المتكبرون في الارض ...حديثا

الدماء وعبدة الكرسىبالله عليكم ماذا فعل بنا الذين مكناهم فى أرض مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن وغيرها من البلاد العربية؟للأسف الشديد عشنا عصوراً وسنوات طويلة من القهر والذل، ومن الخضوع والخنوع، ومن الفقر والجوع والضياع، كل ذلك من أجل الحفاظ على الكرسى ومن أجل الجاه والمال والسلطة والنفوذ، ومن أجل التوريث دفعت مصر فى ثورة 52 يناير خيرة شبابها من الشهداء الأبرار، وفسدت الذمم والضمائر، وأصبحت هناك قرى بأكملها من المعدمين والفقراء، وانتشرت العشوائيات وأهينت كرامة المصرى فى كل بلاد الدنيا، فماذا فعل بنا الذين مكناهم على أرض مصر، هل أقاموا الصلاة كما أمر الله؟لا والله!! أقاموا الصلاة بشكل مسرحى هزلى يقفون فى الصفوف الأولى مسلطة عليهم الأضواء وكاميرات التليفزيون يصلون للناس وللشهرة ولا يخشعون ولا يصلون لله!هل يأتون الزكاة كما أمرهم الله؟ لا ولله وإلا ما كان كل هؤلاء الجوعى والمعدمين والفقراء يملأون شوارع مصر من أدناها إلى أقصاها!! هل أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر؟لا ولله! بل أمروا زبانيتهم ولصوصهم وعصاباتهم من بعض رجال الأعمال وأصحاب الأموال والوزراء وأبنائهم بأن ينهبوا البلد ويهربوا الأموال إلى الخارج! ويسرقوا ويشتروا الأراضى بأبخس الأثمان وليذهب الجوعى والمعدمون والفقراء من الشعب إلى الجحيم.تأملوا معى ماذا حدث لكل هؤلاء الصغاة الظالمين؟ وصدق الله إذ يقول «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون» فهل يعتبرون ويتعظون؟ هل كنتم مثلاً ترضون على المجازر والدماء التى تراق فى قرى ومدن سوريا؟النساء والأطفال والشيوخ قتلى وشهداء دماؤهم مبعثرة فى كل شوارع سوريا؟\كل هذا من أجل الحكم ومن أجل الكرسى ومن أجل السلطة والنفوذ، شباب اليمن الطاهر يضحون بأرواحهم من أجل العدل ودماؤهم البريئة فى شوارع صنعاء وفى كل مكان.
∎ تونس العظيمةضحت بكل غال ونفيس من أجل الثورة على الظلم والديكتاتورية ونجحت وأطاحت بالطواغيت من البشر الذين يعبدون الكرسى والحكم والسلطة، وليبيا ماذا أقول؟ بالله عليكم هل رأيتم حاكما يضرب شعبه بالدبابات والمدافع والقنابل؟ حاكما يقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، حاكما يسب شعبه بأنهم فئران؟!كل هذا من أجل الكرسى والحكم والنفوذ ألا لعنة الله على هؤلاء جميعا.
∎ السيطرة على الجهاز العصبى للدولةماذا يفعل عبدة الكرسى والحكم والنفوذ عندما يتقلدون المناصب العليا ويتمكنون فى الأرض، أول شىء يفعلونه هو السيطرة على الجهاز العصبى للمجتمع يسيطرون على مراكز الحكم والسياسة، وعلى التشريع والإدارة، وعلى المال والتجارة والاقتصاد، وعلى القوة والسلاح، وعلى الدين والمذاهب، وعلى العلم والفكر والإعلام، وعندئذ تصاب الدولة والمجتمع بالجنون والشلل، ويدمر بعضه بعضا لدرجة أن يهدم بعض الأفراد ما يبنيه البعض الآخر، ويسيطر الخلل والفساد على كل شىء، لتتجه الدولة إلى الانتحار الجماعى والهلاك والفناء، إلا عبدة الكرسى والحكم والنفوذ فهم يستمتعون ويهنأون بما ينهبون ويسرقون من أموال الدولة، وهناك قصة شهيرة توضح ذلك كله تحكى أن الشيخ حسن الطويل هو من العلماء الأفذاذ الذين لا يخافون فى الحق لومة لائم، كان يجلس مع رياض باشا رئيس الوزراء فى ذاك الوقت، وطلب منه أن يدخل الوزارة، فسأله رئيس الوزراء أى وزارة تريد يا شيخ حسن؟قال وزارة المالية تعجب رئيس الوزراء وسأله لماذا؟ قال الشيخ حسن الطويل لأنهب خزائنها كما تنهبون!