النقوش الثمودية بين الحجر

إجراءات المنهج:
قام الباحث برحلة ميدانية استطلاعية توثيقية للنقوش ، في مواقعها
الأصلية، وتصويرها حسب المنهجية العلمية المتبعة ، ونقل هذه
النصوص على ورق الكلك ، مع العمل على وضع خريطة جغرافية ،
لتحديد أماكن هذه النصوص، وتصنيف النصوص إلى مجموعات
حسب موقعها الجغرافي ، ودراسة كل مجموعة من مج موعات
النصوص، تبعاً للمنهج المتبع في هذا النوع من الدراسات بحيث تشمل
على نقل فحوى النص ، وتحليل المفردات ، والأسماء الواردة في كل
نص، وتم إجراء المقارنات اللازمة مع النصوص السامية
الأخرى(اللحيانية، الصفوية، المعينية السبئية، القتبانية، الآرامية،
النبطية). وذلك للوصول إلى تصورمتكامل للنواحي المعيشية ،
والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، للمجموعات البشرية التي خلفت
لنا تلك النقوش.
PDF
الفصل الأول
النقوش الواقعة جنوب غرب تيماء
مدخل :
١ (ثليثوات):
تم في هذا الفصل دراسة وتحليل مجموعة م ن النقوش الثمودية، تقدر
بعدد( ١١٣ )مائة وثلاثة عشر نصاًً، تم اكتشافها من خمسة مواقع متقاربة
تقع جنوب غرب تيماء، حسب الخريطة المرفقة، ويبعد الموقع الأول
(ثليثوات)عن الحجر (مدائن صالح )، بمسافة تقدر بحوالي حمسة وتسعين
كيلاً، و يسمي أهالي المنطقة الموقع بهذا الاسم، لأنه يحتوي على عدد
ثلاث جبال مرتفعة جداً وشاهقة . كما يوجد جبال أخرى بالقرب منها إلا
أن مستوى إرتفاعها أقل .علماً ب أن الطريق الموصل للموقع وعر جدا ً،
يتخلله طرق جبلية وهضاب منبسطة، وفي بعض الأحيان يصادفنا ممرات
سهلية. أما حصيلة النقوش المكتشفة في الموقع فهي ثمانية عشر
نصاً( ١٨ )، كانت متقاربة فيما بينها وموزعة على واجهتين من تلك الجبال
الشاهقة، والعالية، أما الكتابات فقد نقشت على إرتفاع الإنسان العادي. هذا
أما جوسين وسافينياك .[HU,p. وقد أشار للموقع تشارلزهوبر [انظر ٣٨٧
فقد وصفا الموقع بأنه عبارة عن ست قمم لج بال حادة، وقريبة بعضها من
أماعن طبيعة النقوش فهي قصيرة لا تزيد عن .[JS,p. بعض[انظر ١٢٦
سطرين ومنحوتة على واجهات الجبال وبطريقة غائرة، وقد صاحبها
مجموعة من الرسوم الآدمية، والحيوانية، ووسوم القبائل، ويعود تاريخ
معظمها إلى الفترة الثمودية المبكرة، التي تقع ما بين القرن السابع قبل
الميلاد إلى القرن الثالث قبل
.( الميلاد(انظرالذييب، ١٤٢٠ ه،ص ٩؛أسكوبي، ١٤٢٠ ه، ص ٥٠٧

الفصل الأول
النقوش الواقعة جنوب غرب تيماء
مدخل :
١ (ثليثوات):
تم في هذا الفصل دراسة وتحليل مجموعة م ن النقوش الثمودية، تقدر
بعدد( ١١٣ )مائة وثلاثة عشر نصاًً، تم اكتشافها من خمسة مواقع متقاربة
تقع جنوب غرب تيماء، حسب الخريطة المرفقة، ويبعد الموقع الأول
(ثليثوات)عن الحجر (مدائن صالح )، بمسافة تقدر بحوالي حمسة وتسعين
كيلاً، و يسمي أهالي المنطقة الموقع بهذا الاسم، لأنه يحتوي على عدد
ثلاث جبال مرتفعة جداً وشاهقة . كما يوجد جبال أخرى بالقرب منها إلا
أن مستوى إرتفاعها أقل .علماً ب أن الطريق الموصل للموقع وعر جدا ً،
يتخلله طرق جبلية وهضاب منبسطة، وفي بعض الأحيان يصادفنا ممرات
سهلية. أما حصيلة النقوش المكتشفة في الموقع فهي ثمانية عشر
نصاً( ١٨ )، كانت متقاربة فيما بينها وموزعة على واجهتين من تلك الجبال
الشاهقة، والعالية، أما الكتابات فقد نقشت على إرتفاع الإنسان العادي. هذا
أما جوسين وسافينياك .[HU,p. وقد أشار للموقع تشارلزهوبر [انظر ٣٨٧
فقد وصفا الموقع بأنه عبارة عن ست قمم لج بال حادة، وقريبة بعضها من
أماعن طبيعة النقوش فهي قصيرة لا تزيد عن .[JS,p. بعض[انظر ١٢٦
سطرين ومنحوتة على واجهات الجبال وبطريقة غائرة، وقد صاحبها
مجموعة من الرسوم الآدمية، والحيوانية، ووسوم القبائل، ويعود تاريخ
معظمها إلى الفترة الثمودية المبكرة، التي تقع ما بين القرن السابع قبل
الميلاد إلى القرن الثالث قبل
.( الميلاد(انظرالذييب، ١٤٢٠ ه،ص ٩؛أسكوبي، ١٤٢٠ ه، ص ٥٠٧

(قارة الحصان):
الموقع الثاني، هو (قارة الحصان )، ويقع في الجهة الغربية من الموقع
الأول، وعلى مسافة تقدربحوالي عشرة أكيال ، وكانت حصيلة النقوش
المكتشفة في الموقع ثلاثة وأربعون نصا ً( ٤٣ )، موزعة على ثلاث جبال
متفرقة، ويبعد الجبل الثاني مسافة كيل واحد في الجهة الشمالية، والجبل
الثالث يبعد عن الجبل الثاني مسافة كيلين ، والموقع عبارة عن مجموعة
من الجبال، ومطلة على وادي يتجه من الجنوب الغربي إلى الشمال
الشرقي، وعرضه حوالي ٨٠٠ متر تقريباً، وقد نقشت النصوص على
واجهات الجبل داخل شقوق كبيرة، وبعضها مطل على نبع ماء،والبعض
الآخر عبارة عن مكان للإستراحة، وغالباً ما تكون الكتابة مطلة على
جهة الشرق، وفي بعض الأحيان تكون الكتابة مطلة على جهة الشمال
،أما عن المواضع المناسبة التي أختارها الكاتب لكتابة نصوصه، فقد قام
بنقشها على إرتفاعات متناسقة مع سهولة أن يصل اليها الإنسان، إضافة
إلى ذلك مراعاة طبيعة الجبال، وتقدر إرتفاع الكتابة في الغالب بحوالي
أثنى عشرة متراً تقريبا ً. هذا وعند القيام بشفها وتصويرها تطلب الأمر
تسلق الجبل للوصول إلى مستوى قريب من الكتابة . علماً بأن الكتابة تُرى
واضحة من مستوى الأرض.
٣ (هران):
الموقع الثالث هو (هران)، ويقع في الجهة الجنوبية الغربية من
الموقع الثاني، وعلى مسافة تقدر بحوالي عشرين كيلاً، وكانت حصيلة
النقوش المكتشفة في الموقع خمسة وعشرون نصا ً( ٢٥ )، موزعة على
جبلين شبه متوازيين، مطلين على ممر داخل شق جبلي عرضه حوالي
عشرين متراً تقريباً، عند بدايته ويتسع تدريجياً إلى أن يصل إلى خمسة

وثلاثين متراً عند نهايته وقد نقشت النصوص على تلك الواجهات الجبلية،
أما عن مواضع الكتابات فقد نقشت على إرتفاعات شبه طبيعية في حدود
خمسة أمتار تقريباً هذا وإضافة إلى النصوص الثمودية المكتشفة، فقد عثر
بالموقع على نقشين الأول كوفي، والثاني نبطي.
٤ (المكتبة):
الموقع الرابع، هو(المكتبة)، ويقع في الجهة الشرقية من الموقع
الثالث، وعلى مسافة تقدر بحوالي أثنى عشرة كيلاً. ويبعد عن شمال
شرق الحجر(مدائن صالح )، مسافة تقدر بخمسة وسبعين كيلاً، وهذه
المسافة تساوي نصف الطريق مابين الحجر وتيماء . وتتوافق هذه المسافة
مع ما أشاراليه جوسين وسافينياك، حيث أشاروا إلى أن المكتبة تقع في
وكانت حصيلة النقوش .[JS,p. منتصف الطريق بين العلا، وتيم اء[انظر ٧٦
المكتشفة في هذا الموقع ثلاثة عشر نصاً( ١٣ )، موزعة على جبلين
متقابلين، ويبعد الجبل الثاني عن الأول مسافة ١كيلاً، في الجهة الشمالية
الشرقية، ومطل على مسار طريق تجاري يتجه من الجنو ب الغربي إلى
الشمال الشرقي ونقشت النصوص على تلك الواجهات الجبلية، أما عن
اتجاه الكتابة فهي تتجه ناحية الشرق، واما عن مستوى ارتفاع الكتابة فقد
نقشت على إرتفاعات متفاوتة أقصاها يصل إلى حوالي ستة أمتارتقريباً.
هذا وقد وصف جوسين وسافينياك موقع المكتبة، بأنه اسم يذكرهم
بوادي المكتب المكان الشهير في سيناء، ولكن يختلف معه في كونه لا
يطل على وادي . كما هو الحال في سيناء، إلا أن به ممر عرضه من
٣٥ متر وطوله ٦٠ متر، يقع بين صخرتين تحداه من الجهة الشمالية، -٣٠
والجهة الجنوبية وعلى هاتين الصخرتين المتقابلتين، يوجد عدد من
.[JS,p. النقوش والرسوم الصخرية لجمال بعضها حجمها طبيعي[انظر ١٢٧
كما اكتشفا مجموعة من المخربشات الثمودية، ظهرت فيها اسم ديدان مرة

كاسم مكان، وأخرى كاسم علم [انظر ٧٦
.[HU,p. أيضا تشارلز هوبر[انظر ٤٧١
٥ (السميك):
الموقع الخامس، هو(السميك)، ويقع في الجهة الش مالية الشرقية من
الحجر(مدائن صالح )، وعلى مسافة تقدر بحوالي مئة كيلاً تقريباً، وقد
وكانت حصيلة النقوش .[HU,p. أشار للموقع تشارلزهوبر [انظر ٣٨٨
المكتشفة في هذا الموقع عددها خمسة عشر نصا ً( ١٥ )، موزعة على ست
جبال متفرقة، ويبعد الجبل الثاني مسافة ثلاثة أكيال في الجهة الشرقية عن
الجبل الأول، والجبل الثالث يبعد عن الجبل الثاني مسافة كيل واحد في
الجهة الشمالية الشرقية، والجبل الرابع يبعد عن الجبل الثالث مسافة كيلين
من ناحية الغرب، والجبل الخ امس يبعد عن الجبل الرابع مسافة كيل واحد
ناحية الشمال الشرقي، وقد عثر على نقش كو في في هذا الجبل بالإضافة
إلى النقوش الثمودية، والجبل السادس يقع في نهاية موقع السميك من
الجهة الشمالية، وعلى بعد ثلاثة أكيال من الجبل الخامس . هذا وقد نقشت
غالبية النصوص على واجهات جبلية تكثر فيها الظل، وتصلح بأن تكون
مكاناً للإستراحة، ومطلة على جهة الشرق، وفي بعض الأحيان تكون
الكتابة مطلة على جهة الشمال الشرقي، أما عن مواضع الكتابات فقد
نقشت على إرتفاعات منخفضة في حدود خمسة أمتار تقريباً.
PDF created
وثلاثين متراً عند نهايته وقد نقشت النصوص على تلك الوجهات الجبلية

الفصل الثاني
النقوش الواقعة شمال غرب عردة
مدخل :
تم في هذا الفصل دراسة وتحليل مجموعة من النقوش الثمودية تقدر
بعدد ( ٩٩ )تسعة وتسعون نصا ًً، تَم اكتشافها من خمسة مواقع متقاربة، تقع
شمال غرب عردة، التي تبعد عن الحجر (مدائن صالح )بمسافة تقدر بستين
كيلاً تقريباً حسب الخريطة المرفقة، وقد أشار إلى عردة
.[HU,p. تشارلزهوبر[انظر ٤٨٦
٦ (قاع الشرح):
هذا ويبعد الموقع السادس(قاع الشرح )عن عردة بمسافة تقدر بحوالي
ثمانية عشر كيلاً في الجهة الشمالية، وعن موقع السميك جهة الجنوب
الغربي مسافة ستة أكيال تقريباً، هذا وقد أشار تشارلزهوبرللموقع (قاع
علماً أن أول زيارة .[HU,p. الشرح)، وسجله باسم قارة الشرح [انظر ٣٨٨
١٤٢٢ ه الموافق /٢/ للباحث لهذا الموقع ك انت في يوم الإثنين ٦
٢٠٠١ م. /٤/٣٠
ويمتاز الموقع بجباله الرسوبية الملساء القليلة الارتفاع والممتدة
بمسافات طويلة، ومطلة على الوادي وأسفلها تغطيها الرمال الناعمة والتي
من الصعوبة بمكان السير عليها، سواء بالسيارة، أو الأقدام . كما أن موقع
انتشار النقوش بين تشققات جباله يمتاز بتجمع مياه السيول، والأمطار
التي يستفيد منها عابري الطريق . على أي حال فالموقع يحتوي على أربع
واجهات صخرية مطلة على الوادي من الناحية الجنوبية. وقد امتازت تلك
الواجهات الصخرية بكثرة النصوص عليه ا. على كل حال نجد أن
النصوص قد صاحبها رسومات متقنة لجمال كبيرة الحجم، وأسود، ونمر،
وكان مستوى ارتفاع الكتابة في حدود خمسة أمتار تقريبا ً. أما عدد

النقوش الثمودية المكتشفة في هذا الموقع فهي تقدر بعدد ( ٦٢ ) اثنين
وستون نصاً.
٧ (أبا الميخ):
الموقع السابع وهو يعرف باسم "أبا الميخ"، ويبعد عن الحجر(مدائن
صالح) في الجهة الشمالية الشرقية مسافة تقدر بحوالي تسعين كيلاً، وعن
عردة في الجهة الشمالية مسافة خمسة عشر كيلاً. وتمتاز طبيعة الأرض
فيه بأنها جبلية وفي مستوى سطح الأرض، أي أننا نسير على طريق
جبلي ومنبسط يتخلله بعض من الجبال العالية الإرتفاع، والتي بها تشققات
واسعة ومكشوفة شبيهة بالممرات، ويكثر فيها الظل وهي أماكن صالحة
للإستراحة، وعلى واجهاتها تم اكتشاف عدد( ١٩ ) تسعة عشر نصاً، نقشت
على سبع واجهات جبلية، هذا ويمتازالموقع برسوم الجمال، والخيول،
والوعول.
٨ (عشارة):
الموقع الثامن وهو عشارة، الذي يبعد مسافة أثنين وعشرون كيلاً
شمال غرب عردة، ويمتاز الموقع بأنه صالح للإستراحة القوافل التجارية
ولرعاة الإبل والماشية، وكذلك أهل البادية الر  حل ممن سكنوا الخيام،
وذلك لكثرة الظلال فيه. كما أن طرقه رملية، وجباله رسوبية ملساء.
هذا وقد أشار تشارلزهوبر للموقع في موضعين من نفس المرجع
فأطلق على أحدهما قرة العشارة، وعلى الآخرقرة
وذكره أيضاً أوتنج وسماه .[HU,p. العشار[انظر ٣٨٨،٣٩٣
أما جوسين وسافينياك فقد أطلقا على .[Euting,١٩١٤,p. العشارة[انظر ٢١١
الموقع اسم عشارة ووصفاه بأنه عبارة عن جبل يغلق الوادي، وذكرا أن
فيه رسوم صخرية كبيرة ومطِلَّة على الطريق . كما أنهما قد مرا على
التلال الغربية المسماه بالفرجة، وسجلا مجموعة من النقوش النبطية،

وهي تحت رقم من ( ٣٤٧
ثمودية قليلة ونادرة، هذا وحسب اعتقادهما أنهما ربما قد دخلا في حدود
على أي حال، عدد النقوش التي تم .[JS,p. المملكة النبطية [انظر ١٥٩
اكتشافها من قبل الباحث تقدر بعدد ( ٨) ثمانية نصوص كتبت بالخط
الثمودي، أما عن طبيعة النقوش فهي قصيرة لا تزيد عن سطرين
ومنحوتة على واجهات الجبال وبطريقة غائر ة. وقد صاحب هذه
المجموعة من النقوش عدد من الجمال الكبيرة الحجم، ووسوم القبائل،
ويعود تاريخ معظمها إلى الفترة الثمودية المبكرة التي تقع ما بين القرن
السابع قبل الميلاد إلى القرن الثالث قبل الميلاد (انظرأسكوبي، ١٤٢٠ ه،
.( ص ٥٠٧
٩ (الجنح):
الموقع التاسع وهو "الجنح" الذي يقع غر ب عردة وعلى مسافة
تقدر بحوالي ثلاثة وأربعين كيلاً، وعلى مسافة ثلاثين كيلاً شمال شرق
الحجر(مدائن صالح)، هذا وقد أشار إلى موقع الجنح تشارلز هوبر
على كل حال، لم نجد إلا نقشان أحدهما كُتب بالقلم .[HU,p. [انظر ٤٨٧
الثمودي، والثاني بالقلم النبطي. علماً بأن الموقع يحتوي على عدد من
الجبال الصالحة للإستراحة، إلا أن طبيعتها غير صالحة للكتابة عليها.
١٠ (مشاس خرب):
الموقع العاشر وهو "مشاس خرب " والذي يعرف عند أهل البادية
بماء خرب ويبعد الموقع عن عردة مسافة أحدى عشر كيلاً في الجهة
الغربية، وعن الحجر مسافة خمسة وأربعون كيلاً تقريباً في الجهة
الشمالية الشرقية . والطريق الموصل للموقع أرضه سهلة، والجبل الذي
عليه الكتابة به تشققات طبيعية كبيرة تشبه مداخل البوابات، ويظهر
للمشاهد كمعلم جمالي بديع المنظر وارتفاعه في حدود خمسة أمتار، وعدد

النقوش الثمودية المك تشفة فيه تقدر بعدد ( ١٠ )عشرة نصوص، إضافة إلى
نص نبطي وحيد، ورسوم حيوانية لجمل وخيل، وقد نقشت على واجهتين
إحداهما مطلة على الجهة الجنوبية الغربية، والأخرى مطلة على الجهة
الشرقية.
الفصل الثالث
النقوش الواقعة شمال شرق الحجر (مدائن صالح)
مدخل :
تم في هذا الفصل دراسة وتحليل مجموعة من النصوص العربية
الشمالية التي تقدر بعدد( ٦٠ ) ستون نصاًً. تم اكتشافها في أربعة مواقع
متقاربة، تقع شمال شرق الحجر(مدائن صالح) حسب الخريطة المرفقة.
١١ (غلالة):
يبعد الموقع الأول(غلالة)عن الحجر بمسافة تقدر بحوالي ٤٦ كيلاً
تقريباً، وعدد النصوص المكتشفة بالموقع تقدر بعدد( ٧) نصوص، موزعة
على ثلاث واجهات صخرية. بالإضافة إلى نصين نبطيين، وكانت اتجاه
الكتابة في هذا الموقع ناحية الجهة الغربية، وامتاز الموقع بكثرة الكثبان
الرملية الناعمة، وجباله رسوبية متوسطة الإرتفاع، وأول زيارة للموقع
١٤٢٤ ه الموافق /٢/ من قبل الباحث كانت في صبيحة يوم الخميس ٩
٢٠٠١ م. /٥/٣
١٢ (هضبة أم النيران):
أما الموقع الثاني الذي تم إكتشافه في نفس اليوم هو(هضبة أم
النيران)، ويقع جنوب غرب الموقع الأول(غلالة)، وعلى بعد ( ٨) ثمانية
أكيال تقريباً، وعدد النصوص المكتشفة بالموقع تقدربعدد ( ٦) ستة

نصوص كُتبت داخل شق جبلي مطِل على نبع ماء، والكتابة إتجاهها جهة
الغرب، ويمتاز الموقع بأنه واقع على ممر لطريق القوافل.
١٣ (قاع البلي):
الموقع الثالت (قاع البلي)، الذي يبعد عن الحجر مسافة ( ٢٣ )ثلاثة
وعشرون كيلاً تقريباً ناحية الجهة الشمالية الشرقية من الحجر . وعدد
النصوص المكتشفة فيه تقدر بعدد ( ١٣ ) ثلاثة عشر نصاً ثمودي، وعدد
نصين لحياني، وخمسة نصوص نبطية . هذا وقد مرا على الموقع جوسين
وسافينياك وسجلا عدد من النصوص الثمودية وهي
.[JS٢٥١،JS٢٤٩،JS٢٤٧،JS٢٤٤ ، JS٢٤٣،JS٢٤٠،JS [انظر ٢٣٩
علماً بأن الكتابة قد نقشت .[JS٣٨٠، JS والنصوص اللحيانية [انظر ٣٧٩
على ثلاث واجهات صخرية، داخل شقوق كبيرة في الجبل . منها ما هو
مطِل على نبع ماء. واتجاه الكتابة جهة الغرب. أما عن طبيعة الجبال فهي
عالية وتكثر بهاه التشققات التى بها الظلال الصالحة للإ ستراحة، وكذلك
منابع المياه، ومطِّلة على طريق القوافل المتجهة إلى الحجر.
١٤ (قيعان الصنيع):
( الموقع الربع (قيعان الصنيع )، الذي يبعد عن الحجر مسافة ( ١٧
سبعة عشركيلاً تقريباً في الجهة الشمالية الشرقية من الحجر . وعدد
النصوص المكتشفة فيه تقدر بعدد ( ٣٢ ) اثنين وثلاثين نصاً ثمودي، ويمتاز
الموقع بدروبه السهلة وجباله القليلة الارتفاع، وقربه من الحجر (مدائن
صالح).علماً بأن الكتابة قد نقشت على ست واجهات صخرية.هذا وقد مرا
جوسين وسافينياك على الموقع، وأشارا إلى أن موقع قيعان الصنيع هو
.[JS,p. اسم السهل الذي يوجد فيه بير الصنيع [انظر ١١٩

الخاتمة
بدأ هذا البحث بمقدمة تبين أهمية الموضوع، ودواعي اختياره، وقد
أشتمل البحث على ثلاثة فصول . وكانت نتائجه مرضية ولله الحمد، حيث
أضافت هذه النقوش المكتشفة مجموعة من المضامين الحضارية، التي
كانت تتصف بها الشعوب العر بية القديمة، وتعيش في تلك الحقبة الزمنية
وذلك من خلال دراسة وتحليل عدد ( ٢٧٣ ) مائتي وثلاثة وسبعون نصاً
عربياً . تعود إلى الفترة الثمودية المبكرة، والمتوسطة، والمتأخر ة. كُتبت
بالقلم الثمودي ،منها ثلاث نصوص كُتبت بالخط اللحياني (انظرنقش ٢٢٢
٢٣٧،٢٣٦ ). وقد صاحب ا لنقوش الثمودية نص آرامي (انظر ،
٢٠٤ ، ٨٤ ، نقش ٢٢ ). وكذلك أربعة نصوص نبطية (انظر النقوش ٢٢
٢٥٦ ). وهذه النصوص المكتشفة المشار إليها أعلاه والتي تقدر ب ،
٢٧٣ ) نصاً موزعة على أربعة عشر موقعا ً. وبعد دراستها وتحليلها )
استطعنا ولله الحمد الخروج بالعديد من المضامين ا لحضارية، لعل من
أهمها أننا تمكنا من تحديد العمر الزمني لتلك النقوش والتي غالبيتها تقع
خلال الفترة الثمودية المبكرة في حدود (القرن السابع قبل الميلاد).
وعدد قليل يقع خلال الفترة الثمودية المتوسطة والتي تقع في حدود (القرن
الثالث والثاني قبل الميلاد).
والمتأخرة وتقع في حدود (القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث
الميلادي) .
وقد استخدم العربي القديم في كتابة هذه النصوص عدد من الطرز كان
أهمها ما يلي :
الأولى:طريقة الخط المستقيم (الأفقي)المقروء، إما من اليمين إلى اليسار
أومن الجهتين . أو من اليمين إلى اليسار ، ثم يكمل النص من اليسار إلى
اليمين . أو من اليمين إلى اليسار، ثم يكمل النص من أعلى إلى أسفل .
الثانية:طريقة الخط المنحني (المائل) المقروء، إما من اليمين إلى اليسار
أومن اليسار إلى اليمين . أو من أعلى إلى أسفل .أو من أسفل إلى
الأعلى .
الثالثة:طريقة الخط العمودي المقروء، من أعلى إلى أسفل
هذا وقد تعددت بدايات هذه المجموعة من النصوص الثمودية وكانت
على النحو الآتي :
١ نصوص بدأت بحرف اللام وتعني "بواسطة" .
٢ نصوص بدأت بالأداة "ل م" وتعني "بواسطة" .
٣ نصوص بدأت بحرف الباء وتعني "بواسطة " .
٤ نصوص بدأت بحرف الجر "م ن" وتعني بواسطة .
٥ نصوص بدأت بالأداة "ن م" وتعني بواسطة .
٦ نصوص بدأت بالأداة "ن م" وتعني من حرف جر .
٧ نصوص بدأت باسم علم لشخص .
٨ نصوص بدأت بالاسم المفرد ود د وتعني "تحيات".
٩ نصوص بدأت بالمصطلح ود د ف وتعني "تحيات لِ ".
١٠ نصوص بدأت بالمصطلح ود د ت ف وتعني"تحيات لِ " .
١١ نصوص بدأت بحرف العطف الواو مع ضم ير المتكلم المنفصل
للمفرد "أ ن" .
١٢ نصوص بدأت بضمير المتكلم المنفصل للمفرد "(أ) ن" .
١٣ نصوص بدأت باسم الإشارة "ز ن" وتعني هذا .
١٤ أعلام بدأت بأداة التعريف الهاء .

