مكانتها إلا مع سنة 313م مع حكم قسطنطين (Constantin) لتسمى على شرفه منذ ذلك التاريخ قسطنطنية. ومع بداية حكم قسطنطين الأول (Constantin I)(323م-337م)، ظهر مذهب مسيحي جديد في نوميديا يسمى المذهب الدوناتي، على يد مطران نوميديا دونات (Donat)(2) شكلوا عصابات تدعى (Circoncelliones)، زرعت الدمار والخراب والخوف، في ثورة انشقاق عن الكنيسة وعانت نوميديا كثيراً من هذا الصراع على غرار مدينة تاموفادي(3) وكان للقديس اغسطين (St Augustin) الذي ولد سنة 354م بتاغاست (Tagaste) (سوق اهراس حالياً) في مقاطعة نوميديا، الفضل الكبير في محاربة هذا المذهب الدوناتي، وكان لهذا القديس دور مهم في تاريخ نوميديا وشمال أفريقيا كله(4).
ومع فترة حكم فالونتينيان الأول (Valentinien I) (364م-375م) تشكلت حركة تحررية جديدة تحت قيادة الموري (Firmus)(5) ولكن ثورته أخمدت، لتأتي بعدها محاولة أخرى للتحرر من طرف قائد أموري أخر يدعى جلدون (Gildon) سنة 397م وثار ضد هونوريوس (Honorius) ولكنها باءت بالفشل بعد أن خانه أخوه ماسيزيل (Mascezil) حيث تآمر ضده مع الإمبراطور هونوريوس(6)، وخوفاً من انشقاق ماسيزيل (Mascezil)، أمر هونوريوس باغتياله، لتدخل بذلك المنطقة في فترة لم تعرف فيها لا حرب أهلية ولا أجنبية إلى حد بداية الغزو الوندالي (Vandale) لها(7)، والذي بدأ سنة 429م على السواحل الشمالية لموريطانيا، والذين تمكنوا من احتلال جزء كبير من أراضي شمال أفريقيا سنة 432م ووقعوا معاهدة سلام سنة 435م وأخرى سنة 442م مع الإمبراطور فالونتينان الثالث (Valentinien III)، أصبحت على أثرها، السيطرة على جزء من نوميديا وموريطانيا السطايفية للونداليين، بينما تركت الجهة الغربية للإمبراطورية الرومانية(Cool.
ومع موت فالونتينان الثالث (Valentinun III) سنة 455م اصبح جانزريك (Genseric) القائد الوندالى صاحب أفريقيا الرومانية كلها، وكان ذلك الحدث بمثابة نهاية الإمبراطورية الرومانية