أين نحن الآن من هؤلاء العلماء الأجلاء، أين العلماء الشجعان الذين يقولون كلمة الحق فى وجه حاكم جائر طاغية، للأسف نحن فى زمن الأقزام من العلماء الذين يحملون المباخر، ويأكلون على كل الموائد، يلهثون وراء الفتات من الطعام على أبواب الحكام والوزراء والمسئولين ولا حول ولاقوة إلا بالله.∎ القوى الخفية والشيطانيةماذا يفعل الذين إن مكناهم فى الأرض؟ يسيطرون على عقل الشعب ويستغفلون الرأى العام!فمعروف أن المعلومات حق من حقوق الإنسان ولكننا وهذا هو المحزن عشنا عصوراً وأزمانا رديئة توهمنا أن الحاكم والحكومات إنما هم الذين يهبون ويمنحون أو يحجبون المعلومات والمعرفة عن الشعب لأن بيدهم الأمر كله، يبيعوننا بضاعة رديئة بمعلومات كاذبة عن إنجازات وهمية وخيالية، ويحجبون عنا معلومات عن المعدمين والفقراء والعشوائيات ومعاناة الجماهير، عشنا عصور انهيار كل شىء العدالة والحق والكرامة والشرف، فهم يظهرون ما يشاءون ويحجبون ما يشاءون، يستغفلون الرأى العام فيشكلونه حسب أهوائهم ويضعفونه ويذلونه وفى النهاية يسوقونه كالقطيع فى أى اتجاه يشاءون لأنهم يعلمون أن الرأى العام هو أحد الأركان الهامة للجهاز العصبى المركزى للدولة، وللاستطلاع وتجميع المعلومات والتعليم والإعلام، وليس هذا فقط بل يلعب هؤلاء الطغاة الظالمون لعبة الاستعمار الحقيرة، فرق تسد، فيفرقون المجتمع إلى جماعات وأحزاب وشيع وأجندات وأديان ومذاهب وعنصريات وقوميات وأصول عرقية، وينشرون التشرذم بين أولئك وهؤلاء ليكونوا دائما تحت سيطرة القوى الحقيقية الخفية الشيطانية، التى تهدف للقضاء على حماة الفضيلة والعرف والقيم والمبادئ والتقاليد العريقة، ويزدادون هم ثراء ومتعة ومناصب وقوة ونفوذاً، وللأسف فإن هؤلاء الطواغيت الظالمين لا يسمعون ولا يفقهون قول الله تعالى «استجيبوا لربكم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله، ومالكم من ملجأ يومئذ، ومالكم من نكير».
∎ يعز من يشاء ويذل من يشاءبالله عليكم كيف تكون الحياة فى هذا الجو الفاسد والبيئة الشيطانية والظلم الذى انتشر فى أرجاء العالم العربى، هل يقلد هؤلاء الطغاة طاغيتهم الأكبر فرعون عندما قال لشعبه «أنا ربكم الأعلى» ماذا تتوقعون فى مثل هذا المناخ المريض، الذمم تشترى، والأسرار تباع وينعدم الولاء للوطن والمجتمع، بل ولا أبالغ إن قلت ينعدم الولاء لله، وتنتشر الجاسوسية والخيانة، وتعقد صفقات الإثم والبهتان، وينتصر الغش والزور على العدل والأمانة، ويصل أسافل البشر وسفهاؤهم إلى مراكز السيادة والقيادة فيتولون المناصب ويسيطرون على الجهاز العصبى للمجتمع فيفسدونه، ويصبح كل شىء مزيفا، ويلبثون الحق بالباطل، وهؤلاء الطغاة للأسف الشديد يستخدمون العلماء والحكماء والمفكرين وذوى الرأى لتبرير أعمالهم وفسادهم وجرائمهم على أركان تبدو فى الظاهر قوية شديدة ولكنها واهية، والعجيب فعلا أنهم يرتكبون كل هذا ولا يخافون الله.«وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا، قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون، وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون».. وأخيرا إن هؤلاء الحمقى والطغاة والمجانين من الحكام الذين عرفهم التاريخ كثيراً لم ولن ينتبهوا إلي قول الحق سبحانه وتعالى»: «قال اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شىء قدير».

المديرالفني للمنتدى تاريخ التسجيل : 25/10/2010

لعن الله المتكبر والمتكبيرن في الارض اخي

موضوع قيم تستحق عليه توقيع التميز

المتكبرون في الارض ...حديثا 1328359192251

» المتكبرون في الارض....قديما
» التنبؤ بالغيب قديما و حديثا
» صور لموقع وجدته حديثا الرجاء أعينوني على تفسير ما سترونه
» الارض وابعادها
» مجوهرة الارض