وقدمت لنا هذه المجموعة من النصوص أسماء أعلام شخصية
وعددها ( ٤١١ ) أربعمائة وإحدى عشر اسما منها عدد ( ٨٣ ) ثلاثة
وثمانون اسماً تأتي للمرة الأولى في هذه النصوص.
وقد نتج من دراسة هذه النقوش والتي تقدر ب ( ٢٧٣ ) مائتي وثلاثة
وسبعون نقشاً، أنها انقسمت من حيث دلالتها اللغوية إلى عدة أقسام هي :
١ صيغة اسم العلم البسيط :
جاء في هذه الصيغة عدد كبير من الأسماء وبأوزان مختلفة .
٢ أسماء الأعلام المركبة :
وتنقسم إلى قسمين هما :
أ صيغة الجملة الاسمية
ب صيغة الجملة الفعلية:
٢ الأسماء المشتقة من الصفات الجسمية .
هذا وبعد دراسة هذه المجموعة من النصوص يمكننا تصنيفها إلى
الأقسام التالية :
١ نصوص دعائية :
وهي التي وجهت الدعاء للإله مباشرة وتضمنت مجموعة من
الأدعية. مثل النصوص التي تخص بالدعاء المعبود "ن ه ي"،
والنصوص التي تخص بالدعاء المعبود "ر ض و"،
والنصوص التي تخص بالدعاء للمعبود "د ث ن ت"،
والنصوص التي تخص بالدعاء المعبود "أ ل ت"،
والنصوص التي تخص بالدعاء المعبود"ك ه ل"،
والنصوص التي تخص بالدعاء المعبود "ع ت ر س م"
والنصوص التي تخص بالدعاء المعبود "ع م"، والمعبود "ت م ي"،
والنصوص التي تخص بالدعاء المعبود "ك و م"،

النصوص التذكارية :
ويجدر الإشارة بأن عدد من النصوص وخاصة تلك التي تعود إلى
الفترة الثمودية المبكرة وردت داخل أُطر مختلفة منها على سبيل المثال ما
جاء داخل إطار أسطواني الشكل ، وعدد آخر ورد داخل إط ار
شبه دائري ، بينما وردت عدد من النصوص داخل إطار شبه مستطيل
، وكذلك داخل إطار شبه بيضاوي ، وأخيراً النصوص التي وردت داخل
إطار شبه بيضاوي نفذ بطريقة النقط .
كما جاءت عدد من النصوص الملتصقة بعض أحرفها ، وكذلك
وهو تشابك ،[MONOGRAM] استخدم العربي القديم أسلوب المونجرام
الحروف في شكل جمالي بديع وهذه الطريقة هي رمز خاص إما
بشخصية الكاتب أو برئيس القبيلة أوالقائد .
واستخدم الكاتب خط مستقيم كفاصل بين الكلمات .
وجاءت في هذه المجموعة من النصوص صيغة الجمع بإضافة
حرف الألف بداية الكلمة مثل أ ج م ل، أ ب ل .
كما رافق هذه المجموعة من النصوص رسومات آدمية، وحيوانية،
أو وسوم القبائل وهي على النحو الآتي:
١ الرسومات الآدمية :
وقد تعددت الرسومات الآدمية بين رسومات لأشخاص يمتطون
جمال، وأخرى رسومات لفرسان يمتطون خيول في مناظر سباق أو
رقص ، أو في م نظر صيد، أو رسومات لأشخاص واقفين، كما توجد
رسمة لآدمي وهو في وضع تعبدي، حيث يبدو من الرسم أنه رافع يديه
إلى الأعلى لطلب الدعاء .
الرسومات الحيوانية :
صاحبت النصوص الثمودية مجموعة كبيرة من الرسومات
الحيوانية التي كانت غالبيتها تصور شكل شخص يمتطي"الجمل" وصورت
بأشكال متقنة وجميلة . يلي الجمل من حيث دقة فن الرسم والنحت
رسومات لفرسان وهم يمتطون الخيل ، كما ظهرت رسومات الوعول ،
ورسم متقن لخيل ، ورسمة لشخص يصطاد ثور، ورسم لنمر وهو
يصطاد وعل، ورسمة لنمر ، ورسمة لشخص يمتطي حمار، كما توجد
رسمة متقنة لكلب وهو يصطاد نعام ، ورسمة لذئب ، ورسمة لغزال ،
ورسمة متقنة لأسد .
أما أكثر الرسومات تميزاً ودقة هي تلك الرسمة المتمثلة في خيل
يجر عربة .
٣ الأشكال والوسوم :
ظهرت أشكال مختلفة مصاحبة للنصوص منها على سبيل المثال
الأسلحة كالرماح والدروع .
واشتملت ه ذه النصوص على أسماء قبائل مثل : قبيلة آل ح ص ر،
وقبيلة آ ل ح م ي، وقبيلة آ ل ع ق و، وقبيلة ع ت د ت، وقبيلة م ت .
وأسماء المعبودات وهي : أ ل ت : (اللات )، كما ورد ضمن
المعبودات "د ث ن "، والمعبود "ر ض "، ب ينما جاء المعبود "ر ض
و"بكثرة ، والمعبود "ع ت ر س م "، والمعبود "ع م " ، والمعبود "ك ه
ل"، وأخيراً المعبود "ن ه ي"الذي ورد أيضاً بكثرة.
وظهرت أيضاً أسماء معبودات ترد للمرة الأولى في هذه النوعية من
النصوص وهي "ت م ي" ، والمعبودة "د ث ن ت"، والمعبود "ك و م".

وهكذا تتضح صورة هذا البحث الذي أجاب على
وهكذا تتضح صورة هذا البحث الذي أجاب على تساؤلاته وكشف عن
بعض الغموض الذي كان يحيط بتلك النقوش، وسلط الضوء على أهميتها.
لذلك أوصي بمتابعة الكشف والبحث، حتى ينال الطريق التجاري الذي
يربط تيماء بالعلا (الحجر)، مكانته العلمية المناسبة له، ليستفيد منه
الدارسين والباحثين في علم الرسوم الصخرية والكتاب ات العربية القديمة
والإسلامية.
وفي الختام أحمد الله الذي بفضله تتم الصالحات، وأشكره على جميع
أفضاله، ونعمه السابغات، وعلى ما أمتن به عل  ي من جمع مادة هذا
البحث، واستيفاء جوانبه حسب الطاقة والإمكان، وقد حرصت فيه كل
الحرص على الالتزام بالمنهج العلمي الذي رسمته في المقدمة، فما كان
فيه من صواب فمن الله وحده وله الحمد والشكر، وما كان فيه من خطأ
فمن نفسي والشيطان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
و فى الاخير نرج دعواتكم الى اهل العلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركته

جزاكم الله كل خير يا اخوان على جهودكم المبذولهه