بالمغرب العربي (شمال أفريقيا)، والتي دام وجودها ستة قرون تقريباً، ولكن ما يجب الإشارة إليه هو أن الونداليين قاموا بإحراق المدن(*، وتقتيل الآلاف من الأشخاص، وتقطيع الأشجار … الخ(1). وبعد وفاة Genseric خلفه في الحكم ابنه هونريك (476-484م) والذي أعلنت في فترة حكمه، قبائل جبال الأوراس وقبائل جبال جرجرة استقلالها لتتقلص بذلك أراضي الونداليين وتصبح على سواحل البحر(2)، لتكون بذلك بداية لثورات متواصلة سواء من طرف قبائل جبال الأوراس أو غيرها، حيث واصل الرحل بالجنوب حركاتهم التحررية، حتى تمكن قائد يدعى Galbaon غالباون – وهذا حسب قول بروكوب (Procope) – من إلحاق الهزيمة بالونداليين سنة 530م، وهذا في فترة حكم هلدريك (Hilderic) (523-530)م الذي خلفه فيما بعد جليمير (Gelimer) (530م – 534م)(3)، حيث بدأ الونداليون في فترة حكمه وبالضبط في سنة 533م بالسقوط أمام الأسطول البيزنطي الذي جاء لاسترجاع أراضي الإمبراطورية الرومانية(4)، وسلمت قيادة الجيش البيزنطي للجنرال صولومون (Solomon) في حملته الأولى، لكنه واجه مقاومة عنيفة خاصة من طرف القبائل البربرية بالأوراس(5) التي كان يقودها الملك (Iabdas) ايابداس، وتمكن منه صولومون في حملته الثانية سنة 539م ثم بدأ في تشييد مواقع تحصينية جديدة و اعادة بناء المواقع الدفاعية القديمة(6)، حيث شيد على سبيل المثال في سنة 5 39م القلعة البيزنطية في ثاموقادي، وكذلك شمال جبال الأوراس عدة مراكز محصنة مع تلك المواقع المحصنة في بغاي (Baghai) قرب خنشلة وهنشير قساس (Henchir Guesses) شمال لامبيز وكذلك زانة (Zana) في الجهة الغربية(7)، وكانت حدود أفريقية التي احتلها البيزنطيون تقريباً من (Junca) ميناء مقاطعة البيزاسينية ويصل إلى قفصة (Capsa) والى (Thelepte) ثيليبت ثم كيليوم (Cilium) وفي نوميديا ومقاطعة موريطانية السطايفية من ثيفست (Theveste) إلى بغاي (Baghai) ثم لامبيز Lambese ثم ديانا (Diana) وطوبنة (Tobna) إلى حد سطيف، تاركاً الحضنة من جهة، ورسوكورو (Rusucuru) وقيصرية (Caesarea) في موريطانيا القيصرية التي
كانت مستعمرة لفترة وجيزة ثم أهملت، من اجل تحصين مدينة ستبفيس (setifis) سطيف، وبعد مقتل صولون سنة 545م، دخل المغرب العربي (شمال أفريقيا) في فوضى كبيرة لمدة قرن ونصف قرن(1)، إلى ان دخل العرب المسلمون الفاتحون افريقية سنة 647م(2) ليصبح بذلك المغرب العربي (شمال أفريقيا) مقاطعة إسلامية سنة 670م مع تأسيس مدينة القيروان، لتبدأ سنة 681م حملة عقبة بن نافع الفهري على الأوراس ليصل حتى تلمسان بالغرب الجزائري، وربما حتى المحيط الأطلسي ولكن القبائل الاوراسية التي كانت تحت قيادة كسيلة (Koseila) نصبت له كميناً، لقي على أثرها القائد العربي عقبة بن نافع مصرعه في سنة 683م وفي سنة 686م وعلى اثر هجوم مضاد للجيوش الإسلامية قتل كسيلة(3). لكن المقاومة لم تنته اذ جاءت ملكة قبيلة جراوة بالأوراس دينة (Dina) أو دانية (Danya) أو دامية (Damyah) والمعروفة باسم الكهينة، حيث تغلبت على القائد العربي المسلم حسان بن نعمان سنة 698م ولكن القبائل التي كانت تساندها بدأت تتخلى عنها، بسبب انتهاجها لسياسة الأرض المحروقة لاعتقادها ان ذلك سيوقف تقدم المسلمين، ليتمكن بذلك حسان من التغلب عليها سنة 703م، وقالت عندما اقترحوا لها الهروب من المعركة قولتها المشهورة: " أنا التي حكمت المسيحيين والعرب والبربر، يجب أن اعرف كيف أموت كملكة" وقتلت في أخر معركة لها. ومع مقتل الكهينة يبدأ عهد جديد من التاريخ الحضاري لشمال أفريقيا، وهو عصر الإسلام(4)، الذي ينهي الحقبة المظلمة لشمال أفريقيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2012 - 2:41


archeologist بداية موفقة اخوى تشكر و نرج ان تواصل و تعطينى و تطربنى بعلمك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2012 - 7:14

بارك الله فيك أخي عمدة مرورك طيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تونسي وراسي عالي
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ
avatar


تاريخ التسجيل : 08/09/2012

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2012 - 7:52

الهئة الادرية تشكرك تشكرك جزيل الشكر على متقوم به و تقول لك نرج ان تبنى على هذا المنوال  abidallahhakimo
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حارس الكنز
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حارس الكنز


تاريخ التسجيل : 15/06/2012
العمر : 63

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2012 - 9:58

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: 1347638248473
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالسبت 15 سبتمبر 2012 - 8:06

الله يعطيك العافيه حارس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالسبت 15 سبتمبر 2012 - 8:06

الله يعطيك العافيه حارس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالسبت 15 سبتمبر 2012 - 10:06

abidallahhakimo تشكر على هذا المرور الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكيمو
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
حكيمو


تاريخ التسجيل : 15/08/2012

لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالثلاثاء 18 سبتمبر 2012 - 14:56

جلال2
الله يعطيك العافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:   لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره: Emptyالثلاثاء 25 سبتمبر 2012 - 4:53

اين الموضيع الشيقة اخوى هات معندك انك تطربنى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمحة تاريخية ومعمارية عن المنزل الروماني وتطوره:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مكتبة تاريخية مصرية
» المقاومة النوميدية للاحتلال الروماني 46 ق م
» المسرح الروماني
» القبر الروماني الشمسي
»  نظام العد الروماني :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز ودفائن القدماء :: منتدى الحضارات القديمة وتعريفها :: الحضارة الرومانية-
انتقل الى: